المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحزن ليس مطلوبا شرعا ولا مقصودا اصلا



!!مذهلة!!
December 20th, 2009, 06:33
http://sor.w2hm.com/files/image/t/11.gif


[YOU]
لاتحزنـ(ـي)
http://www.ii5ii.com/4thread/different/hgw,v_hglpjgtm_ggl,hqdu_l,q,u_lkj%5Ddhj_lkj%5Dn_%20%282%29.gif









فالحزنُ منهيٌّ عنهُ قوله تعالى: (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا) . وقولِه: (وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ) في غيْرِ موضعٍ. وقوله:(لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا). والمنفيُّ كقوله: (فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ). فالحزنُ خمودٌ لجذْوَةِ الطلبِ، وهُمودٌ لروحِ الهمَّةِ، وبرودٌ في النفسِ، وهو حُمَّى تشلُّ جسْمَ الحياةِ.


http://www.ii5ii.com/4thread/different/hgw,v_hglpjgtm_ggl,hqdu_l,q,u_lkj%5Ddhj_lkj%5Dn_%20%282%29.gif



وسرُّ ذلك، أن الحزن مُوَقِّفٌ غير مُسَيّر، ولا مصلحة فيه للقلب، وأحبُّ شيءٍ إلى الشيطان أن يُحْزِن العبد ليقطعهُ عن سيرِه، ويوقفه عن سلوكِه، قال الله تعالى:(إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا). ونهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "أن يَتَناجَى اثنانِ منهم دون الثالثِ، لأن ذلك يُحْزِنُه". وحُزْنُ المؤمنِ غيْرُ مطلوبٍ ولا مرغوبٍ فيه لأنَّهُ من الأذى الذي يصيبُ النفس، وقد وردت مغالبتُه بالوسائلِ المشروعةِ.


http://www.ii5ii.com/4thread/different/hgw,v_hglpjgtm_ggl,hqdu_l,q,u_lkj%5Ddhj_lkj%5Dn_%20%282%29.gif


فالحزنُ ليس بمطلوبٍ، ولا مقصودٍ، ولا فيه فائدةٌ، وقدِ استعاذ منه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: "اللهمَّ إني أعوذُ بك من الهمِّ والحزنِ"؛ فهو قرينُ الهمِّ، والفرقُ، وإن كان لما مضى أورثه الحُزْنَ، وكلاهما مضعِفٌ للقلبِ عن السيرِ، مُفتِّرٌ للعزمِ.


http://www.ii5ii.com/4thread/different/hgw,v_hglpjgtm_ggl,hqdu_l,q,u_lkj%5Ddhj_lkj%5Dn_%20%282%29.gif


والحزنُ تكديرٌ للحياةِ وتنغيصٌ للعيشِ، وهو مصلٌ سامٌّ للروحِ، يورثُها الفتور والنكَّدَ والحيْرَة، ويصيبُها بوجومٍ قاتمٍ متذبِّلٍ أمام الجمالِ، فتهوي عند الحُسْنِ، وتنطفئُ عند مباهج الحياةِ، فتحتسي كأسَ الشؤم والحسرةِ والألمِ.


http://www.ii5ii.com/4thread/different/hgw,v_hglpjgtm_ggl,hqdu_l,q,u_lkj%5Ddhj_lkj%5Dn_%20%282%29.gif



ولكنَّ نزول منزلتِهِ ضروريٌ بحسبِ الواقعِ، ولهذا يقولُ أهلُ الجنةِ إذا دخلوها: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ) فهذا يدلُّ على أنهمْ كان يصيبُهم في الدنيا الحزنُ، كما يصيبهُم سائرُ المصائبِ التي تجري عليهم بغيرِ اختيارِهم. فإذا حلَّ الحُزْنُ وليس للنفسِ فيه حيلةٌ، وليس لها في استجلابهِ سبيلٌ فهي مأجورةٌ على ما أصابها؛ لأنه نوْعٌ من المصائبِ فعلى العبدِ أنْ يدافعه إذا نزل بالأدعيةِ والوسائلِ الحيَّةِ الكفيلةِ بطردِه.


http://www.ii5ii.com/4thread/different/hgw,v_hglpjgtm_ggl,hqdu_l,q,u_lkj%5Ddhj_lkj%5Dn_%20%282%29.gif



وأما قوله تعالى: (وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ). فلمْ يُمدحوا على نفسِ الحزنِ، وإنما مُدحوا على ما دلَّ عليه الحزنُ من قوةِ إيمانِهم، حيث تخلَّفوا عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلَّم لِعجزِهم عن النفقِة ففيهِ تعريضٌ بالمنافقين الذين لم يحزنوا على تخلُّفهم، بل غَبَطُوا نفوسهم به. فإن الحُزْن المحمود إنْ حُمِدَ بَعْدَ وقوعِهِ -وهو ما كان سببُه فوْت طاعةٍ، أو وقوع معصيةٍ- فإنَّ حُزْنَ العبدِ على تقصيرِهِ مع ربّه وتفريطِهِ في جَنْبِ مولاه: دليلٌ على حياتهِ وقبُولِهِ الهدايةَ، ونورِهِ واهتدائِهِ.


http://www.ii5ii.com/4thread/different/hgw,v_hglpjgtm_ggl,hqdu_l,q,u_lkj%5Ddhj_lkj%5Dn_%20%282%29.gif



أما قولُه صلى الله عليه وسلَّم في الحديثِ الصحيحِ:"ما يصيبُ المؤمن من همِّ ولا نصب ولا حزن، إلاَّ كفر اللهُ به من خطاياه". فهذا يدلُّ على أنه مصيبةٌ من اللهِ يصيبُ بها العبْدَ، يكفّرُ بها من سيئاتِه، ولا يدلُّ على أنه مقامٌ ينبغي طلبُه واستيطانُه، فليس للعبدِ أن يطلب الحزن ويستدعيّه ويظنُّ أنهُ عبادة، وأنَّ الشارعَ حثَّ عليه، أو أَمَرَ به، أو رَضِيَهُ، أو شَرَعَهُ لعبادِهِ، ولو كان هذا صحيحاً لَقَطَعَ الرسول صلى الله عليه وسلَّم حياتَهُ بالأحزانِ، وصَرَفَهَا بالهمومِ، كيفَ وصدرُه مُنْشَرِحٌ ووجهُه باسمٌ، وقلبُه راضٍ، وهو متواصلُ السرورِ؟!


http://www.ii5ii.com/4thread/different/hgw,v_hglpjgtm_ggl,hqdu_l,q,u_lkj%5Ddhj_lkj%5Dn_%20%282%29.gif


وأما حديثُ هنْدِ بن أبي هالة، في صفةِ النبيّ صلى الله عليه وسلَّم: "أنهُ كان متواصلَ الأحزانِ" فحديثٌ لا يثبُتُ، وفي إسنادهِ من لا يُعرَفُ، وهو خلاف واقعِهِ وحالِهِ صلى الله عليه وسلَّم.


http://www.ii5ii.com/4thread/different/hgw,v_hglpjgtm_ggl,hqdu_l,q,u_lkj%5Ddhj_lkj%5Dn_%20%282%29.gif


وكيف يكونُ متواصلَ الأحزانِ، وقد صانَهُ اللهُ عن الحزنِ على الدنيا وأسبابها، ونهاهُ عن الحزنِ على الكفارِ، وغَفَرَ له ما تقدَّم من ذنبِهِ وما تأخَّرَ؟!
فمن أين يأتيهِ الحزنُ؟!
وكيفَ يَصلُ إلى قلبِهِ؟!
ومن أي الطرق ينسابُ إلى فؤادِهِ، وهو معمورٌ بالذِّكرِ، ريّانٌ بالاستقامةِ، فيّاضٌ بالهداية الربانيةِ، مطمئنٌّ بوعدِ اللهِ، راض بأحكامه وأفعالِه؟!
بلْ كانَ دائمَ البِشْرِ، ضحوك السِّنِّ، كما في صفته "الضَّحوك القتَّال"


http://www.ii5ii.com/4thread/different/hgw,v_hglpjgtm_ggl,hqdu_l,q,u_lkj%5Ddhj_lkj%5Dn_%20%282%29.gif


صلوات الله وسلامه عليه. ومَن غاصَ في أخبارهِ ودقَّقَ في أعماقِ حياتِهِ واسْتَجْلَى أيامَهْ، عَرَفَ أنه جاءَ لإزهاقِ الباطلِ ودحْضِ القَلَقِ والهمِّ والغمِّ والحُزْنِ، وتحريرِ النفوسِ من استعمارِ الشُّبَهِ والشكوكِ والشِّرْكِ والحَيْرَةِ والاضطرابِ، وإنقاذهِا من مهاوي المهالكِ، فـ للهِ كمْ له على البَشَرِ من مِنَنٍ .


http://www.ii5ii.com/4thread/different/hgw,v_hglpjgtm_ggl,hqdu_l,q,u_lkj%5Ddhj_lkj%5Dn_%20%282%29.gif


وأما الخبرُ المرويُّ: "إن الله يحبُّ كلَّ قلب حزين" فلا يُعرف إسنادُه، ولا مَن رواه ولا نعلم صِحَّتَهُ. وكيف يكونُ هذا صحيحاً، وقد جاءت الملَّةُ بخلافِهِ، والشرعُ بنقْضِهِ؟! وعلى تقديرِ صحتِهِ،


http://www.ii5ii.com/4thread/different/hgw,v_hglpjgtm_ggl,hqdu_l,q,u_lkj%5Ddhj_lkj%5Dn_%20%282%29.gif


فالحزنُ مصيبةٌ من المصائبِ التي يبتلي اللهُ بها عَبْدَهُ، فإذا ابتُلي به العبدُ فصبرَ عليهِ أحبَّ الله صبرَه على بلائِهِ.


http://www.ii5ii.com/4thread/different/hgw,v_hglpjgtm_ggl,hqdu_l,q,u_lkj%5Ddhj_lkj%5Dn_%20%282%29.gif


والذين مدحوا الحزنَ وأشادوا بهِ ونسبُوا إلى الشرعِ الأمر به وتحبيذهُ ؛ أخطئوا في ذلك؛ بلْ ما ورد إلاَّ النهيَّ عنهُ، والأمرُ بضدِّه، من الفرحِ برحمةِ اللهِ تعالى وبفضلهِ، وبما أنزل على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلَّم ، والسرورِ بهدايةِ اللهِ، والانشراحِ بهذا الخيرِ المباركِ الذي نَزَلَ من السماءِ على قلوبِ الأولياءِ.


http://www.ii5ii.com/4thread/different/hgw,v_hglpjgtm_ggl,hqdu_l,q,u_lkj%5Ddhj_lkj%5Dn_%20%282%29.gif


وأما الأثَرُ الآخَرُ: "إذا أحبَّ اللهُ عبداً نَصَبَ في قلْبِهِ نائحةً، وإذا أبغض عبداً جعلَ في قلبه مِزْماراً". فأثر إسرائيليٌّ، قيل إنه في التوراة. وله معنى صحيحٌ، فإنَّ المؤمنَ حزينٌ على ذنوبهِ، والفاجرُ لاهٍ لاعبٌ، مترنِّمٌ فَرِحٌ . وإذا حصَلَ كسْرٌ في قلوبِ الصالحينَ فإنما هو لمِا فاتَهُم من الخيراتِ، وقصّروا فيهِ من بلوغِ الدرجاتِ، وارتكبوهُ من السيئاتِ. خلاف حزنِ العُصاةِ، فإنَّهُ على فوتِ الدنيا وشهواتِها وملاذِّها ومكاسبِها وأغراضِها، فهمُّهُمْ وغمُّهُمْ وحزنُهُمْ لها، ومن أجلِها وفي سبيلِها.


http://www.ii5ii.com/4thread/different/hgw,v_hglpjgtm_ggl,hqdu_l,q,u_lkj%5Ddhj_lkj%5Dn_%20%282%29.gif


وأما قولُه تعالى عن نبيِّهِ "يعقوب" عليه السلام: (وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ) فهو إخبارٌ عن حالهِ بمصابِه بفقْدِ وِلدِهِ وحبيبِهِ، وأنه ابتلاهُ بذلك كما ابتلاهُ بالتفريق بينَهُ وبينَهُ ومجرد الإخبارِ عن الشيءِ لا يدلُّ على استحسانِه ولا على الأمرِ به ولا الحثِّ عليه، بل أمرنا أنْ نستعيذَ باللهِ من الحزنِ، فإنَّهُ سَحَابَةٌ ثقيلةٌ وليل جاِثمٌ طويلٌ، وعائقٌ في طريقِ السائرِ إلى معالي الأمور.


http://www.ii5ii.com/4thread/different/hgw,v_hglpjgtm_ggl,hqdu_l,q,u_lkj%5Ddhj_lkj%5Dn_%20%282%29.gif


وأجمع أربابُ السلوكِ على أنَّ حُزْنَ الدنيا غَيْرُ محمودٍ، إلا أبا عثمان الجبريَّ، فإنهُ قالَ: الحزنُ بكلِّ وجهٍ فضيلةٌ، وزيادةٌ للمؤمنِ، ما لمْ يكنْ بسببِ معصيةٍ. فيُقالُ: لا رَيْبَ أنهُ محنةٌ وبلاءٌ من اللهِ، بمنزلةِ المرضِ والهمِّ والغَمِّ وأمَّا أنهُ من منازِلِ الطريقِ، فلا. فعليكَ بجلب السرورِ واستدعاءِ الانشراحِ، وسؤالِ اللهِ الحياةَ الطيبةَ والعيشةَ الرضيَّة، وصفاءَ الخاطرِ، ورحابة البالِ، فإنها نِعمٌ عاجلة، حتى قالَ بعضُهم إنَّ في الدنيا جنةً، منْ لم يدخلها لم يدخلْ جنةَ الآخرةِ.
والله المسئولُ وَحْدَهْ أن يشرح صدورَنا بنورِ اليقينِ،


http://www.ii5ii.com/4thread/different/hgw,v_hglpjgtm_ggl,hqdu_l,q,u_lkj%5Ddhj_lkj%5Dn_%20%282%29.gif


ويهدي قلوبنا لصراطِهِ المستقيمِ، وأنْ ينقذنا من حياةِ الضَّنْكِ والضيِّقِ.


http://www.ii5ii.com/4thread/different/hgw,v_hglpjgtm_ggl,hqdu_l,q,u_lkj%5Ddhj_lkj%5Dn_%20%282%29.gif

نجم سهيل
December 20th, 2009, 07:29
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا بك وشكرا لك على هذا الموضوع المتميز حقا
ونعوذ بالله من الحزن والمستحزنين
فالحزن الإنساني المشروع هو ذاك العابر في مصائب فقد الأحبة بالموت والحزن عليهم

وكما قال رسول الله صلى الله عليه في فجيعته في إبنه إبراهيم
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون أو كما قال صلى الله عليه وسلم
ولكن الحزن هنا حزن إنساني رفيع وهو حزن طبيعي عابر غير مقيم في صواوين الصبر والنسيان
ولكن هناك من يجعل من الحزن حياة له فبئس به

!!مذهلة!!
January 12th, 2010, 03:00
تسلم يا الطيب والله علي حضورك و ردك الغالي الرائع

راجى عفو ربه
January 12th, 2010, 17:11
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

بل بالعكس فقد امرنا الله تعالى بالاستبشار بقوله

فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }آل عمران170

وقوله

{يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ }آل عمران171

وقوله ايضا

فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ }التوبة124

وقال ايضا سبحانه وتعالى

{وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ }الزمر45

وايات اخرى كثيرة

شكرا اختى مذهله

!!مذهلة!!
January 13th, 2010, 03:38
بارك الله فيك علي الرد الطيب