المنامة - (اينا): تواصلت اليوم الاحد فعاليات المؤتمر العالمي الثاني لتعليم القرآن الكريم"المنهج النبوي في تعليم القرآن الكريم" عُرضت عدد من الابحاث المتنوعة ، إلى جانب استمرار المعرض المصاحب الذي تشارك فيه أكثر من 20 جهة عرض متخصصة في المجال القرآني، بالإضافة إلى محاضرتين اثنتين ضمن البرامج التدريبية.



وحملت ورقة العمل التي قدمها أستاذ ورئيس قسم التفسير وعلوم القرآن الكريم بكلية القرآن الكريم بجامعة الأزهر عضو لجنة مراجعة المصحف الشريف بالأزهر فضيلة الأستاذ الدكتور عبدالكريم إبراهيم صالح ، عنوان "التدبر والعمل بكتاب الله ووسائل غرسهما في النفوس وتدبر القرآن طريقة راقية للوعظ والتذكير والتوجيه" ، شملن حقيقة التدبر وأهميته وأنواعه، وضرورة تدبر القرآن وفهمه.

ونبَّه صالح إلى ما وصفه بـ "الأمور المساعدة على تدبر القرآن الكريم"، ومنها: إخلاص نية القارئ في تلاوته وحفظه، الاستعاذة من الشيطان عند الشروع في القراءة، التجويد وحسن التلاوة، حسن الوقف والابتداء، تحسين الصوت بالتلاوة، الاستماع والإنصات، قيام الليل بما حفظ، التجاوب مع آيات القرآن الكريم، والتفكر والاعتبار.



من جانبه قدم رئيس المجلس العلمي بالهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم فضيلة الدكتور أيمن رشدي سويد في ورقة عمل حملت عنوان "حفظ القرآن الكريم عبرَ العصور كما أُنزل مقروءًا ومكتوبًا" ، وتطرق فيها الكيفية التي حافظت على نطق الأصوات القرآنيَّة كما أُنزلت وإلى العصر الحالي من غير أن يُصيبَها تغييرٌ أو تبديلٌ، وعن الضوابط التي وضعَها أئمةُ القراءةِ واستطاعوا من خلالِها المحافظةَ على النصِّ الأصليِّ سليمًا كما أُنزِلَ.

أما ورقة العمل التي قدمها فضيلة الدكتور عبدالهادي حميتو آسفي بعنوان "أساليب المنهج النبوي في تعليم القرآن الكريم"، فدعا فيها إلى الدعم الدائم لتعليم القرآن الكريم والمؤسسات الشرعية ليواصل أداء رسالته والقيام بوظيفته في الأمة وفق المنهج النبوي في التعليم والتزكية.

وعرض آسفي خمسة أساليب من أساليب المنهج النبوي في تعليم القرآن، وهي: أسلوب التلقي والمشافهة بالقرآن تعلمًا وتعليمًا، الحفظ في السطور بعد الحفظ في الصدور، حلق تعليم القرآن في العهد النبوي وأسلوب التلقين والعرض، المعلمون من الصحابة ونظام الحلق القرائية، إنشاء الكتاتيب في الصدر الأول لتعليم القرآن للصغار.

وحملت ورقة عمل لفضيلة الأستاذ الدكتور محمد أحمد بوركاب عنوان "طرق تلقي القرآن عن النبي وأثرها في المحافظة على النص القرآني والاستقامة على منهجه الرباني" حيث أكد أن القرآن الكريم متميز في كل شيء، في مضمونه ورسم حروفه وأداء كلماته، وهو ما يوجب تلقيه بالمشافهة الموصولة بالحضرة النبوية.

وشدد على ضرورة المحافظة على طرق التلقي المعتبرة عند القراء، منبهًا إلى أن القرآن لا يُحْكَم ولا تحفظ حروفه وحدوده إلا بتلك الطريقة، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.

واوضح مدير مركز بحوث القرآن بجامعة ملايا بماليزيا فضيلة الدكتور أحمد قاسم كسار في ورقته أنَّ الكتابة والتدوين صنعتان للخط، وقد اعتمد عليهما القرآن الكريم منذ نزوله وإلى يومنا هذا، وهي سنة متبعة، فقد كُتب القرآن الكريم وتمَّ تدوينه (جمعه) بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وحظي موضوع الكتابة والتدوين باهتمام الخلافة الراشدة رضي الله تعالى عن أصحابها.

وبيّن كسار في ورقته التي حملت عنوان "أساليب المنهج النبوي في تعليم القرآن الكريم - الكتابة والتدوين نموذجًا" بأن الحاجة تدعو إلى أن نطَّلع على منهج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في كتابة القرآن الكريم وتدوينه؛ لأنَّه منهج تربوي عملي.

من جانبه أشار الأستاذ في كلية التربية بجامعة تكريت فضيلة الدكتور غانم قدوري الحمدان في ورقته للمؤتمر التي حملت عنوان "تعليم الوفود إلى المدينة المنورة القرآنَ الكريم" إلى أنَّ حرْصَ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على تعليم الوفود القرآن الكريم في الأيام القليلة التي كانوا يقيمون فيها في المدينة يكشف عن أهمية التربية القرآنية في الدعوة إلى الإسلام وترسيخ معاني الإيمان في النفوس.

وتتبَّع الحمد في بحثه أخبار تعليم تلك الوفود القرآنَ الكريم وقت إقامتهم في المدينة، والقائمين بتلك المهمة من الصحابة، والتعرف إلى الوسائل التي اعتمدوها، والوقوف عند النتائج التي تمخضت عنها عملية التعليم، والآثار التي تركتها في نفوس العرب بعد رجوعهم إلى ديارهم في أنحاء الجزيرة العربية، والدروس التي يمكن أن تستنبط من ذلك.

من جانب آخر، عُقدت محاضرتان ضمن البرامج التدريبية؛ الأولى بعنوان "برنامج إبداعي في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها" للدكتور عبدالعزيز عبدالرحيم والثانية قدمها فضيلة الدكتور حازم سعيد حيدر بعنوان "الوقف والابتداء في كتاب الله" ضمن البرنامج التدريبي الثاني "ثلاثية تعليم تلاوة القرآن الكريم".

وتتواصل يوم غد الاثنين فعاليات المؤتمر بجلستين تُطرح فيهما ست أوراق عمل متنوعة، ومحاضرتين اثنتين.

الجدير بالذكر أن المؤتمر العالمي الثاني لتعليم القرآن قد بدأ يوم أمس في مملكة البحرين ويُقيمه المجلس البحريني الأعلى للشؤون الإسلامية بالتعاون مع وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف البحرينية والهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم التابعة لرابطة العالم الإسلامي.