المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لمواجهة قساوة البرد: «اللبلابي» سلاح التونسيين



اصداااء قفصة
January 11th, 2017, 20:00
تونس - ابتسام جمال (الشروق) : من المنتظر حسب معطيات من المعهد الوطني للرصد الجوي أن يتغير الطقس بداية من يوم الخميس، لتتقلص موجة البرد وفاعلية الموجة الشتوية.

http://cdn.ar.webmanagercenter.com/wp-content/uploads/2015/11/lablabi.jpg

وقد تم تسجيل ما بين 10 و38 مليمترا في مناطق الشمال. كما تم تسجيل كميات متفاوتة من الأمطار في جهة الساحل وخاصة النفيضة وسوسة.

وعرفت درجات الحرارة نزولا كبيرا لتتراوح بين 2 و4 درجات في المناطق الجبلية واقصى الجنوب فيما تراوحت بين 6 و10 ببقية الجهات و8 بتونس العاصمة. وعمت الأمطار كامل البلاد بطرق متفاوتة. ويعتبر الطقس عاديا خاصة مع اقترابنا من «الليالي السود».

يعيش التونسيون هذه الأيام موجة كبيرة من البرد، تزامنت مع تساقط كميات هامة من الأمطار، وهو ما جعل من شتاء هذا العام قاسيا على البعض ممن يعوزه المال والصحة.

تجارة تنتعش
جولة بين عدد من المحلات كشفت انتعاشة تجارة أجهزة التدفئة وبيع «الفحم» وكل معدات مكافحة البرد. كما كثر الإقبال على اقتناء قوارير الغاز التي يتم استخدامها في أجهزة التسخين.

وشهدت عدد من المطاعم الشعبية بدورها إقبالا كثيرا من الشباب والموظفين على اقتناء «صحفة اللبلابي» وال"هرقمة". ويقول سيف الله الواعر :"بالفعل لا ينفع لمقاومة هذا البرد غير تناول صحن من الـ"هرقمة" الحارة والساخنة، فهي التي ستساعد على مقاومة البرد."

وفي احد المحلات الشهيرة بإعداد اللبلابي كان صف التونسيين كبيرا وكان إقبالهم واضحا على أكلات شعبية شهيرة عرفت بأنها رفيق التونسي في أيام البرد والشتاء.

بشرى للفلاحين
استبشار كبير عرفه الفلاحون بنزول الغيث النافع هذه الأيام فهي مفيدة للغراسات البعلية والزراعات الكبرى، وهو ما أكده لـ"الشروق" السيد أنيس بن ريانة المكلف بالإعلام بوزارة الفلاحة.

وقال إنه ورغم تسجيل 740 مليون متر مكعب من المياه ورغم تسجيل كميات هامة من الأمطار فإن هناك نقصا بحوالي 480 مليون متر مكعب مقارنة بالمنسوب قبل ثلاث سنوات.

ودخلت بفضل التساقطات الأخيرة حوالي 220 مليون متر مكعب الى السدود بنقص يقدر بحوالي 814 مليون متر مكعب. وفسر محدثنا هذا النقص بتواصل الجفاف طيلة ثلاث سنوات.

ورغم نزول الامطار فان الامطار الاخيرة هي الهامة بالنسبة لجهة الشمال الغربي، حيث لم يعرف سد سيدي سالم غير 20 بالمائة من نسبة الامتلاء وهو يحتوي 106 ملايين متر مكعب.

وقال ان الفيضانات ستكون ضرورية لتعبئة السد وتوفير مخزون من المياه يقي سكان الشمال الغربي من العطش ويوفر سقي الزراعات.

وتعتبر الامطار هامة ومبشرة بموسم فلاحي جيد في الزراعات الكبرى والزراعات البعلية والمراعي والأعلاف.

http://www.alchourouk.com/images/images_articles_2015/668_334_1483998919.jpg

فاتورة إضافية
حسب عدد من الشهادات لمواطنين من الشمال الغربي تسبب المطر وبعض الفيضانات في ابتلال الحطب الذي تستعمله عدد من العائلات في التدفئة وهو ما يجعل من الفقراء الأكثر تأثرا بموجة البرد نظرا لتكلفة وسائل التدفئة.

وحسب سليم سعد الله رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك فان للبرد تكاليفه وميزانيته التي تتجاوز ميزانية الايام العادية من مصاريف الغاز والغاز الأزرق والفحم والكهرباء إضافة إلى سعي ربات البيوت الى إعداد وجبات ساخنة ومغذية.. وهو ما يمثل ثقلا إضافيا في ميزانيات العائلات محدودة الدخل، لا سيما مع تدهور المقدرة الشرائية ووجود عائلات بدون مداخيل.

وقال إن للبرد تكلفته على العائلة ولمن ظروفه بسيطة ولا يمتلك الامكانيات وهو يدخل في سياسة البلد التي عليها توفير هذه المواد للبسطاء.

وقد انطلقت يوم الأحد الحملات المشتركة لتأمين الغاز.. وأكد محدثنا أنه لا وجود لنقص في الغاز حاليا. والمجهود من الدولة واضح وتم الاستعداد لموجة البرد.

وتقوم عادة وسنويا منظمة الدفاع عن المستهلك بلقاءات قصد التحسيس بأهمية توفير مواد التدفئة وترصد المناطق التي تشكو من نقص في الغاز والغاز الازرق وغيرها من النقائص التي توجد خاصة في المناطق الأكثر معاناة من الفقر والبرد والتقلبات المناخية في جندوبة والكاف وسليانة والقصرين. لكنها لم تسجل هذا العام نقصا في اية منطقة إلى الآن.

كما أكدت منظمة الدفاع عن المستهلك على ضرورة توفير المواد الغذائية.. ووضع مخزونات في الجهات التي قد تغلق طرقاتها بسبب الأمطار والثلوج.

ويمثل البرد فاتورة إضافية يشعر بقيمتها الفقراء والمحتاجون.

من جهة أخرى قامت وزارة الشؤون الاجتماعية واتحاد التضامن برصد مجموعة من المساعدات والأغطية الشتوية لفائدة عدد من العائلات المعوزة.

تحذيرات صحية
دعت وزارة الصحة في بلاغ لها إلى الوقاية من الالتهابات التنفسية الحادة عند الأطفال والحرص على اتباع الإجراءات الوقائية الضرورية لحمايتهم من هذه الأمراض ومضاعفاتها الممكنة، وذلك مع دخول فصل الشتاء وأمام ظهور موجات البرد التي تجتاح البلاد هذه الأيّام والتي «تمثّل عاملا في تنقل الأمراض الفيروسية بسرعة كالالتهابات التّنفسيّة الحادّة خاصّة لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن الخمس سنوات».

وبينت أن الالتهابات التنفسية الحادّة هي عبارة عن مجموعة من الالتهابات يسببها عدد من الميكروبات، التّي تصيب أي جزء من أجزاء الجهاز التنفسي بداية من الأنف إلى الرئتين.