المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فن صناعة الطوب اللبن يتحمل الحرب في اليمن



نسرين صدقة سعيد
July 27th, 2016, 10:05
صنعاء محمد الصياغي / خالد عبد الله (رويترز) - ظلت البيوت التقليدية المبنية من الطوب اللبن مصدرا للفخر لدى اليمنيين وعلى مدار عام من الحرب الأهلية المدمرة توفر هذه البيوت فرصا للعمل مطلوبة بشدة في العاصمة القديمة صنعاء.

http://lh4.ggpht.com/mathieuniv/Rtr2WHwJYXI/AAAAAAAABUs/XLJZrzTS_UM/Photo%20225.jpg?imgmax=512

وفي مصنعه التقليدي للطوب اللبن خارج المدينة يشرف علي الصباحي على عملية التصنيع كما هي دوما في الأيام السعيدة وفي الظروف الصعبة الآن.

ويخلط العمال الطين بالقش وروث الحيوانات والماء ويتركونه ليجف في الشمس لعدة أيام قبل أن يشكلونه في قوالب مستطيلة الشكل.

http://shakirycharity.org/Pics/page2_files/image014.jpg

وبعد جفافه مرة أخرى تحمل القوالب إلى فرن لحرقه وتحتاج مدة الحرق ما بين 15 و20 يوما.

وليس الصراع بغريب على اليمن البلد الفقير الذي يعج بالسلاح ويضعف فيه حكم القانون. لكن الحرب التي نشبت العام الماضي خلفت دمارا واسع الانتشار في صنعاء وما ورائها إثر ضربات جوية تقودها السعودية.

http://s2.reutersmedia.net/resources/r/?m=02&d=20160726&t=2&i=1147107942&w=450&fh=&fw=&ll=&pl=&r=LYNXNPEC6P15B
عمال ينقلون الطوب الجاف لحرقه داخل فرن بالقرب من صنعاء - رويترز

ونجت معظم المنازل التقليدية في صنعاء المدرجة في قائمة منظمة اليونسكو للتراث العالمي والتي يقال أن ابن النبي نوح هو من شيدها.

وأسفرت ضربات جوية لقوات التحالف عن قتل ستة أشخاص وسوت بالأرض عددا من المنازل الطينية في حي القاسمي أحد الأحياء القديمة بالمدينة في يونيو حزيران.

وأزهقت الحرب الأرواح والحياة الاجتماعية لكن صناعة الطوب اللبن لا تزال بقعة مضيئة نادرة في اليمن الذي دخل في كارثة إنسانية بسبب الصراع.

http://www.eqtsad.net/uploads/24c6b84594094dbcc84525f10ab7187a.gif

وبعمله في فرن للطوب بالعاصمة صنعاء يقدر إبراهيم العمري البالغ من العمر 25 عاما على إعالة أبويه وأسرته.

وقال العمري "لا يحتاج هذا العمل إلى شهادة أو مؤهل إنه يحتاج لعضلات حتى تتمكن من العمل هنا."

وأضاف قائلا "إنه عمل ورثناه من الأجيال الماضية...أعمل هنا منذ كان عمري 12 عاما."

http://www.elyomnew.com/sites/default/files/styles/main-image-620/public/news-media-body/2016/03/05/baa192d9-9d1d-4cd5-ad4f-ba9846dfa7c7.jpg?itok=WYi4Nsa0

ورغم تهديد التدمير وانتشار أبنية مشيدة بالخرسانة على مدار عشرة أعوام والميزانيات التقشفية بسبب الحرب لا تزال الرغبة في الفن القديم قوية.

وقال محمد العماري الذي يعمل في صناعة الطوب "مرونة الطوب وسهولة تشكيله هندسيا يجعله جذابا للزبائن في التشييد والزينة."

وبفضل جهوده ستظل منازل المدينة تحتفظ بجمالها الفريد لأجيال مقبلة على الأرجح.