الكويت - كتب طارق ضاهر (الرأي) : أُسدل ستار تراب الكويت على جثمان العملاق عبدالحسين عبدالرضا، الذي وقف على مسرحها ونثر مفرداته لتسبح في فضاء الحياة كرذاذ معطّر ينعش الوجوه... ابتساماً.


تزامن مع مرور 40 سنة على «درب الزلق»

عصر أمس عانق ثرى الكويت جثمان ابنه البار، بعد أيام من رحيله خارج حدود الوطن، في مشهد مهيب حضره حشد كبير رسمي وفني وشعبي بالآلاف ممن أحبوه وأحبهم، وشغلهم في حياته، تماماً كما شغلهم في مماته، وكان في مقدمه رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله، ووزير التجارة والصناعة وزير الدولة لشؤون الشباب خالد الروضان ووزير الخدمات وزير الدولة لشؤون الإسكان ياسر أبل والعديد من الشخصيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.



في الأمس، طويت الصفحة الأخيرة من مجلدات كتبها التاريخ لنجاح أسطوري حققه الراحل على مدى أكثر من خمسين عاماً... ولعل ذلك التاريخ شارك القدر في اختيار يوم ليس كأي يوم بأرقامه. فتاريخ 16 أغسطس ليس عادياً، بل يمثل انطلاقة فورة نجاح العملاق عبدالحسين عبدالرضا قبل أربعين سنة، وتحديداً في العام 1977، حين بدأ عرض أولى حلقات مسلسل «درب الزلق» الذي أحدث ثورة في عالم الدراما الخليجية ولم يغب يوماً عن المشهد الدرامي الكويتي والخليجي حتى هذه الساعة.

في 16 أغسطس 1977، حلّق عبدالحسين مغرداً ضمن سرب من عمالقة الفن الذين شكّل معهم مدرسة ناجحة بكل المقاييس... وفي 16 أغسطس 2017، حطّ ليلتحق بمن سبقوه لمعانقة تراب الأرض الخصبة التي انطلقوا منها.

ومن طُبع وأعماله في ذاكرة الكويت والكويتيين، ستتخلد ذكراه بطابع بريدي يحمل صورته سيصدر عن وزارة الخدمات.

وكان جثمان الراحل وصل صباح أمس عبر الطائرة الأميرية «المباركية»، يرافقه ابنه بشار والفنان داود حسين، وكان في استقباله حشد تقدمه وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله المبارك، إضافة إلى عدد من الفنانين منهم طارق العلي وجاسم النبهان والبحريني أحمد الجميري وشقيق الفنان الراحل محسن وابنه عدنان والأقارب.