الأمام الشافعي - شاعر معاصر (دع الأيام تفعلُ ما تـشاها)
دع الايام تفعـلُ ما تشـاهـا
وســايرها على ما تشتهاها
ولو أن الألم في وسط صدري
وصل بالنفــس لآخر منتهاها
ألا يالله يا عالـم بحـــالي
تعاوني على كظمـة لظـاها
قليب بداخلـــي يرزح بحزنه
وعيّا لا يعاوني رشــــاها
جلاميد الصخر من فوق شامخ
تصدّع لو صرير الريح جاها
اجل وشلون انا؟ والقلب مضغه!
من هجوس(ن) دهاها ما دهاها
غديت لواحــش الأحزان غدوة
وتلهمني على فضلـة عشاهـا
ولكن بآتحمـــل .. وآتصبــر ..
لعل ان ضيقتـي يفرج قضـاها
عزيز الأمس صار اليوم خانــع !
وعبد الأمس إستمسك عـراها
ومما يغبن الأكبـــاد .. أنّــا..
نرى ما عبـــدة "امريكا" تراها !
فلا ياللـــه .. يا عزّي .. وجاهي
طلبتك حاجـــةٍ .. مابي سواهـا
فإما تهـــدي إمتنـا بهديــك ..
وإلاّ فصــاعقة تنسف سماها..
كأنـــا ما خُلقنا للــمعــالي..
ولا راياتنــــا ملأت ..ثـراها ..
فسل عنا صدى التاريخ وإسأل ..
قبور القوم .. من أفنى صِباها ؟
وسل بغداد من ذا الي بناكــي؟
وسـل إشبيليّه من ذا بنــاها ؟
حضارة سجلّ التاريخ عنــها..
(من الصحراءِ إنتشرت رُبـاها) ..
وقالو عن نبي الله .. (مــحمد)
فجوج الأرض أعظمُ من وطـاها
شهادة كافر(ن) به ..غير مؤمن ..
وخيرُ شهادةٍ جت من عـِداهـا..
تسامت روحهُ فـوق البــرايا
ويستسقـون هديّاً من هـداها
فأقـوامُ تصلّي كــل يــومٍ
واقــوامُ تحبّـهُ .. لم يـراها !
ولا ترجــي وصاله غير إنـّه
تمنّي النفس بالجنّــه رجـاهـا
فـيا للّـه من نور(ن) تفجّـــر..
جبال النور نـّور من سنــاها ..
فإنقادت لهُ قــحطـان عمـداً ..
وعدنـــانٌ لـهُ بسطت يـداها..
بنور القلب قبل السيف يغــزو..
فلبّت سائر الدنيا .. نــداها..
وحطمنا عروش الكفر حـتى..
يكاد المرء لا يذكر جــداها..
فنحن من قطعنا كف "رومـا" ..
ونار الفرس أطفأنا جــذاها..
"ونيروزٌ" يعايدُ ..دون عيــدٍ..
رمادٌ بعـد نارٍ ...تتــبـاها ..
ألم يعلم مجوس الفرس أنّا؟؟..
جنائز للوغى ربي إصطفاها
فرضوانُ على "الفاروق" لمّا
تعزّز جيشــهُ حتـى غزاها
وسعدٌ بن أبي الوقاص منّا
ورمحهُ فر "رستم" عن لقاها
زحفنا للمدائن زحـــف أسْدٍ
وخيل الله تحرث في حصاهـا
و"شهربراز" يسبح في دمــاهُ
بــ ذو الدرع المفصّم عن لحاها
وصلينا علـى إيوان كسـرى
ولا ندعو سـوى ربي إلــهَا
تحقق قول احمـد أنّ يومــاً ..
سنخلع عن عصى كسرى كساها
وألحقنا بهرقــل إثر كســرى ..
وسيقـت بنــتهُ لمن إشتراهـا
وساوسُ قد تلاشت عن رؤوسٌ ...
فسيـف الله خالــد قد أتاهـا
بأجنادين ترتجــز الرواســي
"قبـقلارٍ" تغشّى ما غشـــاها
غزيناهم على ذاتِ الصـواري
وموج البحر يضرب ماتلاهــا
فيالغرور "قسطنطين" إذ ظـن
بأن البدو تخشى رُكبَ ماهــا
ولم يـدري بأنّا لا نبالـــي
إذا ما الحرب قد دارت رحاهـا
ففي "زلاقةٍ" والقـــــوم فيها
تزلّقت الدمـــاء على رباها
فطابت ارض أندلــسٍ مقاماً
لمن سفكوا دماهم في حماها
تعوّدنا على رنــو المعالـي
وإعتدنا على كرسي عُـلاها
أمةُ عز قد صالــت وجالـت
ولكن دهرنـا بيــدّه طواهــا
فلا والله ما هانــت ولكــن
تكالبــت الكلابُ على عُراهـا
فلا والله ما ذلّت لخـــوفٍ
مــدام الله ما قدّر فناهـــا
ظلامٍ دامــسٍ يعقبــه فجرٍ
ويرجــع في يد الأمّه قناهــا
ويرجع قدسنا غصبن عليهـم
يعود لحضـن امتنا ضناهــا
بنصبر ثم نصبر ثم نصبــر
إلين اللــــه يعقب في رجاها
ولاهو ذل يوم اصبر ولكــن
أسايـرها على ما تشتهاهــا
