المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أكاديميا: السعودية ستقلل استهلاك الطاقة وتحد من الانبعاثات المضرة بالبيئة



ورود الشوق
March 13th, 2015, 10:58
جدة - علي الشهري (واس) - أكدت مصادر أكاديمية بيئية بجامعة الملك عبد العزيز أن علاقة الهواء بملوثات احتراق وقود السيارات، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بزيادة أعداد السيارات، فكلما زادت السيارات زادت كمية الانبعاثات، مرجعين الانبعاثات عن عملية احتراق وقود السيارات إلى نوع السيارة، وحجمها، وعمرها، وطريقة قيادتها، معتبرين القيادة بسرعة عالية، أو بطريقة بطيئة جداً في خطوط غير معبدة أو ملتوية، تسهم بشكل كبير في انبعاثات وقود السيارات، المسبب لتلوث البيئة.

http://www.doraksa.com/mlffat/files/1347.jpg

وقدرت نفس المصادر لوكالة الأنباء السعودية أن نسبة ما يتم إستهلاكه من وقود البنزين والديزل، يومياً، 811,000 برميل، تذهب في عملية احتراق وقود ما يزيد عن 12 مليون سيارة في المملكة.

وبمقارنة العدد الضخم من السيارات، يعد رقماً قياسياً بالنسبة إلى عدد السكان، الذي يتسبب بالتأكيد إلى زيادة حجم استهلاك الطاقة في المملكة، وهو ما يعتبر من أهم التحديات التي تواجه المملكة في مجال الطاقة، بالاستخدام الأمثل للطاقة، والمحافظة على إستمرار النمو الاقتصادي والسكاني، الأمر الذي يحتم العمل على رفع كفاءة الاستهلاك السنوي للطاقة التقليدية، وخفض إستخدامات البترول ،خلال السنوات القادمة ،بوصفها أهم الأهداف لترشيد الطاقة.

وأوضح رئيس قسم العلوم البيئية بكلية الأرصاد وحماية البيئة بجامعة الملك عبد العزيز، الدكتور أحمد الأنصاري، أن مشاريع القطارات، والطرق الجديدة، ستقلل من إستهلاك الطاقة، اذا ما أستطعنا تغير نمط حياتنا، بإستخدام المواصلات العامة، بشرط أن تدار وتصان بشكل جيد، لكي تشكل بديلا في إستخدام المركبة الخاصة، وبالتالي يسهم ذلك في تقليل إستهلاك الطاقة، ما يقلل من حدة تأثر المناخ، والبيئة، بالمواد والمحتويات الناجمة من إحتراق الوقود الملوثة للبيئة.

من جانبه قال أستاذ الأحياء الدقيقه البيئية بكلية الأرصاد وحماية البيئة بجامعة الملك عبد العزيز، الدكتور نايف المكيشه: إن البدائل الآمنة المتمثلة في إستخدام المخلفات العضوية، المتجددة للطاقة، كأستخدام تقنية تدوير المخلفات في إنتاج بعض المركبات الكميائيية، التي يمكن استخدامها كمصدر متجدد للطاقة، مثل الوقود الحيوي، والطاقة الشمسية، التي تمتاز باستدامتها، ونقاءها للبيئة، لافتا إلى أن الوقود "الأحفوري" المعتمد عليه في أسواقنا، يمكن أن ينضب في أي لحظه، كونه غير مستدام.

وأشار إلى أن وسائل المواصلات العامة تلعب دورا كبيرا في تخفيض نسبة التلوث، مشدداً على أهمية التركيز على الأبحاث لإنتاج طاقة آمنة مستدامة، مبيناً أنه تم نشر عدة أبحاث في بريطانيا حول تطوير إنتاج هذا النوع من الوقود (الطاقة المتجددة).

http://www.spa.gov.sa/galupload/normal/000-2091135701426172277851.JPG

وأشار أستاذ تلوث الهواء بكلية الأرصاد وحماية البيئة بجامعة الملك عبد العزيز، الدكتور ممدوح إبراهيم، إلى أن علاقة الهواء بملوثات احتراق الوقود وعلاقته بالمركبات على وجه الخصوص هي علاقة ذات تاريخ طويل ترتبط بزيادة أعداد المركبات، فكلما زادت أعداد السيارات زادت كمية الأنبعاثات، المتوقفه على: نوع السيارة، وحجمها، وعمرها الزمني، وطريقة قيادتها، ولتقليل هذه الانبعاثات لابد من توعية المواطنين وتوعية السائق بكيفة القيادة المثالية للمركبات بالطريقة الصحيحة التي تسهم في تقليل استهلاك الوقود، ما يعتبر القيادة بسرعة عالية في الخطوط السريعة أو القيادة بطريقة بطيئة جداً في الخطوط غير المعبده أو الملتويه، تسهم بشكل كبير في إستهلاك الوقود، ولتفادي ذلك لابد من التوعية وتحديد السرعات التي تتطابق مع شروط ونظام الحد من إستهلاك الوقود، سواء عن طريق الحملات التى تسهم في زيادة وعي المواطن، بوضع ملصقات توعوية على زجاج السيارات من بلد المنشأ، ما يسهم في الحد من إستهلاك الطاقة، مفيداً أن هناك 3 محطات بجدة ترصد حجم التلوث في الجو، وتقيس الأتربة العالقة، والغازات بشكل عام، إضافة إلى محطات أخرى تابعة للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة تعمل على مدار اليوم.

فيما شدد الأستاذ المشارك في قسم العلوم البيئية في كلية الأرصاد، أسعد أبو رزيزة على أهمية أن تكون التوعية على مستوى وطني، وتعرف بمعنى الأسراف في إستهلاك الوقود، والتعريف بالتلوث البيئي، سواء بالمدارس العامة، أو المجمعات التجارية، مؤكداً أن التوعية ليست في إستهلاك الوقود فحسب، بل إستهلاك الطاقة بشكل شامل، مع وضع ملصق توعوي لأستهلاك الطاقة.

والتقت وكالة الأنباء السعودية بالمواطن سعيد الغامدي الذي أبدى سروره لوجود حملات توعوية تسهم في زيادة وعي المجتمع من ناحية، والمحافظة على صحة البيئة من ناحية أخرى.

وأضاف أن الكثير من المواطنيين يسيئون استخدام مركباتهم بأساليب تسهم في تكليفهم مبالغ إضافية في استهلاك الوقود وذلك لسوء الإستخدام أو لعدم وعيهم بالارشادات التي تخص المركبة من حيث نوعية الوقود المستخدم، إضافة إلى استخدام قطع الغيار غير أصلية أوالتى لم تحدد بمقايس من الشركة المصنعة.

من جهة أخرى أعتبر أحد ملاك محطات الوقود حسن الحمراني، بأن مثل هذه الحملات ضرورية والزامية يجب تعميمها على المواطنين لزيادة وعيهم، وحتى نتجنب الكثير من التحديات التي قد يحدثها سوء استخدامنا للوقود، ومن ضمنها رفع أسعار الوقود أو إحداث أزمة أخرى اذا استمر الأمر لسنوات قادمة في زيادة حجم استهلاك الطاقة في المملكة.

فيما وصف مهندس ميكانيكا السيارات سامي المرواني أن هناك أسبابا قد يجهلها كثير من السائقيين تتسبب في استهلاك الكثير من الوقود، ولابد على المواطنين من الحذر منها، وهي قطع الغيار المقلدة التي لا تهتم بالمقاييس في استهلاكها الكبير للوقود بل وتأثر على مستوى كبير في طاقة السيارة وسرعة تهالكها، ويتجه ملاك هذه المركبات لشراء هذه القطع لبخس ثمنها غير مهتمين بالعواقب التي قد تسببها لمركباتهم.

فيما أعتبر المهندس الميكانيكي خالد السفياني أن الخطوات الفعلية نحو ترشيد استهلاك الطاقة في السوق المحلية، إنما جاء ذلك عقب أن لوحظ ارتفاع حجم استهلاك الطاقة بشكل كبير خلال الأعوام الماضية.

فيما يرى المواطن محمد العتيبي أن أسعار الوقود المنخفضة في المملكة مقارنة بكثير من دول العالم حتى الصناعية منها هي سبباً فيما نشهده اليوم من الاستهلاك الكبير للطاقة، إضافة إلى غياب البدائل الملائمة على مستوى البنية التحتية للنقل العام، واستراتيجية التوزيع والتسعير بحسب فئات النشاط والأفراد من مقيمين ومواطنين أسهم في تنامي المشكلة.

من جهة أخرى بين المواطن سفيان المرزوقي أن مساحة المملكة الشاسعة والتوسع العمراني الكبير في المدن من أسباب هذا الاستهلاك، مما يستدعي سرعة التوسع في إنشاء شبكة للقطارات الحديثة في المدن السعودية الكبيرة لتخفيف الازدحام واستهلاك الوقود.


إعداد : علي ظافر الشهري
تصوير: فهد عمري الطياري