إسطنبول - محمد شيخ يوسف (الأناضول) : مدينة إسطنبول سحرت ألباب كل من زارها قديما وحديثا، خاصةً وأنها تربط بين قارتي آسيا وأوروبا، وتشكل معبرا للثقافات، فكان لها تأثير بالغ على سياسيين وفنانيين وعشاق، نظرا لموقعها المتميز، وإطلالتها على بحرين ومضيق وخليج فضلا عن بحيرات وأنهار وجزر.



مضيق البوسفور يعتبر الممر المائي بين بحري مرمرة والأسود، ويفصل بين القارتين الآسيوية والأوروبية، وهو أحد أجمل مناطق المدينة، بل العالم، لما له من إطلالة جميلة، وأهمية استراتيجية كبيرة للغاية.

منطقة "أورطه كوي" (تعني القرية الوسطى) هي عين إسطنبول على البوسفور، تقع بالشطر الأوروبي من المدينة، وتطل على المضيق والجانب الآسيوي، ومنها يمكن رؤية جسر إسطنبول المعلق الأول المعروف بجسر "شهداء 15 تموز" (كان يسمى جسر البوسفور قبل محاولة الانقلاب الفاشلة منتصف يوليو/ تموز 2016).

المشهد في "أورطه كوي" عبارة عن لوحة جمالية طبيعية تأسر ألباب الزائرين من الأتراك والأجانب، خاصة مع دخول المساء إيذانًا بقدوم الليل، حيث تضاء الأنوار في الطرف المقابل (الآسيوي)، ويكتسي الجسر المعلق بحلّة من الأنوار تخطف الأنظار.

يمكن للسياح والزوار أيضًا مشاهدة تلة "تشاملجا" (أو تلة العرائس كما هو متعارف عليه لدى العرب) من "أورطه كوي"، ورؤية جامعها الكبير الذي يقبع فوق التلة، كما يمكن رؤية مسجد السلطان أحمد، ومتحف آيا صوفيا، وأبرز معالم إسطنبول المنتشرة في محيط المنطقة.



ولا تكتمل زيارة "أورطه كوي"، إلا بتناول الأطعمة التي تمتاز بها المنطقة، حيث تنتشر عشرات المحلات التي تبيع "الكومبير" الشهي، وحلويات "الوفل".

ولا يكاد يمر زائر إلا ويحمل بين يديه إحدى هاتين الأكلتين، ليأخذ مكانه على الساحل، ليتناول وهو يشاهد "البوسفور" بينما تتلاطم أمواجه، والبواخر التي تنقل السيّاح في جولات سياحية تسير على صفحة مياهه.

و"الكومبير"، عبارة عن ثمرة كبيرة من البطاطس، مشوية بالفرن، يتم شقها من المنتصف، وعجنها مع الزبدة والجبنة، قبيل وضع مختلف أنواع السلطات الباردة والبقوليات والمنكهات الأخرى عليها.

أما "الوفل"، فهي حلويات تخبز في جهاز خاص، ويوضع عليها أنواع من الشوكولاتة والفواكه، والمربات، وأحيانا توضع عليها المثلجات.



السائح السعودي صلاح عبد الواحد، من المنطقة الشرقية، قال إن "المنطقة (أورطه كوي) راقية وفيها مناظر طبيعية، وتتميز بعدد من المطاعم، ومناطق جلوس جميلة مطلة على البوسفور".

واعتبر في حديث للأناضول، أن "الأجواء في المكان تسمح باصطحاب العائلة، إذ يمكننا الجلوس هنا لساعات طويلة"، مضيفا "لا شك أن مناطق إسطنبول تكمل بعضها البعض، فكل منطقة أجمل من الأخرى، ولقد سعدنا في الجو العائلي بالمدينة".

وحول تناوله الأطعمة التي تشتهر بها "أورطه كوي" بيّن بالقول "تذوقت البطاطس (الكومبير) وهي لذيذة وجديدة علينا، أحببتها، وأنصح الكل بزيارة هذه المنطقة، وخاصة في النهار.. المنطقة رائعة جدا".

أما مواطنه يحيى الخبراني، فأوضح أنه في زياراته السابقة أقام في منطقتي "السلطان أحمد"، و"تقسيم"، وبناء على نصيحة صديق له، نصحه بمنطقة أورطا كوي.



وأردف للأناضول، "المنطقة فوق الخيال، كانت هناك جولات عديدة في البوسفور، والمأكولات شهية جدا، رغم أنها جديدة بالنسبة لي".

المنطقة لا يقصدها فقط السائحون العرب، بل الأتراك أيضا يأتون إليها؛ من أجل التقاط الصور التذكارية، وخاصة من قبل العرائس، لتخليد هذه اللحظة التاريخية في هذا المكان المميز.

كما تشهد المنطقة زحفا من قبل السيّاح الأجانب؛ لانتشار المطاعم المميزة فيها، فضلا عن وقوعها قرب مناطق من أرقى أحياء إسطنبول.

هيسون بارك، من كوريا الجنوبية، أشادت بالمنطقة التي تزورها للمرة الأولى، مشيرة أنها كانت حريصة على أن تكون زيارة "أورطه كوي" أول ما تفعله في إسطنبول.



وحول وجبة الكومبير، أفادت "الوجبة التي أكلتها كانت كبيرة بالنسبة لي؛ لذلك تقاسمتها مع زوجي".

من ناحيته، قال المحامي الأردني، حسن خليل الكسواني، إن "المنطقة جميلة جدا، وخاصة جسر البوسفور، وحركة السفن والغابات الجميلة".

وأعرب الكسواني، للأناضول، عن إعجابه الشديد بالسياحة في تركيا، مضيفًا "لا توجد منطقة جميلة مثلها (أي مثل أورطه كوي)، وهناك اهتمام كبير بالسياحة، وهذا كان له بالغ الأثر في زيادة عدد السياح ولا سيما العرب في المنطقة"

وعن المشهد العام الذي استمتع به في المنطقة، قال المحامي "أورطه كوي لها منظر بالغ الروعة، ترك لدي انطباعًا كبيرًا، لا سيما تلك المتاحف والمساجد المنتشرة في أرجاء المكان".



وأردف "لأول مرة أزور إسطنبول، وبالفعل خرجت بانطباع جميل، لم أتذوق البطاطس بعد، ولكن تذوقت أكلات أخرى كلها كانت شهية، وهي قريبة من الطابع العربي، والأطعمة كلها حلال".

وتوجه برسالة للزائرين بقوله "أنصح السائحين القدوم ورؤية المنظر الجميل، وأن يزوروا مختلف مناطق إسطنبول"، الأمر الذي شاطرته فيه زوجته.