(رويترز) - أصبحت المحيطات أكثر صخبا منذ عقود مع ارتباط ضوضاء صنعها الإنسان من حفارات النفط والملاحة البحرية والبناء بعلامات على الإجهاد في الحياة البحرية التي تشمل الحيتان التي تزحف إلى الشاطئ وصغار السلطعون.



وتهدف الولايات المتحدة إلى تغيير هذا مع إعداد وكالة اتحادية خطة قد تفرض تقليص الأنشطة التي تسبب ضجيجا بما في ذلك التنقيب عن النفط والتجريف والملاحة البحرية قرب الساحل.

وقال ريتشارد ميريك كبير المستشارين العلميين لوكالة المصايد في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي وأحد كبار معدي خطة عشرية أكثر تفصيلا للوكالة تُنشر في وقت لاحق من العام الجاري "نشعر بقلق بشأن ضوضاء المحيط منذ عقود منذ السبعينات.

"السؤال هو ما الذي يتعين علينا فعله الآن؟."

وتدعو مسودة الخطة إلى فرض قيود على الضوضاء وإنشاء نظام استماع موحد. وتدعو أيضا إلى إنشاء أرشيف لبيانات الضوضاء يمكن أن تتضمن تسجيلات تصل إلى آلاف الساعات قد يستخدمها العلماء كمرجع مقابل بيانات بشأن مكان تجمع الحياة البحرية.

وتحث الخطة على إجراء مزيد من الأبحاث على تأثير الضجة على المخلوقات البحرية وزيادة التنسيق مع جماعات البيئة والصناعة والجيش والحكومة.

وهناك نقص في بعض البيانات لأن الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي قامت بتقييم مدى وفرة 17 في المئة فقط من أنواع الثدييات البحرية المخولة بمراقبتها. وأدى انفتاح بحار القطب الشمالي بشكل أكبر أمام حركة الملاحة والتنمية بسبب ذوبان الجليد نتيجة الاحترار العالمي إلى جعل مسألة ضجيج المحيطات ملحة بشكل أكبر.

ويعترف العلماء الذين يقفون وراء المشروع بأن المحيطات لم تكن هادئة قط. فهي تزخر منذ ملايين السنين بأصوات تتراوح بين رعد العواصف وأصوات الحيتان. ولكن العلماء يشيرون إلى أن الأسماك والثدييات البحرية تطورت بحيث تتعايش مع تلك الأصوات.

وقال جاسون جيداميك رئيس برنامج الصوتيات في المحيطات التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي "قبل مئة سنة لم يكن المحيط هادئا كان مكانا يعج بالأصوات. ولكن الآن هناك قدرا أكبر من الضوضاء البشرية هناك."

ولكن ضوضاء من صنع الإنسان مثل عمليات الحفر والتجريف والأدوات المستخدمة في التنقيب عن النفط وأجهزة السونار وطواحين الهواء المولدة للكهرباء وعمليات تكسير الجليد زادت من مستوى الصوت بشكل كبير.

وعلى سبيل المثال أثبت باحثون أنه قبالة ساحل كاليفورنيا ارتفع مستوى الضجيج تحت سطح الماء إلى عدة أضعاف خلال بضعة عقود وذلك إلى حد ما نتيجة زيادة في حركة الملاحة.

وتتداخل الضجة المتزايدة مع الأصوات التي تستخدمها الثدييات البحرية في التواصل والصيد والانتقال من مكان لآخر. وعلى سبيل المثال تستخدم الحيتان الزرقاء التي يزيد حجمها مرتين عن حجم الحافلة المدرسية وحيتان الزعانف الملساء أغان للعثور على الطعام والتزاوج.

ويعثر الدولفين ذو الأنف الشبيه بعنق الزجاجة على الأشياء بإطلاق موجات صوتية أمامه.

وتستخدم يرقات الأسماك والسلطعون أصوات الشعاب المرجانية لتحديد اتجاهاتها.

كما تنتج أنواع من الروبيان فقاعات تصعق أصواتها الفريسة ويمكن بها تفادي المخلوقات المفترسة.

وتستثمر شركات نفط كثيرة بالفعل في التكنولوجيا الأهدأ كما أن الاتحاد الأوروبي بدأ يضع أهدافا لمستوى الضوضاء في المحيطات. وأقرت المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة في 2014 خطوطا استرشادية تطوعية لخفض الضجيج الذي تسببه السفن تحت سطح الماء.