المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ولد ولا بنت !!!



محمد بن سعد
April 21st, 2010, 10:18
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه أجمعين

مسألة تفضيل إختيار نوع المولود مسألة حساسة
وموضوع التصرف في تحديد نوع المولود موضوع آخر

تصوروا ،، لو ينجح العلم قي هذا الموضوع !!!
تصوروا لو الصين وحدها لا تنجب إلا بنات :16:
تصوروا لو مصــر وحدها لا تنجب إلا أولاد :sm43:

خبر اليوم ،، تناقلته بهض صحقنا - كالتالي:

http://www.alriyadh.com/2010/04/21/img/069366247326.jpg
مبارك الرشيدي ،، سعودي - مهندس طيران
عانى من رحلة 20 عاماً ،، ولم يُطلق زوجته
عانى بداية رحلة زواجه من تكرار إنجاب البنات

ومبارك ،، على العكس بحث وتقصى
وخرج بابتكار برنامجَ يساعد في تنظيم الحمل
وهو ينتظر الإذن في إجازته من الجهات المختصة
من خلال برنامج على الحواسب الشخصية
يحدد يوم الولادة وجنس الجنين
والوقت المناسب للجنس ابتداءا من:
يوم نزول البويضة في رحم المرأة بدقة
وحصر فرص إنجاب الإناث
حتى لا يكون هناك حمل بعكس ما خطط له
يتم الجماع قبل نزول البويضة
بما لا يقل عن 48 ساعة ،، ثم
يتوقف الجماع لمدة 6 أيام

فرص إنجاب الذكور
يفضل أن يكون الجماع
يوم نزول البويضة
والأيام التي تليها

البرنامج ،، ابتكار مبارك الرشيدي
إذا أدخل في بيانات البرنامج ،، مثلا:
أن يوم بداية الدورة الشهرية هو 1 فبراير
فإن النتيجة ستظهر على الشاشة بأن
تاريخ نزول البويضة يوم 17 فبراير - ولذلك
فإن الحمل بأنثى يعني الجماع يوم الـ 15 من فبراير
ثم التوقف عن الجماع لمدة 6 أيام بعد هذا اليوم

الحمل بالولد يعني الجماع يوم 17 فبراير والأيام التي تليه
وسيكون يوم الميلاد 13 نوفمبر

يقول مبارك بأن كل الذين استخدموا برنامجه
تم وضع الجنين في اليوم الذي ذكره البرنامج بعد إدخال البيانات

دوافع مبارك إلى هذه الفكرة
معاناته من عملية تنظيم الحمل وإنجاب البنات
الخروج بحل له ولمن يعانون مثله

برنامجه في البداية كان يدوياً
ثم تطورعلى هيئة دوائر ورقية
وبمساعدة أحد الجيران في مكة المكرمة
تم تحويله إلى برنامج على الحاسوب

مبارك قدم برنامجه إلى
مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية
للحصول على براءة اختراع
-
ملاحظة: هناك عدد من البرامج الأوروبية والأمريكية خاصة لتحديد جنس المولود.

علماء الأجنة يُؤكدون :q4:
أن جميعَ محاولات هذا النوع لتحديد جنس المولود
افتراضات لا تصل الـ 60 % من النجاح أو الفشل
وسائل تتفاوت في درجات تعقيدها وفرص نجاحها
التغذية والغسول الحمضي للمهبل وسائل أخرى !!

سلمان السلمي
April 21st, 2010, 15:37
قال الله تعالى :
لله ملك السماوات والأرض يخلق مايشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور‏*‏
أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير‏*‏ ‏(‏ الشوري‏:50,49)‏

ولو ان دراساتهم لها جدوى قويه لكان انجاب الذكور احب الى الرجال
من انجاب الاناث وخصوصا من كانت لديه خلفة كثيره من البنات
ولو ان الناس آمنوا بقدرة الله في تحديد الجنين لرزقهم الله من حيث لايحتسبون..
احد المطلقات ولديها تسع من البنات وكان هذا سبب في طلاقها تبحث
عن زوج يضمن لها انجاب مولود ذكر منها لتغيض زوجها الأول
وكأن المشيئة اصبحت بأيدي الخلق
سبحان الله

ولكن هل نأخذ بأسباب ان العلم والطب تطورا ؟
بدليل النعجة دولي !!!

المنتقد
April 21st, 2010, 18:42
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,

حياكم الله جميعاً ...واسمحو لى بهذه الأضافة بارك الله فيكم

من الدلالات العلمية للآيتين الكريمتين

أولا‏:‏ في قوله تعالي‏:...{‏ يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور‏.‏}

لا يدرك كثير من الناس العمليات المعقدة التي تمر بها عملية الإنجاب والمخاطر العديدة التي تعترضها لولا رحمة الله ـ تعالي ـ ورعايته‏,‏ ومن هنا يصفها هذا النص القرآني الكريم بأنها هبة من الله ـ سبحانه وتعالي ـ‏,‏ ومن هنا أيضا كان واجب كل والدين أن يسجدا لله شكرا علي خروج كل مولود يولد لهما سليما معافي من هذه الرحلة الطويلة الشاقة‏,‏ والمحفوفة بالمخاطر‏.‏ والتي تبدأ بتخلق النطف‏.‏

‏(1)‏ تخلق النطف‏(Gametogenesis):‏ تتخلق النطف بعملية انقسام خاصة للخلايا تعرف باسم عملية الانقسام الانتصافي‏(Meiosis).‏
وتتخلق النطف الذكرية‏(Spermatogenesis)‏ في داخل الغدتين التناسليتين للرجل‏,‏ والتي تتكون كل واحدة منهما من نحو الأربعمائة من الفصوص‏,‏ يحوي كل واحد منها ثلاثة من الأنابيب المنوية الدقيقة‏,‏ يبلغ طول كل واحدة منها نحو نصف متر‏,‏ وهذه الأنابيب متعرجة وملتفة حول ذاتها بطول يتعدي نصف كيلومتر في المتوسط‏400‏ فص‏*3‏ أنابيب‏*‏ نصف متر‏=600‏ متر‏).‏
وهذه الأنابيب مكدسة في حيز لايزيد علي بضعة سنتيمترات مكعبة لتكون مايعرف باسم البربخ‏(Epididymis)‏ الذي يقع في أعلي الخصية من الخلف‏,‏ والذي تختزن فيه النطف الذكرية بمئات الملايين حتي تمام النضج‏.‏

وقبل البلوغ تمتليء الأنابيب المنوية بالخلايا العادية‏(‏ كاملة عدد الصبغيات‏)‏ والمعروفة باسم الخلايا الضعفانية‏(DiploidCells)‏ والتي تنقسم بنظام الانقسام الفتيلي‏(Mitosis)‏ لتعطي أمثالها‏.‏
وعندم البلوغ‏(‏ من عمر‏11‏ ـ‏13‏ سنة‏)‏ تبدأ هذه الخلايا في التخصص فتأخذ في الانقسام انقساما انتصافيا‏(Meiosis)‏ لتعطي خلايا فردانية‏(HaploidCells)‏ بها نصف عدد الصبغيات المميزة للخلية العادية‏(‏ الخلية الجسدية‏)‏ وذلك من أجل تخليق خلايا النطف الذكرية الأولية ‏(ThePrimarySpermatocytes)‏ والتي تنقسم بدورها لتكون خلايا النطف الذكرية الثانوية ‏(TheSecondarySpermatocytes)‏ والتي تنقسم ثانية لتكون أربعا من أرومات النطف الذكرية الناضجة‏(Spermatids).‏ التي تفقد جزءا من محتواها من السائل الخلوي السيتوبلازم لتكون ذيلا طويلا ممتلئا بالمتقدرات التي تساعدها علي الحركة لتتحول الي النطف الذكرية‏(Sperms)‏ ونظرا لقلة محتواها الغذائي فان هذه النطف الذكرية لاتستطيع العيش لأكثر من‏(72)‏ ساعة‏,‏ إلا إذا تم تجميدها فيمكن الاحتفاظ بها خارج ا لجسم لعدة سنوات‏.‏
ولابد للرجل من إخراج مائة مليون إلي ثلاثمائة مليون نطفة في الدفقة الواحدة لكي يتمكن من إتمام عملية الإخصاب‏.‏ وإنتاج النطف الذكرية يستمر طيلة حياة الرجل‏,‏ والنطف إذا لم تنطلق إلي خارج الجسم فانها تموت وتتحلل وتمتص بواسطة الأنسجة المحيطة أي توقف في هذه العملية المعقدة توقف عملية الانجاب مرحليا أو كليا‏.‏

أما نطف الأنثي فتتخلق كلها‏(Oogenesis)‏ وهي في بطن أمها‏,‏ ويبلغ عددها قرابة المليوني نطفة‏,‏ ويتناقص هذا العدد عند البلوغ إلي مابين ثلاثمائة ألف وأربعمائة ألف‏,‏ وتختزن في كل من المبيضين تحت غطاء خاص‏.‏ وتبدأ الخلايا البييضـــــــية الأولية‏(PrimaryOocytes),‏ عند البلوغ بالانقسام الانتصافي الاول ولكن عند الطور الانتهائي الاول‏Telophase-1‏ تنقسم الخلية الي نصفين غير متســـــاويين يعرف الأصغر منهما باســـــــم الجســـــم القطــــبي الأولي‏(ThePrimaryPolarBody)‏ ويعرف الجزء الأكبر باسم الخلية البييضية الثانوية ‏TheSecondaryOocyte.‏
وتعاود الخلية البييضية الثانوية الانقسام الانتصافي‏,‏ إلي جسم قطبي ثانوي صغير وإلي أرومة البييضة‏(Ootid),‏ وتتلاشي جميع الأجسام القطبية تماما‏.‏
وتبدأ علمية إنتاج البييضات الناضجة أو الإباضة‏(Ovulation)‏ بتحرك الارومة البييضة إلي سطح المبيض وهي محاطة بجراب غشائي دقيق‏(Follicle),‏ ثم ينفجر هذا الغشاء‏,‏ وتنطلق منه هذه الخلية إلي قناة المبيض‏(Oviduct)‏ متحركة في اتجاه الرحم‏.‏ ويتوقف إطلاق خلايا بييضية أخري بإفراز أعداد من الهرمونات حتي تخصب هذه البييضة وتستمر في تكوين الجنين أو تطرد إلي خارج الجسم في بحر من الدم أثناء الدورة الشهرية‏.‏ وتنتج الأنثي في حياتها‏(300‏ ـ‏500)‏ بييضة تصل أحاد منها إلي مرحلة الاخصاب‏,‏ ويصل الأقل من ذلك إلي مرحلة الانجاب‏,‏ وأي خلل في طريق هذه الرحلة الطويلة قد يعوق عملية الانجاب مرحليا أو كليا‏.‏

‏2‏ ـ تزاوج النطف أو عملية الاخصاب والحمل ‏FertilizationandPregnancy):‏
سبق ان اشرنا إلي أن أقل عدد من النطف الذكرية قادر علي إخصاب البييضة الواحدة هو مائة مليون حيمن في الدفقة الواحدة‏,‏ وهذه الحيامن لابد وأن تكون صحيحة وسليمة ونشطة حتي يتمكن احدها من الوصول إلي البييضة واخصابها‏.‏
وهذه البييضة لابد وأن تكون ناضجة وسليمة وصحيحة حتي يمكن اخصابها‏,‏ وذلك لأن بعض النساء غير قادرات علي الحمل لتعذر عملية الاباضة‏(Ovulation)‏ لديهن‏,‏ أو لعدم انتظام تلك العملية أو عدم اتمامها في الوقت المناسب‏,‏ وفي هذه الحالات يلجأ بعض الأطباء إلي النصح بتناول عدد من الهرمونات الخاصة كأدوية للاخصاب تعين علي استحثاث عملية الاباضة وتنظيمها‏.‏ ولكن استخدام هذه الهرمونات قد يؤدي إلي انغراس اكثر من جنين في جدار الرحم مما يعوق تمام نمو أي منها‏.‏

كذلك قد تستخدم هرمونات أخري مضادة في عملية تنظيم النسل‏,‏ وهذه ايضا قد يكون لها من الأضرار ما يعوق الحمل في المستقبل‏.‏
وعادة ما تفرز المرأة بييضة واحدة في منتصف دورتها الشهرية‏,‏ وان كانت هذه الدورة غير منتظمة عند عدد من النساء لسبب أو آخر‏.‏ ولكن عندما تفرز البييضة فإنها تدفع إلي قناة المبيض متحركة في اتجاه الرحم‏,‏ فإذا تواجدت الحيامن في هذه اللحظة فإنه أحدها فقط قد يتمكن من اختراق جدار البييضة في محاولة لاخصابها‏.‏ وبنجاح هذه العملية تتكون النطفة الامشاج أي المختلطة التي تعرف باسم اللقيحة‏(Zygote)‏ التي يتكامل فيها عدد الصبغيات إلي العدد المحدد لنوع الانسان‏(46‏ صبغي‏).‏
وبتحرك النطفة الأمشاج عبر قناة المبيض في اتجاه الرحم فإنها تأخذ في الانقسام الفتيلي‏(MitosisDivision)‏ إلي خلايا اصغر فأصغر بعملية تسمي عملية الانفلاق‏Cleavage))‏ حتي تتحول إلي كرة مكدسة بالخلايا الصغيرة فتعرف باسم التويتة‏Morula)),‏ ثم تتجوف التويتة لتكون الأريمة‏Blastula))‏ التي تنزرع في بطانة جدار الرحم مكونة مرحلة تعرف باسم مرحلة المعيدة‏GastrulaStage)),‏ ويسميها القرآن الكريم باسم مرحلة العلقة‏(Leech-like-Stage)‏ وهي تسمية أدق‏,‏ ثم تنمو العلقة‏(‏ من‏15‏ إلي‏25‏ يوما‏)‏ إلي المضغة‏(‏ من‏26‏ إلي‏42‏ يوما‏),‏ ثم مرحلة تخلق العظام وكسوتها باللحم‏(‏ العضلات والجلد‏)(‏ من‏43‏ إلي‏56‏ يوما‏),‏ ثم انشاء الجنين خلقا آخر‏(‏ من‏57‏ إلي‏266‏ يوما‏) (‏ فتبارك الله أحسن الخالقين‏*).‏

وخلال هذه المراحل جميعا يكون الجنين محاطا بغشاء مليء بالسوائل المائية يعرف باسم غشاء السلي‏Amnion))‏ الذي يحفظه من الصدمات ويبقيه رطبا‏,‏ وهناك غشاءان آخران يحيطان بغشاء السلي هما‏:‏ الغشاء المشيمي‏ (Chorion),‏ ثم الغشاء الساقط‏(Allantois),‏ وهذان الغشاءان الأخيران يلتحمان مع بطانة جدار الرحم ليكونا المشيمة‏ (Placenta)‏ التي تمد الجنين بحاجاته الأيضية‏,‏ وتفرز اعدادا من الهرمونات التي توقف عملية الاباضة طوال فترة الحمل‏,‏ كما توقف نزيف الدورة الشهرية‏.‏ ولكي يتم نمو الجنين لابد له من التغذية المستمرة التي تزوده بها أمه عن طريق المشيمة‏,‏ ذلك الجهاز العجيب الذي ينظم تبادل التغذية والدم والاكسجين‏,‏ وكلا من ثاني اكسيد الكربون وغيره من المخرجات بين الجنين وأمه عن طريق دورتها الدموية‏.‏
ومع تغذية الجنين يتم نمو وانقسام خلاياه وتخصصها إلي مختلف الخلايا المكونة لأنسجته المتخصصة‏(‏ الخلايا العصبية‏,‏ والعضلية‏,‏ والعظمية‏,‏ والجلدية‏,‏ وخلايا الدم واللمف وغيرها‏).‏
وأي خلل في هذه الرحلة الطويلة قد يعوق الانجاب أو يشوهه‏.‏

‏3‏ ـ جنس الجنين‏:
‏ علي الرغم من تناهيها في ضآلة الحجم فإن الخلايا التناسلية تمثل ينبوع الحياة‏,‏ ومصدر تنوعها الذي يستمر بها من الآباء إلي الأبناء والأحفاد‏:‏ من أبوينا آدم وحواء ـ عليهما السلام ـ إلي ان يرث الله ـ تعالي ـ الأرض ومن عليها‏.‏
وفي الانسان تحتوي الخلية الجسدية علي‏(46)‏ صبغيا مرتبة في‏(23)‏ زوجا تتشابه في الشكل وتختلف في التركيب‏,‏ وفيما يحمله كل صبغي من المورثات‏,‏ وهذا العدد ثابت في خلايا كل من الذكر والأنثي‏,‏ وإن اختلفا في الصبغيات المحددة للجنس‏,‏ فالخلية الجسدية للذكر تحمل‏(44)‏ صبغيا جسديا بالاضافة إلي صبغيين لتحديد الجنس غير متشابهين لأن احدهما يحمل شارة التذكير‏(Y)‏ والآخر يحمل شارة التأنيت‏(X),‏ وأثناء عملية الانقسام الانتصافي من أجل تكوين النطف ينتج حيمن يحمل شارة الذكورة وآخر يحمل شارة الأنوثة‏.‏
وعلي العكس من ذلك فإن الصبغيين المحددين للجنس في الخلية الجسدية للأنثي متشابهان وكلاهما يحمل شارة الأنوثة‏(X),‏ فإذا انقسمت الخلية الجسدية للأنثي انقساما انتصافيا لتكوين البييضات التي تكون متشابهة في إشارتها الجنسية‏X)),(X).‏

وعلي ذلك فإذا كان الحيوان الذي يخصب البييضة حاملا للشارة المذكرة‏Y))‏ جاء الجنين ذكرا بإذن الله ـ الخالق سبحانه وتعالي ـ‏,‏ وإذا كان حاملا للشارة المؤنثة‏X))‏ جاء الجنين أنثي بإذن الله ـ تعالي ـ‏.‏
ولذلك يقول علماء الوراثة بأن جنس الجنين‏(‏ ذكرا أو أنثي‏)‏ يتحدد في اللحظة الأولي التي يلتقي فيها الحيوان بالبييضة في النطفة الامشاج‏,‏ ولكن خاتم الأنبياء والمرسلين ـ صلي الله عليه وسلم ـ يقول في حديثه الصحيح الذي رواه حذيفة بن اسيد‏:‏ إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله ملكا فصورها‏,‏ وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها‏,‏ ثم قال‏:‏ يارب‏!‏ ذكر أو أنثي؟ فيقضي ربك ما يشاء‏,‏ ويكتب الملك‏(‏ أخرجه الإمام مسلم في صحيحه‏,‏ كتاب القدر‏).‏
وكلام علماء الوراثة ينطبق علي مرحلة الصبغيات‏,‏ وهي مرحلة غير مشاهدة لأن الشفرة الوراثية للانسان المحمولة علي الصبغيات امر شديد الضآلة‏,‏ وبالغ التعقيد‏,‏ فهي تشغل حيزا في نواة الخلية لا يزيد علي واحد من مليون من الملليمتر المكعب‏,‏ ولكنها إذا فردت يزيد طولها علي المترين‏,‏ يضمان‏18.6‏ بليون قاعدة كيميائية من السكر والفوسفور والقواعد النيتروجينية التي لو اختل وضع قاعدة واحدة منها فإما ان يشوه هذا المخلوق أو لا يكون‏.‏

أما علي مستوي الأنسجة فإنه لا يمكن تمييز جنس الجنين قبل بداية الاسبوع السابع من عمره‏,‏ حين تبدأ غدده التناسلية في التمايز‏,‏ ولو نزل سقطا وتم تشريحه تشريحا كاملا‏.‏ وذلك لأن الاعضاء التناسلية الظاهرة ـ وان بدأت في التخلق مع نهاية الاسبوع السادس من عمر الجنين ـ إلا أنه يصعب التمييز بين الذكر والأنثي قبل بداية الشهر الرابع من بدء عملية الاخصاب‏.‏ وقد لا يتطابق التكوين الظاهري للاعضاء التناسلية مع حقيقة الغدد التناسلية‏,‏ هذا بالإضافة إلي أن الاعضاء التناسلية الخارجة عن الجسم إنما تنشأ من نتوءات جلدية‏,‏ ولا يتم تخلق الجلد إلا بين الاسبوعين الثامن والثاني عشر من عمر الجنين‏.‏
والغدد التناسلية تنمو من الحدبة التناسلية بين العمود الفقري والأضلاع‏(‏ أي‏:‏ بين الصلب والترائب‏)‏ ثم تنزل تدريجيا إلي الحوض ابتداء من الاسبوع العاشر من عمر الجنين‏,‏ ولا تصل الخصيتان إلي كيس الصفن خارج الجسم إلا في الشهر التاسع‏.‏
وعلي الرغم من ذلك فيمكن معرفة جنس الجنين بتحليل عينة من السائل الامينوسي‏(‏ الرهل‏)‏ المحيط به والذي تتناثر فيه بعض خلاياه‏,‏ وذلك بفحص الصبغيات في تلك الخلايا ابتداء من الاسبوع الخامس عشر من عمره‏,‏ كما يمكن معرفة ذلك بالموجات فوق الصوتية بعد الشهر الرابع من عمره‏.‏

من ذلك كله يتضح ان الذي يهب الاناث لمن يشاء ويهب الذكور لمن يشاء هو الله ـ الخالق‏,‏ الباريء‏,‏ المصور ـ ولا أحد سواه‏.‏

ثانيا‏:‏ في قوله تعالي‏:‏{ أو يزوجهم ذكرانا وإناثا‏...*‏}

أجمع المفسرون علي تفسير هذا النص القرآني بمعني‏:‏ أو يعطي لمن يشاء الزوجين‏:‏ الذكر والأنثي‏,‏ علي اعتبار أن معني يزوجهم هو يجعلهم‏,‏ ولكن ما المانع من اعتبار يزوجهم ذكرانا واناثا بمعني يزوج الاناث منهم ذكرانا ويزوج الذكران منهم إناثا؟ وذلك انطلاقا من حديث رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ الذي يقول فيه‏:...‏ ما من نسمة كائنة إلي يوم القيامة إلا وهي كائنة‏(‏ أخرجه أئمة الحديث الستة‏).‏
ومعني هذا الحديث الشريف أن الله ـ تعالي ـ الذي احصي نفوس بني آدم من لدن آدم ـ عليه السلام ـ إلي قيام الساعة مدون عنده كل فرد بشيفرته الوراثية وأبويه فهو ـ تعالي ـ الذي يزوج النفوس‏,‏ ويعلم من من هذه النفوس يتزوج من وفي أي زمان ومكان‏,‏ وماذا سيكون نسلهم أو لا يكون‏.‏

ثالثا‏:‏ في قوله تعالي‏:...‏ {ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير‏}*:‏

معني هذا النص القرآني الكريم أن الله ـ تعالي ـ يجعل من يشاء بلا ولد‏,‏ ذكرا كان أو أنثي‏.‏ يقال‏:‏ رجل عقيم‏,‏ وجمعه عقماء وعقام‏,‏ وامرأة عقيم وجمعها عقائم وعقم‏.‏ ويقول ربنا ـ تبارك وتعالي‏:‏
{المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير املا‏*}.‏ ‏(‏الكهف‏:46).‏

وإذا كان الأمر كذلك فلماذا جعل الله ـ تعالي ـ بعض خلقه عقماء وعقم؟ وللاجابة علي ذلك ‏:‏ لعل من مبررات ذلك أن يستبين فضل نعمة الذرية علي من لا ذرية له‏,‏ فيحمد صاحب الذرية ذلك لله‏,‏ ويصبر من لا ذرية له فينال بذلك أجري الدنيا والآخرة‏.‏
ويحمد صاحب الذرية المعافاة‏,‏ الصحيحة‏,‏ السليمة‏,‏ الصالحة إذا رأي عند غيره ذرية مخالفة‏,‏ كما يحمد من لا ذرية له أنه لم يرزق ذرية معاقة‏.‏ فمن المعروف أن تفاعل الشيفرتين الوراثيتين لكل من الأب والأم قد ينتج عنه العديد من الطفرات الوراثية المسببة للعديد من الأمراض الخلقية الناتجة عن التلف في مادة الحمض النووي الريبي المنزوع الاكسجين الذي تكتب به الشيفرة الوراثية‏,‏ أو في حيود عدد الصبغيات بالزيادة أو بالنقصان مما يؤدي إلي أمراض مستعصية مثل الأورام السرطانية‏,‏ والتخلف العقلي والخرف والعته‏,‏ والشيخوخة المبكرة والتشوهات الخلقية والعصبية العديدة‏,‏ ولذلك أكدت الآيتان الكريمتان اللتان نحن بصددهما حقيقة عدل الله ـ تعالي ـ بتمييز عباده إلي أربعة اقسام‏:
‏ منهم من يعطيه الاناث‏,‏ومنهم من يهبه البنين‏,‏ ومنهم من يعطيه الذكور والاناث‏,‏ أو يزوج كلا منهم بما يناسبه‏,‏ ومنهم من يجعله عقيما لأنه ـ تعالي ـ عليم بما يناسب كل فرد من عباده‏,‏ قدير علي تحقيق هذا التفاوت بين بني آدم بعلمه‏,‏ وحكمته وإرادته‏,‏ والذين يؤمنون بالله ـ تعالي ـ يدركون ان قدر الله هو الخير كله‏,‏ وهو العدل كله‏,‏ ولو اطلع الواحد منهم علي الغيب ما اختار غير ما قدر له الله العليم القدير‏.‏
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,