القاهرة (الدستور) : ورقة وقلم.. أدوات كافية للبدء في رسم عالم من الأحلام، يضم بيتًا أو بيتين وربما مدينة كاملة، فيها من الجمال والروعة ما يكفي لنطلق عليها المدينة الفاضلة، أبطالها ليسوا أشخاص حقيقين، وإنما شخصيات كارتون يعرفهم صاحبهم، أكثر من أي شخص آخر، يسكنون في منزل صغير جدًا في الواقع كبير جدًا في خياله الخصب.



يقول سراج منير، الذي تخرج في معهد الفنون التطبيقية، قسم الـ"الجرافيك"، أنه مُولع بالمجسمات منذ كان طفلًا فى مرحلته التعليمية الأولى، ودفعه حبه للمجسمات إلى تصميم ونحت التماثيل، والتي كانت مصدر رزقه الأول، واتجه بعد ذلك إلى تجسيم ماكيتات عن المدن والبيوت والآثار النادرة.

مجسمات خصص لها السنوات الأربعة الأخيرة من حياته كاملة، قضى الـ3 الأولى منها هاوٍ لهذا الفن، حتى تحول في السنة الأخيرة إلى شخص مٌلم تمامًا بعالم تصميم المجسمات.

يوضح «منير»: هذا النوع من الفن غير منتشر فى مصر، ولذلك لا أعتمد عليه كمصدر دخل أساسي. إلا أن الفنان الصاعد لايزال راغبًا في استكمال الطريق الذي بدأه، يدفعه في ذلك حبه للفن قبل كل شيء. يقول: «أنا بعمل الشغل دا لنفسي حتي لو مجاش منه فلوس».



يتركز مجال عمل «سراج» فى صناعة الأفلام والإعلانات وربما المسلسلات، عن طريق عرائس مصنوعه باليد، من خلال بعض التكنيك فى التصوير والعرض، يظهنا المشاهد أشخاصا حقيقيين أو أفلام «3D».

ينتشر هذا النوع من الفن بشكل كبير في خارج مصر، ويسعى الفنان المصري «سراج» لتطويره، وتقديمه للجمهور في صيغة محلية.

تتغير التكاليف اللازمة لتكوين مجسم جديد باختلاف حجم المجسم، وجودة المعدات المستخدمة، فيمكن أن يستخدم أنواع قليلة الثمن من الخشب والألوان، وتزداد كلما زادت أهمية المشروع.



ويستهدف «منير» خلال الفترة القادمة تجسيم ماكيتات عن مصر في خمسينات القرن الماضي، تحديدًا في عهد الملك فاروق والعام 1952. ويقول عن ذلك: «درست فترة الخمسينات عشان نفسي أرسم صورها، وأخلدها لمصر في الفترة دي».

يؤكد الفنان الموهوب أن مصر بها العديد من الأماكن التي تصلح للتجسيد، بل أنها خلقت لتخلد من فرط جمالها الخلاب، لذلك فهو يطمح لتقديم مشروع كبير يبرز جمال مصر، إلا أن التكلفة الكبيرة تحول دون تنفيذه في الوقت الراهن.