المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فلسفة - ابن خلدون



محمد بن سعد
May 15th, 2008, 23:45
ابن خلدون
مؤسس علم الاجتماع
موضوعنا: فلسفته، رؤية الغرب فيه، وظائف تولاها، مؤلفاته.

الإسم: عبد الرحمن بن محمد بن خالد
المولد: 732 - 808 للهجرة، (1332 – 1406) للميلاد، ولد في تونس.

النشأة: تنقل بين تونس والجزائر والمغرب الأقصى. كانت أسرته على ما ذكر في كتاباته ذات نفوذ في إشبيلية بالأندلس، ثم نزحت منها إلى تونس (أفريقية)، أسم تونس القديم أعطته للقارة الأفريقية، وكان قدوم عائلته إلى تونس في دولة الحفصيين، وقضى أغلب مراحل حياته في تونس.

نبذة: هو مؤرخ وعالم اجتماع ترك للعلوم إرثاً مازال تأثيره ممتدا حتى اليوم، كتب الجزء الأول من المقدمة بقلعة بني سلامة بالجزائر، وفي آخر حياته تولى القضاء المالكي بمصر بوصفه فقيها متميزا خاصة انه سليل المدرسة الزيتونية العريقة. ومن بين أساتذته الفقيه الزيتوني الإمام ابن عرفة حيث درس بجامع الزيتونة منارة العلوم بالعالم الإسلامي آنذاك. يعد من كبار العلماء الذين أنجتبهم شمال افريقيا، إذ قدم نظريات كثيرة جديدة في علم (الاجتماع) وعلم (التأريخ)، بشكل خاص في كتابيه: (العبر) و(المقدمة). وقد عمل في التدريس في الزيتونة بتونس ثم في بلاد المغرب، بجامع القرويين، ثم في الجامع الازهر في القاهرة، وغيرها من محافل المعرفة التي كثرت في أرجاء العالم الاسلامي المختلفة خلال القرن الرابع عشر الميلادي نظراً لحض الدين الإسلامي الحنيف للناس على طلب العلم. وقد عمل ابن خلدون في مجال القضاء أكثر من مرة، وحاول تحقيق العدالة الاجتماعية في الأحكام التي أصدرها.

فلسفة ابن خلدون:
امتاز بسعة إطلاعه على ما كُتِب القدامى على أحوال البشر، وقدرته على إستعراض الآراء ونقدها، ودقة الملاحظة مع حرية في التفكير وإنصاف أصحاب الآراء المخالفة لرأيه. وقد كان لخبرته في الحياة السياسية والإدارية وفي القضاء، إلى جانب أسفاره الكثيرة في شمالي إفريقية وغربيها إلى مصر والحجاز والشام، أثر بالغ في موضوعية وعلمية كتاباته عن التاريخ وملاحظاته.

ويرى ابن خلدون في المقدمة أن الفلسفة من العلوم التي أستحدثت مع إنتشار العمران، وأنها كثيرة في المدن ويعرِّفها قائلاً: بأن قومًا من عقلاء النوع الإنساني زعموا أن الوجود كله، الحسي منه وما وراء الحسي، تُدرك أدواته وأحواله، بأسبابها وعللها، بالأنظار الفكرية والأقيسة العقلية وأن تصحيح العقائد الإيمانية من قِبَل النظر لا من جهة السمع فإنها بعض من مدارك العقل، وهؤلاء يسمون فلاسفة (جمع فيلسوف)، وهو باللسان اليوناني محب الحكمة. فبحثوا عن ذلك وشمروا له وحوَّموا على إصابة الغرض منه ووضعوا قانونًا يهتدي به العقل في نظره إلى التمييز بين الحق والباطل وسموه بالمنطق. ويحذّر ابن خلدون الناظرين في هذا العلم من دراسته قبل الإطلاع على العلوم الشرعية من التفسير والفقه، فيقول: وليكن نظر من ينظر فيها بعد الامتلاء من الشرعيات والإطلاع على التفسير والفقه ولا يُكبَّنَّ أحدٌ عليها وهو خِلْو من علوم الملة فقلَّ أن يَسلَمَ لذلك من معاطبها.

ولعل ابن خلدون وابن رشد إتفقا على أن البحث في هذا العلم يستوجب الإلمام بعلوم الشرع حتى لا يضل العقل ويتوه في مجاهل الفكر المجرد لأن الشرع يرد العقل إلى البسيط لا إلى المعقد وإلى التجريب لا إلى التجريد. ومن هنا كانت نصيحة هؤلاء العلماء إلى دارسي الفلسفة أن يعرفوا الشرع والنقل قبل أن يُمعنوا في التجريد العقلي.

الغرب وابن خلدون:
كثير من الكتاب الغربيين وصفو تقديم ابن خلدون للتاريخ بإنه أول تقديم لا ديني للتأريخ، وهو له تقدير كبير عندهم.

وربما تكون ترجمة حياته من أكثر ترجمات شخصيات التاريخ الإسلامي توثيقا بسبب المؤلف الذي وضعه ابن خلدون ليؤرخ لحياته وتجاربه ودعاه التعريف بابن خلدون ورحلته شرقا و غربا، تحدث ابن خلدون في هذا الكتاب عن الكثير من تفاصيل حياته المهنية في مجال السياسة والتأليف والرحلات، ولكنه لم يضمنها كثيرا تفاصيل حياته الشخصية والعائلية.

حكم المغرب أيام ابن خلدون بعد سقوط دولة الموحدين ثلاثة أسر:
كان المغرب تحت المرينيين الامازيغ 1196 – 1464م
كان غرب الجزائر تحت آل عبد الودود 1236 – 1556م
كانت تونس وشرقي الجزائر وبرقة تحت الحفصيين 1228 – 1574م
صراع بين هذه الدول ما أمكن على أراضي الشمال الإفريقي
وكان المشرق آنذاك تحت تهديد خطر المغول

وظائف تولاها:
كان ابن خلدون دبلوماسياً حكيماً.
أُرسل في أكثر من وظيفة دبلوماسية
وقام بحل نزاعات بين زعماء دول مثلاً:
عينه السلطان محمد بن الاحمر سفيراً له
إلى أمير قشتالة للتوصل لعقد صلح بينهما.
بعدها بأعوام
طالبه أهل دمشق بالأمان من الحاكم المغولي تيمورلنك،
وصف ابن خلدون في مذكراته ما رآه من طباع الطاغية،
ووحشيته في التعامل مع المدن التي فتحها،
وقيّمً مشاهدته في رسالة خطها لملك المغرب.
تبيّن جميع الخصال الإسلامية لشخصية ابن خلدون،
أسلوب حكيم في التعامل مع تيمورلنك، وذكاء وحنكة،
صفات أدت إلى نجاته من هذه المحنة،
تعريفاته تميز في نصوص أدب المذكرات العربية والعالمية.
وهي ملامح إسلامية لعالم واجه محن بصبر وشجاعة وذكاء ولباقة.

وفاته:
توفي في القاهرة بمصر 732 هـ 1406م، ودفن في مقابر الصوفية عند باب النصر شمال القاهرة. وقبره غير معروف. والدار التي ولد بها كائنة بنهج تربة الباي رقم 34 بتونس العاصمة بالجزء القديم. وله قصيدة في الحنين لموطنه تونس:
أحن إلى ألفي وقد حال دونهم ** هامه فيح دونهن سباسب

مؤلفاته:
"المقدمة"،
"العبر"، كتاب
"المبتدأ و الخبر في تاريخ العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر" ديوان

مصادر:
مقدمة ابن خلدون. القاهرة: دار الفجر في التراث، 2004.
دار الارقم بن ابي الارقم،
باب السلف الصالح صدقوا ما عاهدوا الله عليه
حكماء وعلماء وفلكيون وأدباء ومفكرون وخلفاء ومبدعون مسلمون.
اسبانيا تحتفي بالذكرى المئوية السادسة لوفاة ابن خلدون.
صور لتشكيلة من مقتنيات ابن خلدون الشخصية ضمن معرض ابن خلدون
جسر بين الشرق و الغرب في مصر
أندريه خالتورينا كاراطائف