روسيا اليوم : نشرت مجلة "Trends in Genetics" مقالة يمكن أن تفرح من يعارض التقدم ويدعو البشرية للعودة إلى صفائها البدائي. ويقول جيرالد كريبتري كاتب المقالة من جامعة ستانفورد الأمريكية إن ذكاء الإنسان المعاصر انخفض بالمقارنة مع أسلافه القدامى. وهناك حجج تدعم وجهة النظر هذه يمكن ان يجلبها كل من اطلع في المدرسة على نظرية الانتقاء الطبيعي.



يقول جيرالد كريبتري إن ما يتراوح بين 2000 و5000 جين إنساني يتحمل المسؤولية عن التطور الذهني، وتتعرض تلك الجينات، شأنها شأن جينات أخرى، لطفرات قد تكون إيجابية أو سلبية على حد سواء. وتتم إزالة الطفرات السلبية بطريقة طبيعية. فعلى سبيل المثال، في حال ظهور طفرة تضعف الحصانة يمكن أن يموت الإنسان نتيجة إصابته بمرض معد، الأمر الذي يجعل قدرة ذريته على البقاء ضئيلة. وتعمل آلية كهذه فيما يتعلق بالقدرة الذهنية.

واضطر الإنسان في قديم الزمان إلى إظهار حدة الذكاء، علما أنه كان يتصف بلياقة بدنية أضعف بالمقارنة مع الحيوانات المفترسة. وكان بحاجة أيضا إلى تدريب النفس على إظهار الذكاء بغية إيجاد مأوى وكسب الرزق. ولم يبق على الأرض من أخفق في إظهار الذكاء. ثم جاء زمن زراعة النباتات، فتوقفت عملية الانتقاء الطبيعي التي كانت تختار الناس الأكثر ذكاء وتأقلما مع الظروف الطبيعية وتهلك الناس العاجزين عن البقاء. ويعني ذلك من وجهة النظر البيولوجية والجينية أن الجينات الذهنية باتت تكدس الطفرات التي كانت تحول دون الذكاء.

وتدل الحسابات التي أجراها الباحث الأمريكي على أن الإنسان المعاصر المتوسط أقل ذكاء من أسلافه القدامي بطفرتين.

ويقول البعض إن هناك شخصيات ذكية مثل شكسبير وأينشتاين وغوبس، لكن الفرضية التي طرحها كريبتري تفيد بأن هؤلاء الاشخاص (أينشتاين وشكسبير) يتمتعون بما تبقى من عبقرية أسلافهم.