قصيدة لشهر رمضان

من ديوان : لبيك خيلاً يا حبيبي - كتبها حسن سباق

أَيَـا سَاقٍ عَـلَـى فَـرَحٍ تُوَافِـيـنَـا
بِكَاسِ الـرِّيِّ تَجْـلُوهَـا وَتَسْقِينَـا

بِشَهْدٍ سَاقَ طَعْمُ الصَّوْمِ نَكْهَتَـهُ
وَعِزٍّ جَاءَ بِالخَيْـرَاتِ يَدْعُونَـا

وَشَوْقٍ قَادَ طُولَ العَامِ مَرْكَبَنَـا
لِشَهْرٍ فَاقَ طُولَ الدَّهْرِ تَزْيِينَـا

وَقَدْ عَادَتْ بِكَ الأَيَّامُ فِي وَجَـلٍ
فَعَيْـنٌ فِـيـكَ لا تَـرْضَـى لَيَالِينَـا

فَـمُـذْ كَانَـتْ بِـكَ الأَيَّـامُ رَاحِلَـةً
وَإِنَّا فِي دُجَى الأَهْـوَالِ لاهُونَا

فَقَدْ تَأْسَى إِذَا مَا شِمْتَ حَالَتَنَـا
كَثَوْبِ الْفَقْرِ مَشْقُوقَـاً وَمَطْحُونَا

وَحَوْلَ الرَّبْعِ ذُؤْبَانٌ لَهَا ضَرَمٌ
إِذَا صُمْنَا تَجِيءُ الرَّبْعَ تَعْوِينَا

تُفَتِّـشُنَـا وَتَـبْطَحُـنَا وَتَصْفَـعُـنَـا
وَتَـمْحُـو مِـنْ دَفَـاتـِرِنَا أَمَانِينَـا

وَتَـأْمُـرُنَـا وَتَـنْهَانَـا وَتَـقْـتُـلُـنَـا
وَتَحْـبِسُنَـا وَتَـأْسِـرُنَا وَتَـنْـفِـينَـا

وَلا حَادٍ دَعَا لِلسَّـيْـفِ هِمَّـتَـنَـا
وَلا رَاعٍ دَعَا القُـرْآنَ يَحْـدُونَـا

فَعَاثَ الفُجْرُ مَرْفُوعَاً لَـهُ عَلَـمٌ
وَعَيْنُ الحَقِ لا طَرْفٌ لَهَا فِينَـا

أَلا فَاهْتِفْ بِنَا رَمَضَانُ نَبْعَثُهَـا
بِأَنَّ اللهَ قَـدْ أَرْسَـى لَـنَـا دِينَـا

سَنَسْهَرُ فِي هَزِيعِ الفَجْرِ نُصْلِحُهُ
وَنَـبْعَـثُ لِلَّـذِي يَـأْسُـو مَآسِـينَـا

بِأَنَّ الصَّوْمَ قَـدْ وَافَى وَأَعْجَلَنَـا
وَأَنَّ القَـوْمَ قَـدْ شَـدُّوا مُـوَاتِينَـا

وَأَنَّ التَّوْبَ قَدْ فَاضَـتْ مَرَافِئُـهُ
وَأَنَّ الـطُّهْـرَ بِالآمَـالِ يُصْبِـينَـا

وَأَنَّ الدَّمْعَ بِالأَسْحَـارِ نَقْـدَحُـهُ
لِيَوْمِ الدِّينِ لَوْ جِئْنَـا تَقَاضِينَـا

وَأَنَّ العَزْمَ لَـوْ نَلْقَـى بَشَاشَتَـهُ
نَصُونُ الحَقَّ وَالقُرْآنَ وَالدِّينَـا

وَنَبْنِي فِي رُبَى الأَوْطَانِ صَوْمَعَةً
بِحُبٍّ يَجْمَـعُ العُـرْبَـانَ صَافـِينَـا

وَنَرْعَى الشَّمْلَ بَيْنَ النَّاسِ نَرْأَبُهُ
وَرَأْبُّ الشَّمْـلِ مَأْمُـولٌ بـِوَالِينَـا

فَنَبْذُلُ فِي وُلاةِ الأَمْـرِ طَاعَتَنَـا
فَسِرُّ النَّصْرِ فِي تَأْمِيـرِ وَالِينَـا

وَأَنَّا فِي هُـدَى رُوحٍ سَنَبْذُلُهَـا
لأَجْلِ الدِّينِ فِي مَلْقَـى أَعَادِينَـا

وَنُشْعِلُ فِي رُبَى التَّوْحِيدِ بَارِقَـةً
يَمِيـنُ اللهِ تُـضْـوِيهَـا بِـوَادِيـنَـا

وَأَنَّا فِي طُقُوسِ الصَّوْمِ وَحْدَتُنَا
لَعَـلَّ اللهَ يَمْحُـو مِـنْ تَجَـافِـينَـا

فَهَيَّا فِي رُبَى العَلْيَاءِ مَا صُمْنَـا
فَـإِنَّ اللهَ بِـالطَّـاعَـاتِ يُـنْجِـينَـا

وَحَـيَّا اللهُ مِـنْ أَيَّـامِـهِ شَـهْــرَاً
كَسَاهُ الحُبُّ رَيْحَانَـاً وَنِسْرِينَـا

سَلامُ الفَخْرِ يَا شَهْرِي إِذَا هَتَفَتْ
جِـنَـانُ اللهِ تَـرْعَـانَا وتَـدْعُـونَـا

وَفِيكَ الصَّوْمُ طُولَ الْيَوْم يَرْمُقُنَا
وَآيُ اللهِ نَـحْـوَ الْـفَـوْزِ تَحْـدُونَـا