أراكَ هجرتني هجـــــــراً طويلاً
وما عوّدتني من قبـــــــــلُ ذاكا


عهدتك لا تطيق الصَّـــبر عنّي
وتعصى في ودادي من نـــهاكا



فكيفَ تغيَّرتْ تلك السَّــــــجايا
ومن هـــــــذا الذي عنّي ثناكا


فلا والله مــــــــا حاولتَ غدراً
فكلُّ النّاس يغــــــــدر ما خلاكا



وما فارقتني طــــــــوعاً ولكن
دهاك في المنية مــــــــا دهاكا


فيا من غابَ عنّي وهو روحي
وكيفَ أطيق من روحي انفكاكا




يعزُّ عليَّ حين أديـــــــر عيني
أفتشُ في مكانــــــــك لا أراكا


ختمتُ على ودادك في ضميري
وليس يزال مختومـــــــاً هناك



فيا أسفي لجسمك كــيف يبلى
ويذهبُ بعدَ بهجـــــــته سناك


ويا قبرَ الحبيـــــــب وددتُ أنّي
حملت ولـو على عيني ثــراكا



ولا زال السّلام علـــــيك منّي
يزفّ على النّسيــم إلى ذراكا





لـ بهاء الدين زهير / شاعر عباسي