لاحت لي فكرة تعليم بناء القصيدة للمبتدئين ..
فعسى أن يُستفاد منها لمن أراد الفائدة ..
و لا أريد سوى ( دعوة صادقة ) فـ أكون لهُ من الشاكرين .

الشرح هُنا طريقة أكاديمية بحته .. وليست طريقة النزف التلقائي لدى الشاعر المتمكن .
أخي المبتديء اختي المبتدئة : البحور وتفاعيلها سوف ادرجها هنا ولكن لاتنظر إليها ولاتُعريها إهتماماً كونك
لازلت في اول الطريق .. بل خُذ طريقة الشرح وانا ادرجت البحور وتفاعيلها كي تعرف الطريقة الوزنية الصوتية
للتفعيلة .

اولا :
حين النية في كتابة قصيدة لابد أن تُركّز الذهن .. وتبتعد عن أي مؤثرات خارجية .. وأن تمسك قلمك وتدوّن
الفكرة التي لديك ... فمثلاً تقول :
ابي اكتب قصيدة غزلية فكرتها : " واحد يحب وحده وهو ماشافها الا مره وحده وتعلّق فيها " .
هُنا عرفنا ماهي الفكرة كي تترابط الابيات والمعنى مع بعض .

ثانيا :
نختار بحر معيّن .. وإن كان ليس لديك إلمام في البحور دع الإختيار على لحن معيّن كـ اغنية أوشيلة
سمعتها في محاورة أو لحن تعلّق قلبك به .

ثالثا :
القافية تأتي تبعاً .. فلا تُجبر نفسك على قافية معيّنة .. بل دع هذا اللحن حين يخرج منك ويقف عند
آخره يتوقف عند القافية التي سوف تتضح لك بعد أن تُتمّ الشطر ..

رابعا :
خذ اللحن بطريقة ( الملالاة ) وهي كقولنا ( يالا لا لا لا لا لا لا لي ) .. وهذا اللحن هو لحن أغنية ( الكنّة )
أو ( وصيت قلبي ) .. فكلاهما على بحر البسيط بهذه التفعيلة :



[align=justify]مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن [/align]



حاول أن تُغنّي بيت التفعيلة أعلاه على لحن ( الكنّة ) سوف تجد سهولة التوافق وانت تُغنيّها .. وهناك طريقة تجعلُ
منك مترابطاً مع اللحن الا وهي : تلحين بيت التفعيلة وتكراره 6 او 7 مرات كي تتعوّد عليه الحنجرة واللسان بطريقة
الاخراج الصحيح للحن وبدون أي ضغط على الحروف ومحاولة الإدغام .. وحين تصل الى التكرار السابع مثلاً اُدخل
على كلام من عندك ولكن على نفس اللحن .. فلو قلنا بعد التكرار سبع مرات لبيت التفعيلة :
(( البارحه مارقدت وزادت همومي )) .. ستجده مطابقاً لبيت التفعيلة لحناً .. فكما استمريت على تكرار التفعيلة كرر
هذا الشطر مراراً إلى أن تحفظة عن ظهر قلب حتى ولو كان شطر وليس بيت .. ومن ثم حاول المواصلة بعد إنتهاء الشطر
هذا ببداية شطر آخر وبدون توقّف بين الشطرين وتابع معنى الشطر الاول ودقق جلياً في مفرداته فسوف تجد :
( البارحه .... مارقدت .... زادت .... همومي ) حاول ربط الشطر الثاني بمعنى يلتصق بما قبله فمثلا لو أخذنا كلمة
( هممومي ) وأردنا أن نواصل المعنى كي يكون الشطر الثاني متفق ومترابط مع الشطر الأوّل فسوف نقول مثلاً :
(( هم(ن) يصدّر بقلبي وآخر يورّد )) هُنا كرر كما كررت في الشطر الاول إلى أن تحفظه .. ومن ثم اعد تلحين البيت
كاملاً مع بعض بلاتوقّف بين الشطرين ستجد أن الشطر الثاني واكب الاول هكذا :



[align=justify]البارحه مارقدت وزادت همومي
هم(ن) يصدّر بقلبي وآخر يورّد
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن
[/align]

هُنا اتفق البيت مع التفعيلة للبحر .. وحاول أن تُجرّب تلحين البيت ( البارحه مارقدت ..... الخ ) مع التفعيلة
( مستفعلن فاعلن ..... الخ ) سوف ترى أن البيت والتفعيلة متفقان مع بعضهما وبنفس اللحن .
بعد هذا البيت حاول أن تبدأ بالبيت الثاني على طول مع نهاية البيت الاول بلا توقف بينهما وبنفس اللحن ..
فلو نظرنا الى البيت :



[align=justify]البارحه مارقدت وزادت همومي
هم(ن) يصدّر بقلبي وآخر يورّد
[/align]

فهو يحكي عن السهر مع ازدياد الهموم .. واتضح هذا في الشطر الثاني حين قلنا هم(ن) يصدّر بقلبي ... الخ هُنا لابد
أن نأتي بسبب هذا السهر أو تبيين لما سهر هذا الشخص فهو لم يقُل سبب سهره ( وهذا هو الربط في المعنى
التسلسلي ) فلو قلنا :



من سبّة اللي عليه القلب محرومي
...................................


انظر هنا ماذا قلنا .. فقد اوضحنا ماسبب ذاك السهر وبدأنا بالتسلسل في المعنى .. كذلك لابد ان نربط الشطر هذا
بمعنى يوافقه ولايُحس القاريء بالتنافر في المعنى .. فلو رددنا الشطر السابق كذلك مراراً كي نبدأ بالشطر الثاني
تلقائياً ومع اللحن نفسه .. فلو قلنا :



.........................................
شفته بعيني وعقـب الشـوف متجـرّد


وعلى نفس المنوال كرر هذا الشطر الى ان تحفظه .. كي يبقى اللحن على لسانك .. ومن ثم أعد البيتين معاً وتواصلاً
بالتكرار اللحني ... بعد هذين البيتين وتكرارهما كثيراً سوف تجد اللحن سهل وإعتاد عليه اللسان وكأنك تُغنّي أغنية .
استمر على تلحين هذين البيتين طوال اليوم في البيت في السيارة في اي موقع يكون بالك رايق قم بترديد البيتين
لحناً .. بعد مرور يوم او يومين ستجد انك أجدت هذا اللحن وسوف تغنّية تلقائياً وتأتي المفردات تبعاً وكما شرحنا بطريقة
الربط في المعنى .
أما من ناحية القافية فقد أتت تلقائية بحكم أننا ربطنا التسلسل اللفظي في المعنى مع نهاية اللحن .
.
.
أتمنى أن يكون الشرح سهل ومفهوم .. فالمشكلة تكمن بان الشرح كتابي وهذا مُتعب للمبتدئي فلو كان هناك شرح
صوتي على مسمعك انت ستكون الطريقة اسرع وأقوى فهماً وإستيعاباً .. وربما أن شاء الله يأتي يوم وأطرح
شروح البحور الـ ثلاثة عشر النبطية الدارجة في الجزيرة العربية.
.
مع تمنياتي للجميع بالفائدة ..



تحياتي