المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زوبعة الغضب الأمريكى على الكيان الصهيونى



المنتقد
March 15th, 2010, 13:08
بســم الله الـرحمــن الرحيــم
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه،،

زوبعة الغضب الأمريكى على الكيان الصهيونى

أي مراقب لقضية سلام الشرق الأوسط يجد دائماً -ودون تحيز - أن الطرف المتعنت دوماً هو (إسرائيل)، فهي دائماً التي تضع العراقيل تلو العراقيل أمام أي محاولات جادة للوصول إلى سلام حقيقي شامل ودائم، فكل المؤتمرات والزيارات المكوكية ومحاولات الضغط الغير جاد لم ُتجدِ نفعاً كون رموز السياسة الإسرائيلية وصانعيها يرون في السلام انتقاصاً من كيانهم ولا يليق بموقعهم السياسي كونهم الطرف الأقوى - كما يعتقدون - وعليهم فرض السلام الذي يتناسب ووضعهم وبالتأكيد مصالحهم مادام الغرب لايستطيع اجبارهم بل يخشى من سطوتهم.

(إسرائيل) قد تكون قبلت بالمبادئ التي قامت عليها عملية السلام، التي يجمع الجميع انها الأطول في تاريخ الأمم، وأهمها (الأرض مقابل السلام) ولكنها ودون تردد فإنها رفضتها موضوعاً، وهذا أمر ظاهر للعيان ودون أي مواربة، قد تكون (إسرائيل) تريد السلام ولكنها تريد الأرض معه، أي انها تريد الأرض والسلام معاً دون تقديم أي مقابل مع انها الغاصب المحتل لأرض فلسطين.

لا أدعي معرفة بواطن الأمور بقدر ما أستطيع أن أحكم من خلال مجريات الأمور وأن أجزم ان الحكومات الإسرائيلية على اختلاف انتماءاتها يحكمها المبدأ نفسه حيث ذهبوا أبعد من ذلك وتمادوا في غيهم عندما استهدفوا القدس الشريف بعملية تهويد متسارعة ضاربين بعرض الحائط كل الاحتجاجات والبيانات الشاجبة، بل انهم لم يترددوا في إحراج نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن بالإعلان عن توسيع إحدى المستعمرات في ضواحي القدس المحتلة خلال زيارته ل(الكيان الصهيونى ) وهو الذي جاء من أجل إطلاق عملية السلام من جديد بعد توقف منذ مجيء نتنياهو كرئيس للوزراء، ومع ذلك لم يقدر المسؤولون الإسرائيليون زيارة لمسؤول بحجم بايدن رغم اعتذارهم (البارد) والذي قال فيه نتنياهو ان وقت الإعلان عن توسيع المستوطنة لم يكن مناسباً، ما يعني أن الوقت لم يكن مناسباً ولكن مبدأ الاستيطان وتوسيعه لازال قائماً ولن يستطيع احد ايقافه ونحن المسيطون على الغرب باكمله وقراراته .

أن عاصفة الغضب الأميركية على الحكومة الإسرائيلية بسبب توسيع و(تسمين) المستوطنات ستمر مرور الكرام وإن كانت الادارة الأميركية شعرت بحرج كبير من التمادي الإسرائيلي، بل انها لم تخف حرجها وغضبها من خلال الإعلان عن تفاصيل المحادثة الهاتفية التي جرت بين هيلاري كلينتون ونتنياهو، ولا احد يعتقد أن الموضوع سيكون له عواقب لا قريبة ولا بعيدة المدى بل ربما سيكون أقرب إلى زوبعة في فنجان لا تتعداه رغم كل السلبيات التي رافقته ما قد يؤثر بشكل سلبي على موقف الادارة الأميركية كراع رئيسي لعملية السلام، فهي ستكون في موقف حرج حال طلبت من الطرف العربي والفلسطيني تقديم تنازلات لانه لم يبقى شئ للتنازل, في الوقت الذي ليس فقط لا تستطيع الطلب من (إسرائيل) فعل الشيء نفسه بل ان (إسرائيل) تبادر بإحراجها دون أن تضع أي اعتبار لعلاقة الشراكة الاستراتيجية طويلة المدى التي تربطهما لانهم اى الصهائنة يعتقدون انهم فوق الجميع بمافى ذلك امريكا.

فهل تعي الإدارة الأميركية أن (إسرائيل) دائماً ما تضعها في مواقف محرجة ومخجلة امام العالم