المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عُد .. وَلو حُلماً يَا مُحَمّد !



أم مالك الأزدية
August 18th, 2009, 07:03
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
أتيتكم اليوم بقنص عظيم
حينما تترجم أحاسيسك أدبيا تخرج لنا بهذه الصورة
أعجبتني فجئتكم بها لتشاركونني


بِسْمِ اللهِ الْرَحمنِ الْرَحيمْ ..








مَسَاءَاتِيْ | صَبَاحَاتِيْ، الْمُتَكَررة الْمُثقلة بِ غِيَابِك،
صَوْتُك الْمُلْتَصِق بِ ذَاكِرَتِيْ،
بكَاؤك الْمُرْبِك،
رَائِحَةُ فَقْدِك الْمُتَشبِثَة بِ حَيَاتِيْ بِ قوّة هَذه الأَيّام،
تَدْفَعُنِيْ أَكثَر لِ الْبُكَاءْ !
ذَاكِرَتِيْ، الْمُهْتَرئة الْتِيْ هَرِمَت مِنْ غِيَابِك الْعَاق لِ قَلْبِيّ
الْطَيّب، جَعَلتنِيْ أَغْدو كَ إِمْرَأَةٍ سَبعِينيّة ثَقيِلة، !


لَا أَدْرِيْ كَيْفَ نَامت تِلْكَ الأَوْجَاعُ طَويِلاً،
وَإِسْتَيْقَظَت
فَجْأَة فِيْ هَذا الْوَقت !
لَا أَدْرِيْ لِمَ إِجْتَمَعت الْدُموعُ وأَحْرَقَتْنِيْ بِ حَرّها
عِنْدَمَا سَمِعْتُ صَوْتَك يَا مُحَمّد،
كُنْت ذَابل جِداً جِداً، كُل سُؤال تَرُدَ عَليَّ بِ
" الْحَمْدُ للهِ، الْحَمْدُ للهْ "
الْحُروف وَرَبّيْ لَا أُمْيّزُهَا،
لِسَانُك ثَقِِيْلٌ جِداً جِداً،
حُنْجَرتُك أَحْسستُ أَنّها إِشْتَاقت الْكَلَامَ كَثيراً ..
يَااه يَا مُحَمّد !
كَيْفَ أَصْبَحْتَ هَكَذا بَعْدَ قُوّة كُنْتُ تُرْهِب بِهَا الْكَثيرَ الْكَثير !
بَعْدَ ضحك عَالِيْ يُعيدُ لَنَا الأَفْرَاحَ،
الآن إِبْتِسَامَة وَاحِدة فَقَط نَرْجُوك أَن تزجها لَنَا
عَبْرَ " كَام الْمَاسِنجر " !
ضِحكة رَضا وَسَعادة، أَو حَتّى حُزن نُريدُ
أَن يَزورَ أَسْمَاعَنَا ..
بَكَيْتُ كَثيراً يَا مُحَمّد، كَثيراً بَعْدَ صَوْتُك الْمُتعب ،
مُحَمّد ،
صَوْتُك يُتعِبُنِيْ، يُتعِبُنِيْ !
لَا زِلْتُ أَذْكُرنِيْ، وَأَذْكُر ذَاكَ الْخَبر ..
حِينَها كُنْتُ فِيْ زَاوِيَةِ الْغُرْفَةِ،
.. أُمْسِكُ بِ هَاتِفِيْ،
؛ بِ قوّة وأَصرخ :
أَنْتِ تَكْذِبينَ تَكْذِبينَ يَا مَريمْ !
تَرد عَليَّ بِ قَسَمٍ وَأَكثر،
.. وَنَبْكِيْ،
؛ تَسْمَعُ شَهَقَاتِيْ وَتَزيدُ بُكَاءْ ..
لَا زِلْتُ أَذْكُرُ ذَاكَ الْصَبَاح ..
كَانَ الْبَيْتُ كَئِيْبٌ | مُؤْلِمٌ | حَزِيْن | خَالٍ ..
رُغْمَ إِمْتِلَائِهِ بِ الْنّاسْ !
.. عِنْدَمَا عَلّقنا ثِقَتَنَا بِ اللهِ،
؛ وَأَنَّ أَكْثَرَ الْنَتَائِجِ سَتُكَذِبُ كُلَّ الأُمورِ
الْتِيْ تَسْرِقُنَا حُزنَاً !
... خَرَجَتِ الْنَتَائِجُ،
.. وَلَفَظَتنا الْسَعَادَة، آهٍ يَا مُحَمّد !
ذَاكَ الْصَبَاحُ عِنْدَمَا رَأَيْتُ مَرْيم، وَ
أَخْبَرْتُها بِ الْنَتَائِجِ سَقَطت بَاكِيَة، لَم
تَسْتطع أَن تُكْمِلُ يَوْمَهَا فِيْ ذَاكَ الْمَكان،
.. وَإِنْزَوت وَحِيْدَةً تَرْثِيْ ذِكْرَيَات مُؤلِمة حَدَّ غِيَابِ
الْفَرَحِ بِلا عَوْدَة !
أَعْلَمُ أَنَك أَصْبَحْت،
أَكْثَرَ شُحوبَاً مِنْ ذِيْ قَبْل ..
.. وَأَعْلَمُ أَنَكَ أَصْبَحْت،
كَثيرَ الْكِتمَانِ، قَليلَ الْكَلامْ ..!
فِيْ إِتِصَالَاتِيْ، أُحَاوِلُ أَن أَطْرُدَ
شَيئاً إِسْمُهُ مَرضْ،
.. أُحَاوِلُ أَنْ أَجْعَلَ الْضَحِكَ هُو الْمُقَرَبُ لَك فِيْ،
تِلْكَ الْدَقَائِقْ !
كُنْت - سَابِقَاً - أَنْجَحُ كَثيراً،
وَأَسْتَطيعُ الْقَوْلَ فِيْ كُلِّ مَرّة
أَجْعَلك تَسْعد، وَتَضْحَك طَويِلاً ..
وَلَكِنَك هَذهِ الْمَرّة مُخْتَلِفُ جِداً ..!
.. لَا تَتَحَدث إِلّا كَلِمَاتٍ إِلْتَصَقَت
بِ ذَاكِرَتِيْ الْتِيْ أُحَاوِلُ أَن أَسْتَجْدِيْ،
سُؤَالأً يَسْتَحيلُ جَوَابَاً مُخْتَصَراً !
أُرِيْدُك أَكْثَرَ قُوّة،
لَا أُريدُ صَوْتَك الْذَابِلُ،
.. يَزورَنِيْ ثَانِية، !
أُرِيْدُ صَوْتَ مُحَمّد الْقَوّيْ، الْرَاضِيْ بِ
كُلِّ شَيءٍ، الْوَاثِقُ بِ رَبّهِ الْرَحيمْ، ..!

مَحَمّد ،
أُقْسِمُ لَك أَنّيْ فِيْ ذَاكَ الْيَومِ لَمْ أَكتب، ..
.. لِأَنّ إِحْدَاهُنَّ طَلَبت مِنّيْ أَن أُتَرْجِمَ لُغَةَ
... الْقَلْبِ !
لَكِنّيْ أَكْتُب وَكُل حَواسِيْ،
تَكْتُبُ مَعِيْ،
أَكْتُب لِأَنِيْ، بَكْيتُك كَثيراً هَذهِ
الليلةَ عِنْدَمَا إِسْتَمعتُ، لِ صَوْتِك الْذِيْ يَقْتلْ !
الْصَوْتُ الْذِيْ لَم أُعَانِقه لِ
.. شَهْرَينَ وَتَزيد !
؛ بَكْيتُ تِلْكَ الأَمَال، وَالْثِقَة
الْتِيْ كُنْتُ مُتَشَبِثَةً بِهَا
.. أَكْثَرَ مِمَا يَجب !
يَا رَبِّيْ، لَا تُؤَاخِذْنِيْ، يَا رَبِّيْ، !
أَنَا يَا مُحَمّد، سَ أَكون أَكْثَرَ قُوَّة مِنْكَ
.. عَلىْ الْرَغْمِ مِنْ أَنَ صَوْتَك هَدَمَ
كُل شَيْ،
وَكُلَّ ذَرَةِ قُوّةٍ فِيَّ، ..!
مُحَمّد ..
أَنَا مَريِضَةٌ مِذ غَابت عَيْنَاك عَنْ أَيَامِيْ، !
كُلُّ شَيءٍ يُعِيدُنِيْ إِلىْ الْحَيَاةِ مُر يَا مُحَمّد ..
الْمَشفىْ، الْذِيْ أَكْرَههُ وَ
رَائِحَةُ غُرْفَةِ الإِنْتِظَارِ تَزيدنِيْ،
مَرَضاً ..
.. وَالْذِكْرَياتُ الْتِيْ تُهَاجِمُنِيْ لَحَظَتُها
وَ .. رَأَسِيْ الْذِيْ يَصْرُخُ مِنْ،
" الْصُدَاعِ " وَالْذِكْرَىْ،
تُنَازِعه، يَسْرِقُ صحَتِيْ كُلّهَا .!
الأَدْوِيَةُ الْتِيْ تُنْثَرُ أَمَامِيْ صَبَاحَ مَسَاءْ ..
وَالْجُرعَات الْمُحَددة بِ خَطِّ ذَاكَ الْصَيْدَلِيّ
الْذِيْ لَا يَعِيْ، أَنَّ وَصْفَ الأَدْوِيَة لَا يَزيدنِيْ،
إِلَّا مَرَضاً ..!
مُرُّ الْدَواءِ، الْذِيْ يَعْبُرُ جَسَدِيّ
.. يُذَكِرنِيْ، بِكْ !
وَ بِ الْورمِ الْذِيْ سَيَتّمً الْسَنَة بَعْدَ
بِضعِ شُهور، وَهو يَسْكُن جَسَدك !
يَا مُحَمّد ..
رَحيلك مُر ..
ذِكْرَاك مُرّة ...
أَشْوَاقِيْ مُرّة ..
بُكَائِيْ مُر ..
.. لَا شَيءَ يُعيدُ لِيَّ الْحَيَاةَ
؛ سِوَاكْ ..
فَ عُد .. وَلو حُلماً ، حُلماً يَا مُحَمّد !
يَا رَبّ، هَذهِ الأَيّام الْتِيْ أَمَرُّ بِهَا
وَأَنَا فِيْ أَشَدِّ إِحْتِيَاجِيْ، لَه لَا أَحْتَمِلهُا وَحدِيْ، ..!


شَفَاك رَبّيْ، وَأَقَرَّ عَيْنَيْ، - الأَهْل - بِكْ ..
وَخَالة عَبير، وَعم سَالم ..


يَا رَبّيْ، لَا تَحْرِمنَا رُؤْيَته وَهو بِ أَتَمِّ الْصِحَةِ، وَ
الْعَافِية، يَا رَبّ، رُدَّ لَه جَسَدَه الْذِيْ سَرَقهُ الْمَرَض !
وَأَمِدَّهُ بِ قُوّةٍ مِنْ حَيْثُ لَا يَعلمْ، وَكُن لَهُ يَا كَريمْ، !
.. وَإِرْزقهُ طَمأَنِينَةَ الْقَلْبِ، وَإِشْفه .. إِنَكّ قَادِرٌ عَلىْ ذَلكْ ..

نجم سهيل
August 18th, 2009, 07:39
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لله يا أم مالك
فوالله وتالله إني لاأقراء فقط بل وتمثلت لي سيدة وقورة تبكي وتبكي الحزن على محمد
وكأني أسمع كل تأوهاتك عاصفة بصدرك تتنافر أدمعا غزيرة تحرق منك المآقي ومابحت به ليس مجرد بوح أدبي لا والله بل هو معاناة إنسانية وجدانية مسموعة فوالله لم أقراء كلمات مسموعة من عصارات الوجدان من بعد المنفلوطي في فلذة كبده إلا منك يا أم مالك ولم تبكني كلمات صادقة البوح بالصوت المكتوب كما أبكتني هذا الصباح كلماتك بالصوت الرزين

اللهم لا اعتراض على أمرك ولكننا نرى بقلوبنا المؤمنة بك فسحة منك نجوب في أرجائها شاخصين بالرجاء في شآبيب رحمتك واسعة الآفاق من الرحمات أن تحتوي بلطفك وعطفك تعلقنا بالأمل والرجاء في رحمتك ومنتك فاللهم امنن ب محمد على أم مالك ومن يشاركها الحزن مع الأمل والرجاء في وجهك الكريم

أم مالك الأزدية
August 18th, 2009, 08:12
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ما أروع تعليقك يا نجم سهيل
تمنيت من الله أني كاتبة هذه الكلمات
لا والله هي لأخت لنا أظنها من فلسطين
قرأتها وأثرت فيني وأستأذنتها ونقلتها لكم
تقبل الله دعائك وشفى محمد وجميع المسلمين
ليس بعد ثناؤك إلا أن أجرب حظي في البوح مثلهم
أنظرني يا أبو سعود
إن كتب الله لي عمر جربت الكتابة مثلها لعلك تمتدحني أو تنتقدني

نجم سهيل
August 18th, 2009, 08:40
لا والله هي لأخت لنا أظنها من فلسطين
قرأتها وأثرت فيني وأستأذنتها ونقلتها لكم



ولكنها تظل معاناة وبوح إنساني صادق يمس سويداء القلوب ويهز المشاعر
لسبب بسيط
نبرة الصدق
وليست وقفا على شخص بعينه مثل أم مالك أو أم سلطان مثلا
ولكن البوح الإنساني الصادق ليس له شخص معين أو وطن أو جنس