المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رمضان.. مزاد للحسنات: الضيف الحبيب.. جنة وعتق من النار



الجنرال
August 22nd, 2009, 00:36
بسم الله الرحمن الرحيم


رمضان .. مزاد للحسنات: الضيف الحبيب.. جنة وعتق من النار

يحلّ علينا بساحتنا ضيف حبيب، طالما انتظرته القلوب المؤمنه وتشوقت لبلوغه النفوس الزكية وتأهبت له الهمم العالية ضيف يشرفنا مرة في كل عام ضيف قد رفع الله شأنه وأعلى مكانه وخصه بمزيد من الفضل والكرامة وجعله موسماً عظيماً لفعل الخيرات والمسابقة بين المؤمنين في مجال الباقيات الصالحات: « وفي ذلك فليتنافس المتنافسون» ضيف تواترت النصوص والأخبار بفضله منوهة بجلالة مكانته وقدره ومعلنة عن محبة الله تعالى له وتعظيمه لشأنه ضيف قد يكلفك اليسير ولكنه يجلب لك الخير الكثير والثواب الجزيل والأجر الكبير، إن أنت عرفت قدره وأحسنت استقباله وأكرمت وفادته واستثمرته فيما يقربك إلى ا لله ويرفع درجاتك عنده إنه شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان.
إنه سيد الشهور وأفضلها على الدوام إنه شهر القرآن والصيام والقيام شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعاً وفضيلة شهر تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران، وتصفد فيه الشياطين ومردة الجان شهر المغفرة والرحمة والعتق من النار شهر الصبر والمواساة شهر التكافل والتراحم شهر التناصر والتعاون والمساواة، شهر الفتوحات والانتصارات شهر ترفع فيه الدرجات وتضاعف فيه الحسنات وتكفر فيه السيئات شهر فيه ليلة واحدة هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فهو المحروم.
فهنيئاً لكم أيها المسلمون برمضان والسعد كل السعد لكم بشهر الصيام والقيام ويا بشرى لمن تعرض فيه لنفحات الله وجاهد نفسه في طاعة الله ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) العنكبوت من الآية 69.
ولقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يبشر أصحابه بقدوم هذا الشهر المبارك ويبين لهم فضائله حتى يتهيؤوا له ويغتنموه فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه يقول: « قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين فيه ليله خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم» رواه الامام أحمد والنسائي والبيهقي وحسنه الألباني.
قال بعض العلماء : هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعض بشهر رمضان : «قال ابن رجب -رحمه الله- وكيف لا يبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان؟ وكيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران؟ وكيف لا يبشر العاقل بوقت يغل فيه الشيطان ومن أين يشبه هذا الزمان زمان»؟ .وقد روى البخاري ومسلم ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال :" إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين".وزاد في رواية للترمذي وابن ماجه وغيرهما «وينادي مناديا يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة».
فدلت هذه الأحاديث على بعض خصائص هذا الشهر وفضائله ومنها : أنه تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وذلك لكثرة ما يعمل فيه من الخير والأعمال الصالحة التي هي سبب لدخول الجنة ولقلة ما يقع فيه من المعاصي والمنكرات التي هي سبب لدخول النار، وتفتح أبواب الجنة أيضاً ترغيباً للعاملين في استباق الخيرات والمسابقة إلى الباقيات الصالحات فهذا أوان الجد والاجتهاد وهذا هو وقت العمل والجهاد وتغلق أبواب الجحيم ترغيباً للعاصين المعرضين بالتوبة والإنابة وإتباع السيئات بالحسنات، التي تزيل آثار الذنوب من القلوب وتمحوها من ديوان الحفظة فإن الحسنات يذهبن السيئات والخير يرفع الشر، والنور يزيل الظلمة والمرض يعالج بضده، ومن خصائصه أنه تصفد فيه الشياطين أي تغل وتوثق وتقيد بالسلاسل والأصفاد فلا يصلون فيه إلى ما يصلون إليه في غيره، ولا يتمكنون من إغواء عباد الله كما يتمكنون منهم في غيره.
ولهذا ما أن يطل رمضان بطلعته البهية حتى يظل المجتمع الإسلامي كله جواً من الطهارة والنظافة والخشية والإيمان والإقبال على الخير وحسن الأعمال وعدم انتشار الفضائل والحسنات وكسدت سوق المنكرات وأخذ الخجل يعتري أهلها من اقترافها أو على الأقل من المجاهرة بها وإعلانها وهذه رحمة من الله بعباده ولطف عظيم بهم حيث أعانهم على أنفسهم وحماهم من كيد مردة الجن والشياطين.
ومن خصائص هذا الشهر أنه من أعظم أوقات العتق من النار كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث السابق: « ولله عتقاء من النار ذلك كل ليلة».
ومن أعظم خصائصه وأجلّها أن فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر فالعبادة فيها تعدل العبادة في مدة تزيد على ثلاث وثمانين سنة، وفي الحديث الصحيح عن أنس بن مالك- رضي الله عنه - قال: «دخل رمضان فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرمها فقد حرم الخيركله ولا يحرم خيرها إلاّ محروم» رواه ابن ماجه.
ليلة واحدة قد لا تزيد عن عشر ساعات إذا احييتها في الطاعة والعبادة فكأنك ظللت تفعل هذه الطاعات مدة تزيد على ثلاث وثمانين سنة فياله من فضل عظيم وثواب وافر جزيل ولا يحرمه إلاّ محروم.
ومن خصائص هذا الشهر أنه من أرجى أوقات إجابة الدعاء وفي الحديث الصحيح الذي رواه أحمد وغيره : « لكل مسلم دعوة مستجابة، يدعو بها في رمضان» وفي رواية صحيحة للبراز « وان لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة » وإذا وقعت هذه الدعوة وقت الصيام وبخاصة قبيل الأفطار كان ذلك أرجى وأحرى بقبولها كما قال صلى الله عليه وسلم : "ثلاثة لا ترد دعوتهم ، الأمام العادل، والصائم حتى يفطر ، ودعوة المظلوم" رواه ابن ماجه والترمذي وقال : حديث حسن ومن فضائله أنه شهر القرآن ففيه أنزل وفيه تتأكد تلاوته وتدبره وحفظه وتعاهده والعناية به والعمل بما فيه قال الله تعالى : شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) البقرة من الآية 185.
والمراد بإنزال القرآن فيه : إنزاله من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا ثم نزل بعد ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم مفرقاً حسب الوقائع والحوادث وهذا القول مروي عن ابن عباس وغيره.
وقيل : المراد بإنزال القرآن فيه : ابتداء نزوله على النبي صلى الله عليه وسلم وان أول ما نزل فيه كان في ليلة القدر من رمضان.
ومن خصائص هذا الشهر المبارك قول النبي صلى الله عليه وسلم :« من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه».
ومن خصاصه أيضاً ان العمرة فيه تعدل حجة، بل تعدل اجر حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال :« عمرة في رمضان تعدل حجة» وفي رواية :« تعدل حجة معي» متفق عليه.
ومن خصاصه إيجاب صيامه على كل من توفرت فيه شروطه، وهي : الإسلام والبلوغ، والعقل، والقدرة، والإقامة، والخلو من الموانع كالحيض والنفاس.
يقول الله تعالى «فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام آخر» البقرة من الآية 185
ومن فضائل الصيام أنه جنة من النار فقد روى الإمام أحمد بسند صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:« الصوم جنة يستجن بها العبد من النار» وفي الحديث المتفق عليه عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :« من صام يوماً في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً» الله أكبر ياله من فضل عظيم وثواب كبير صيام يوم واحد ابتغاء وجه الله تعالى واحتساباً للأجر والثواب عنده يباعد الله به وجه الصائم عن النار سبعين عاماً، فما بالكم فيمن صام شهر رمضان كله؟ نسأل الله أن يوفقنا لصومه، وأن يجعل عملنا خالصاً لوجهه.
ومن فضائل الصيام أنه من أعظم اسباب دخول الجنة يقول النبي صلى الله عليه وسلم :« من قال لا إله إلا الله ختم له بها دخل الجنة ومن صام يوماً ابتغاء وجه الله ختم له به دخل الجنة» رواه أحمد والأصبهاني وصححه الألباني.
وثبت عن أبي أمامة رضي الله عنه أنه قال : «قلت: يارسول الله دلني على عمل أدخل به الجنة، قال: عليك بالصوم، فإنه لا مثل له ، قال الراوي : وكان أبو أمامة لا يرى في بيته الدخان نهاراً إلاّ إذا نزل بهم ضيف» رواه النسائي وابن خزيمة وابن حبان وصححه الحاكم والألباني.
بل أخبر-- صلى الله عليه وسلم - أن في الجنة باباً خاصاً بالصائمين يقال له : الريان لا يدخل منه أحد غيرهم والحديث متفق عليه.
ومن فضائل الصيام أيضاً أنه كفارة للذنوب، فإن الحسنات يكفرن السيئات والصيام أيضاً أنه كفارة للذنوب فإن الحسنات يكفرن السيئات والصيام من أعظم الحسنات قال تعالى :« إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين» هود 114.
«الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان» وفي الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من «صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» ،وقوله : إيماناً واحتساباً أي ايماناً بالله تعالى وبما أوجب من الصيام ورضي بذلك وانقاد له واحتساباً أي طلباً للأجر الذي رتبه الله على الصيام فهو لم يصم رياء أو سمعة أوطلباً لعرض من أعراض الدنيا أو عادة وموافقة للناس واستيحاشاً من مخالفتهم والشذوذ عنهم وهو يزداد أجراً ويعظم عند الله منزلة إذا كان في رمضان لما لهذا الشهر من الفضائل الخصائص فاتقوا الله أيها المسلمون واشكروه على أن بلغكم رمضان واغتنموا أوقاته بالصيام والقيام وكثرة الذكر والصدقة وتلاوة القرآن. اللهم كما بلغتنا رمضان فوفقنا..

د. عبدالعزيز الفوزان

سلسبيل
August 22nd, 2009, 13:35
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك على خير اخينا الجنرال على هذا النقل الموفق .. اعاننا الله على صيام رمضان وقيامه
وتقبل الله منا ومنكم ...

مبارك عليك الشهر .. ودمت بحفظ الله

҈ ۩҈ زرقـاء الـيمامــة ۩҈
August 24th, 2009, 13:52
بــ,,وركـت