القاهرة (رويترز) - كشفت مصر يوم السبت عن جبانة أثرية عثرت عليها مؤخرا بعثة مصرية في منطقة تونة الجبل بمركز ملوي في محافظة المنيا تعود للعصر اليوناني الروماني.



الجبانة عبارة عن سراديب ودهاليز وآبار وأقيمت على طراز الكاتا كومب، وتعني المقابر المنحوتة في الصخر أو في باطن الأرض، وتضم نحو 17 مومياء بينها 13 مومياء في حالة سليمة إضافة إلى توابيت خشبية وأوان فخارية وعملات معدنية.

وقال محمد صلاح الخولي رئيس بعثة كلية الآثار بجامعة القاهرة في مؤتمر صحفي يوم السبت إن الجبانة تقع على عمق ثمانية أمتار تحت الأرض ويرجع الفضل في اكتشافها إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة وتحديدا جهاز (جي.بي.آر) أو الرادار الأرضي.

وأضاف أن المومياوات التي عثر عليها على درجة جيدة جدا من التحنيط تدل على أنها لمجموعة من علية القوم أو ربما مجموعة من الكهنة الذين كانوا يعملون بخدمة معبد جحوتي رب هذه الجبانة.

وقال "هذه تمثل أول جبانة آدمية في هذه المنطقة في مصر الوسطى وربما في مصر بهذا العدد من المومياوات".

وأضاف أن اللصوص للأسف توصلوا للمقبرة قديما وعبثوا بمحتوياتها إلا أن الكثير من المومياوات لا تزال بحالتها الأصلية.

وأشار إلى أن الكشف عن هذه الجبانة ما هو إلا البداية لأن المنطقة تبدو مبشرة وربما تضم جبانة أخرى أكبر.

بدأت جامعة القاهرة التنقيب بمنطقة تونة الجبل في 1931 بواسطة قسم الآثار في كلية الآداب الذي تحول لاحقا إلى كلية الآثار. وقاد جهود البحث الأولى آنذاك عالم الآثار المصري سامي جبرة.

وتحققت على يد جبرة العديد من الاكتشافات في الفترة من 1931 إلى 1954 منها الكشف عن جبانة الطيور والحيوانات ومقبرة ايزادورا.

وقال وزير الآثار المصري خالد العناني في المؤتمر الصحفي "الكشف لم ينته... الكشف ما زال في بدايته".


ومياوات في جبانة مكتشفة حديثا في منطقة تونة الجبل بمركز ملوي في المنيا - رويترز

وأعلنت مصر منذ بداية عام 2017 عن عدد كبير من الاكتشافات الأثرية بمناطق مختلفة من أبرزها الكشف عن بقايا هرم يعود لعصر الأسرة الثالثة عشرة (1783-1649 قبل الميلاد) في المنطقة الواقعة جنوب هرم سنفرو المنحني بجبانة دهشور في محافظة الجيزة.

وقال محمد حمزة عميد كلية الآثار بجامعة القاهرة "هذه الجبانة المكتشفة في تونة الجبل على طراز الكاتا كومب كان لا يوجد منها في مصر سوى نموذج وحيد وفريد هو كاتا كومب الإسكندرية والمعروف باسم كوم الشقافة من القرن الثاني الميلادي".

وأضاف "هذه الجبانة هي أول جبانة من هذا الطراز في صعيد مصر خاصة في منطقة مصر الوسطى في المنيا".

وقال "الجبانة عبارة عن شوارع تتجه من الشرق إلى الغرب تتقاطع مع شوارع تتجه من الشمال إلى الجنوب وما بينها العديد من الممرات والحجرات التي عثر بداخلها على العديد من اللقى الأثرية".

وأضاف "هناك أربع آبار مما يبشر بأن هناك المزيد من الآبار. هذه الآبار تنتهي إلى ممرات تتفرع مع بعضها في الجهات الأربعة".

وأشار إلى أن استكمال الحفائر سيكون في الموسم القادم لأن الموسم الحالي لم يتبق فيه سوى أيام قليلة قبل حلول شهر رمضان.