ايرينه بانوس رويز / غالية داغستاني (دويتشه ﭭيله) : يتوجه الكثيرون إلى شواطئ البحر المتوسط لقضاء فصل الصيف، لكن قبل البدء بالسباحة والغوص عليك الاطلاع على بعض أسرار هذا البحر، وما به من كائنات وأحياء مذهلة، قد يحمل الاقتراب من بعضها خطراً.



قنديل البحر الشبيه بالبيضة المقلية: اسم هذا القنديل ومظهره المذهل يكفي وحده لإثارة اهتمام هواة الغوص. كما أن لدغة قنديل البحر هذا لا تشكل خطراً على حياة الإنسان. وعلى النقيض مع معظم أنواع القناديل البحرية، فهذا القنديل بإمكانه التنقل بمفرده، وهو من أكثر القناديل شيوعاً في البحر الأبيض المتوسط.



عندما تشعر بشيء يلمس قدميك أثناء السباحة، ربما تفضل أن تعتقد أنها نباتات بحرية، غير أن الأمر ليس كذلك دائماً. يتشابه شكل بعض الأحياء البحرية مع النباتات، مثل هذا الكائن البحري المُسمى بـزهرة "شقائق النعمان الأصفر" والذي يعتبر من الأحياء الرخوية السامة التي تعيش في مياه البحر الأبيض المتوسط في تجمعات بالقرب من الطحالب والاسفنجيات.



انظر لكن إياك أن تلمس: قد يصل طول دودة النارالملتحية البحرية إلى 35سم، ورغم أن مظهرها يجذب الغواصين إلا أنها لا تحب أحداً أن يعكر صفوها، وإذا ما حدث وإقترب أحدهم منها فإن شعيراتها القاسية على أهبة الاستعداد لاختراق جلده وإصابته بتهيجات شديدة. وتشكل ألوان هذه الدودة تحذيراً لكل من يتجرأ على الاقتراب منها، ولكن لمن لا يعرف مخاطرها فاسمها يكفي للتوضيح: الدودة النارية الملتحية.



أجنحة السمكة الطيارة "ميج" الشائكة الرأس ماهي إلا زعانف صدرية كبيرة الحجم تمكنها من الارتفاع فوق سطح الماء لمسافة قصيرة، ومما يخيب الآمال أن السمكة لاتطير بل تقبع في قاع البحر ولا تفرد جناحيها إلا عندما تضطرب أو عندما تريد إخافة من يريد افتراسها. تصدر هذه السمكة أضواءاً فلورية براقة.



هل يمكنك أن تحزر ما هذه؟ هذه دودة مفلطحة يبلغ طولها 3سم، وهي من العجائب المحيرة في الطبيعة، بلونها الأزرق والخط الأصفر الذي يقسمها من الوسط بالإضافة إلى عشرات الخطوط البيضاء. تحمل الدودة قرني استشعار فوق رأسها وهذا يذكرنا بآذان الكائنات الثديية، أو بقرون استشعار الحلزونات، أما فيما يتعلق بنظامها الغذائي أو نشاطها الجنسي وطريقة تكاثرها، تعتبر من الصفات غير العادية التي تتمتع بها هذه الدودة.



بعض الكائنات التي تعيش في هذه البيئة لم تنل قسطها من الشهرة، السلاحف الجميلة ذات الرؤوس الكبيرة هي من بين أشهر أنواع السلاحف شيوعاً في البحر الأبيض المتوسط، إلا أن السياحة ووقوعها ضحية في شباك الصيد تهددها بالاقراض. تمتلك هذه السلاحف أفكاك قوية تُمَكنها من التغذي على القشريات البحرية، لكنها معروفة في بعض اللغات باسم: "السلاحف الغبية".



حتى بوجود نظارات الغوص المتطورة يصعب ملاحظة وجود هذه السمكة النادرة، حتى لو كانت قريبة من أقدامنا. السمكة مفلطحة، وعيناها على الجانب الأيسر من وجهها. تتخفى السمكة وتتماهى مع بيئتها وتطمر نفسها بالرمال والطمي في قاع البحر. لكن رغم ذلك يسعى الصيادون في جميع أنحاء العالم إلى اصطياد هذا النوع من الأسماك، لأنها تعتبر من بين أكثر أنواع الأسماك قيمة في العالم.



لاتتهدد سواحل البحر الأبيض المتوسط الكثير من الأخطار الطبيعية، ولربما يكون ذلك هو السبب الذي يدفع الكثير من الناس للشعور بالذعر من تواجد قناديل البحر. لكن رغم السمعة غير الحميدة للقناديل فإنها كائنات رائعة، وعلى سبيل المثالث قنديل البحر هذا شبيه بالبوصلة ومزود بـ 24 مجساً للاستشعار. تلك المجسات ستبدل وظائفها الجنسية عند سن البلوغ من مذكرة لتصبح مؤنثة.



يمكن أن يصل طول قطر نجم البحر الشوكي إلى 70 سم رغم الصغر النسبي لحجم الجسم المركزي، وتحتوي كل ذراع من أذرعته الخمس على ثلاثة صفوف طولية من الأشواك الأرجوانية اللون، كما يحيط بكل ذراع ما يُشبه الوسادة البيضاء. رغم أن البيئة الطبيعة المعروفة لنجم البحر الشوكي هي بيئة المحيط الأطلسي، إلا أن بيئته تمتد من أيسلندا إلى البحر الأبيض المتوسط.



ليس كل ما يتواجد في أعماق البحر الأبيض المتوسط ينشد المحبة والسلام، فسمكة العقرب الحمراء الصغيرة الحجم واحدة من المخلوقات الشديدة السمية، ويرجع سبب ذلك إلى الأشواك المُغَطاة بمادة مخاطية شديدة السمية. وتتواجد هذه السمكة عادة في البيئات البحرية الصخرية، يُمكن العثورعلى هذه السمكة بعمق 700 متر تحت سطح البحر، وهي تتغذى على الأسماك الصغيرة والقشريات.