المنامة - فرح محمود (الأيام) : دائمًا ما أشعر أن هناك الكثير من الناس بغربة مع أنفسهم، أي أنهم لا يعرفون ذواتهم جيدًا، وربما يحتاجون أحدا ليقوم بترجمتها لهم، وهذا ما يساهم في عدم وصولهم إلى نجاحات حقيقية يشغلون فيها أوقاتهم بعيدًا عن النقد السلبي والانتقاد اللاذع في غير محله والتركيز مع الآخرين.



بنظري يجب على الإنسان أن تكون علاقته مع ذاته كعريس البحر الذي تعشقه حوريته الفاتنة، فيخاف أن يخسرها ويحافظ عليها ولا يغفل عنها ويشتاق إليها دائمًا ويفتقدها، يتعب من أجلها، يعتني بها، يحافظ عليها، ويسيجها من الأعداء والأوهام ويحميها، يجملها ويغرم بها كي تشغفه حبًا هي الأخرى!



فلن يحتاج أن يبحث عنها، وسيخرجان معًا من أعماق الوحدة والغربة ويتنفسان شهيق الحياة والحب معًا، ويمتطيان دلافين الأمنيات وتكون بوصلة طريقها صفير صوتها، وسيحددان الاتجاهات الصحيحة ويبحران بعيدًا، ويهجران كهوف الظلم والمعتقدات الشعبية اليائسة، ويتخطيان معًا المياه الإقليمية لمحيطات الصعاب السابعة، ويجلسان على شاطئ الفرح ويأكلان لحمًا طريًا ويصطادان الأحلام، حيث سيكونان طعمًا للنجاح لا يحتاجان لأحد ولا ينتظران أحدًا!

من المهم جدًا أن يبني الإنسان مع نفسه علاقة حب قوية، تجعله ينبض بالحياة والثقة والجمال، فالتصالح مع الذات وعدم الشعور بالغربة عنها، سينعكس على تصرفات الشخص وحتى شكله، مما سيجعله جذابًا ومحبوبًا من الجميع!