بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مع توسع منتديات
درة المجالس العربية السعودية

كان علينا لزاما علينا تفريع هذا المجلس إلى :
(1) ركن الشعر النبطي
(3) ركن شعر الفصيح
(3) ركن شعر الجاهلية


الْشِّعْر الْنَّبَطِي

الْتَّعْرِيْف:
الْشِّعْر الْنَّبَطِي فَن عَرِيْق لأَمَتنا
يُغتبرُ شِعْر الْرُّوْح وَالْبَوْح الْمُعَبَّر عَن لوْعَة وَحَنِيْن وَصَّفَاء
وَلَقَد وُظِّف شُعَرَاء الْنَّبَط عَنَّاصِر الْلُّغَة الَّتِي تَتَمَثَّل
فِي الْأَصْوَات وَالْمُفْرَدَات الْمُخْتَلِفَة لِخِدْمَة الْمَعَانِي
الَّتِي عَكَفُوا عَلَى إِبْرَازَهَا فِي صُوْرَة مَقْبُوْلَة
نَقِيَّة غَيْر مُتَكَلَّفَة تَعْزِف عَلَى أَوْتَار الْنَّفْس
وَتَهْمِس فِي الْآذَان بِأَعْذَب الْأَلْحَان فَتَوَغَّل فِيْنَا
بِمَا تَحْمِلُه مِن لَوْعَة فِرَاق أَو زَفْرَة وَجُد أَو لَحْظَة صِدْق


أَصْل التَسْمِيَة هَذ أَلَاسْم :
إِن الْشِّعْر الْنَّبَطِي عَرَبِي الْنَّشْأَة . . .
وَيَمْتَد الْشِّعْر الْنَّبَطِي مِن ( الْزَّمَن الْهِلَالِي )
بَنِي هِلَال
وَمَعْنَى كَلِمَة ( نَبَط ) فِي الْلُّغَة الْعَرَبِيَّة أَي ظَهَر بَعْد إِخْفَاء . . .
وَالْشِّعْر الْنَّبَطِي فِيْه الْظُّهُور بَعْد الْخَفَاء
يُقَال : حُفَر الْأَرْض حَتَّى نَبَط الْمَاء . . .
وِجَد فِي الْتَّنْقِيْب حَتَّى نَبَط الْمَعْدَن
وَتَسْمِيَة الْشِّعْر الْنَّبَطِي اخْتَلَفَت فِيْهَا الْآَرَاء ..:

الْرَّأْي الْأَوَّل يَقُوْل:
إِن تَسْمِيَة الْشِّعْر الْنَّبَطِي بِهَذَا الْاسْم تُرْجَع لِلْأَنَبَاط
وَهُم جِيْل قَدِم مِن بِلَاد فَارِس وَسَكَن الْعِرَاقَيْن

وَالْرَّأْي الْثَّانِي يَقُوْل :
إِن أَوَّل مَن قَال الْشَّعْر الْنَّبَطِي هُم (( النْبَّطُه ))
مِن سُبَيْع الْقَبِيْلَة الْعَرَبِيَّة الْمَشْهُوْرَة . . .
وَرَد ذِكْرُهَا فِي كَنْز الْأَنْسَاب تَأْلِيْف حَمِد بْن إِبْرَاهِيْم الحْقِيل
الْطَّبْعَة الْعَاشِرَة صَفْحَة 180

وَالْرَّأْي الْثَّالِث يَقُوْل :
إِن الْتَّسْمِيَة نِسْبَة لْوَادِي (( نَبَطَا ))
قُرْب الْمَدِيْنَة الْمُنَوَّرَة وَهُو رَأْي يَفْتَقِر إِلَى الْدَّلِيل
وَتَنَقَّصَه الْكِفَايَة الْعِلْمِيَّة لِذَا فَهُو رَأْي غَيْر مُسْتَقِيْم

وَالْرَّأْي الْصَّحِيْح فِي تَسْمِيَة الْشِّعْر الْنَّبَطِي بِهَذَا الْاسْم:
انَّه اسْتَنْبَطَه الْعَرَب مِن لَهَجَاتْهُم الْمَحَلِّيَّة الْمُعَبِّرَة عَن أَدَب الْقَبِيْلَة
لَيُعَبِّر بِه الْشَّاعِر الْنَّبَطِي عَن مَشَاعِرِه وَآَمَالِّه وَاحْلامَه
أَي ظَهَرَت هَذِه الْكَلِمَة بَعْد إِخْفَاء
لِلْشِّعْر الْنَّبَطِي بُحُورِه الَّتِي عُرِف بِهَا وَنُظُم شُعَرَاء الْنَّبَط أَشْعَارَهُم عَلَيْهَا
وَقَد تَعَارَف الْشُّعَرَاء عَلَى الْنُّظُم عَلَيْهَا
وَأَصْبَح عُرْفا مُتَّبَعَا تَتَوَارَثُه الْأَجْيَال
دُوْن أَن تَكْتُب هَذِه الْبُحُوْر نَظَرَا لَلْبَسَاطَة العَفَوِيَّة
الَّتِي عُرِف بِهَا الْشَّعْر الْنَّبَطِي
وَبُحُوْر الْشِّعْر الْنَّبَطِي تَنْقَسِم إِلَى قِسْمَيْن:
بِحُوْر أَصْلِيَّة وَبُحُوْر مُبْتَكَرَة

الْبُحُوْر الْأَصْلِيَّة :

الْهِلَالِي
وَهُو أَقْدَم الْبُحُوْر وَأَوَّل مَا نُظِم عَلَيْه الْشَّعْر الْنَّبَطِي
الْصَّخْرِي
وِلَادَتِه مَع الْهِلَالِي تَقْرَيْبَا
الْحَدَّاء
مِن حُدَاء الْبَدَوِي لِلْإِبِل
المَرَوْبّع
بَحْر جَدِيْد كَان لِلْشَّاعِر الْكَبِيْر مُحْسِن الْهِزَّانِي دَوْر كَبِيْر فِي ظُهُوْرِه
وَيَتَأَلَّف الْبَيْت مَن أَرْبَع شَّطَرَات ثَلَاث
مِنْهَا عَلَى قَافِيَة وَالْرَّابِعَة مِنْهَا قَافِيَة مُشْتَرَكَة حَتَّى بَقِيَّة الْقَصِيْدَة
وَلَه أَوْزَان مُخْتَلِفَة
الْقَلْطَة
الْنُّظُم الارْتَجَالِي
الرَّجد
بَحْر نُظُم عَلَيْه أَهْل شَمَال جَزِيْرَة الْعَرَب أَشْعَارَهُم
*أَمَّا الْبُحُوْر الْمُبْتَكَرَة فَهِي
الْمَسْحُوب : مُشْتَق مِن الْبَحْر الْهِلَالِي وَهُو أَقْصِر مِنْه بِحَرْف وَاحِد
الْهُجَيْني: وُلِد مِن الْحَدَّاء حَيْث أَخَذ طَابِع الْغِنَاء لِلْإِبِل وَالهَيَجَنّه عَلَى ظُهُوْرِهَا وَبَقِيَّة تَسْمِيَة الْحَدَّاء تَخُص أَهَازِيْج الْفُرْسَان عَلَى ظُهُوْر خُيُوْلِهِم لِلْحَمَاس
الْسَّامِرِي: بَحْر وُلِد مَع الهَجِيبِي حِيْنَمَا أَرَادُوْا أَغَان يَسْمُرُون بِهَا ويُغْنُونَهَا وَهُم جُلُوْس فْلْحَنُوا لِذَلِك (الهِجِينِّيَات) أَلْحَانا خَفِيَفَة تَصْلُح لِوَضْع الْجُلُوْس ، فَكَان بَحْر الْسَّامِرِي عَلَى هَذَا الْنَّمَط حَتَّى ظَهَر لَه قَصَائِدُه الْخَاصَّة وَدَخَلَت الْإِيْقَاعَات فِيْه (قَرْع الْطُبُول) وَمِنْه غَنَاء الْنِّسَاء فِيْمَا بَيْنَهُم حَيْث لَا يَصْلُح لَحْن حَماسي

الْفُنُوْن:
بَحْر أَسَّسَه الْشَّاعِر الْنَّبَطِي ابْن لَعْبُون كَلَوْن يَتَمَيَّز بِه عَن غَيْرِه مِن الْبُحُوْر الْنَبَطِيَّة وَقَد اشْتَقَّه مِن الْسَّامِرِي حَيْث يُؤَدِّي بِنَفَس الْطَّرِيْقَة
الْعَرْضَة: هُو نَوْع مِن الْحَدَّاء مُشْتَقَّة مِن هَذَا الْبَحْر تَغَنَّى فِيْهَا الْقَصَائِد الحَمَاسِيَّة انْتِصَارَا لِلْحَرْب أَو ابْتِهَاجا لِلْنَّصْر

الْجِنَاس:
وَهُو الابِن الْشَّرْعِي لِلمَرَوْبّع ابْتَدَعَه أَيْضا الْشَّاعِر الْنَّبَطِي الْكَبِيْر مُحْسِن الْهِزَّانِي

الزُّهَيْرِي:
بَعْد ظُهُوْرِه شِعْر شُعَرَاء الْنَّبَط أَنَّهُم بِحَاجَة إِلَى اسْتِعْرَاض قُوَّتِهِم بِشَكْل أَوْسَع فَنَظَّمُوه وَأَدْخَلُوا عَلَيْه الْأَلْفَاظ الْنَبْطِيَّة