ميمون بن قيس

[poem=font=",6,indigo,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
ودِّع هريرةَ إنَّ الركبَ مرتحلُ = وهل تطيقُ وداعاً أيُّها الرجلُ
غرّاءُ فرعاءُ مصقولٌ عوارضها = تمشي الهوينا كما يمشي الوجيُ الوحل
كأنَّ مشيتها من بيتِ جارتها = مرُّ السحابةِ لاريثٌ ولا عجلٌ
تسمع للحلي وسواساً إذا انصرفت = كما استعان بريحٍ عشرقٌ زجل
ليست كمن يكرهُ الجيرانُ طلعتها = ولا تراها لسرِّ الجارِ تختتلُ
تكادُ تصرعها لولا تشدُّدها = إذا تقومُ إلى جاراتها الكسلُ
إذا تلاعب قرناً ساعةً فترت = وارتج منها ذنوب المتن والكفل
صفر الوشاح وملء الدرع بهكنةٌ = إذا تأتى يكاد الخصر ينخزل
نعم الضجيع غداة الدجن يصرعها = للذة المرء لا جافٍ ولا تفل
هركولةٌ، فنقٌ، درمٌ مرافقها = كأن أخمصها بالشوك ينتعل
إذا تقومُ يضوعُ المسكُ أصورةً = والزنبقُ الوردُ من أردانها شملُ
ما روضةٌ من رياضِ الحزنِ معشبةٌ = خضراءُ جادَ عليها مسيلٌ هطلُ
يضاحكُ الشمسَ منها كوكبٌ شرقٌ = مؤزَّرٌ بعميمِ النبتِ مكتهلُ
يوماً بأطيبَ منها نشرَ رائحةٍ = ولا بأحسنَ منها إذ دنا الأُصُلُ
علقتها عرضاً وعلقت رجلاً = غيري وعلق أخرى غيرها الرجل
وعلقته فتاة ما يحاولها = ومن بني عمها ميت بها وهل
وعلقتني أخيرى ما تلائمني = فاجتمع الحب، حبٌ كله تبل
فكلنا مغرمٌ يهذي بصاحبه = ناءٍ ودانٍ ومخبولٌ ومختبل
صدت هريرة عنا ما تكلمنا = جهلاً بأم خليدٍ حبل من تصل
أ أن رأت رجلاً أعشى أضر به = ريب المنون ودهرٌ مفندٌ خبل
قالت هريرةُ لمّا جئتُ زائرها = ويلي عليكَ وويلي منكَ يا رجلُ
إمّا ترينا حفاةً لا نعالَ لنا = إنّا كذلكَ ما نحفى وننتعلُ
وقد أخالس رب البيت غفلته = وقد يحاذر مني ثم ما يئل
وقد أقود الصبا يوماً فيتبعني = وقد يصاحبني ذو الشرة الغزل
وقد غدوت إلى الحانوت يتبعني = شاوٍ مشلٌ شلولٌ شلشلٌ شول
في فتيةٍ كسيوف الهند قد علموا = أن هالكٌ كل من يحفى وينتعل
نازعتهم قضب الريحان متكئاً = وقهوةً مزةً راووقها خضل
لا يستفيقون منها وهي راهنةٌ = إلا بهات وإن علوا وإن نهلوا
يسعى بها ذو زجاجاتٍ له نطفٌ = مقلصٌ أسفل السربال معتمل
ومستجيبٍ تخال الصنج يسمعه = إذا ترجع فيه القينة الفضل
الساحبات ذيول الريط آونةً = والرافعات على أعجازها العجل
من كل ذلك يومٌ قد لهوت به = وفي التجارب طول اللهو والغزل
وبلدةً مثلِ ظهرِ الترسِ موحشةٍ = للجنِّ بالليلِ في حافاتها زجلُ
لا يتنمى لها بالقيظ يركبها = إلا الذين لهم فيها أتوا مهل
جاوزنها بطليحٍ جسرةٍ سرحٍ = في مرفقيها إذا استعرضتها فتَلُ
بل هل ترى عارضاً قد بتُّ أرمقهُ = كأنما البرقُ في حافاتهِ شعلُ
لهُ ردافٌ وجوزٌ مفأَمٌ عملٌ = منطَّقٌ بسجالِ الماءِ متصلُ
لم يلهني اللهو عنهُ حينَ أرقبهُ = ولا اللذاذةُ في كأسٍ ولا شغلُ
فقلتُ للشربِ في درني وقد ثملوا = شيموا وكيفَ يشيمُ الشاربُ الثملُ
قالوا نمارٌ، فبطن الخال جادهما = فالعسجديةٌ فالأبلاء فالرجل
فالسفح يجري فخنزيرٌ فبرقته = حتى تدافع منه الربو فالحبل
حتى تحمل منه الماء تكلفةً = روض القطا فكثيب الغينة السهل
يسقي دياراً لها قد أصبحت غرضاً = زوراً تجانف عنها القود والرسل
أبلغ يزيدَ بني شيبانَ مألكةً = أبا ثبيتٍ أما تنلكُّ نأتكلُ
ألستَ منتهياً عن نحتِ أثلتنا = ولستَ ضائرها ما أطَّت الإبلُ
كناطحٍ صخرةً يوماً ليفلقها = فم يضرها وأوهى قرنهُ الوعلُ
تغري بنا رهطَ مسعودٍ وإخوتهِ = عندَ اللقاءِ فتردي ثمَّ تعتزلُ
تلحم أبناء ذي الجدين إن غضبوا = أرماحنا ثم تلقاهم وتعتزل
لا تقعدنَّ وقد أكَّلتها حطباً = تعوذُ من شرِّها يوماً وتبتهلُ
سائل بني أسدٍ عنا فقد علموا = أن سوفَ يأتيكَ من أنبائنا شكلُ
واسأل قشيراً وعبدَاللهِ كلُّهمُ = واسأل ربيعةَ عنّا كيفَ نفتعلُ
إنا نقاتلهم حتى نقتلهم عند اللقاء = وإن جاروا وإن جهلوا
قد كان في آل كهفٍ إن هم احتربوا = والجاشرية من يسعى وينتضل
لئن قتلتم عميداً لم يكن صدداً = لنقتلن مثلهُ منكم فنمتثلُ
لئن منيتَ بنا عن غبّ معركةٍ = لم تلفنا من دماءِ القومِ تنتفلُ
لا تنهونَ ولن ينهى ذوي شططٍ = كالطعن يذهبُ فيه الزيتُ والفتلُ
حتى يظلَّ عميدُ القومِ مرتفقاًَ = يدفعُ بالراحِ عنه نسوةٌ عجلُ
أصابهُ هندوانيٌّ فأقصدهُ = أو ذابلٌ من رماحِ الخطِّ معتدلُ
كلاّ زعمتم بأنا لا نقاتلكم = إنا لأمثالكم يا قومنا قتلُ
نحن الفوارس يوم الحنو ضاحيةً = جنبي فطيمة لا ميلٌ ولا عزل
قالوا الطعان فقلنا تلك عادتنا = أو تنزلون فإنا معشرٌ نزل
قد نخضب العير في مكنون فائله = وقد يشيط على أرماحنا البطل
نحن الفوارسُ يومَ الحنو ضاحيةً = جنبي فطيمةَ لا ميلٌ ولا غزلُ[/poem]


الأعشى

ميمون بن قيس وقد كان أعمى

أدرك الإسلام

قصد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لإعلان إسلامه
فالتقى به أبو سفيان وهو ماضٍ في طريقه
فاستوقفه وسأله عن وجهته
ولما علم أبو سفيان غرض الأعشى ونيته
نبههه قائلا:
إن محمداً يحرم عليك الخمر والزنا والقمار

فأجابه الأعشى:
فأمّا الزنا فقد تركني وما تركته
وأما الخمر فقد قضيت منها وطراً
وأما القمار فلعلي أصيب منه خلفاً

فقال أبو سفيان:
ألا أدلك على خير؟

قال: وما هو؟

قال: إن بيننا وبينه هدنة (صلح الحديبية)
فترجع عامك هذا وتأخذ مئة ناقة حمراء
فإن ظهر بعدها أتيته
وإن ظفرنا به أصبت عوضاً من رحلتك

فقال الأعشى:
لا أبالي

فأخذه أبو سفيان إلى بيته وجمع له سادة القوم
ثم قال لهم:

يا معشر قريش
هذا أعشى قيس
وقد علمتم شعره
ولئن وصل إلى محمد
ليضربن عليكم العرب قاطبة بشعره
فجمعوا له مئة ناقة حمراء فأخذها ورجع
فلما كان في اليمامة
أوقعه بعيره عن ظهره فمات