المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نقوش على أصداف المحار تفتح كنزا دفينا ‬يكشف لغز تطور الإنسان الأول



نرجس توفيق
December 4th, 2014, 18:22
واشنطن - ويل دنهام (رويترز) - إنها مجرد تعاريج بسيطة محفورة على أسطح أصداف محار المياه العذبة في جزيرة جاوة بأندونيسيا منذ ملايين السنين...

http://kenanaonline.com/photos/1238159/1238159213/large_1238159213.jpg

غير ان العلماء يقولون إنها تمثل انجازا مشهودا للتعرف على الانسان الأول ومؤشرا على ان الانسان من النوع منتصب القامة المعروف علميا باسم (هومو اريكتوس) -الذي سبق في سلم التطور البشري الانسان العاقل الحديث المعروف علميا باسم (هومو سابينس)- كان يمتلك قدرا من الإمكانات المعرفية والادراكية المتقدمة أكثر بكثير مما كان يعتقد من قبل.

وفي الدراسة التي نشرتها يوم الاربعاء دورية (نيتشر) وصف العلماء مجموعة من الأصداف المأخوذة من موقع ترينيل على جزيرة جاوة تمثل كنزا دفينا لرفات الهيكل العظمي للانسان منتصب القامة والأدوات البدائية التي كان يستعملها.

إتخذت إحدى هذه الأصداف شكل أداة ذات حافة ملساء مصقولة ربما كانت تستخدم كسكين أو مكشطة. وعثر على صدفة أخرى ذات شكل متعرج ربما نتجت عن كشط سطح الصدفة بأسنان سمك القرش وهي الاكتشافات التي يقول العلماء إنها تمثل أقدم النقوش والمنحوتات الهندسية المعروفة.

وقالت عالمة الأحياء جوزفين يوردنس من جامعة لايدن بهولندا إنه قبل هذا الاكتشاف كان تاريخ أقدم أدوات مماثلة يرجع الى 110 آلاف و100 ألف عام مضت وعثر عليها في مواقع بجنوب افريقيا وصنعها الإنسان العاقل بعد وقت طويل من اندثار الإنسان منتصب القامة.

وقالت يوردنس "هذا من شأنه أن يغير وجهة نظرنا بشأن درجة تعقد السمات الحضارية لحفريات هذه الأنواع ويوضح ان الأدوات الحجرية مؤشر باهت وناقص على مجمل صعوبة الأساليب المستخدمة في ذاك العصر".

وقدر الباحثون عمر الأدوات المصنوعة من أصداف منطقة ترينيل بما بين 400 ألف سنة الى 500 ألف.

وقال فيل روبروكس استاذ علم الآثار القديمة بجامعة لايدن إن معنى التصميمات المتعرجة ووظيفتها لا يزال لغزا.

وقال فرانشيسكو دريكو استاذ علم الآثار القديمة بجامعة بوردو الفرنسية "يتألف معظمها من تعاريج نقشت خلال جلسة واحدة بالاستعانة بآلة مدببة صنعها يقينا نفس الشخص. كانت النقوش محفورة بعناية فائقة وتضمنت قدرا كبيرا من الاهتمام في صنع الزوايا شديدة الوضوح والخطوط المستقيمة ذات نفس الطول".

وأضاف دريكو ان استخدام الأصداف والمحار كمصدر للغذاء وكمادة خام لصنع الأدوات وكوسيط للحفر والنقش "ينم عن مرونة معرفية سابقة لا غبار عليها".

ويعتقد ان الانسان منتصب القامة عاش منذ نحو 1.89 مليون سنة الى 143 ألف سنة وكان أول نوع من الانسان الأول ذا أعضاء من أطراف وجذع تضاهي في أطوالها الإنسان العاقل.

كان الإنسان منتصب القامة من أكلة اللحوم والأعشاب على حد سواء واستخدم الأدوات الحجرية واكتشف النار بيد ان حجم مخه كان أصغر كثيرا من إنسان العصر الحديث.

واكتشفت أول حفرية للإنسان منتصب القامة في موقع بترينيل عام 1891 .