المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مداهنة السلطة ، عندما يكون السكوت من ذهب



فيصل ابراهيم
October 1st, 2009, 07:16
بســم الله الـرحمــن الرحيــم

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاته



( مداهنة السلطة ، عندما يكون السكوت من ذهب)




من منهجنا نحن أهل السنة والجماعة عدم إعطاء العصمة للخلفاء مهما قدموا للإسلام من انتصارات أو مهما كانت محاسنهم إلا أنهم يقعون في الخطأ ، وبعض الخطأ فادح ، ولكن المصيبة تكون أعظم عندما يكون أهل النفاق أقرب ، وقد أخطأ هارون الرشيد مرتين مرة بتقريب ( البرامكة ) منه ، وإحداها تصديقه لبعض المنافقين وإن كانت النفس تضعف أحيانا ، فالقصة التي سآتي بها قرأتها في مكتبة مدرسة في مدينة رابغ عندما كنت مدرسا بها وأمين مكتبة والكتاب كان من إصدارات ( وزارة المعارف السعودية) وزارة التربية والتعليم حاليا والقصة تقول :
أن الخليفة هارون الرشيد كان يمازح زوجته ، وبعض الروايات قالت أنه كان عكس ذلك أي أنه خلاف بينهما ، فقال لها : أنت طالق لو لم أكن من أهل الجنة ، ثم وعندما حان مايطلبه الزوج من زوجته امتنعت عنه وقالت أنت قد طلقت ، فندم الرشيد ، ونادى العلماء إلى مجلسه حتى يرون له حلا لهذه الفعلة التي نطقها .

جاء العلماء واجتمعوا في مجلسة فأخبرهم عما حدث ليلة ذاك ، فاحتاروا ولم يجدوا له مخرجا ، فصرفهم ولم يتبقى منهم غير عالم واحد ! فنظر إليه هارون الرشيد مندهشا كيف أنه لم يغادر مثل بقية من استجلبهم ، فجاء ذلك الرجل إلى الرشيد وسأله سؤال داهية قائلا : يا أمير المؤمنين هل أنت ممن يخاف الله ، فتعجب مرة أخرى وقال : ويحك ومن ياف الله إلم يخفه أمير المؤمنين ( يقصد أنه أولى الناس بمخافة الله لأنه خليفة) فتبسم ذلك العالم وقال له : إذن فهي جنتان والله يا أمير المؤمنين وليست جنة واحدة ، فاندهش أخرى وقال له وكيف ذلك ، أردف العالم أولم تقرأ يا أمير المؤمنين قوله تعالى : " ولمن خاف مقام ربه جنتان " ففرح الخليفة بإيجاد مخرج لما كاد أن يفرق بينه وبين اهله ، وغتيان ذلك الرجل بمالم يأتِ به زملائه وأجزل له الجوائز ،

وجد له مخرجا لم يكن يحلم به الخليفة وقد أصبحت له جنتان وليست جنة على الرغم من أن ذلك في علم الغيب ، ولكن شرعنة الباطل ونفاق بعض العلماء وغيرهم من العامة خوفًا أو طمعا هو ما يجلب للأمة البلاء العظيم ، فقد عرف ذلك الرجل مكان أكل الكتف فأتى بما لم تأتِ به الأوائل في إباحة مافعله الخليفة ، وإن كان المثال بسيطا إلا أنه يحمل في جعبته الكثير من العبر فنجد أن البعض يحلل حراما ويحرم حلالا لصاحب السلطة كائنا من كان مديره في العمل ملكا أميرا ئيس جمهورية ، فما دام المؤتمن غير أمين في النصيحة والعالم يرتجف خوفا من كلمة ربما تجعله يهوي في العذاب المهين إلا أننا نجد مثالا للقدوة في أحمد بن حنبل العالم الجليل الذي سجن وعُذب في قضية (خلق القرآن) وصبر ولم يقرّ بما أراده الخليفة العباسي ابن هارون الرشيد المأمون الذي اعتقد برأي المعتزلة حول خلق القرآن إنما صبر واحتسب ، كذلك ابن تيمية الشيخ الجليل الذي سُجن ولم يغير موقفه .

فمازلت أقول إما أن يقول العالم أو الرجل المسلم العادي كلمة الحق أو يسكت دون أن يعرض مصداقيته وثقة الناس فيه للاهتزاز ، أو أن يجعل النفاق بشرعنة الباطل لأجل حفنة من الأموال أو طمعا في منصب أو نيل للرضا هو هدفه مما يقول أو أو حتى ربما يدين الله به والله أعلم مافي نفسه ، ولو تغير الوضع لوجدته نفسه هو هو قد غير موقفه رأسا على عقب ليتناسب وآخر المستجدات .






مع احترامي للناضجين





أبو فيصل إبراهيم

الرائد7
October 1st, 2009, 07:37
السلام عليكم
سأعود بعد قليل فلربما كان لدي ما أضيفه هنا
فأنا بحاجة لترتيب أفكاري
حجز مقعد

مزاااج
October 1st, 2009, 12:53
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،

إن الخليفة هارون الرشيد قد استشعر مسئولية الخلافة وعِظمها ولذلك فقد عمل بمقتضاها ، وسؤاله لأهل العلم فيما حصل بينه وبين زوجته لهو تسليم مؤمن مطيع لما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، على خلاف هذا الزمان فقد اصبح الولاة لايعيرون أهل العلم بالاً وقد استبدلوهم بالعلمانيين وأيدلوجياتهم المختلفة والتي تُمرر غالباً .

وأهل العلم ركنوا إلى الدنيا وزخرفها منهم المداهن ومنهم المتخذ للمواقف السلبية يخشى على نفسه وماله .. وهناك ايضاً بعض العلماء الصادقين الذي لايقبلون المنكر ويجتهدون في محاربته ولو بأضعف الإيمان والله المستعان !!.

فيصل ابراهيم
October 1st, 2009, 12:54
السلام عليكم
سأعود بعد قليل فلربما كان لدي ما أضيفه هنا
فأنا بحاجة لترتيب أفكاري
حجز مقعد


أنتظرك أخي ، حتى تترتب أفكارك

ومقعدك لاتحتاج لحجزه

سلسبيل
October 1st, 2009, 14:01
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أهلاً وسهلاً بالاخ الفيصل ..
حقيقة موضوعك ومضمونه في غاية الاهمية ولاننكر حدوث مثل ذالك لكن لااعتقد في المثال الذي ضربته تصويراً لواقعنا هذا ان صدقت مثل تلك القصص وبإمكانه ان يجد أكثر من مخرج لو كان يبحث عن مخرج ولكنه بحث عن فتوى في امر مستجد والذي نعرفه عن الخليفه هارون الرشيد انه خليفه زاهد يعظم حرمات الدين محب للعلم والعلماء اشتهر بكثرة الحج والغزو وقد شوه تاريخه بعض المؤرخين ..وهذا لايعني اعتراضاً على مضمون ماذكرته من اخطاء بعض ممن نسب للعلماء او وضع مكانه مكانهم والخطاء والمداهنة اكثر وروداً ووقوعاً من اهل السلطان واعوانه من علماء او غيرهم ..
بالنسبة لمذهب اهل السنة والجماعه فكما بينته الا ان هناك مايخص الحاكم من امور كالنصح والتوجيه فقد اتفقوا على بيان ذالك وكيف يكون ..

نسأل الله ان يصلح الحال ...
ودمت بخير اخي الفاضل .. وفعلاً كما ذكرت في موضوعك نتمنى من المقربين من الملك عبدالله ان يتقوا الله وينصحوا له ويبنوا والا يسكتوا وان من كان يخشى على نفسه فليرحل وعلى جميع من له كلمه او صوت عند الحاكم الا يقدم شيء على رضى الله .. ولا اتفق معك في سكوته لان الساكت عن الحق شيطان اخرس وسكوت اهل العلم قد يعني تأييدهم للمنكر فهم يختلفون عن العامه فلااصواتهم معنى ومكانه وكذالك لسكوتهم والله الهادي ..

فيصل ابراهيم
October 1st, 2009, 14:16
أخي الحبيب مزاااج ، هارون الرشيد ليس معصوما ، ولم أقل انه كان يريد من يداهنه ، ولكن بما أن القصة وردت في كتب وزارة المعارف ، ولكن إجابة الشيخ وإجابة هارون الرشيد في هذا المقام عليها مآخذ ، والله أعلم .

وما وضعه للبرامكة إلا عدم الاختيار الصحيح الذي يقع من بشر


وأهل العلم ركنوا إلى الدنيا وزخرفها منهم المداهن ومنهم المتخذ للمواقف السلبية يخشى على نفسه وماله .. وهناك ايضاً بعض العلماء الصادقين الذي لايقبلون المنكر ويجتهدون في محاربته ولو بأضعف الإيمان والله المستعان !!.


بعضهم أخي للأسف ، ولكن الله بالغ أمره



جزاك الله خيرا يالحبيب

فيصل ابراهيم
October 1st, 2009, 14:21
ياهلا بابن طيبة الطيبة

مفروض نسميك ( سلاسلبيل ) مهوبـ(سلسبيل)

والله يا أخي ودون خوف أني لم أقصد الملك عبدالله والجامعة الجديدة وانظر لردي في هذا المنتدى على أم مالك، بل أقصد اقتراب أهل النفاق من أهل السلطة مهما كانت السلطة ، ولو كنت قصدت موضوع الاختلاط المثار أخيرا لكتبت عن منهج تلك الجامعة ، فأنا لست متأكد بأن الملك عبدالله وافق على ذلك وأسبعد الأمر ، فالملك لايمكن أن يصدر موافقة بمثل ماتداولته الواقع .

انظر للفكرة حبيبنا سلسبيل ، فإن بعض الظن إثم ، وأسأل الله لي ولك العافية والسلامة

سلسبيل
October 1st, 2009, 15:19
ياهلا بابن طيبة الطيبة

مفروض نسميك ( سلاسلبيل ) مهوبـ(سلسبيل)

والله يا أخي ودون خوف أني لم أقصد الملك عبدالله والجامعة الجديدة وانظر لردي في هذا المنتدى على أم مالك، بل أقصد اقتراب أهل النفاق من أهل السلطة مهما كانت السلطة ، ولو كنت قصدت موضوع الاختلاط المثار أخيرا لكتبت عن منهج تلك الجامعة ، فأنا لست متأكد بأن الملك عبدالله وافق على ذلك وأسبعد الأمر ، فالملك لايمكن أن يصدر موافقة بمثل ماتداولته الواقع .

انظر للفكرة حبيبنا سلسبيل ، فإن بعض الظن إثم ، وأسأل الله لي ولك العافية والسلامة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
اضحك الله سنك ياأخي يابو فيصل اعتبرني أخطأت او نحوه يعني لايمكن اتراجع ..
لا يااخي الفاضل بهدوء لايهم من تقصد والملك عبدالله كغيره من الحكام وقصدك وفكرتك من الموضوع
لا اختلف عليها لم اظن فيك الا كل خير واسف ان اقحمت الملك عبدالله في غير مكانه فوالله ليس سوء ظن او بعد عن مظمون الفكرة لكن ملكنا حفظه الله وحديث الجامعه هو اول مايتبادر الى اذهاننا خاصة ان الامر متعلق بنا كسعوديين ومواطنين ومقيمين في هذا الوطن والا الحال من بعضه في جميع البلدان
الاسلامية وماينطبق على حاكم ينطبق على الجميع فالله الهادي وليس هناك حاكم معصوم من الخطاء
فاليوم اصبح حب الرئاسه والدنيا شاغل الناس فلا تتعجب لو رأيت من ينتسب لاهل العلم يداهن الحكام
او يبحث لهم عن مخارج يريدونها كذالك لاتتعجب لو رأيت من الحكام من لايستمع الا لمايوافق هواه ورغباته .. فالأمر لم يعد مخفي على احد ..

ارجوووك انا سلسبيل مش سلا سلبيل :58:

دمت بود

الرائد7
October 1st, 2009, 16:45
السلام عليكم
عدنا ويبدو بأنني تأخرت كثيرا..

منذ وقت قديم والخلفاء وخصوصا المتأخرين من بني العباس كانوا قد استمرأوا بعض المنكرات وشاع بينهم المجون والفسق إلى حد قد تبالغ فيه بعض كتب السير, والبعض الآخر قد شوه حقيقة بعضهم, وأيا كان فالتاريخ يشهد بوجود فترة من المجون والترف في آواخر حياة بني العباس وما بعد ذلك من تاريخ الخلافة الإسلامية.

وإذا أردنا توسيع الدائرة قليلا, فإنه يندر أن يتولى أحد سلطة عبر التاريخ إلا ويكون له رصيد من ترف الولاة والخلفاء والسلاطين.. ويختلف كل واحد بحسبه وحسب تقواه.

وقراءة دقيقة في سجلات التاريخ الواسع, نجد أن كثيرا ممن كانوا أعوان أو وزراء أو مستشارين للولاة, كانوا يمارونهم على باطلهم وضلالهم لأغراض شتى..
فتارة حبا في المجون والترف والدعة, وتارة حبا لإثارة الفتنة وشق عصا المسلمين, وثالثة لأجل إسقاط الخلافة والولاية ليأخذها من أرادوا له ذلك.. ومواقف السير والتراجم تذكر من هذا وذاك أشياء لاتخفى.

إذا هي فتنة, وقد كان السلف الصالح رحمهم الله يجتنبون بلاط السلاطين والولاة خوفا من فتنتهم, وإيثارا للسلامة من شرهم, غير أن جملة من أؤلئك العلماء الأجلاء رأوا أن البعد التام فيه مفسدة للأمة أكثر من مفسدة ذواتهم, فكان لهم اليد الطولى في ردع كثير مما كان عليه الولاة في عصرهم, يأتي من أشهرهم وأبرزهم الإمام أحمد وشيخ الإسلام ابن تيمية والعز بن عبدالسلام والأوزاعي وغيرهم كثير..

وحينما قل العلم وكثر الجهل استبد بالولاة أهل باطل قد لايهمهم أمر الإصلاح والإفساد بقدر مايهمهم وجودهم في مكانهم, والحصول على حبوات الولاة وعطاياهم, دون النظر إلى أن من واجبهم الشرعي بحكم قربهم النصيحة.
وقد قال عليه الصلاة والسلام " الدين النصيحة ثلاثا.. قلنا لمن يارسول الله ؟ قال : لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم" .

وقد ابتلينا مؤخرا بأقوام ظنوا أو أرادوا ذلك لحاجة في نفوسهم, أن نصح الولاة إنما هو طعن فيهم وفي تمسكهم بدينهم, وأن من ينصحهم وكأنه يظن بهم السوء.. فصار كل ناصح ومحب يواجه بكيل من التهم وأنه يريد الإفساد وشق عصا الطاعة, وغير ذلك وحادثة توسعة المسعى الجديد خير شاهد.

فحينما اعترض - ولايزال - أغلب أعضاء هيئة كبار العلماء على هذه التوسعة خرجت أصوات تنادي بأن العلماء يريدون الإفساد والإفتيات على ولي الأمر, وخرجت دعاوى وأمور بل وكانت عبر الصحف والمنتديات تصفية حسابات.. لاتزال آثارها لليوم, ومع كل قضية وحادثة تتجدد لغة الصراع.

لذا أعتقد أنه يجب أن تتغير لدى البعض فكرة أن النصيحة لاتعني أبدا, شق عصا الطاعة و تقليلا من شأن أحد بل هي جزء من الدين وأس من أساسه.

وهنا يجب على العلماء أن تكون زياراتهم متواصلة مع الولاة وأن يقتربوا منهم أكثر رغم ماقد يصاحب ذلك من نوع من المداهنة على ما يرون, لكن لتحقيق مصلحة أعظم للأمة..

فالعلماء هم قادة السفينة وضياعهم أو سقوطهم سقوط للأمة قاطبة فلا أحد زكاه الله واتضاه على وجه الأرض بعد الأنبياء إلا العلماء الربانيون..

أسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه, وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.

فيصل ابراهيم
October 1st, 2009, 19:32
سلسبيل
سلسبيل
سلسبيل
سلسبيل
سلسبيل

ارتحت ذلحين

الله يوفقك أخي أينما توجهت

سلسبيل
October 1st, 2009, 20:34
سلسبيل
سلسبيل
سلسبيل
سلسبيل
سلسبيل

ارتحت ذلحين

الله يوفقك أخي أينما توجهت


اللهم آمين ويوفقك إلى مافيه رضاه ..

بس صراح مارتحت سلسبيل وأحد فقط :86:


اضحك الله سنك ياحيبنا الفيصل والله اني مبسوط ومرتاح والحمد لله لكن شكلك انت معصب

ماادري لايكون من الاسبوع الدراسي العجيب دوام بدون طلاب .. حتى الاخت ام مالك وجميع

المعلمين والمعلمات اليومين هذه ماهم طبيعين !!


بالتوفيق اخي الفاضل وبانتظار جديدك ... دمت بخير :s26:

فيصل ابراهيم
October 1st, 2009, 20:53
والله إني ماني معصب وقاعد أمزح وارد على ابن طيبة الطيبة وانا مبتسم

حبيبنا سلسبيل الله لايجيب الزعل

سلسبيل
October 1st, 2009, 21:02
والله إني ماني معصب وقاعد أمزح وارد على ابن طيبة الطيبة وانا مبتسم

حبيبنا سلسبيل الله لايجيب الزعل

الله يوفقك .. ويسعدك ويجعلها ابتسامه دايمه ... اقول ترى الرائد يزعل خلنا نعود

للموضوع ورد على الاخ الرائد وترى مابيننا خلاف على ماطرحت سوى في استشهادك بالقصه التي

لايعلم صوابها من عدمه مع ذالك لاينقص استشهادك بها من الموضوع سواء كانت صحيحه اولا ..


وبورك طرحك ..

فيصل ابراهيم
October 2nd, 2009, 14:10
ياهلا بالحبيب : الرائد7

السلام عليكم
عدنا ويبدو بأنني تأخرت كثيرا..

منذ وقت قديم والخلفاء وخصوصا المتأخرين من بني العباس كانوا قد استمرأوا بعض المنكرات وشاع بينهم المجون والفسق إلى حد قد تبالغ فيه بعض كتب السير, والبعض الآخر قد شوه حقيقة بعضهم, وأيا كان فالتاريخ يشهد بوجود فترة من المجون والترف في آواخر حياة بني العباس وما بعد ذلك من تاريخ الخلافة الإسلامية.

وإذا أردنا توسيع الدائرة قليلا, فإنه يندر أن يتولى أحد سلطة عبر التاريخ إلا ويكون له رصيد من ترف الولاة والخلفاء والسلاطين.. ويختلف كل واحد بحسبه وحسب تقواه.

وقراءة دقيقة في سجلات التاريخ الواسع, نجد أن كثيرا ممن كانوا أعوان أو وزراء أو مستشارين للولاة, كانوا يمارونهم على باطلهم وضلالهم لأغراض شتى..
فتارة حبا في المجون والترف والدعة, وتارة حبا لإثارة الفتنة وشق عصا المسلمين, وثالثة لأجل إسقاط الخلافة والولاية ليأخذها من أرادوا له ذلك.. ومواقف السير والتراجم تذكر من هذا وذاك أشياء لاتخفى.

إذا هي فتنة, وقد كان السلف الصالح رحمهم الله يجتنبون بلاط السلاطين والولاة خوفا من فتنتهم, وإيثارا للسلامة من شرهم, غير أن جملة من أؤلئك العلماء الأجلاء رأوا أن البعد التام فيه مفسدة للأمة أكثر من مفسدة ذواتهم, فكان لهم اليد الطولى في ردع كثير مما كان عليه الولاة في عصرهم, يأتي من أشهرهم وأبرزهم الإمام أحمد وشيخ الإسلام ابن تيمية والعز بن عبدالسلام والأوزاعي وغيرهم كثير..

وحينما قل العلم وكثر الجهل استبد بالولاة أهل باطل قد لايهمهم أمر الإصلاح والإفساد بقدر مايهمهم وجودهم في مكانهم, والحصول على حبوات الولاة وعطاياهم, دون النظر إلى أن من واجبهم الشرعي بحكم قربهم النصيحة.
وقد قال عليه الصلاة والسلام " الدين النصيحة ثلاثا.. قلنا لمن يارسول الله ؟ قال : لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم" .

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا هو الذي ينيرنا فيه أمثالك أخي أبو إبراهيم ، فنحن في الأخير وهم بشر نصيب ونخطئ لانغلو فيهم ولا نتهمهم بما لم يقترفوا ، وسنجد أن الحدث الواحد له أكثر من قراءة


وقد ابتلينا مؤخرا بأقوام ظنوا أو أرادوا ذلك لحاجة في نفوسهم, أن نصح الولاة إنما هو طعن فيهم وفي تمسكهم بدينهم, وأن من ينصحهم وكأنه يظن بهم السوء.. فصار كل ناصح ومحب يواجه بكيل من التهم وأنه يريد الإفساد وشق عصا الطاعة, وغير ذلك وحادثة توسعة المسعى الجديد خير شاهد.
والبعض يظن نفسه المتحدث الرسمي التطبيل والنفخ ، فمرة تراهم يغالون في المدح وألا يتكلم أحد وإلا فهو يطعن في ولاة الأمر وفي التاريخ المعصوم للأمة ، ومرة تراهم يغالون في ذم ولاة الأمر وينعتوهم بالسقوط ، وهناك أناس جاهزون لتكييف أنفسهم مع قرارات الدولة ، عندما تغي الدولة قرارها تجدهم يغيرون هم موقفهم دون حاء إلا ليتماشوا مع ذلك دون قناعة واستقلالية واحترام للذات والآخرين


فحينما اعترض - ولايزال - أغلب أعضاء هيئة كبار العلماء على هذه التوسعة خرجت أصوات تنادي بأن العلماء يريدون الإفساد والإفتيات على ولي الأمر, وخرجت دعاوى وأمور بل وكانت عبر الصحف والمنتديات تصفية حسابات.. لاتزال آثارها لليوم, ومع كل قضية وحادثة تتجدد لغة الصراع.
هناك ولاشك حرب شعواء بين الليبراليين والعلمانيين وقدماء غلاة التدين الذين انقلبوا إلى غلو مناقض من جهة وبين بعض المشائخ وبعض ينظر إلى الأمر باعتبار الميزان هو الكتاب والسنة


لذا أعتقد أنه يجب أن تتغير لدى البعض فكرة أن النصيحة لاتعني أبدا, شق عصا الطاعة و تقليلا من شأن أحد بل هي جزء من الدين وأس من أساسه.

ياليت بعض قومي يفهمون


وهنا يجب على العلماء أن تكون زياراتهم متواصلة مع الولاة وأن يقتربوا منهم أكثر رغم ماقد يصاحب ذلك من نوع من المداهنة على ما يرون, لكن لتحقيق مصلحة أعظم للأمة..

فالعلماء هم قادة السفينة وضياعهم أو سقوطهم سقوط للأمة قاطبة فلا أحد زكاه الله واتضاه على وجه الأرض بعد الأنبياء إلا العلماء الربانيون..
بالضبط فإما يتكلم العالم بالحق وإلا فالسكوت سيكون من ذهب ، والنصح المتوازن المؤدب هو مايجب أن يتحلى به العلماء الربانييون دون خوف إلا من الله وحده


أسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه, وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.
اللهم آمين

أشكر لك ردك المتوازن والعاقل والذي ذهب للفكرة والمراد ، ويا لحظنا الطيب بوجود أمثالك في حاتنا أيها الرائد7

الرائد7
October 2nd, 2009, 16:25
أشكر لك ردك المتوازن والعاقل والذي ذهب للفكرة والمراد ، ويا لحظنا الطيب بوجود أمثالك في حاتنا أيها الرائد7

أخشى أن تكون قد بالغت كثيرا في هذا السطر
بل والله لقد بالغت, فغفر الله لي ولك وللجميع
اللهم لاتؤاخذني بما يقولون واغفر لي ما لايعلمون