المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : روسيا والعالم الإسلامي.. أول مؤتمر دولي للتقارب



نورالدين
October 3rd, 2009, 19:39
روسيا والعالم الإسلامي.. أول مؤتمر دولي للتقارب
في بادرة هي الأولى من نوعها يعقد في العاصمة الروسية موسكو مؤتمر دولي تحت عنوان "روسيا والعالم الإسلامي.. شراكة من أجل الاستقرار"، في الفترة من 24 -26 سبتمبر 2009م، وذلك بمناسبة احتفال منظمة المؤتمر الإسلامي بعيدها الأربعين، ومرور خمس سنوات على انضمام روسيا كعضو مراقب إلى المنظمة.
ومن المنتظر أن تبدأ أعمال المؤتمر بكلمات مكتوبة عن الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف، وكلمة عن أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، وكلمة للأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي إكمال الدين إحسان أوغلو.
وفي تصريح لمراسل "إسلام أون لاين.نت"، قال أحمد صخرة الله، مسئول لجنة التحضير للمؤتمر: "إن مجلس مفتي روسيا الذي يشرف على تنظيم المؤتمر يسعى إلى التأكيد على دور مسلمي روسيا في التقارب مع العالم الإسلامي، وإعطاء دفعة جديدة للعلاقات الروسية العربية والإسلامية بعد أن شهدت هذه العلاقات تحسنا ملحوظا في السنوات الأخيرة".
ولفت إلى أن تنشيط هذه العلاقات "بدأ بشكل خاص بعد قبول روسيا في منظمة المؤتمر الإسلامي بصفة مراقب في عام 2005".
وأشار إسحاقوف إلى أن من أكثر اتجاهات التعاون الواعدة بين روسيا والدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، هو مجال النفط والغاز، فبحسب المعلومات الرسمية، فإن دول منظمة المؤتمر الإسلامي تملك 70% من احتياطات النفط و50% من احتياطات الغاز في العالم، فمن الظاهر أن الشركات الروسية ينفتح أمامها المجال الواسع للعمل هناك، وفقا لوكالة الأنباء الروسية نوفوستي.
ومن المنتظر أن يشارك ممثلون عن ثلاثين دولة من مختلف قارات العالم في المؤتمر، من بينها الكويت والمملكة العربية السعودية وتركيا والإمارات وسوريا وغيرها.
كما سيشارك عدد من المؤسسات المدنية والاجتماعية الكبرى الروسية والعالمية والأوروبية، وعلى رأسها اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، الذي سيمثله رئيسه الحالي السيد شكيب بن مخلوف. ومن المعروف أن الاتحاد يمثل خط العمل الإسلامي الوسطي الأوروبي ويعمل على التقارب الإيجابي مع روسيا كأحد أبرز الدول التي يقطنها عدد كبير من المسلمين.
جامعة الأزهر تشارك
وقررت جامعة الأزهر في القاهرة المشاركة بوفد عالي المستوى، وسيرأس الوفد المصري السكرتير العام لأكاديمية الدراسات الإسلامية الشيخ علي عبد الباقي الذي ينوي إلقاء خطاب في المؤتمر حول تعاون الإسلام مع ممثلي الأديان الأخرى.
وعشية زيارته لموسكو أكد الشيخ علي عبد الباقي أن الإسلام جاء "لتعزيز مبادئ العدالة وسيادة الحق والخير.. فالإسلام لا يرفض الحوار الذي يعبر عن اهتمامات الإنسانية".
وأشار الشيخ عبد الباقي إلى أنه ينوي مناقشة دور الأزهر مع ممثلي الدول الأجنبية، باعتبار الأزهر أحد أقدم المؤسسات الدينية، وأضخمها والذي أخذ على عاتقه نشر قيم الإسلام السمحة، والدعوة إلى الحوار بين مختلف الأطياف والأديان، ورفض الإرهاب والاضطهاد بشتى أنواعه وأشكاله.
القضايا المطروحة
وسيكون المؤتمر ساحة حوار بين مختلف المشاركين وتبادل الآراء حول العديد من القضايا وسبل تمكين التقارب الروسي الإسلامي، كما ستتم مناقشة مسألة التعاون بين روسيا والدول الإسلامية في القارات المختلفة من أجل تحقيق الأمن العالمي والسلم بين الشعوب.
ولن تبقى الأزمة المالية العالمية بمنأى عن الحوارات حيث من المنتظر أن يتم البحث في سبل تحقيق التعاون لوضع نظام مالي عالمي مستقر وما يمكن أن تلعبه الشريعة الإسلامية بنظامها الاقتصادي في تحقيق ذلك، وما مدى إمكانية استفادة المسلمين الروس من النظام البنكي الإسلامي، الذي لا تزال إلى حد الساعة مغلقة أمامه الأبواب، لعدم وجود قوانين ترخص لمثل هذه التعاملات.
ويأتي المؤتمر كحلقة في سلسلة من التحركات الداخلية والخارجية للتأكيد على الدور الروسي الإيجابي الذي يمكن أن تلعبه موسكو والمسلمون الروس خاصة في تحقيق الاستقرار في البلاد والتقارب الإيجابي بين دولتهم وبقية الدول من أجل تحقيق الأهداف الإنسانية المشتركة.
روسيا والعالم الإسلامي
تعتبر روسيا واحدة من أكبر دول العالم مساحة، وتحتل أهمية عالمية وإستراتيجية كبيرة، كما يقطنها ما لا يقل عن 25 مليون مسلم، ينقسمون إلى 57 قومية، ويعيش المسلمون في غالبية أنحاء روسيا ويمثلون فيها أحد أكثر المواطنين حراكا، كما أن الإسلام والصحوة الإسلامية في روسيا تنتشر وتتوسع بصفة مطردة، وهو ما جعل العلاقة بين روسيا والعالم الإسلامي تأخذ بعدا إستراتيجيا في السنوات الأخيرة.
ويعتقد الكثيرون أن العلاقة بين موسكو والعالم الإسلامي بدأت تأخذ منحى تصاعديا إيجابيا، وذلك بعد تحرك السياسة الخارجية الروسية نحو الدول الإسلامية، وتوجت أخيرا باختيار روسيا عضوا مراقبا في منظمة المؤتمر الإسلامي، وذلك في لقاء قمة المنظمة بماليزيا عام 2005م، حيث اعتبر فلاديمير بوتين رئيس روسيا آنذاك هذه الخطوة أساسا لبناء علاقة متينة بين الطرفين، وإعطاء المسلمين الروس دورا أكبر في عملية التقارب بين الجانبين