في تصريح خاص بـ العربية.نت، اعتبر وزير الثقافة والإعلام في السعودية أن نشاط الثقافة تعرض للظلم مرارا بشكل غير مقصود، حيث أوكلت مسؤوليته إلى وزارة التعليم ثم إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب وأخيرا إلى وزارة الإعلام، فحظي دائما بمرتبة أدنى في الاهتمام. وقال : "هذا طبيعي ولا استغراب فيه بحكم تركيز هذه الجهات على المهام الرئيسة التي أسست من أجلها". وقال خوجة حول تجربة إيكال النشاط الثقافي إلى وزارة الإعلام : "ظلمت الثقافة في وزارة الثقافة والإعلام بحكم تشعب العمل الإعلامي في الزمن الراهن وثورة الاتصالات والإنترنت"، وذلك لظروف بيروقراطية سلبية تؤثر – ماليا وإداريا – على النشاط الثقافي اثناء فترات الإلحاق آنذك.

436x328_99651_206624.jpg

هذا وأثنى وزير الثقافة والإعلام على موافقة مجلس الشورى فيما يخص توصية المجلس في تأسيس مجلس أعلى للثقافة لصياغة سياسة المملكة الثقافية والإشراف على تطبيقها وعلى تأسيس هيئة وطنية للكتاب، لما لها من إيجابيات في فتح المجال امام المستثمرين لتأسيس أدوات إعلامية جديدة وتسهيل إجراءاتها.

وعن العربية نت : ،، كان امين عام مجلس الشورى قد قال إن المجلس يدرك أهمية الثقافة وانعكاساتها التنموية والتطويرية على المجتمعات والإفراد كما انه يدرك الأهمية البالغة لتعزيز الواقع الثقافي في المملكة وفتح الأفق أمامه، إلا أن المجلس رأى الاكتفاء بما ورد في التوصية التي دعت لإنشاء مجلس أعلى للثقافة ليكون خطوة مرحلية أولى والنظر لاحقاً في انشاء وزارة خاصة بالثقافة.

وتعليقا على رفض المجلس فصل نشاط الثقافة عن نشاط الإعلام عبر انشاء "وزارة الثقافة"، قال خوجة: "مع أن النشاط الثقافي ينطلق وينتج بعيدا عن القيود والرسميات، إلا أننا بحاجة ماسة – في هذا الوقت – إلى وزارة مستقلة تهيئ البنية التحتية للعمل الثقافي وتنظمه من دون انشغال بمهام أخرى".

الثقافة كرافد اقتصادي مهم
وشرح خوجة ان "المشهد الثقافي في بلادنا بحاجة إلى الكثير من الاهتمام المادي والمعنوي والتفرغ المهني، خصوصا وأن النشاط الثقافي – في الدول المتقدمة – يشكل رافدا اقتصاديا مهما في الناتج القومي، ويمكننا – في بلادنا – بفضل التاريخ العريق والطاقات البشرية والمواهب الإنسانية أن نصل بمشهدنا الثقافي – عربيا ودوليا – إلى موقع أفضل، وأن نستفيد منه لدعم الاقتصاد المحلي أيضا".

ولفت وزير الثقافة والإعلام انتباه أعضاء مجلس الشورى إلى مؤشرات مهمة تدعم انشاء وزارة مستقلة للثقافة وهي: قوة معرض الكتاب الدولي في المملكة ارتيادا وبيعا، وبروز المبدع السعودي – بجهود فردية – عربيا ودوليا عبر التكريم والتقدير والاحتفاء. كما نبه خوجة إلى أن العودة المتدرجة للمبتعثين والمبتعثات إلى المملكة ستضيف إيجابا إلى النشاط الثقافي وتثريه.

واختتم خوجة بتوجيه رسالة إلى أعضاء مجلس الشورى: "كل ما سبق مؤشرات تفيد بأن استقلال النشاط الثقافي أصبح من الضروريات لا الكماليات، إن النشاط الثقافي يستحق وزارة مستقلة ويحتاج إليها".

مطالبات مستمرة من المثقفين
يذكر أن المشهد الثقافي السعودي ومنذ سنوات طويلة يشهد مطالبات مستمرة من المثقفين بفصل الثقافة عن الإعلام ولم يكن آخرها تلك المطالبات التي رفعت في ملتقى المثقفين السعوديين الثاني في مطلع العام الحالي خصوصا بعد أن اكد الوزير في نهايته ان الوزارة ستعكف على التنفيذ الفوري لتوصيات الملتقى الثاني للمثقفين السعوديين.

ويتفق معظم المثقفين على أن مطلبهم الرئيس هو فصل الثقافة وتحقق استقلاليتها عن الإعلام كما خرج اللقاء الوطني التاسع للحوار الفكري - "الإعلام السعودي الواقع وسبل التطوير" - بتوصيات في هذا الشأن.

ويرى المطالبون أن كلاً من الثقافة والإعلام تربطهما علاقة قوية، فالإعلام هو الجانب التطبيقي للثقافة، الا انهم يعتبرون أن إحالة مهام الثقافة إلى الإعلام يشكل "تذويبا" لمطالب الثقافة واحتياجاتها أمام متطلبات الإعلام؛ مما يؤثر سلباً على الشؤون الثقافية.