الطائف - واس : وصف عدد من الشعراء تأسيس أكاديمية الشعر العربي ضمن أنشطة سوق عكاظ، بالخطوة الجديّة نحو عالم التفرد الشعري، الذي ينصبُّ في منظومة الثقافة المحلية والإقليمية والعالمية، مشيدين بمبادرة السوق التي تراهن على نجاح الشعر كسفير بين القلوب والأرواح، وسفير بين الحضارات، مؤكدين بأن سوق عكاظ أعاد الشعر العربي وهو شيخ الفنون وذروة سنامها وقمة هرمها، إليه توهجه وتألقه.



وقالوا في تصريحات للجنة الإعلامية لسوق عكاظ: "إن الأكاديمية ستنهض بدراسات الشعر وأبحاثه بدءاً من جمع وتدوين وتحقيق الموروث منه في المخطوطات المحفوظة ونشر مؤلفات شعرية من دواوين وأبحاث بوسائل النشر المختلفة علاوة على تنظيم الأنشطة والبرامج الشعرية كالندوات والمسابقات والمحاضرات ذات العلاقة بالشعر والأمسيات الشعرية والملتقيات الأدبية التابعة للأكاديمية لدعم مسيرة التعليم والثقافة".

وقال رئيس النادي الأدبي بالباحة الشاعر حسن الزهراني: "إن إنشاء أكاديمية الشعر العربي حلم كان بعيدا بدأت بوادر تحقيقه تلوح في الأفق القريب، فهذه الأكاديمية التي انتظرناها كثيرا وكنا نقول لا يليق بمثلها إلا أن ينبثق من هذه الأرض منبع النور وكلنا أمل أن تولد هذه الأكاديمية من خلال سوق عكاظ برعاية قائد الفكر والأدب صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، كما نتمناها قوية راسخة مدعومة ماليا وأكاديمياً وإبداعياً.

وأضاف: أعتقد أن هذه الأكاديمية ستبدأ بالشباب عناية ورعاية فإقامة الدورات التدريبية المتطورة وورش العمل التفاعلية للموهوبين بصورة مستمرة تخلق لنا جيلا مبدعا يحمل لواء الشعر بكل وعي واقتدار، كما أن احتضانهم وطباعة نتاجهم سيكون له اكبر الأثر في الاستمرارية والتنافس، وكم هو مبهج أن تتبنى هذه الأكاديمية احتواء شعراء هذا الوطن وطباعة نتاجهم وتسويق هذا النتاج عربيا وعالميا ليصل صوت الشاعر السعودي إلى المتلقي.

وأوضح الزهراني أن الأكاديمية لن تهمل من وجهة نظهره وسائل التقنية الحديثة ووسائل التواصل في هذا الأمر فهي الأسهل والأقل تكلفة حاليا، متوقعاً أن هذه الأكاديمية ستركز على تراثنا الشعري الثري دراسة وإعادة نشر بالوسائل الحديثة، وكذلك نتاج شعراء الوطن الذين أهمل إبداعهم طوال السنين الماضية وهو بحق حقول خصبة للباحثين والدارسين في مجال الشعر، متمنياً أن يكون منبر هذه الأكاديمية حيا طوال العام بفعاليات ونشاطات مميزة ومستمرة من أمسيات شعرية وفنية ونقدية ومهرجانات تجمع شعراء العالم على مختلف لغاتهم .

وأوضحت الكاتبة والشاعرة إيمان الشاطري بأن الأكاديمية خطوة إيجابية يطلقها سوق عكاظ مما يثبت بأن هذه الفعالية تحقق أهدافها بصورة سليمة وتزرع خطاها في عالم الأدب بشكل ملائم يجعلنا نثق بأن القادم أفضل، خصوصًا وأنه في هذه الفترة التي أصبح فيها ضوء الكلمة سابقٌ لأي وسيلة أخرى من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وسهولة ظهور الكاتب المبتدئ والمخضرم دون تدقيق وتمحيص فيما يكتب كما أنه أصبح من اليسير عليهم إصدار الكتب حتى وإن لم تكن ذات جودة أدبية عالية نحن حقيقة بحاجة إلى مثل هذه الأكاديمية التي ستساند الموهوبين في هذا المجال.



وقال الشاعر علي الشريف من جانبه: " سوق عكاظ " كل عام يزدهي بحلة جديدة وفكرة جديدة وحين تأتي فكرة الأكاديمية تأتي في محورها الأصلي والطبيعي حيث أن فكرة السوق تتمحور حول الشعر، ولذا بقي سوق عكاظ حاضراً في المشهد التراثي الشعري التقليدي ولم يندثر مع طول الأيام وغابرها، لذلك فهي فكرة مكملة وجاذبة، ونتمنى أن تحقق بعداً شعرياً وجامعاً للسان العربي الفصيح".

ويضيف الشاعر محمد العطوي :" لاشك أن هذه خطوة مهمة في رحلة سوق عكاظ. ولا أبالغ إذا قلت أنها أهم خطواته حتى الآن، فسوق عكاظ عرف عنه أنه كان ميدانا للشعر والبلاغة وحري بِنَا اليوم أن ننهض بلواء الشعر من عكاظ متكئين على إرث تاريخي وحضاري قديم، مؤهلين بعلم وإمكانيات هائلة في شتى المجالات التقنية والمادية، مستغلين عبق المكان وسحره، وأتمنى أن تكون الأكاديمية المستقبلية على قدر طموحات المثقف العربي وعلى قدر اسم عكاظ.

وأوضح الشاعر وأستاذ الأدب العربي الدكتور صالح الزهراني من جانبه، أن وجود أكاديمية للشعر العربي إضافة نوعية للمشهد الثقافي في بلادنا إذا توافرت لها البيئة المحفزة للإبداع وإلا فإنها ستلحق بالأندية الأدبية التي تقوم بالدور نفسه، مبيناً أن الأكاديمية لن تكون مصنعاً لإنتاج الشعراء، ولكنها ستكون حاضنة لهم ومظلة لإبداعهم ومحفزا لعطائهم، فالشعراء لا يمكن صناعتهم، لأنهم مواهب خصها الله بما يخص به بعض عباده.

وقال الشاعر والإعلامي رئيس منتدى عبقر الشعري بنادي جدة الأدبي عبد العزيز الشريف :" إن إنشاء الأكاديمية خطوة رائدة نحو خلق فضاء ثقافي مؤسس مبني على ركائز علمية حديثة، وأننا فعلا بحاجة ماسة لمثل هذه الأكاديمية المستقبلية التي ستزف للوطن جيلاً شاباً مؤهلاً، جيل يخدم الحركة الثقافية في هذا البلد الكريم الزاخر بالإبداع والمبدعين ولكن هذا الإبداع بحاجة لنقله للأخر بشكل علمي لكي نعرف بأنفسنا بشكل حضاري ومواكب لمصادر الثقافة الحالية والمستقبلية التي تتواكب مع تطلعات الدولة من خلال في رؤية 2030 الثقافية التي تعنى بالجانب الأدبي والفكري والثقافي الشبابي وخلق بيئة صحية سليمة وبناء بنية تحتية ككوادر ثقافية مدربة وشابة سلاحها العلم، تمهد لقيام مسرح جاد ومحترم ودور سينما تتوافق مع ثوابتنا والاستفادة من هذه الوسيلة المهمة بل هي ذاكرة الأمم ومخلدة تاريخها، يضاف لها انجاز حركة للترجمة وقاعدة معلوماتية متقدمة، وما توجه مهرجان عكاظ التاريخي للعناية بالشباب والاهتمام بفكرهم ومستقبلهم المعرفي إلا ترجمة.

من جانبه، قال الشاعر الدكتور حمزة الشريف: " إن هذه بادرة ينمو بها الشعر العربي ويزداد نتاجه ويستفيد من ذلك المجال الأدبي وترتفع قامة الساحة الأدبية، والفكرة رائدة وطموحها بعيد المدى حيث تربي الأجيال وتنشر الوعي بالحس التراثي الأصيل وتقارب بين المبدعين والمتلقين وتتخرج فئات من الشباب على مستوى من الوعي الثقافي الشعري الأكاديمية ستكون مرجعية الشعراء والنقاد والدارسين.

من جهتها أوضحت الشاعرة الدكتورة إنصاف بخاري أن نبأ أكاديمية الشعر العربي هي بشرى، تعود بالشعر العربي الفصيح إلى رونقه وتألقه وسموه، مبينة أنه مشروع نوعي كبير، مؤكدة على تبني النتاج الشعري الجيد ومكافأته ونشر الدواوين، ويجب نستثمر أكاديمية عكاض الاستثمار ا?مثل فعكاظ تاريخ وهوية وحضارة وعراقة وأصالة، ولا يذكر إلا ويبزغ بارقا في ا?ذهان على الخصوص الشعر العربي بقامته وفعله وفاعليته ولا أبالغ إذا قلت يظل الشعر العربي شيخ الفنون وذروة سنامها وقمة هرمها.

وقال الدكتور يوسف العارف: " إن ميلاد هذه الأكاديمية أكبر دليل على وعي واهتمام القيادة والقائمين على السوق بما يزيد في نجاحات السوق وتطويره للأحسن في كل عام، وكذلك الوقوف عند المنشط الرئيس للسوق قديما وحديثا وهو (الشعر) - لغة العرب العليا، لغة الفكر والثقافة - وذلك لما يحمله من مضامين إنسانيه، وما يورثه من جماليات قوليه وذوقية، وما يبشر به من حكم وأخلاقيات اجتماعية، متوقعاً أن تضم الأكاديمية أقساما للدراسات والبحوث المتعلقة بالشعر وقضاياه، وإقامة البرامج والدورات التدريبية على كتابة الشعر بمدارسه وتوجهاته المختلفة والقيام بالدراسات والبحوث النقدية للحركة الشعرية المعاصرة، وأن تكون الأكاديمية مركزاً ثقافياً يجتمع تحت قبته الشاعر والناقد والناشر والمطبعة في منظومة فكرية وعملية واحدة .