القاهرة / عدن (أ. ف. ب) -- قتل سبعة عناصر مفترضين في تنظيم القاعدة في قصف نفذته طائرات من دون طيار الاربعاء في محافظتين يمنيتين، بحسب مصادر امنية.



وقال مسؤول امني لوكالة فرانس برس ان اربعة عناصر مفترضين من التنظيم الجهادي قتلوا عندما استهدفت طائرة من دون طيار مركبة يستقلونها كانت متجهة من مدينة عتق مركز محافظة شبوة في جنوب البلاد، الى مديرية نصاب (غرب) في المحافظة نفسها.

والى الشرق من صنعاء، قتل ثلاثة عناصر مفترضين من القاعدة في غارة لطائرة من دون طيار استهدفت مركبة يستقلونها في منطقة صحراوية بمحافظة مأرب، بحسب ما افاد مصدر امني ثان.

وفي حين لم تحدد المصادر لمن تتبع الطائرات التي نفذت الغارات، يرجح ان تكون اميركية، لكون واشنطن تلجأ منذ اعوام الى هذا السلاح في استهداف قياديين وعناصر في تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب"، الذي تعده اخطر فروع التنظيم الجهادي في العالم.

وكان مسؤولون اميركيون اعلنوا في وقت سابق هذا الشهر مقتل ثلاثة عناصر من التنظيم في غارة اميركية لطائرة من دون طيار في شبوة.

وافادت الجماعات الجهادية كالقاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية، من النزاع في اليمن منذ اكثر من عام بين قوات حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم من التحالف العربي بقيادة السعودية، والمتمردين الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، لتعزيز نفوذها خصوصا في جنوب البلاد.

وبدأ التحالف العربي في آذار/مارس 2015 عملياته لدعم قوات هادي في مواجهة المتمردين الذين سيطروا على صنعاء في ايلول/سبتمبر 2014، وتابعوا التقدم ليسيطروا على مناطق اخرى في الوسط والجنوب. وتمكنت قوات هادي بدعم مباشر من قوات التحالف، من استعادة خمس محافظات جنوبية من المتمردين صيف 2015.

وفي وقت سابق هذه السنة، بدأ التحالف ايضا باستهداف الجهاديين دعما للقوات الحكومية في جنوب اليمن وجنوب شرقه. وتمكنت هذه القوات من استعادة مناطق كانت تحت سيطرة تنظيم القاعدة، لا سيما مدينة المكلا مركز محافظة حضرموت (جنوب شرق) في نيسان/ابريل، وزنجبار مركز محافظة ابين في آب/اغسطس الجاري.

كيري في السعودية سعيا للدفع نحو حل للنزاع في اليمن
وصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاربعاء الى السعودية في زيارة تركز على الدفع باتجاه حل في اليمن، في اعقاب فشل مشاورات رعتها الامم المتحدة وتزايد القلق بشان الكلفة البشرية للنزاع.



ويشمل جدول الزيارة التي تستمر يومين، لقاء مساء الاربعاء مع ولي ولي العهد وزير الدفاع الامير محمد بن سلمان، والملك سلمان بن عبد العزيز غدا الخميس.

كما يعقد كيري غدا لقاء خماسيا حول الملف اليمني مع نظيريه السعودي والاماراتي ومساعد وزير الخارجية البريطانية لشؤون الشرق الاوسط توبياس الوود، ومبعوث الامين العام للامم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد، ولقاء منفصلا مع نظرائه الخليجيين.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية للصحافيين ان هذه المباحثات ستشكل فرصة "لتشارك الافكار والمبادرات لاعادة النقاش السياسي الى مساره والعمل على محاولة التوصل الى حل سياسي".

واشار الى ان كيري "يعتزم ان يشارك في النقاش وبحوزته بعض الافكار" دون مزيد من التفاصيل مشيرا الى ان الوزير الاميركي "مهتم بسماع افكار المشاركين الآخرين".

كما شدد على ضرورة تأمين وصول المساعدات الانسانية الى المناطق المتضررة والسعي لتحقيق وقف لاطلاق النار وخفض مستوى العنف.

وتقود السعودية منذ آذار/مارس 2015، تحالفا عربيا داعما للرئيس عبد ربه منصور هادي، في مواجهة الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، والذين تتهمهم بتلقي دعم غريمتها ايران.

وفي ظل طول امد الحرب دون افق وتزايد عدد الضحايا المدنيين خصوصا جراء الغارات، باتت المملكة تواجه انتقادات متزايدة من اطراف دولية عدة منها الامم المتحدة ومنظمات حقوقية وغير حكومية.

ويبدي خبراء عدم تفاؤلهم بتحقيق كيري نتائج مغايرة لزيارات سابقة.

ويقول الباحث في "شاتام هاوس" في لندن بيتر سالزبوري لوكالة فرانس برس ان ثمة "ضغط متزايد" من قبل اطراف في إدارة الرئيس الاميركي باراك اوباما لانهاء الحرب في اليمن باسرع وقت ممكن، الا انه يرى ان "للاميركيين قدرة محدودة لتحقيق تسوية سلمية ذات معنى".

ويرى ان المسعى الدولي لحل النزاع، والمرتكز على قرار مجلس الامن الرقم 2216، يعني عمليا دعوة المتمردين الى "الاستسلام".

وينص القرار الصادر العام الماضي، على بنود عدة ابرزها انسحاب المتمردين من المدن التي يسيطرون عليها وابرزها صنعاء (منذ ايلول/سبتمبر 2014)، وتسليم اسلحتهم الثقيلة.

وشكل التباين حول القرار نقطة خلاف اساسية في مشاورات السلام التي استمرت اكثر من ثلاثة اشهر في الكويت. ففي حين طالب الوفد الحكومي بانسحاب المتمردين وتسليم الاسلحة كمقدمة لاي اتفاق سياسي، ربط هؤلاء اي خطوة يقدمون عليها بالاتفاق على الرئاسة وتشكيل حكومة وحدة وطنية تشرف على الاجراءات التنفيذية.

ويرى سالزبوري ان ايا من الطرفين غير مستعد لتقديم تنازلات للحل.

ويأتي تعنت الطرفين في ظل غياب تبدل جذري في الوضع الميداني منذ اشهر. فمنذ استعادت قوات هادي بدعم من التحالف في الصيف الماضي، خمس محافظات جنوبية كان يسيطر عليها المتمردون، لم يحقق اي من الطرفين تقدما وازنا على حساب الآخر منذ ذلك الحين.

الا ان الحكومة واجهت صعوبة في فرض سلطتها الكاملة في المناطق الجنوبية المستعادة، اذ افادت التنظيمات الجهادية من النزاع لتعزيز نفوذها فيها.

وبدأ التحالف منذ اشهر بدعم القوات الحكومية ضد الجهاديين ايضا، علما ان واشنطن تنفذ ايضا منذ اعوام غارات جوية بطائرات من دون طيار تستهدف قياديين وعناصر في تنظيم القاعدة.

والاربعاء، افاد مسؤول امني عن مقتل اربعة عناصر مفترضين من التنظيم في غارة لطائرة من دون طيار في محافظة شبوة (جنوب).

- معاناة المدنيين - ويتحمل المدنيون الكلفة الاكبر للنزاع في بلد هو الافقر عربيا.

وبحسب الامم المتحدة، فالوضع الانساني "يواصل التدهور" بعد مقتل اكثر من 6600 شخص نصفهم تقريبا من المدنيين، في حين ان الملايين في حاجة الى الغذاء والمياه النظيفة والتعليم الجيد.

وكرر مسؤولون اميركيون خلال الاشهر الماضية دعوتهم التحالف بقيادة السعودية الى تفادي اصابة المدنيين.

ويقول مصدر دبلوماسي في الرياض انه "بات يتضح بشكل متزايد" قلق بعض مسؤولي الادارة الاميركية من الحصيلة البشرية للنزاع.

واكد المسؤول في الخارجية الاميركية الاربعاء ان كيري "سيثير قلقنا حيال الضحايا المدنيين والاضرار في الاهداف المدنية (...) ورغبتنا القوية في ضمان تفادي وقوع مثل هذه الاضرار"، والعمل لضمان ان تكون الحملة الجوية "دقيقة" وتميز بين الاهداف المدنية والعسكرية.

وكانت الخارجية ابدت قلقها العميق في اعقاب مقتل 19 شخصا على الاقل في غارة للتحالف اصابت مستشفى تدعمه منظمة اطباء بلا حدود في شمال اليمن في 15 آب/اغسطس الجاري.

وبحسب مصادر دبلوماسية يمنية، ترغب واشنطن في حل النزاع قبل نهاية السنة الجارية.

وكان ولد الشيخ احمد اعلن في السادس من آب/اغسطس تعليق المشاورات شهرا، دون تحديد مكان او زمان لاستئنافها.

وسبق تعليق المشاورات اعلان الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح، تشكيل مجلس سياسي اعلى يتولى ادارة شؤون البلاد، في ما اعتبر تحديا للحكومة اليمنية والتحالف الداعم لها.

ويتوقع ان يبحث كيري في السعودية، النزاع في سوريا حيث تدعم الرياض المعارضين للرئيس بشار الاسد، وتشارك في التحالف الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم الدولة الاسلامية. وتأتي محطة كيري السعودية ضمن جولة تركز على مكافحة "الارهاب"، زار خلالها كينيا ونيجيريا.