المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحيانا يكون الصمت أشد ضجيجا



فيصل ابراهيم
August 19th, 2009, 00:59
بســم الله الـرحمــن الرحيــم


السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاته





( شوية هوا ياناس ، نبغى نتنفس .. نبغى نعييييش)




أتذكر قبل حوالي عشرين سنة وعندما انتقلنا للسكن في شرق الخط السريع بعد أن عشنا زمنا ليس بالقليل في إحدى حواري البلد العتيقة حيث واجهنا وحشنا موحشنا لم نعتد عليه ولم نتكيف له سنينا وهو هدوء الحي الجديد من الصخب الذي كان في جدة القديمة بل أذكر أنني افتقدت كم الناس السائرين في الشارع ، بل وصوت الدراجات النارية(الدبابات) ، وعلى الرغم من أني وأنا في المتوسطة وبداية المرحلة الثانوية عندما كنت أقطن في تلك الحارة القديمة كنت أتمنى أن أسمع صوت العصافير مع الصباح بدلا من صوت (السقا) والجرس المعلق بحماره - أكرمكم الله - أو صوت جلجلة مفك موزع أنابيب الغاز وهو يضرب به في عربيته الحديدية التي تتكون من دراجة وحوض مخصص للأنابيب ، أو حتى صوت (غنم) عم زغلول رحمه الله تحت شرفة (بلكونة) بيتنا ، ولكن ما إن قدمنا لهذا الحي الجديد إلا وكان صوت الصمت أشد ضجيجا من تلك الأصوات مجتمعة ، وكان صوت العصافير في ذلك الصباح النقي من روائح العوادم يشعرني بوحشة أكبر ، وبت أكثر حنينا لتلك الأصوات بدلا من الصوت الليلي الجديد (لصرار الليل) وذلك الوقوف الباهت لكل شيء ما أن يحين وقت الغروب حتى تحين ساعة انتهاء كل شيء .

ولكن وياللعجب وبعد أن امتلأ الحي الجديد بالخدمات وازدحام السيارات ، وأصوات أبواق السيارات بعد العشرين سنة إلا وأنا في إحساس بالضيق والامتعاض فبعد أن اعتدت على حياة الهدوء والحياة الرتيبة في الطرقات حتى تفاجئنا الإزعاجات من كل اتجاه فازدحام للمواقف بجانب العمارة حتى أنك لو جئت متأخرا فالعثور على موقف لسياراتك يحتاج منك الابتهال لله قبلا ،وحشود السيارات عند كل إشارة تقريبا ، بل وحتى المحال التجارية أصبحت مكتضة منذ دخولك للتبضع وحتى بداية مشوار خروجك للمحاسبة ، فهل بات ما كنا نتمناه بالأمس غير مستساغ لنا اليوم ؟

وإلى أي حد يمضي معنا هذا التساؤل في أمورنا الحياتية المعاشة ، وإلى أي حد يكون تساؤلنا مشروعًا ، وتكون الإجابة عليه صادقة واضحة مفصلة ليست بالعائمة ؟




مع احترامي للناضجين




أبو فيصل إبراهيم

أم مالك الأزدية
August 19th, 2009, 01:52
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
من خلال حروفك رسمت لك صورة لازلت أحتفظ بها عند كل طرح تطرحه
أستاذنا القدير
أبو فيصل إبراهيم
حنينك للماضي يدل على أصالتك وهذا نادر عند الكثير
الماضي الجميل يشد الواثقين من أنفسهم ولا يرفضه ويتنكر له إلا المهزوزين
يظنون أن الحضارة المزعجة هي علامة تقدم الشعوب
رائع تصويرك للحي والشارع وما فيه
وكأننا نراه من خلال تصويرك

نجم سهيل
August 19th, 2009, 01:57
بســم الله الـرحمــن الرحيــم


السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاته





( شوية هوا ياناس ، نبغى نتنفس .. نبغى نعييييش)





وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وكل عام وأنت إلى الله أقرب
والله يابو فيصل القديم أهناء وأجمل مكانا وزمانا وناسا وأكثر فسحة في القلوب قبل الأماكن والأسواق والحواري

في زمني حين كنت طفلا فغلام لم يكن هناك كهرباء ولا تلفزيون ولاسهر ولابواري سيارات
ربما غير نهيق حمير القايلة التي كان نهيقها أكثر أدبا وهدؤا من حمير وحمايرة هذا الزمن
أكرمكم الله عن الصنفين

في أيامنا هذه والزمن الذي ليس والله بزمننا كمسنين بتنا نرتجف فرقا من طواريء وبلاوي هذا الزمن فمن انلونزا الطيور ومثلهاانفلونزا غربان البشر إلى انفلونزا الخنازير التي بيننا وبينها ماحرم الله ورغم ذلك غزت أجسادنا أكثر من أجساد أصحابها وذويها من البشر

أحاول أن أكيف شيخوختي مع هذا الزمن بين النت والتلفزيون
فالأول حرمنا من التواصل مع الأقرباء والآخر حرمنا من الكتاب
\ وعن الصخب فإني أواجهه في أخلاقيات الرعاع من الناس

في جوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم عبرأمام سيارتي شاب صفيق ورغم توقفي لأجله شتم أبي هكذا فتركته ومضيت لاألوي على شيء ولكن في القلب حسرة من غيض وحسرة على أخلاقيات بعض شبابنا

ومع أني بت أكره قيادة السيارة وتحديدا الخروج ليلا ولو راكبا فإن الواحد منا يضطر للخروج أحيانا وقت الضحوية خاصة في ظل غياب الأبناء في مصالحهم وفي الطريق إلى السوبر ماركت يتبرش أمامي أحدهم بحركة بهلوانية في سيارته مخترقا طريق الخدمات ولم يوقفه إلا حفريات في عرضه

فعاتبنه لماذايابني ؟ فأنت شاب يبدو عليك ولم يمهلني فبادرني قائلا
( اقلب وجهك )
وهم بالننزول من سيارته ربما ليتفاهم معي بطريقته فقلت له
حقك علي عاد انت تحط عقلك بعقلي ؟؟

والله وعند السوبر أحدهم يقف معترضا خلف سيارتي وبعد مناداة جاء شاب في مقتبل العمر
ليه ياولدي والمواقف وش كثرها قال ياعم الوالد مستعجل يبي بكت دخان !!

وبمناسبة الدخان كنت مدعوا لحضور حفل عقد قران في أحد الفنادق وكانت الطاولات مستديرة
فلفت نظري شيخ كبير في السن شديد بياض العارضين واللحية المرسلة وكنت أنظر إليه باحترام بالغ
وفجأة امتدت يده إلى سيجارة وضعها بين شفتيه فاستشطت غضبا فوالله لم أتردد في لذهاب إليه وهمست في أذنه قائلا ياخي اكرم اللحية بحلقها أكرم من أن تعفنها بالسيجاره
وتركته ولم أمهله بالرد الذي أعرفه سلفا من هذه الأشكال وعدت إلى مقعدي ولو كانت بي قوة كنت أتمنى لو نتفت لحيته القذره

عيبي يابو فيصل اني اذا كتبت غالبا فعلى سجيتي بدون تحضير فمعذرة ولكنك ذكرتني
ذكرك الله بالخير وذكرك الشهادة بعد عمر طويل في طاعته ورضاه

سلسبيل
August 19th, 2009, 01:58
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا بالفيصل تقولي " اصوات عصافير" الله يرحم والديك هذا الشيء الوحيد المستحيل ان نسمعه في صباحاتنا
في المدن وهو اصلاً فيه عصافير ترضى تعيش عندنا ..!!

اخي فيصل لاظنه يخفى عليك ان لكل عمر ومرحله مايناسبها او تميل فيها النفس الى ماترغبه فصغير السن يميل للصخب والحركه والمراهق يميل للاختلاط ولفت الانظار وكل ماتقدم العمر مال الانسان للهدوء وقد يفضل العزله
ويجد راحته في هجر المدن وكثير من الناس .. ووالدي حفظه الله الان اصبح يقضي اغلب وقته في مزرعته في القرية
مع انه انسان اجتماعي وله مكانته بين الاخرين والكل يبحث عن رايه ومشورته لكن اصبح يميل ويرتاح كثيراً لقضاء وقته هناك .. وهذا مااراه ميل الانسان الى الهدوء والراحة كل ماتقدم به العمر كما لاننسى العاده فالانسان بطبعه يألف ماتعود عليه وينفر من كل طبع متغير عليه فلذاك اثر وهذه مني وجهة نظر ..
وشكراً ريح نفسك واشتر لك قفص بلابل صغيره وانتبه لانك ستصبح على صوت القطط .. :s15:تصبح على خير اخي الحبيب

فيصل ابراهيم
August 19th, 2009, 03:00
أم مالك الفاضلة ، يسعدني وجودك ، وماتفضلت به عني ليس إلا كرم من نفسك

للماضي حلاوته التي قتلها حب كثير من الناس للمال ونسيان غيره ، ولهاث البعض وراء المصلحة ونسيان المعروف والمحبة والعرفان

شاكر ومقدر لك ، مبارك عليك الشهر

فيصل ابراهيم
August 19th, 2009, 03:11
الحبيب نجم سهيل ، مرحبا

لاتشكي لي يابو سعود ، والله السلوك الأخلاق ( دحدر) فالاحترام تضاءل بينما كان والدينا عافاهما الله يصران على التزامنا باحترام الكبير درجة تقرب من التقديس ، فترك ذل أثرا على المعلم ولو كان سيئا ، وعلى الأخ الكبير ولو كان قزما ، وعلى الجار ولو كان سيء الطباع ، فمابالك بكبار السن الطيبين ، عدا عن احترامنا لأمهات أصدقائنا وجميع الأمهات والعجائز في الحارة ولو أوصتك أن تجلب لها شيئا فبكل سرور تذهب له مهما بَعُد المكان ، وكان احتراما للكبير لكبره وليس باعتبار منصبه أو مكانته ، فكم كنا نحترم حارس العمارة ونناديه بـ(عم) يسلم ، والآخر بـ(عم)مسعود رحمهما الله ، وصاحب الورشة (عم حسن) وجارنا المحبوب جدا من الكل كبارا وصغارا ( عم معتق) .

الحبيب نجم سهيل لم يكونوا من واجهتهم إلا ثمار تربية سيئة من والدين أحدهما أو كلاهما زرع في ابنه حب المادة والمصلحة لتنهار أمامها إنسانيته التي لم يبق منها ما تجعله يحترم الآخرين عدا من هم أكبر منه .

أما ذلك الرجل الملتحي هداه الله فيذكرني بصاحب ( اللنكولن) الذي كنت ألقاه في كل صباح عند ذهابي للدوام ولم أعرف أنه كبير في السن وكان يمر مسرعا بطريقة أهرب بها منه حتى وقفت بجانبه عند الإشارة ووهممت أن أنظر إليه نظرة غضب عله طالب عندي أو شاب صغير ، ولكن المفاجأة أن أبو الشياب رجل كبير في السن ، ولكن شكل ( القلب مراهق مهوب شباب)

سعدت بمداخلتك

رمضان مبارك أخي أبو سعود

فيصل ابراهيم
August 19th, 2009, 03:16
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا بالفيصل تقولي " اصوات عصافير" الله يرحم والديك هذا الشيء الوحيد المستحيل ان نسمعه في صباحاتنا
في المدن وهو اصلاً فيه عصافير ترضى تعيش عندنا ..!!

اخي فيصل لاظنه يخفى عليك ان لكل عمر ومرحله مايناسبها او تميل فيها النفس الى ماترغبه فصغير السن يميل للصخب والحركه والمراهق يميل للاختلاط ولفت الانظار وكل ماتقدم العمر مال الانسان للهدوء وقد يفضل العزله
ويجد راحته في هجر المدن وكثير من الناس .. ووالدي حفظه الله الان اصبح يقضي اغلب وقته في مزرعته في القرية
مع انه انسان اجتماعي وله مكانته بين الاخرين والكل يبحث عن رايه ومشورته لكن اصبح يميل ويرتاح كثيراً لقضاء وقته هناك .. وهذا مااراه ميل الانسان الى الهدوء والراحة كل ماتقدم به العمر كما لاننسى العاده فالانسان بطبعه يألف ماتعود عليه وينفر من كل طبع متغير عليه فلذاك اثر وهذه مني وجهة نظر ..
وشكراً ريح نفسك واشتر لك قفص بلابل صغيره وانتبه لانك ستصبح على صوت القطط .. :s15:تصبح على خير اخي الحبيب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ياهلا سلسبيلوه ، حياك الله أخوي

صدقت أخي سلسبيل ربما طلبي للهدوء الآن لكثرة ما نفكر به للبيت والأولاد ولوالدينا عافاهم الله ، لذا فنحن وكأننا في إعلان مستمر ليت كات نريد ( وقتا للراحة) ، أما بالنسبة للعصافير ( مهو بلابل ) والله صدق كان من كثر ما الحي فاضي تسمع صوتها ( يابويا ذي جدة وجدة غير) أما البلابل فاحنا ذلحين مانسمع غلا تسحيب الجيران فوق بالكراسي والأثاث وشيء بعد العصر صوت أولادهم يتسابقون بالدراجات وياعيني على الأصوات .

حفظ الله لك والدك بصحة وعافية ، وكل عام وأنتم جميعا بخير أي الحبيب

البحار الكبير
August 19th, 2009, 13:14
ما اصعب العثور على لحظة سكون !!!

اصبحت الضوضاء روتين يومى فى حياتنا

فيصل ابراهيم
August 19th, 2009, 19:33
ما اصعب العثور على لحظة سكون !!!

اصبحت الضوضاء روتين يومى فى حياتنا

وأي ضوضاء أخي أي ضوضاء ، إنها ضوضاء لاتحترم إنسانية بني آدم

شاكر لك مداخلتك

أم عمار
August 19th, 2009, 20:03
أحيانا يكون الصمت أبلغ من الكلام

فيصل ابراهيم
August 21st, 2009, 04:09
كثيرا مايكون الصمت أبلغ من الكلام

جزاك الله خيرا أم عمار