زيورخ - سوزان مسيخا (ا. ف. ب) : يواجه نحو نصف جميع أنواع الموائل الطبيعية وما يَقرَب من ثلث النباتات في سويسرا خطَر الإنقراض. ومن أجل الحفاظ على التنوع البيولوجي وتعزيزه على المدى الطويل، لا بُدَّ من تنفيذ عدد من التدابير المختلفة. وهنا تلعب الحدائق النباتية دوراً هاماً.




الحديقة النباتية لجامعة زيورخ


الحديقة النباتية لجامعة على مساحة 5,6 هكتار، تعرض الحديقة النباتية لجامعة زيورخ اليوم نحو 9000 نوع من النباتات.
وتضطلع هذه الحديقة بعدة مهام من بينها: البحوث، والتعليم، والعمل العام، والتوعية، وحماية الأصناف. زيورخ


تشكل مجاميع المخطوطات والكتب الموثقة للحدائق النباتية ركيزة أساسية للأوساط العلمية منذ قديم الأزل. وتتولى هذه الحدائق مهاماً في مجالات الطبيعة وحماية الأنواع، وفي مجال الأعمال العامة أيضاً. ويهدف مشروع "الأخيرة من نوعها" بالدرجة الأولى إلى رعاية وتعزيز الأنواع النباتية المُهددة بالإنقراض من خلال المحافظة على النوع النباتي أو السلالات النباتية بزراعتها في ظروف بيئية ملائمة - كأن تكون في الحدائق النباتية مثلاً - وتكثير هذه الأنواع وتوفير المعلومات حولها. وهكذا تكفلت عشرة حدائق نباتية في سويسرا بمهمة الإعتناء بنبتتين مُحددتين مُهددتين بالإنقراض.



من اليمين، يتهدد الهالوك الأرجواني (Orobanche purpurea) خطر الإنقراض بشدة، بسبب الرعي المُكثف، والإفراط في التسميد، واكتساء المراعي الجيرية بالأدغال والبناء المفرط.

من اليسار، تتميز شجيرة الورد الفرنسي "روزا غاليكا" (Rosa gallica) بأزهار يتباين لونها من الوردي إلى الأرجواني. وهي مُهددة بالإنقراض بشدة في سويسرا ولا تنمو إلّا في مناطق قليلة.

الصور: (اليسار) أليكس برنهارد؛ (اليمين) كونراد لاوبَر، كتاب "فلورا هيلفيتيكا" (نباتات سويسرا) دار هاوبت للنشر.

الحديقة النباتية في نوشاتيل



تقع الحديقة النباتية لكانتون نوشاتيل شمال المدينة، على حافة الغابة، في وادي "فالون دو لـ أرميتاج" Vallon de l`Ermitage الخلاب. وفي موائل طبيعية مختلفة مثل المراعي الجيرية (أو الأراضي العشبية القلوية) وغابات البلوط أو الأحراش، ينمو نحو 3600 نوع من النباتات.



(اليمين) ينتمي التوليب البري (Tulipa sylvestris) إلى الفصيلة الزنبقية. ويصل إرتفاع هذا النبات الذي يحب التربة الطينية الجيرية إلى 50 سم.

(اليسار) ينتمي البَرشاوشان الشُعَيْري الزُهري (Adiantum capillus-veneris) إلى فصيلة السراخس. وينمو هذا النبات بكثافة على أحجار الطفة والصخور الجيرية الرطبة في الغالب، أو قرب الشلالات والينابيع.

الصور: (اليسار) موريَل بنديل، موقع feldbotanik.ch؛ (اليمين) أدريان موهل، موقع botanikreisen.ch.


الحديقة النباتية لجامعة بازل



تُعتَبَر الحديقة النباتية لجامعة بازل التي أنشأها كاسبار باوهين في عام 1589 الأقدم من نوعها في سويسرا. وتُستخدم المجموعة الكبيرة والمتنوعة من النباتات التي يُقارب عددها نحو 7000 نوع لأغراض البحوث والتعليم وحماية الأنواع.

الصورة: الحديقة النباتية لجامعة بازل



(اليمين) يعيش نبات السُدم الأحمر (Sedum rubens) في المناطق الدافئة، ويعود موطنه الأصلي إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط. وتنتج الحديقة النباتية لجامعة بازل منذ عام 1994 بذوراً لعدد من الحدائق النباتية الأخرى والسقوف المسطحة من البذور البرية.

(اليسار) القرنفل البهي (Dianthus superbus) نبات مُزهر مُعَمّر ينتمي إلى الفصيلة القرنفلية، وهو يتواجد في المروج والمراعي المُستخدمة بكثرة. وقد أدت عمليات تصريف المياه والزراعة المُكثفة إلى إختفاء هذا النوع من النباتات تقريباً.

الصور: (اليسار واليمين) كونراد لاوبَر، كتاب "فلولا هيلفيتيكا"، دار هاوبت للنشر


الحديقة النباتية في بون - دو - نان



تقع الحديقة النباتية الألبية ‘لا تومازيا’ في محمية بون دو نان (Pont-de-Nant) بالقرب من بلدية "بي" Bex في قلب جبال ألب كانتون فو على إرتفاع 1260 متر فوق مستوى سطح البحر. وهي موطن لنحو 2000 نوع نباتي من جبال جميع القارات. وتحتفل هذه الحديقة في العام الجاري (2016) بذكرى مرور 125 سنة على تأسيسها.

الصورة: الحديقة النباتية الألبية ‘لا تومازيا’، في محمية "بون دو نان"



(اليمين) مع أزهارها اللامعة التي تتباين ألوانها بين الأزرق السماوي والأزرق الأرجواني، والتي يتراوح ارتفاعها بين 20 و70 سم، لا يمكن للعين أن تخطئ الأنقولية الألبية(Aqulegia alpina) . وحيث يقع جزء مهم من منطقة توسع هذه النبتة داخل الأراضي السويسرية، يَحمل بلدنا مسؤولية كبيرة في المحافظة عليها.

(اليسار) ينمو نبات كاسر الحجر الألاسكي(Saxifraga hirculus) في المَغيضات [منخفضات تتجمع فيها المياه] والخنادق الموحلة. وهو يصل إلى إرتفاع 30 سم ويكوِّن زهوراً صفراء ذهبية. وفي سويسرا لم يبق لهذا النبات سوى مكان واحد معروف.

الصور: (اليسار) أدريان موهل، موقعbotanikreisen.ch.؛ (اليمين) كونراد لاوبَر، كتاب "فلورا هيلفيتيكا"، دار هاوبت للنشر.


الحديقة النباتية في بورونتروي



تقع الحديقة النباتية لـبلدية بورونتروي وسط البلدة القديمة، تحيط بها الكلية اليسوعية. وهي تعرض 600 نوع من النباتات المحلية لكانتون الجورا. وفي وقت التزهير، تحيل أصناف الـورود الـ 70 وأنواع زهور السوسن الـ 180 الحديقة إلى بحرٍ شاسع من الألوان.

الصورة: حديقة نباتات بورونتروي في كانتون جورا



(اليمين) تنتمي زهرة رأس الأفعى/أو زهرة الشطرنج الأرجوانية اللون (Fritillaria meleagris) إلى الفصيلة الزنبقية. ويصل إرتفاع هذه النبتة إلى 20 - 30 سم، ولها زهور على شكل أجراس متدلية. وهي تنمو في المروج الرطبة، وبالأخص على طول نهر "دو" (Doubs). وقد أودى القطف المتزايد وبناء محطات توليد الطاقة الكهرومائية بهذه النبتة إلى حافة الإنقراض.

(اليسار) يصل إرتفاع النرجس الشاعري [نرجس الجبال الأبيض] (Narzissus radiiflorus) إلى 40 سم. وفي سويسرا، تنمو هذه النبتة بشكل رئيسي في السفوح الغربية لجبال الألب ومنطقة الجورا. ومع إنتشارها الكبير في السابق، إلّا أنها إختفت اليوم تقريباً نتيجة القطف والرعي المُكثف.

الصور: (اليسار) حديقة نباتات بورونتروي في كانتون الجورا؛ (اليمين) كونراد لاوبَر، كتاب "فلورا هيلفيتيكا" دار هاوبت للنشر.


الحديقة النباتية لكانتون تيتشينو



تقع الحديقة النباتية لكانتون تيتشينو في جزيرة سان بانكرازيو في بحيرة ماجيوري. وبفضل درجات الحرارة المعتدلة ووفرة الأمطار، تزدهر في هذه الحديقة أعداد من النباتات شبه الإستوائية التي تعود لخمسة مناطق متوسطية من العالم.

الصورة: الحديقة النباتية لكانتون تيتشينو



(اليمين) يتميز نبات القريضة مريمية الأوراق (Cistus salviifolius) بأوراقه المُلبدة المُتجعدة ذات الرائحة العطرية. وهو عبارة عن شجيرة تبلغ المتر بإرتفاعها. ولا يمكن العثور على هذا النوع في سويسرا إلّا في كانتون تيتشينو، وهو يُزرع اليوم في جزر بريساغو.

(اليسار) يشبة سرخس الماء الرباعي الأوراق (Marsilea quadrifolia) ورقة برسيم ذات الأربع أوراق. وتطفو أوراق هذا النبات فوق سطح الماء. وهو يستوطن المستنقعات والبرك والسهول الفيضية في المناطق المعتدلة.

الصور: (اليمين واليسار) كونراد لاوبَر، كتاب "فلورا هيلفيتيكا" دار هاوبت للنشر.


الحديقة النباتية لجامعة فريبورغ



في بداية إنشائها في عام 1937، خُصِّصَت الحديقة النباتية لجامعة فريبورغ مع نباتاتها الطبية والطبيعية والمائية لتأهيل وتدريب الأطباء والصيادلة في المقام الأول. وبمرور الأعوام، أضيفت الدفيئات الزراعية الإستوائية للحديقة، ومخفيات النبت [النباتات التي تكون فيها براعم التجديد مخفية تحت سطح الأرض أو المياه]، والنباتات المحمية. واليوم تتوفر الحديقة على مجموعة من حوالي 5000 نوع نباتي.

الصورة: الحديقة النباتية لجامعة فريبورغ



(اليمين) يصل إرتفاع حشيشة الملاعق البيرينية [نسبة لجبال البيريني جنوب غرب أوروبا] (Cochlearia pyrenaica) الى 30 سم. وهي تستوطن ممرات الينابيع الجيرية، وحواف جداول المياه والمروج الرطبة. واليوم، لا تنمو هذه النبتة إلّا في منطقة جبل غانتريش (شمال غرب سلسلة جبال الألب البيرينية).

(اليسار) زنبقة الماء الصفراء (Nuphar pumila) هي نبتة مائية معمرة. وهي تستوطن المياه الراكدة والتي تفتقر إلى المغذيات. وقد كان لتلوث المياه، ومنشآت السباحة، وشركات القوارب أثر سلبي كبير على هذه النبتة، بحيث لا يمكن العثور عليها إلّا في مناطق معزولة.

الصور: (اليسار) غريغور كوتسلوفسكي؛ (اليمين) كونراد لاوبَر، كتاب "فلورا هيلفيتيكا"، دار هاوبت للنشر.


الحديقة النباتية في إيرشماتّ



تقع الحديقة النباتية لـإيرشماتّ [وهي منطقة تابعة لبلدية "لويك" (Leuk) في الجزء الناطق بالألمانية من كانتون الفالي] على مساحة طبيعية مُدرَّجة شمال القرية. وهي توفر للنباتات المزروعة قديماً - التي هذبها الإنسان للحصول على محاصيل زراعية أو لأغراض الزينة - التي تندر زراعتها اليوم موئلاً ملائماً. وإلى جانب أصناف الحبوب القديمة، تعرض الحديقة نباتات الحقول المرافقة للمحاصيل أيضاً.

الصورة: الحديقة النباتية في إيرشماتّ



(اليمين) بوصفه نبات حولي، تنبت بذور زهرة الأدونيس الحولي (Adonis flammea) في فصل الخريف أو في فصل الربيع التالي. وفي سويسرا، لا يمكن العثور على هذه النبتة إلّا في كانتون فالي، وفي أماكن تُماَرس فيها زراعة الحبوب بكثافة.

(اليسار) حبة البركة أو الشونيز المزروع (Nigella arvensis) هو نبات حولي يصل إرتفاعه إلى 30 سم. ولا ينمو هذا النوع خارج حقول الحبوب إلّا نادراً. وفي سويسرا، يمكن العثور عليه في كانتون فالي على وجه الخصوص. وقد ترك إستخدام مبيدات الأعشاب والزراعة المكثفة أثره السيء للغاية على هذه النبتة.

الصور: (اليسار) الحديقة النباتية في إيرشماتّ؛ (اليمين) أدريان موهل، موقع botanikreisen.ch


الحديقة النباتية "ألبينوم شاتسالب" في دافوس



أطلق على أول حديقة نباتية في منطقة "شاتسالب"Schatzalp المخصصة للإستجمام شمال دافوس (كانتون غراوبوندَن) تسمية "ألبينيوم" Alpineum(الحديقة الألبية). وقد تم إنشاء هذه الحديقة في عام 1907. وفي ذلك الوقت، كان فندق "شاتسالب" المبني وفق طراز الفن الجديد (أو آرت نوفو) مصحة لمرضى السل، ثم أعيد تحويله مرة ثانية إلى فندق في أعوام الخمسينيات. وفي عام 1972، تمت إعادة تأسيس الحديقة النباتية كما نراها اليوم، والتي ينمو فيها أكثر من 5000 صنف نباتي من جميع أرجاء العالم.

الصورة: الحديقة النباتية "ألبينوم شاتسالب"، دافوس



(اليمين) العائق السويسري (Delphinium elatum subsp. helveticum) هو نوع فرعي للعائق الخلاب، ويصل إرتفاعه إلى مترين. وهو لا ينتشر إلّا في جبال الألب الغربية لفرنسا وايطاليا وسويسرا. لكن وجود هذا النبات تراجع بشدة في العقود الأخيرة.

(اليسار) يصل إرتفاع نبات القرصعنة الألبية (Eryngium alpinum) إلى 70 سم. وفي سويسرا، يستوطن هذا النبات الذي يُعتبر ذو طبيعة هشة في عدة مناطق معزولة، وخاصة في سفوح جبال الألب. وتتوفر حديقة "ألبينوم شاتسالب" على مخزونات قديمة، كما يمكنها إنتاج الشتلات التي تصلح لإعادة التوطين.

الصور: (اليمين واليسار) الحديقة النباتية "ألبينوم شاتسالب"، دافوس


الحديقة النباتية لجامعة برن



تم إنشاء الحديقة النباتية لجامعة برن كما نراها اليوم في عام 1860 في منطقة "ألتربيرغراين"Altenbergrain . وعلى مساحة تقرب من 2,5 هكتار، يزدهر أكثر من 5500 نوع من النباتات. وإلى جانب الأشجار التي يزيد عمرها عن 150 عام، تعتبر الحديقة الألبية، وحديقة النباتات الطبية ومنزل السهوب ذات جاذبية خاصة.
الصورة: الحديقة النباتية لجامعة برن



(اليمين) يهدف هذا المشروع إلى محاولة إنقاذ نوعين من الإنقراض هما: نبات الجنطيانا (Gentiana cruciata) والفراشة النحاسية (Phengaris rebeli)، حيث تعتمد هذه الأخيرة في تطورها على نبات الجنطيانا بالكامل. وفي عام 2015، تمت زراعة بذور هذا النبات في الحديقة النباتية لبرن. وسوف تنقل شتلات هذا النبات وتزرع في جبال الجورا التابعة لكانتون برن في عام 2016.

(اليسار) تنتمي زهرة السحلب أو الأوركيد الحمراء (Dactylorhiza cruenta) إلى الفصيلة السحلبية. وهي تستوطن المستنقعات المسطحة في مناطق سفوح الجبال. أمّا موقع تواجدها الوحيد فيقع شمال جبال الألب قرب بلدية كاندرشتيغ. ومن هذا الموقع، تم تجميع البذور وزراعتها في الحديقة النباتية. وحتى الوقت الراهن، ينمو نحو 2000 كائن نباتي [ممثل لجنسه]، من المتوقع أن تُعاد زراعته في موقعه الأصلي في عام 2017.

الصور: (اليمين واليسار) كونراد لاوبَر، كتاب "فلورا هيلفيتيكا، دار هاوبت للنشر.