واشنطن - ميجان كاسيلا (رويترز) - اختارت مجلة تايم يوم الأربعاء المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل (شخصية العام) 2015 وذلك لما أبدته من مرونة وقدرة على القيادة في أزمة اللاجئين السوريين والإضطراب في الاتحاد الأوروبي بشأن العملة الموحدة هذا العام.



وقالت نانسي جيبس مديرة تحرير المجلة في بيان توضح به مسوغات الاختيار إنه برغم الأزمات في المنطقة التي كانت "سببا للتساؤل عن إمكانية بقاء أوروبا" ظهرت ميركل (61 عاما) "كلاعب أساسي".

وكتبت جيبس تقول "بسبب طلبها من بلدها أكثر مما جرأ عليه معظم الساسة وبسبب وقوفها بحزم ضد الاستبداد ... وتقديمها نموذجا راسخا للقيادة الأخلاقية في عالم قلت فيه تلك القيم ... اختارت مجلة تايم أنجيلا ميركل شخصية العام."

وفي أول رد فعل على الاختيار قال المتحدث باسم الحكومة ستيفان سيبرت في مؤتمر صحفي "أنا واثق من أن المستشارة ستعتبر هذا حافزا لأداء عملها."

وأطلق على ميركل- التي انتخبت لمنصبها في 2005- أقوى سياسية على ظهر الكوكب وهي أول امرأة تقود ألمانيا.

ونوهت تايم بقيادة ميركل هذا العام للتعامل الغربي مع ضم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقرم وترحيبها باللاجئين إلى ألمانيا رغم "غلق الأبواب وبناء الجدران وانعدام الثقة".

كانت ميركل تصدرت القائمة القصيرة للمرشحين للقب والتي شملت المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب -والذي حل ثالثا- وأبو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة الإسلامية والذي جاء بالمركز الثاني.

وهي أول امرأة تحصل على اللقب منفردة خلال 29 عاما رغم تكريم نساء أخريات ضمن مجموعات. وفي العام الماضي فاز باللقب مجموعة من أطباء الايبولا والناجين منه.




المرأة التي اختارتها مجلة تايم "شخصية العام 2015"
هكذا كانت تبدو طفولة المرأة التي توجت خلال الأعوام الماضية بأقوى امرأة في العالم حسب قائمة مجلة فوربس الأمريكية... إنها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.



ترعرعت أنغيلا ميركل في أسرة بروتستانتية في مدينة تيمبلين بولاية براندنبورغ. وكان والدها يعمل كقس، في حين كانت الأم ربة بيت تعمل على رعاية "إنجي" واثنين من إخوتها الصغار. ولم يكن أحد يعتقد أن أنغيلا دوروثيا كازنر، ستصبح أقوى امرأة في العالم. ولكن صفات كالاجتهاد والموضوعية وضبط النفس والتواضع كانت وراء هذا النجاح الخارق.



تعد ميركل من أكثر المتابعين لمنتخب بلادها لكرة القدم، إذ كانت من أبرز الحاضرين في نهائي كأس العالم بين ألمانيا والأرجنتين في البرازيل. وقد تفاعلت المستشارة مع مجريات المباراة، لتتوجه بعدها إلى غرفة تغيير ملابس اللاعبين وأخذت صورا تذكارية معهم، معبرة عن فخرها بالمنتخب الألماني وإنجازاته.



تظهر هذه الصورة غريتا ولودفيغ جدي المستشارة الألمانية، مع والدها هورست كاتسمرساك. كانت الأسرة تعيش في بوسن ببولندا، ثم استقرت في وقت لاحق ببرلين. بعدها قامت العائلة بتغيير اسمها سنة 1930 إلى كازنر. وعندما عرفت الجذور البولندية للمستشارة الألمانية سنة 2013، أثار ذلك اهتماماً كبيراً وخاصة في بولندا نفسها.



درست ميركل في براندنبورغ. هذه الصورة تظهر ميركل في مخيم "هيمل فوت" الصيفي بعد فترة وجيزة من حصولها على شهادة الثانوية العامة سنة 1973 بتفوق. وكانت المستشارة بارعة في اللغة الروسية والرياضيات. وخلال فترة دراستها كانت ميركل أيضاً عضوا في منظمة الشباب الاشتراكي، وهي أول مستشارة لألمانيا نشأت في جمهورية ألمانيا الديمقراطية سابقاً.



بعد حصولها على شهادة التعليم الثانوي بدأت ميركل دارسة الفيزياء في جامعة لايبزيغ. بعدها مباشرة بدأت بالعمل في أكاديمية العلوم في جمهورية ألمانيا الديمقراطية، حيث حصلت على شهادة الدكتوراه في مجال تفاعلات التحلل الكيمائي. وفي ذلك الوقت التقت بزوجها الأول أولريش ميركل، الذي قال عنها إنها كانت تحب السفر. في هذه الصورة تظهر ميركل في العاصمة التشيكية براغ.



بعد انفصال ميركل عن زوجها الأول زاد اهتمامها بالمجال السياسي، حيث انخرطت في الحزب المسيحي الديمقراطي. وبعد تجاوزها للعديد من العقبات السياسية وجدت نفسها آنذاك قريبة من المستشار الألماني هلموت كول، الذي يعتبر بمثابة الأب الروحي والراعي، الذي فسح لها المجل لتولي أعلى المناصب.



في سنة 1998 اقترح رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي آنذاك فولفغانغ شويبله، ميركل لتولي منصب الأمين العام للحزب. وبعد أربع سنوات أصبحت ميركل رئيسة للحزب. وفي سنة 2005 فازت مع حزبها بالانتخابات لتصبح أول مستشارة لتخلف بذلك غيرهارد شرودر المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي.



علاقة المستشارة الألمانية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم تكن حارة كان الحال عليه بين الرئيس الروسي وسلف ميركل، غيرهارد شرودر، وذلك حتى قبل أزمة القرم. ولكن بوتين يكن لها احتراماً كبيراً، وكلاهما يتحدث اللغة الألمانية والروسية بطلاقة.



تظهر ميركل في هذه الصورة، التي أثارت ضجة إعلامية كبيرة في ألمانيا، في افتتاح دار الأوبرا في أسلو برفقة رئيس الوزراء آنذاك ينس شتولتنبرغ. وتعرف ميركل بعشقها للموسيقى الكلاسيكية، حيث تحضر العديد من حفلات هذا النوع الموسيقي.



تمكنت المستشارة ميركل أو "ماما ميركل" كما يلقبها الألمان من كسر العديد من الصور النمطية، فهي تعد أول امرأة قادمة من شرق ألمانيا تتولى منصب المستشار باعتبارها زعيمة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، أحد أبرز الأحزاب السياسية في ألمانيا. الكاتبة الألمانية جولي زيه خصصت لها قطعة مسرحية بعنوان "Mutti" أي "الماما".



تزايدت شعبية ميركل بين السوريين والعرب بعد فتح الأبواب أمام اللاجئين السوريين، لكن هذا القرار لم يلاقي نفس الترحيب من جانب السياسيين الألمان، إذ ظهرت بوادر خلاف داخل الائتلاف الحكومي في البلاد وانتقد مسؤولون سياسة ميركل الخاصة باللجوء معربين عن مخاوف أمنية وقلق من اختلال التوازن الثقافي.



الكاتب: كريستينا روتا / أمين بنضريف