تونس - سلوى الترهوني (التونسية) : أصدرت وزارة الشؤون الثقافية صباح اليوم الأربعاء، بلاغا على إثر السجال على مواقع التواصل الاجتماعي الذي رافق المشاركة المتوقعة للفنان التونسي العالمي «ميشال بوجناح» صاحب الأصول اليهودية ضمن الدورة 53 لمهرجان قرطاج الدولي 2017.



وأشارت الوزارة إلى أنها ستقوم بالمشاورات المتصلة مع الأطراف ذات العلاقة و ذلك في نطاق مبدأ التشاور و التشاركية في أخذ القرار انسجاما مع المصلحة العليا الوطنية التي تعلو فوق كل اعتبار، وذلك اعتبارا لحساسية الموضوع و اتخاذه مسارا سياسيا خرج عن سياقه الثقافي.

وأكدت الوزارة أنها لا تتدخل في المضامين والمحتويات التي يتفق حولها أعضاء الهيئات و الجمعيات المديرة لهذه المهرجانات و التظاهرات، معتبرا ذلك تقيدًا بقيم دستور الجمهورية الثانية الذي ينادي بتفعيل الديمقراطية التشاركية في إتخاذ القرار وصنعه مركزيا وجهويا، وهذا المبدأ ينسحب على مهرجان قرطاج الدولي.

وشددت الوزارة على أن مناصرتها للقضية الفلسطينية تُعدُّ من ثوابت السياسة التونسية بما فيها الثقافية، حيث لم تدخر الوزارة أي جهد لمزيد دعم التعاون الثنائي بين تونس و فلسطين و التأكيد على حضور المثقفين و المبدعين الفلسطينيين للمشاركة في أغلب التظاهرات التي تنظمها الوزارة، و قد كان هذا فحوى اللقاء الأخير الذي انعقد الأسبوع الماضي بين وزير الشؤون الثقافية وسعادة سفير فلسطين بتونس.


ميشال بوجناح


عرض لممثل كوميدي يؤيد إسرائيل ضمن برنامج مهرجان قرطاج يفجر الجدل في تونس
تونس - طارق عمارة (رويترز) - أثار عرض مرتقب لممثل كوميدي فرنسي من أصل تونسي ضمن برنامج مهرجان قرطاج الدولي جدلا واسعا في تونس بعد موجة رفض ودعوات لإلغائه بدعوى مواقف الفنان اليهودي الداعمة لإسرائيل.


الممثل الكوميدي الفرنسي من أصل تونسي ميشال بوجناح في باريس - رويترز

وضمن عروض الدورة الثالثة والخمسين من مهرجان قرطاج الدولي برمجت إدارة المهرجان عرضا للكوميدي ميشال بوجناح في 19 يوليو تموز الحالي. لكن فور إعلان برنامج الدورة الجديدة تفجرت موجة رفض كبيرة في تونس حيث بادر ناشطون بتوجيه رسالة مفتوحة إلى وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين يطالبون فيها بإلغاء العرض بدعوى أن الفنان لا يخفي مناصرته لإسرائيل والصهيونية.

وميشال بوجناح ولد في الثالث من نوفمبر تشرين الثاني 1952 في تونس ودرس سنواته الأولى بها قبل أن يهاجر في سن الحادية عشر مع اسرته عام 1963 إلى فرنسا ضمن موجه هجرة اليهود إلى أوروبا. وبوجناح مخرج وممثل كوميدي تناول في أعماله عديد الموضوعات من بينها أوضاع اليهود التونسيين المهاجرين في أوروبا.

ودعت حملة مناهضة الصهيونية في تونس وزير الثقافة إلى منع العرض المبرمج ضمن فعاليات مهرجان قرطاج معتبرة أن المهرجان لا يجب أن يكون واجهة للتطبيع مع الصهيونية مضيفة أن "بوجناح هو أبرز الوجوه الصهيونية التي لا ترى أي حرج في دعم إسرائيل وقادتها".

ودعت إلى "عدم فسح المجال له لكي يمارس حربه الدعائية فوق أحد أعظم مسارحنا ومعالمنا الثقافية والتاريخية، الأمر الذي سيتيح له أيضا الولوج إلى شاشات التونسيين".

ولم ينتظر مدير المهرجان مختار الرصاع كثيرا ليعلق على موجة الرفض حيث قال في تصريحات للإعلاميين "بوجناح تونسي من أصل يهودي لم يضر تونس أبدا ولم يهاجمها في تصريحاته". وأضاف أنه يتعامل مع بوجناح كفنان تونسي لا يفوت فرصة الدفاع عن بلاده في كل المنابر التي تتاح له. ودعا إلى عدم تضخيم المسألة لأن مثل هذه الأمور لا تخدم مصلحة وصورة تونس.



ولم يهدأ الجدل عقب تصريحات الرصاع بل احتد نسقه بعد أن انضم الاتحاد العام للشغل صاحب التأثير القوي إلى الرافضين لإقامة عرض بوجناح. ودعا الاتحاد في بيان إلى "إلغاء عرض الكوميدي ميشال بوجناح لا باعتبار ديانته اليهودية ولكن لمواقفه الصهيونية ومناصرته لكيان عنصري فاشي فضلا عن خواء المضامين التي يقدمها".

ولئن نأت وزارة الثقافة بنفسها عن التدخل في مضامين المهرجانات فإنها تركت الباب مفتوحا أمام إمكانية تعديل العرض مع احتدام الجدل. وقالت في بيان يوم الأربعاء "اعتبارا لحساسية الموضوع واتخاذه مسارا سياسيا خرج عن سياقه الثقافي، فإنها ستقوم بالمشاورات المتصلة بالأطراف ذات العلاقة وذلك في نطاق مبدأ التشاور والتشاركية في أخذ القرار انسجاما مع المصلحة العليا الوطنية التي تعلو فوق كل اعتبار".

وتقام الدورة الجديدة للمهرجان في الفترة من 13 يوليو تموز إلى 19 أغسطس آب بمشاركة عدد من نجوم الغناء والمسرح العربي فيما ستشكل العروض المحلية نصف أنشطة الحدث الفني.

ويفتتح المهرجان بعرض للموسيقي التونسي الشاذلي القرفي بعنوان (ستون سنة من الموسيقى التونسية) بمشاركة الفنانين التونسيين عدنان الشواشي وسلاف ومحمد الجبالي وأسماء بن أحمد ونور الدين الباجي.