• ◘ التاريخية

    وَأَذِّنْ معارض وحضور
  • برنامج جذور

  • قصص الأنبياء: نبي الله عيسى عليه السلام: (27)

    الرياض، محمد بن سعد (درة) نبي الله عيسى عليه السلام، كلم الناس في (المهد) و(كهلا)، وكان يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيها فتكون طيرا، ويبرئ الأكمه والأبرص ويخرج الموتى كل بإذن الله، دعا المسيح قومه لعبادة الله الواحد الأحد ولكنهم أبوا واستكبروا وعارضوه، ولم يؤمن به سوى بسطاء قومه.



    رفعه الله إلى السماء وسيهبط حينما يشاء الله إلى الأرض ليكون شهيدا على الناس. ويُقال: رفعه الله تبارك وتعالى إليه بعد بعثته بثلاث سنين. عاشت والدته البتول مريم (6 سنوات) (عمرها 53 سنة.

    وقصة نبي الله عيسى عليه السلام تستدعي بحث قصة أمه مريم العذاراء:

    مريم العذراء وُلدت مريم - عليها السّلام - لأمّ وأب تقيّين مؤمنين بالله تعالى، فحين حملت أمّ مريم بابنتها دعت الله - عزّ وجلّ - أن يحمي ما في بطنها، ثمّ نذرته لوجه الله - تعالى - ليكون خادماً للدين وعابداً موحّداً، لكنّ الأمّ زوجة عمران عندما وضعت ما في بطنها تفاجأت بأنّها أنثى، فتردّدت لأنّها نذرت ما في بطنها لله تعالى، لأنّ طبيعة الأنثى مختلفة عن الذكر في بعض الظروف، لكنّها توجّهت لله - تعالى - بالدعاء بأن يحميها وذرّيتها من شرّ الشيطان ورجسه، حيث قال الله - تعالى - في وصف حال أم مريم عليها السّلام:

    {إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ*فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}،

    ثمّ قامت بالبحث عمّن يكفلها لدين الله وتوحيده، فاقترع بنو إسرائيل لاختيار من يكفلها، وكان الكلّ يريد ذلك الشرف حتى خرج سهم نبيّ الله زكريّا -عليه السّلام- في كفالتها وهو زوج خالتها، فمكثت مريم -عليها السلام- في كفالته.[ظ¢] قام زكريا -عليه السلام- بتربية مريم تربيةً صالحةً ورعاها بتقديم ما يلزمها، وأسكنها في محرابه، فأتتها كرامات من الله -تعالى- حتى تعجّب زكريا -عليه السلام- من ذلك، فكان يغيب عنها ثمّ يعود يجد عندها فاكهة في غير موسمها، حيث كان يجد في الشتاء فاكهة الصيف، وفي الصيف فاكهة الشتاء، وذلك تكريماً من الله -تعالى- لمريم عليها السلام، حيث قال: (فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ)،

    استثناء: يقول الشيخ محمد صالح المنجد: كانت مريم ابنة عمران امرأة صالحة تقية، واجتهدت في العبادة حتى لم يكن لها نظير في النسك والعبادة .. فبشرتها الملائكة باصطفاء الله لها. {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ}، الآية 42

    - ثم بشرت الملائكة مريم بأن الله سيهب لها ولداً يخلقه بكلمة كن فيكون وهذا الولد اسمه المسيح عيسى ابن مريم،. وسيكون وجيهاً في الدنيا والآخرة ورسولاً إلى بني إسرائيل، ويعلم الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل، وله من الصفات والمعجزات ما ليس لغيره.

    - ثم أخبر الله تعالى عن تمام بشارة الملائكة لمريم بابنها عيسى عليه السلام فقال عن تشريف عيسى، وتأييده بالمعجزات، {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ}.

    - إلى الآية 49 من سورة آل عمران.
    وبقيت مريم - عليها السلام - على حال الصلاح والعبادة والنُّسك حتى شاء الله أن تبتعد عن قومها للعبادة والتفكّر في خلق الله - تعالى - وقدرته، فاتخذت جهة المشرق مكاناً لتعبّدها،

    وحينها أرسل الله - تعالى - لها جبريل - عليه السلام - في صورةِ إنسانٍ مكتملٍ، فخافت منه وفزعت، واستجارت بالله - تعالى - منه، فطمأنها جبريل - عليه السلام - وأخبرها أنّها ستلد ولداً سيكون عبداً لله -تعالى - دون أن يمسّها أي رجل، فتعجّبت عجباً شديداً فذكّرها جبريل بقدرة الله على أن يرزقها الولد دون أن يكون له أب.

    يقولون: بعد أن بشّر جبريل - عليه السلام - مريم بأنّها ستكون العذراء التي ستلد نبيّ الله عيسى عليه السلام غادرها، وأدركت مريم أنّها حملت على كاهلها مسؤوليّةٍ عظيمةٍ،

    وقد يسّر الله - تعالى - على مريم حملها، فكان حملاً يسيراً سهلاً، حتى أذن الله أن تضع مولودها على حين غرّةٍ منها، قال الله تعالى: {فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا*فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا}،

    فقالت ذلك من المفاجأة والضيق الذي وقعت به، حيث لم يكن يأساً من رحمة الله - تعالى - وصِلته لها قطعاً، ولكنّه تعب اعتراها كما يعتري أيّ بشر في لحظة شديدة، ولم تتأخّر رحمة الله - تعالى - ورأفته بحالها فأنطق طفلها عيسى - عليه السلام - لتطمئن،

    قال الله تعالى: (فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا*وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا*فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا).



    توجّهت - بعدها - مريم - عليها السلام - إلى قومها وهي تحمل طفلها على يديها، فتفاجأ القوم من العابدة المتبتلة التقية، التي ربّاها نبيّ الله زكريّا عليه السلام، وتعجّبوا من صنيعها، وذكّروها بأنّها كانت ابنة مؤمنين صالحين لم يكن عندهم البغاء، ثمّ رموها بالبغاء لمّا رأوا حالها، وكانت مريم - عليها السلام - صائمةً عن الكلام كما أمرها الله - تعالى - حين أنطق بذلك عيسى عليه السلام، فأشارت إليه ولم تتكلّم،

    فأنطق الله -تعالى- نبيّه مجدّداً أمام قومه مُدافعاً عن والدته، قال الله تعالى: (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا*وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا*وَبَرًّا بِوالِدَتي وَلَم يَجعَلني جَبّارًا شَقِيًّا).

    - بغض النظر عما سلك القوم آنذَك، فمنهم من ادّعى أنّ عيسى - عليه السلام - إلهاً مع الله تعالى، وزعموا ذلك لِما رأوا من معجزةٍ باهرةٍ وُلد فيها دون أب،

    وكان ممّا زعموا أيضاً أنّ القرآن الكريم أكّد قولهم (النّصارى) حين وصف عيسى - عليه السلام - أنّه كلمة الله وروحه، لكنّهم ما فقهوا قول الله - تعالى - في آية أخرى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)،

    فالقرآن الكريم نفى ألوهيّة عيسى جملةً وتفصيلاً، وجاء القرآن الكريم بالتوحيد الذي جاء به عيسى من قبل، إلّا أنّ بني إسرائيل حرّفوا إنجيلهم وغيّروا فيه على أهوائهم.
    رسول الله عيسى عليه السلام هو الرسول الذي جاء برسالة التوحيد التي انتشرت في العالم كالنار في الهشيم عالميا، وحمل الإنجيل، ورغم التحريف الذي طاله لا تزال إلى يومنا هذا الرسالة التي تضم العدد الأكبر من الأتباع على مستوى العالم كله، تليها مباشرة الديانة الإسلامية.

    ونبي الله عيسى ابن مريم - عليه السلام - هو آخر أنبياء بني إسرائيل، ثم بعث الله بعده محمداً صلى الله عليه وسلم من نسل إسماعيل إلى الناس كافة، وهو آخر الأنبياء والمرسلين.

    أخيرا، انا اجتهدت في متابعة وتدوين قصص الأنبياء والمرسلين منذ عقدين ومازلت اعدل ما نقلت من الغير وما نقله الغير من اجتهاداتي.

    بارك الله لنا ولكم بحفظ افضل القول، بهذا اختم ما تيسر ذكره عن قصص الأنبياء والمرسلين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



    هذه المقالة نشرت أصلا في موضوع المنتدى : قصص الأنبياء: نبي الله عيسى عليه السلام: كتبت بواسطة محمد بن سعد مشاهدة المشاركة الأصلية
  • ▲ رحال

  • مواقف وعبر ،،،

  • هيئة المتاحف

  • جائزة ومنح تاريخ الجزيرة العربية

  • عناقيد ثقافية

  • مجلة الآثار

  • ۞ ترميم التاريخ

  • ياهلا،، مطاردة ,, لقاء الوليد

  • ۞ أبو بكر يحيى الرازي

  • ياهلا،، مطاردة الهيئة

  • امرؤ القيس وبنات الغدير


تنفيذ شركة تصميم مواقع الانترنت توب لاين
روابط مهمه روابط مهمه تواصل معنا
تواصل معنا