الدمام - جلال القديحي (واس) تشهد محلات المجوهرات والأحجار الكريمة في سوق الذهب بمدينة الدمام بالمنطقة الشرقية، اقبالاً واسعًا من محبي اقتناء الذهب، والأحجار الكريمة بشتى أنواعها خاصة من النساء، وذلك خلال شهر رمضان المبارك، نظير ما تمثله من قيمة اقتصادية واعتبارية تلفت نظر الكثير من أفراد المجتمع.



واشتهر أهالي المنطقة الشرقية بتجارة الأحجار الكريمة منذ القدم حيث كانوا يحصلون عليها من: الهند، وباكستان، ودول شرق آسيا التي تعد المصدر الرئيس للأحجار الكريمة في العالم، وذلك للتركيب الجيولوجي والبركاني لهذه البلاد. ويتداول في المنطقة الشرقية أكثر من 2000 نوع من الأحجار الكريمة، وتختلف بحسب الاسم والشكل، إلا أن المتوفر منها في الأسواق: حجر العقيق اليماني، والسليماني، والهندي، والإندونيسي، والبرازيلي، والياقوت، والفيروز، والزمرد، والزبرجد، والزفير، إلى جانب حجر الألماس الذي يعد الأغلى في العالم، في حين يتم تقييم الأحجار الكريمة بحسب خصائصها الرئيسة التي تتمثل في: النقاوة، والندرة، والصلابة، وبلد المصدر، ولـون الحجر وخلوه من الشوائب، إضافتاً الي عامل الوزن.



وفي ذلك السياق، أفاد المتخصّص في الأحجار الكريمة صاحب موسوعة علوم المجوهرات والأحجار الكريمة أحمد بن جواد السويكت، أن الأحجار الكريمة الملونة تحظى بروعة الشكل وجاذبية اللون إضافة إلى عنصر عامل الندرة بما تشتمل هذه الأحجار الكريمة من ثروات معدنية من خلال تبلورها وتكوينها في طبقات الأرض، مبيناً أن بعض الأحجار الكريمة لها امتداد حيواني التي منها حجر اللولو والمرجان، ومنها له امتداد نباتي مثل الكهرمان، والسبح.

وأوضح السويكت أن عدد الأحجار الكريمة بجميع مصادرها الجيولوجية والنباتية والحيوانية تفوق 150 نوعًا، يتم صقلها وتقطيعها لتستخدم في المجوهرات والأحجار الكريمة، مبينًا أن الأحجار الكريمة عبارة عن مواد معدنية لها قيمة تجارية تختلف بحسب ندرتها وتتميز بالصلابة والشفافية واللمعان وعدم التغيير، وتتكون في الشكل العام من مادة السيلكون، بينما الألماس تتكون من الكربون النقي المتبلور المتأصل منذ ملايين السنين ويخرج مع الحمم البركانية وناتج الزلازل الأرضية.



وذكر أن الأحجار الكريمة تصنف من خلال أربعة عوامل رئيسة تتمثل في التكوين الكيميائي، التركيب الداخلي، بلد المصدر، علاوة على عملية المعالجة، كما يوجد أحجار كريمة متعددة الألوان التي هي من سلالة حجر السفير المعروفة بالفانسي. إضافة إلى ذلك، قال السويكت: توجد أحجار اصطناعية ذات قيمة نوعية مثل الطبيعية، ويتم صناعتها من خلال عملية الاستزراع لنفس المواد الطبيعية للأحجار الكريمة، وتمتلك نفس المواد الطبيعية، بجانب وجود الأحجار المقلدة التي تحمل صفات الأحجار الكريمة من حيث الصلابة والنقاوة، غير أنها لا تمتلك المقومات الكيميائية والفيزيائية للأحجار الكريمة.

وبين أن الأحجار الكريمة تتعرض لعدة طرق للمعالجة منها: المعالجة الحرارية،المعالجة بالإشعاع، والمعالجة الكيمائية، من أجل إبراز الجانب الجمالي للحجر سواء بتنقية من الشوائب أو إبراز لونه، مشيراً إلى أن الحجر الكريم يقيم من حيث السعر بحسب درجة اللون، وعملية الصقل والقطع، وعامل النقاوة حيث يتم احتساب القيمة بالقيراط.

من جانبه أوضح عضو لجنة الذهب والمجوهرات بغرفة المنطقة الشرقية عبد المحسن بن حسن النمر، أن الأحجار الكريمة من السلالة الحية، ولها مكونات الحياة، وتعيش في باطن الأرض، وفي أعماق البحار لملايين السنين.



وأشار عبدالمحسن النمر إلى أن اغلب الحضارات الإنسانية القديمة اعطت الأحجار الكريمة اهتمامًا كبيرًا خاصة ممن هم من طبقة الأثرياء نظير ارتباطها بالعديد من المفاهيم السائدة في ذلك الوقت، مفيدًا أن القيمة المادية للأحجار الكريمة ترتبط بعدة عوامل من أهمها: النقاوة، الندرة، الصلابة، ومدى تداخل المعادن في الحجر، وتاريخها.

وذكر أن حجر الزمرد له قيمة كبيرة ويشهد إقبالًا منقطع النظير من الناس خاصة في الصين وبعض دول شرق آسيا، بينما تقل قيمته في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بسبب عزوف الناس عن اقتناءه.

ولفت النظر إلى أن الأحجار الكريمة تعكس تاريخ المكان الذي وجدت فيه وتبرزه، مثل: العقيق اليماني في اليمن حيث يعد رافداً اقتصاديا وثقافياً لليمن، وارتبط اسمه بها.



وأوضح أن المملكة العربية السعودية تعد رابع دولة مستهلكة للأحجار الكريمة في العالم بعد أمريكا، والهند، وايطاليا، مشيراً الى أن الثقافة العامة للناس حول الأحجار الكريمة تكاد تكون معدومة، حيث أن اغلب المقتنين لها يعتمدون على الشكل الخارجي للحجر إلى جانب الثقة بإسم المنتج أكثر من الاهتمام بالمعلومات التي تحملها الأحجار الكريمة من حيث النظرة التاريخية ومكونات الحجر نفسه، والعوامل الفيزيائية والجيولوجية له، ومناطق استخراجه.

وأشار النمر الى أن وجود معاهد ومختبرات متخصصة في الأحجار الكريمة يسهم بشكل أساسي في إيجاد الثقة بين المتداولين والمقتنين للأحجار الكريمة وتقييم التجار المتعاملين في الأحجار الكريمة والمجوهرات وتقييم السوق بالشكل العام، بجانب المحافظة على سوق الأحجار الكريمة وتكوين نموذج خاص يمثل المملكة العربية السعودية في الذهب والمجوهرات.

إعداد: جلال القديحي / تصوير: أنور الأحمد و حسين آل حمد