فيكتوريا جيل (بي ب سي) : نجح باحثون دوليون في اكتشاف استراتيجية القنص في الهواء التي تستخدمها حشرة هلوكوسفالا Holcocephala، أحد أشهر المفترسات الجوية رغم أن حجمها لا يزيد عن حبة الأرز.


ذبابة هلوكوسفالا تستخدم نظام ملاحة يمكنها من تحديد موقع الفريسة والانقضاض عليها في الجو وافتراسها في أقل من ثانية

وهذه الحشرة نوع من الذباب السارق، وتنتهج استراتيجة قنص جوي فريدة حيث تعترض طريق فريستها في الهواء وتسيطر عليها في أقل من ثانية.

واستخدم الباحثون كاميرات عالية السرعة لتحديد كيفية تموضع الحشرة والوضع الذي تتخذه للقبض على هدف متحرك بسرعة في الهواء، وكيف تسيطر عليه.

ونشرت نتائج الدراسة في دورية كارنت بيولوجي.

وتشرح بالوما غونزاليس بيليدو، من جامعة كامبريدج، هذه الاستراتيجية بقولها "عندما نفكر في الحيوانات القناصة نتحدث عن رؤية ممتازة وسرعة، ولكن في حالة كائن صغير جدا يكون الدماغ صغير جدا والقدرة الحسية محدودة".

وقالت إنهم أرادوا معرفة كيف تدير هذه الذبابة هذا السلوك المفترس.

وأنشأت غونزاليس ورفاقها استوديو مصغر في مكان مفتوح، لتصوير الحشرة من زاويتين وتحديد حركتها بأسلوب ثلاثي الأبعاد.

واكتشفوا أن الذبابة تحافظ على ما وصفوه بـ "زاوية اتجاه محددة" تجعل الفريسة باستمرار في وسط مجال رؤيتها.

وأوضح سام فابيان، طالب دكتوراة مشارك في الدراسة: "إن تلك الحشرات لا تعتمد مسار واحد فقط، ويمكنها التعامل مع تغيير الهدف اتجاهه، لذلك فإن لديها القدرة على رد الفعل."

وكشفت غونزاليس أن هذه الحشرات تفعل هذا من خلال قاعدة ملاحة قديمة جدا تشبه تلك التي يستخدمها البحارة.

وشرحت "إذا كان هناك سفينة لا تتحرك ضمن مجال نظرك، ويزداد حجمها وقربها، فأنت تسير في مسار للتصادم معها".

ودرس الفريق عيون الذبابة، وكشف عن أن هناك جانب كبير من أسرار الصيد تكمن في قدرتها على الرؤية بصورة كافية.

فالعدسات الكبيرة والكثافة العالية لأجهزة استشعار صغيرة للغاية في مركز عينيها تسمح لها أن ترى الفريسة عن بعد وتركز عليها بدقة بينما تقترب.

والخطوة التالية الآن دراسة كيفية تعامل دماغ هذه الحشرة مع المعلومات البصرية وتحويلها إلى مناورة صيد خفية (لا يمكن للفريسة اكتشفاها) في غمضة عين.