المدينة المنورة (واس) : يمثّل موسم الحج أحد المواسم التي تشهد انتعاشاً في حركة البيع والشراء في المحال والمجمعات التجارية بالمدينة المنورة، نظراً لكثافة أعداد المتسوقين لاسيما من ضيوف الرحمن والزائرين الذين يحرصون على شراء احتياجاتهم قبل العودة إلى أوطانهم.



ورصدت وكالة الأنباء السعودية في جولة ميدانية تنوّع الأنشطة التجارية في أرجاء المنطقة المركزية المجاورة للمسجد النبوي الشريف وإقبال الزائرين على التسوّق وشراء أصنافاً من السلع، وتعدّ محلات الأقمشة والملابس الجاهزة، والذهب والمشغولات الفضيّة والسبح والإلكترونيات أكثر المحال التي تستقطب الحجاج خلال تسوّقهم.

ويقول سهيل المهري بائع في أحد محلات الذهب بشارع السلام "غرب المسجد النبوي" أن زبائن المحل من مختلف الجنسيات، مبيناً أن جودة المنتجات السعودية من الذهب تجعله الأكثر طلباً لدى الحجاج، مبيناً أنه يتوفّر أصنافاً عديدة من الذهب ومنها الكويتي والبحريني وأنواعاً أخرى من المشغولات الذهبية، إلا أن الذهب المحلي يعدّ الأكثر طلباً، نظراً لتنوّع تصاميمه وجودتها.



وأضاف المهري أن حجاج باكستان يفضّلون شراء الأساور الذهبية، فيما يفضّل حجاج أفريقيا شراء أطقم الذهب التي تحوي قلادة وخاتماً وأقراط الأذن، في حين يقبل حجاج إندونيسيا على شراء الخواتم بشكل خاص لتقديمها كهدايا لزوجاتهم وبناتهم، مضيفاً أن حركة الشراء في موسم ما قبل الحج هذا العام أقل من الفترة ذاتها من العام الماضي، مؤملاً أن يعوّض موسم ما بعد الحج ضعف الإقبال الذي شهده الموسم الأول.

وبمحاذاة محل الذهب توجد العديد من الأنشطة التجارية الأخرى حيث يقبل الحجاج على شراء الهدايا كالسبح والخواتم، وحقائب اليد وغيرها من السلع، واستهل الحاج حسن محمد حسن من جمهورية مصر العربية حديثه معبراً عن فرحته بأداء مناسك الحج للمرة الأولى، مبيناً أنه سبق له القدوم لأداء العمرة مرتين، لكنه يرى أن أداء فريضة الحج له فرح لا يعدله فرح، داعياً الله عز وجل أن يتقبل منه ومن جميع الحجاج حجّهم، وأن يعودوا إلى ديارهم سالمين مغفوراً لهم.



ويقول حسن، الذي يسكن في أحد الفنادق المجاورة للمسجد النبوي "اشتريت بعض السبح والخواتم للإخوة والأقارب أما زوجتي فاخترت لها حقيبة يد وقطعة قماش".

من جهته قال الزائران أحمد فوزي حافظ، وعبد المنعم محمد رجب من جمهورية مصر العربية أنهم حرصوا على شراء بعض الهدايا للأهل والأقارب، وأفادوا بأن برنامج رحلة الحج كان ميسّراً بفضل الله وأمضوا جميع أوقاتهم بطمأنينة وراحة بدءاً بمجيئهم إلى جدة، ثم توجّههم إلى المشاعر المقدسة بمكة المكرمة لأداء مناسك الحج، ثم الانتقال إلى المدينة المنورة براً للصلاة في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والتشرف بالسلام عليه وعلى صاحبيه رضي الله عنهما، حيث سيقيمون لبضعة أيام قبل المغادرة جواً إلى بلادهم.



ويرى عبد الله عبد الحميد بائع في محل للسبح أن غالبية الحجاج يفضّلون السبح التقليدية التي تقل أسعارها عن العشرة ريالات، نظراً لشرائهم كميات كبيرة حيث يقدمونها كهدايا لعدة أشخاص، مبيناً أن بعض الحجاج يبحثون عن أنواع من السبح ذات الجودة العالية التي تصنع من الأحجار الكريمة، وتصل قيمتها إلى آلاف الريالات، ومنها "اليسر" المطرّزة بالفضة وتعدّ من السبح متوسطة الثمن، ويتراوح سعر الواحدة ما بين 100 إلى 500 ريال بحسب جودتها والمشغولات الفضية التي تحويها، ويشتري هذا النوع من السبح العديد من الحجاج، في حين يندر شراء سبح "الكهرمان" الأصلي الذي يتكوّن من أحجار الكهرمان النادرة ويقدّر سعرها بالجرام حيث تباع بأسعار تصل إلى 3000 ريال وأكثر، نظراً لرائحته الفواحة والرونق الخاص الذي يضفيه الحجر على السبحة، كما أن هناك أحجار "الكوك" بنوعيه المصري والتركي، وتباع بأسعار تتفاوت بين 20 ريالاً تصل إلى 100 ريال تقريباً.

وتعدّ تمور المدينة المنورة أكثر الهدايا التي يقبل الحجاج على شرائها قبل عودتهم إلى ديارهم، فقد خصّص للتمور سوقاً في الناحية الغربية من المسجد النبوي، كما تكثر محال بيعها في فنادق المنطقة المركزية لتلبية طلبات الزائرين والحجاج خلال مواسم العمرة والحج.



ويقول بائع التمور محمد عاصم "باكستاني" أن الحجاج يفضّلون تمر العجوة الذي يباع بالكيلوجرام ويتراوح سعره بين 35 إلى 80 ريالاً يحسب حجم حبة التمر وسنة جنيها، ويضيف أن تمر العجوة الآن يزرع في المدينة المنورة وبعض الضواحي، ولكن يظل عجوة العالية الأعلى سعراً.

وأشار إلى أن الحجاج من جميع الكنسيات يقبلون على شراء التمور خاصة من باكستان ومصر وتركيا، مبيناً أن تمور العنبرة والصفاوي والصقعي تعدّ الأكثر طلباً باعتبار أن مدة صلاحيتها أكث من غيرها من الأصناف، ولا تتأثر بدرجة الحرارة أثناء شحنها أو تخزينها.