المدينة المنورة (واس) : مباسط حلويات تملأ الطرقات والميادين، تحيط بها إضاءات براقة وألواناً زاهيةـ وساحات عامة وأسواق تزدحم بالمتسوقين، وعمال صيانة يسابقون الزمن لفحص الألعاب في الحدائق والمتنزهات، وإعادة تنسيق والأشجار والمزروعات، وتنظيف المسطحات الخضراء، ومشاهد أخرى عديدة تشهدها طيبة الطيبة خلال هذه الأيام استعداداً لاستقبال عيد الفطر المبارك.



واتخذت مختلف الجهات في الميادين لاستقبال عيد الفطر المبارك، وتنظيم فعاليات الاحتفال بالمناسبة الإسلامية العظيمة التي تتجلى فيها علامات البهجة والفرح والسعادة في قلوب المسلمين بإفطارهم بعد إتمامهم فريضة الصيام، راجين منه جل وعلا الرحمة والمغفرة والعتق من النيران.

وكالة الأنباء السعودية "واس" رصدت جوانب من مظاهر عيد الفطر المبارك في الساحات العامة والأسواق بالمدينة المنورة، حيث تبرز في مداخل المدينة المنورة وفي شوارعها وطرقاتها العديد من مظاهر العيد، فعلى امتداد الطريق الدائري الثاني الذي يتوسط أحياء المدينة المنورة ويربط القادمين من خارجها بوسطها، يرفرف عالياً خفاقاً علم المملكة العربية السعودية في أعلى السواري وأعمدة الإنارة على امتداد الطريق الذي تقع على ضفافه العديد من المجمعات التجارية وأسواقاً كبرى التي يرتادها المتسوقين والزائرين، وازدانت واجهات بعض الأسواق بالإنارات التجميلية والألوان، استعداداً لإقامة فعاليات عائلية وترفيهية متنوعة ابتهاجاً بالعيد السعيد.

وجهّزت أمانة منطقة المدينة المنورة مواقع احتفالات العيد في عدد من أحياء المدينة المنورة، في نطاق بلديات العوالي والعقيق وأحد والعيون والبيداء، لتكون مقراً لإقامة فعاليات الاحتفاء بالعيد السعيد هذا العام، فيما أعدّت اللجان المكلّفة باحتفالات العيد برنامجاً حافلاً لتنظيم فعاليات العيد في تسعة مواقع، يعنى بإبراز فعاليات التراث المديني وأصالته بأسلوب عصري، ومسرحيات ثقافية، وفعاليات ومسرح الطفل، والعروض الفلكلورية، والألعاب النارية، وستقام الفعاليات في حديقة البيداء التابع لبلدية البيداء وحديقة النخيل ببلدية العيون، وحديقة الأسواف ببلدية أحد، وحديقة العاقول، وحديقة الخالديةن إضافة إلى موقع الاحتفال بطريق السلام، كما ستشهد ضواحي الصويدرة وأبيار الماشي والفريش والمندسة احتفالات مماثلة بمناسبة عيد الفطر المبارك.



ويظلّ مشهد زكاة الفطر التي تنتشر على الأرصفة وفي الميادين والطرقات التي يسلكها المتجهين إلى المسجد النبوي، منظراً مألوفاً ارتبط بالأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان ومظهراً من مظاهر قرب حلول عيد الفطر المبارك، حيث يبذل المسلمون "زكاة الفطر" قبل صلاة العيد، بمقدار صاع من قوت البلد، تجسيداً لمعانٍ إنسانية عظيمة من التعاضد والتكاتف بين المسلمين، والتعاون على البر والتقوى يحملها ثالث أركان الإسلام.

وبرزت بشكل لافت هذا العام بسطات الأغذية في "ممشى الهجرة" بالمدينة المنورة الذي يعدّ أحد المواقع التي وفّرت فيها الجهات المعنية فرص عمل للعديد من الشبّان والفتيات، يقدّمون فيها أصنافاً من الأغذية والمشروبات ومبيعات أخرى متنوعة تشمل مقتنيات شبابية وإلكترونيات ومستلزمات الجوال وكتباً روائية.

ويقول الشاب طلال المطيري أنه اعتاد مزاولة رياضة المشي بعد الإفطار في شهر رمضان، إذ يجد لدى الباعة من الشبان والفتيات كل ما يحتاجه من أغذية وعصائر طازجة، ولكن بحلول العشر الأواخر من شهر رمضان من تحوّلت العربات التي كانت تبيع المأكولات في ليالي رمضان وبدأت تقدّم معروضات ومستلزمات العيد السعيد لاسيما الحلويات وهدايا الأطفال، وبعض الألعاب.



وفي طريق المطار يقف عبد الله مباركي محاطاً بأنوار وإضاءات أضفت جمالاً على طاولة الحلويات الصغيرة التي يبيع فيها أصنافاً عديدة من حلوى الشوكولاته والبسكويت والجيلاتين والحلقوم وبعض المكسرات، ويقول أن تجربته الأولى مع بيع الحلوى كانت في شهر رمضان من العام الماضي حيث وجد في هذه المهنة متعة كبيرة ورحباً وافراً، جعلته يسعد منذ وقت مبكّر لإيجاد مكان ملائم لبيع الحلويات في رمضان هذا العام.

ويرى مباركي أن طبق الحلوى أصبح سيد المائدة في مجالسنا صبيحة يوم العيد، حيث يضفي وجوده طعماً خاصاً في جلسات المعايدة بين الأهل والأقارب، ومع الأصدقاء والجيران، ويرى أن قطعة حلوى صغيرة كثيراً ما جلبت الصفاء بين نفوس المتخاصمين، ورسمت البهجة على وجوه الصغار، وأعادت ابتسامة الفرح إلى قلوب المرضى.

وعلى بعد خطوات من المسجد النبوي في المنطقة المركزية يقف الشاب رمزي في محل لبيع الذهب والمجوهرات، مبيناً أن شهر رمضان هذا العام شهد انتعاشاً في مبيعات الذهب نظراً لتزايد أعداد الزائرين مقارنة بالعامين السابقين، مضيفاً أن الزائرين يفضّلون شراء الحليّ كالأساور والخواتم وتغليفها كهدايا لزوجاتهم وبناتهم وأقاربهم، مشيراً إلى أن الزائرين الخليجيين ومن دول شمال أفريقيا ونيجيريا وإندونيسيا هم الأكثر شراء للذهب مقارنة بغيرهم.



ويرى الشاب عبد الله المرواني صاحب محل لبيع الحلويات والمعجنات أن "كعك العيد" من أجمل مظاهر العيد، ويقول أن الكعك يصنع في وقت وجيز بطرق متعددة وبتشكيلات متنوعة حسب رغبة الزبون، مبيناً أن ليلة العيد تشهد ذروة الإقبال على شراء الحلويات بجميع أنواعها، ومنها الكعك التقليدي والمحشي بالتمر والفستق الحلبي والآيسكريم والفاكهة، مضيفاً أن الحلويات المنزلية التي يبيعها تقوم بصنعها مواطنات من الأسر المنتجة بأجود المكوّنات وبتصاميم تنافس المتخصصين في هذه الصناعة.

وأشار أن كعك العيد التي يقدمها تكتسي بعبارات "عيدكم مبارك" و "عيد سعيد" وغيرها من تهاني العيد، مشيراً إلى أنه عمد إلى تخصيص علبة صغيرة تتضمن قطعاً من الحلوى وألعاب تقدّم كهدايا للأطفال خلال العيد.

وللعيد فرحة عند جميع المسلمين، رغم تعدّد أساليب الاحتفال به بين الشعوب والبلدان، ففي مجتمعنا تبدأ استعدادات الأسر للاحتفال بالعيد قبل عدة أيام بشراء الملابس، وتهيئة المنزل بالإضاءات، فيما يعمد البعض إلى تنظيف مداخل المنزل وتجديد الفرش، في حين تنشغل الأسر ليلة العيد بعمل الحلوى أو شرائها من السوق، وتجهيز ملابس الأطفال لارتدائها صبيحة يوم العيد، حيث يذهب الجميع ليشهدوا صلاة العيد في جامع الحيّ، وبعد الصلاة يتبادل أهالي الحي والجيران المعايدة، والتهنئة بالعيد السعيد، ثمّ ينصرف الجميع إلى منازلهم، ليجتمعوا بالأقارب في ضيافة عميد الأسرة أو كبير العائلة في أجواء من البهجة والسعادة.