جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأناخ ناقته، ودخل المسجد، فقال بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لنعيمان بن عمرو الأنصاري رضي الله عنه، وكان يقال له: النعيمان: لو نحرتها فأكلناها، فإنا قد قرمنا إلى اللحم (أي اشتهينا)، ويغرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمنها.



فنحرها النعيمان،

ثم خرج الأعرابي فرأى راحلته فصاح: واعقراه يا محمد!

فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من فعل هذا؟

قالوا: النعيمان،

فأتبعه يسأل عنه،

فوجده في دار ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب رضي الله عنه قد اختفى في خندق وجعلعليه الجريد والسعف،

فأشار إليه رجل ورفع صوته يقول: ما رأيته يا رسول الله، وأشار بإصبعه حيث هو،

فأخرجه رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وقد تغير وجهه بالسعف الذي سقط عليه،

فقال له: ما حملك على ما صنعت؟

قال: الذين دلوك علي يا رسول الله هم الذين أمروني،

فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح عن وجهه ويضحك،
ثم غرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنظر حياة الصحابة )