عنان بنت عبد الله - الجواري والشعر
عنان جارية الناطفي
اسمها: عنان بنت عبد الله توفيت سنة 226
وكانت أول من إشتهر بقول الشعر في الدولة العباسية
وأفضل من عرف من طبقتها
ولم يزل فحول الشعراء في عصرها
يلقونها في منزل مولاها فيقارضونها الشعر
وتنتصف منهم، وعتقت بعد وفاة مولاها
إما بعتق كان منه لها أو بأنها ولدت منه.
قال أبا حنش: قال لي النطافي(سيد عنان) يوماً:
لو جئت إلى عنان فطارحتها، فعزمت على الغدو إليها،
وبت ليلتي أجول ببيتين، ثم غدوت عليها، فقلت: أجيزي هذين البيتين! وأنشد يقول:
أحب الملاح البيض قلبي وإنما
أحب الملاح الصفر من ولد الحبش
بكيت على صفراء منهن مرة
بكاء أصاب العين مني بالعمش
فقالت:
بكيت عليها؟ إن قلبي أحبها
وإن فؤادي كالجناحين ذو رعش
تعنتنا بالشعر لما أتيتنا
فدونك خذه محكماً يا أبا حنش
وحدث أحمد بن معاوية قال سمعت مروان بن أبي حفصة يقول:
لقيني الناطفي، فدعاني إلى عنان، فانطلقت معه، فدخل إليها قبلي، فقال لها: قد جئتك بأشعر الناس: مروان بن أبي حفصة! وكانت عليلة، فقالت: إني عن مروان لفي شغل!، فأهوى لها بسوطه، فضربها به،
وقال لي: أدخل! فدخلت وهي تبكي، فرأيت الدموع تتحدر من عينيها، فقلت:
بكت عنان فجرى دمعها
كالدر إذ يسبق من خيطه
فقالت مسرعة:
فليت من يضربها ظالماً
تيبس يمناه على سوطه
فقلت للنطافي: أعتق مروان ما يملك إن كان في الجن والأنس أشعر منها!
وحدث أبو جعفر النخعي قال:وكان العباس بن الأحنف يميل إلى عنان فجاءني يوماً، فقال لي: إمض بنا إلى عنان، فصرنا إليها،
فرأيتها كالمهاجرة له، فجلسنا قليلاً، ثم إبتدأ عباس فقال:
قال عباس وقد أجـ
هد من وجد شديد:
ليس لي صبر على الهجـ
ر ولا لذع الصدود
لا ولا يصبر للهجـ
ر فؤاد من حديد
فقالت:
من تراه كان أغنى
منك عن هذا الصدود
بعد وصل لك مني
فيه إرغام الحسود!
فآتخذ للهجر إن
شئت فؤاداً من حديد
ما رأيناك على ما
كنت تجني بجليد
فقال العباس:
أو تجودين لصب
راح ذا هم شديد
وأخي جهل بما قد
كان يجني بالصدود
ليس من أحدث هجراً
لصديق بسديد
ليس منه الموت إن لم
تصليه ببعيد
يُتبع (جارية المتوكل:فضل اليمامية)