المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخَلِيفَة الأَول للقائِدُ الأعْظَمْ للقوَّاتِ الإسْلاميَّة, صلَّى الله عليهِ وسلَّم



أم مالك الأزدية
August 8th, 2009, 07:36
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :


يا سَائِلي عَنْ مَذْهَبِي وعَقيدَتِي = رُزِقَ الهُدى مَنْ لِلْهِدايةِ يَسأَلُ

اسمَعْ كَلامَ مُحَقِّقٍ في قَولِه = لا يَنْثَني عَنهُ ولا يَتَبَدَّل

حُبُّ الصَّحابَةِ كُلُّهُمْ لي مَذْهَبٌ = وَمَوَدَّةُ القُرْبى بِها أَتَوَسّل

وَلِكُلِّهِمْ قَدْرٌ وَفَضْلٌ ساطِعٌ = لكِنَّما الصِّديقُ مِنْهُمْ أَفْضَل

توفي النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أرسى قواعد الدولة الإسلامية في المدينة المنورة
وكان لوفاته هزت قوية أرتجت لها كافة الممالك
ومخطئ من يظن أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرسم المسار لمن بعده ولم يتخير من يخلفه
فقد أختار أبو بكر خليفة له وهذا ما سنتبينه من خلال الطرح

فخلافته رضي الله عنه منصوص عليها

فقد أمره النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مرضه أن يُصلي بالناس

في الصحيحين عن عائشةَ رضي اللّهُ عنها قالت :

لما مَرِضَ النبيّ صلى الله عليه وسلم مرَضَهُ الذي ماتَ فيه أَتاهُ بلالٌ يُؤْذِنهُ بالصلاةِ

فقال :

مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصَلّ .

قلتُ :

إنّ أبا بكرٍ رجلٌ أَسِيفٌ [ وفي رواية : رجل رقيق ] إن يَقُمْ مَقامَكَ يبكي فلا يقدِرُ عَلَى القِراءَةِ .

قال :

مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصلّ .

فقلتُ مثلَهُ :

فقال في الثالثةِ - أَوِ الرابعةِ - :

إِنّكنّ صَواحبُ يوسفَ ! مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصلّ ، فصلّى .



ولذا قال عمر رضي الله عنه :

أفلا نرضى لدنيانا من رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا ؟!



وروى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت :

قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه :

ادعي لي أبا بكر وأخاك حتى اكتب كتابا ،

فإني أخاف أن يتمنى متمنٍّ ويقول قائل :

أنا أولى ، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر .



وجاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكلمته في شيء فأمرها بأمر ،

فقالت :

أرأيت يا رسول الله إن لم أجدك ؟

قال :

إن لم تجديني فأتي أبا بكر .

رواه البخاري ومسلم .


وهو عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي .


كنيته :

أبو بكر


لقبه :

عتيق ، والصدِّيق .

قيل لُقّب بـ " عتيق " لأنه :

= كان جميلاً

= لعتاقة وجهه

= قديم في الخير

= وقيل :

كانت أم أبي بكر لا يعيش لها ولد ، فلما ولدته استقبلت به البيت ،

فقالت :

اللهم إن هذا عتيقك من الموت ، فهبه لي .


وقيل غير ذلك



ولُقّب بـ " الصدّيق "

لأنه صدّق النبي صلى الله عليه وسلم ، وبالغ في تصديقه كما في صبيحة الإسراء

وقد قيل له :

إن صاحبك يزعم أنه أُسري به ،

فقال :

إن كان قال فقد صدق !


وقد سماه الله صديقا فقال سبحانه :

( وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ )


جاء في تفسيرها :

الذي جاء بالصدق هو النبي صلى الله عليه وسلم ،

والذي صدّق به هو أبو بكر رضي الله عنه .


ولُقّب بـ " الصدِّيق "

لأنه أول من صدّق وآمن بالنبي صلى الله عليه وسلم من الرجال .



وسماه النبي صلى الله عليه وسلم " الصدّيق "


روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه

أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أُحداً وأبو بكر وعمر وعثمان ،

فرجف بهم

فقال :

اثبت أُحد ، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان .



وكان أبو بكر رضي الله عنه يُسمى " الأوّاه " لرأفته



مولده :


ولد بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر



صفته :


كان أبو بكر رضي الله عنه أبيض نحيفاً ،

خفيف العارضين ،

معروق الوجه ،

ناتئ الجبهة ،

وكان يخضب بالحناء والكَتَم .


وكان رجلاً اسيفاً أي رقيق القلب رحيماً .

أم مالك الأزدية
August 8th, 2009, 07:38
روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

من أصبح منكم اليوم صائما ؟

قال

أبو بكر رضي الله عنه :

أنا .


قال :

فمن تبع منكم اليوم جنازة ؟


قال أبو بكر رضي الله عنه :

أنا .


قال :

فمن أطعم منكم اليوم مسكينا ؟


قال أبو بكر رضي الله عنه :

أنا .


قال :

فمن عاد منكم اليوم مريضا ؟


قال أبو بكر رضي الله عنه :

أنا .


فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

ما اجتمعن في امرىء إلا دخل الجنة .

مات النبي صلى الله عليه وسلم تاركاً المدينة بكل من فيها
من من ألفت قلوبهم والمنافقين والذين دخلوا الإسلام خوفا ورهبة
وبموته خرجت رؤوس الضلالة وتفلتت من معقل إسلامها
فأرتد من أرتد وأدعى النبوة من أدعى وفتحت أبوابا للفتنة عظيمة فالخطب جلل
وصاحب الدولة والدين قد مات
ولأن الله جلت قدرته تعهد لنا بالحفاظ على هذا الدين وجعله خاتم الأديان
أختار للنبي صلى الله عليه وسلم صحبه
والذين جمعوا أمرهم في سقيفة بني ساعدة بعد أن تجاوز بهم أبو بكر رضي الله عنه باب الصدمة
نعم الصدمة صدمة موت النبي صلى الله عليه وسلم
والتي لم يسلم منها حتى عمر الفاروق رضي الله عنه
فلنستمع لأم المؤمنين عائشة تصور الحدث

تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها :

"فسقطت يد النبي وثقل رأسه على صدري فقد علمت انه قد مات

" وتقول "

ما ادري ما افعل فما كان مني إلا أن خرجت من حجرتي إلى المسجد حيث الصحابة وقلت :


مات رسول الله مات رسول الله مات رسول الله

فأنفجر المسجد بالبكاء

فهذا علي ابن أبي طالب أُقعد من هول الخبر،

وهذا عثمان بن عفان كالصبي يأخذ بيده يميناً ويساراً

وهذا عمر بن الخطاب قال:

إذا احد قال انه قد مات سأقطع رأسه بسيفي إنما ذهب للقاء ربه كما ذهب موسى للقاء ربه

أما أثبت الناس كان أبو بكر رضي الله عنه

فدخل على النبي وحضنه وقال:

وخليلاه وحبيباه وأبتاه

وقبّل النبي وقال:

طبت حياً وطبت ميتاً

فخرج أبو بكر رضي الله عنه إلى الناس وقال:

من كان يعبد محمد فمحمد قد مات ومن كان يعبد الله فان الله باقي حي لا يموت ثم خرجت ابكي وابحث عن مكان لأكون وحدي وابكي لوحدي.

هاهنا تجلت الحكمة من وراء أختيار أبو بكر خليفة للمؤمنين

فمن لها سواه
الأسيف الرقيق القلب
حينما يمس الأمر الرسالة يجمع قواه ليقول بهذا القول
ليعيد لمن فقد رشده رشده وينزل العقول منزلة العبادة الحق لله الحي الذي لا يموت
مات الرسول ولن تموت الرسالة
مات الرسول والمرسل حي لا يموت
فأجتمعوا وأتفقوا على مبايعة أبو بكر بالخلافة
فهو الأولى بها فله فضائل تخوله أن يكون الخليفة
ويسرنا أن نستعرض فضائله التي جعلته يتقدم سواه
فإلى الملتقى عن قريب بإذن الله

أم مالك الأزدية
August 8th, 2009, 07:44
ما حاز الفضائل رجل كما حازها أبو بكر رضي الله عنه



• فهو أفضل هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم


قال ابن عمر رضي الله عنهما :


كنا نخيّر بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، فنخيّر أبا بكر ، ثم عمر بن الخطاب ، ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم . رواه البخاري .



وروى البخاري عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال :

كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته فقال النبي صلى الله عليه وسلم :

أما صاحبكم فقد غامر .

وقال :

إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء ، فأسرعت إليه ثم ندمت فسألته أن يغفر لي فأبى عليّ ،

فأقبلت إليك فقال :

يغفر الله لك يا أبا بكر - ثلاثا - ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر فسأل :

أثَـمّ أبو بكر ؟

فقالوا :

لا ،

فأتى إلى النبي فجعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتمعّر ،

حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه فقال :

يا رسول الله والله أنا كنت أظلم - مرتين -

فقال النبي صلى الله عليه وسلم :

إن الله بعثني إليكم فقلتم :

كذبت ،

وقال أبو بكر :

صَدَق ، وواساني بنفسه وماله ، فهل أنتم تاركو لي صاحبي – مرتين - فما أوذي بعدها .



فقد سبق إلى الإيمان ، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وصدّقه ، واستمر معه في مكة طول إقامته رغم ما تعرّض له من الأذى ، ورافقه في الهجرة .



• وهو ثاني اثنين في الغار مع نبي الله صلى الله عليه وسلم


قال سبحانه وتعالى :

( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا )


قال السهيلي :

ألا ترى كيف قال :

لا تحزن ولم يقل لا تخف ؟

لأن حزنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم شغله عن خوفه على نفسه .


وفي الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه حدّثه

قال :

نظرت إلى أقدام المشركين على رؤوسنا ونحن في الغار

فقلت :

يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه .

فقال :

يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما .



ولما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخل الغار دخل قبله لينظر في الغار لئلا يُصيب النبي صلى الله عليه وسلم شيء .


ولما سارا في طريق الهجرة كان يمشي حينا أمام النبي صلى الله عليه وسلم وحينا خلفه وحينا عن يمينه وحينا عن شماله .



ولذا لما ذكر رجال على عهد عمر رضي الله عنه فكأنهم فضّـلوا عمر على أبي بكر رضي الله عنهما ،

فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه فقال :


والله لليلة من أبي بكر خير من آل عمر ، وليوم من أبي بكر خير من آل عمر ، لقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لينطلق إلى الغار ومعه أبو بكر ، فجعل يمشي ساعة بين يديه وساعة خلفه ،

حتى فطن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :

يا أبا بكر مالك تمشي ساعة بين يدي وساعة خلفي ؟

فقال :

يا رسول الله أذكر الطلب فأمشي خلفك ، ثم أذكر الرصد فأمشي بين يديك .

فقال :

يا أبا بكر لو كان شيء أحببت أن يكون بك دوني ؟

قال :

نعم والذي بعثك بالحق ما كانت لتكون من مُلمّة إلا أن تكون بي دونك ،

فلما انتهيا إلى الغار قال أبو بكر :

مكانك يا رسول الله حتى استبرئ الجحرة ، فدخل واستبرأ ،

قم قال :

انزل يا رسول الله ، فنزل .

فقال عمر :

والذي نفسي بيده لتلك الليلة خير من آل عمر . رواه الحاكم والبيهقي في دلائل النبوة .



• ولما هاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ ماله كله في سبيل الله .



• وهو أول الخلفاء الراشدين



وقد أُمِرنا أن نقتدي بهم ، كما في قوله عليه الصلاة والسلام :

عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ .

رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما ، وهو حديث صحيح بمجموع طرقه .



واستقر خليفة للمسلمين دون مُنازع ، ولقبه المسلمون

بـ " خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم "





• وقد أُمرنا أن نقتدي به رضي الله عنه


قال عليه الصلاة والسلام : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه ، وهو حديث صحيح .



• وكان أبو بكر ممن يُـفتي على عهد النبي صلى الله عليه وسلم


ولذا بعثه النبي صلى الله عليه وسلم أميراً على الحج في الحجّة التي قبل حجة الوداع


روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :

بعثني أبو بكر الصديق في الحجة التي أمره عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حجة الوداع في رهط يؤذنون في الناس يوم النحر :

لا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان .



وأبو بكر رضي الله عنه حامل راية النبي صلى الله عليه وسلم يوم تبوك .



• وأنفق ماله كله لما حث النبي صلى الله عليه وسلم على النفقة


قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق ، فوافق ذلك مالاً فقلت :

اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما .

قال :

فجئت بنصف مالي ،

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

ما أبقيت لأهلك ؟

قلت :

مثله ،

وأتى أبو بكر بكل ما عنده فقال :

يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك ؟

فقال :

أبقيت لهم الله ورسوله !

قال عمر قلت :

والله لا أسبقه إلى شيء أبدا .

رواه الترمذي .



• ومن فضائله أنه أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم


قال عمرو بن العاص لرسول الله صلى الله عليه وسلم :

أي الناس أحب إليك ؟

قال :

عائشة .

قال :

قلت :

من الرجال ؟

قال : أبوها .

رواه مسلم .



• ومن فضائله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذه أخـاً له .


روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :

خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس

وقال :

إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عند الله .


قال :

فبكى أبو بكر ، فعجبنا لبكائه أن يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خير ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير ، وكان أبو بكر أعلمنا .


فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

إن مِن أمَنّ الناس عليّ في صحبته وماله أبا بكر ، ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكر ، ولكن أخوة الإسلام ومودته ، لا يبقين في المسجد باب إلا سُـدّ إلا باب أبي بكر .



• ومن فضائله رضي الله عنه أن الله زكّـاه


قال سبحانه وبحمده :

( وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى * إِلا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى )


وهذه الآيات نزلت في ابي بكر رضي الله عنه .


وهو من السابقين الأولين بل هو أول السابقين


قال سبحانه :

( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )



• وقد زكّـاه النبي صلى الله عليه وسلم


فلما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

من جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة .

قال أبو بكر :

إن أحد شقي ثوبي يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :


إنك لست تصنع ذلك خيلاء . رواه البخاري في فضائل أبي بكر رضي الله عنه .



• ومن فضائله رضي الله عنه أنه يُدعى من أبواب الجنة كلها


قال عليه الصلاة والسلام :

من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دُعي من أبواب الجنة :

يا عبد الله هذا خير ؛ فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة ، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الصيام وباب الريان .

فقال أبو بكر :

ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة ، فهل يُدعى منها كلها أحد يا رسول الله ؟

قال : نعم ، وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر .

رواه البخاري ومسلم .





• ومن فضائله رضي الله عنه أن وصفه رجل المشركين بمثل ما وصفت خديجة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم .


لما ابتلي المسلمون في مكة واشتد البلاء خرج أبو بكر مهاجراً قِبل الحبشة حتى إذا بلغ بَرْك الغماد لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارَة ، فقال : أين تريد يا أبا بكر ؟ فقال أبو بكر : أخرجني قومي فأنا أريد أن أسيح في الأرض فأعبد ربي . قال ابن الدغنة : إن مثلك لا يخرج ولا يخرج فإنك تكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكَلّ وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق ، وأنا لك جار فارجع فاعبد ربك ببلادك ، فارتحل ابن الدغنة فرجع مع أبي بكر فطاف في أشراف كفار قريش فقال لهم : إن أبا بكر لا يَخرج مثله ولا يُخرج ، أتُخرجون رجلا يكسب المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق ؟! فأنفذت قريش جوار ابن الدغنة وآمنوا أبا بكر وقالوا لابن الدغنة : مُر أبا بكر فليعبد ربه في داره فليصل وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا بذلك ولا يستعلن به ، فإنا قد خشينا أن يفتن أبناءنا ونساءنا قال ذلك ابن الدغنة لأبي بكر فطفق أبو بكر يعبد ربه في داره ولا يستعلن بالصلاة ولا القراءة في غير داره ، ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره وبرز فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن فيتقصف عليه نساء المشركين وأبناؤهم يعجبون وينظرون إليه وكان أبو بكر رجلاً بكّاءً لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين فأرسلوا إلى ابن الدغنة فقدم عليهم فقالوا له : إنا كنا أجرنا أبا بكر على أن يعبد ربه في داره وإنه جاوز ذلك فابتنى مسجدا بفناء داره وأعلن الصلاة والقراءة وقد خشينا أن يفتن أبناءنا ونساءنا فأته فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل وإن أبى إلاّ أن يعلن ذلك فَسَلْهُ أن يرد إليك ذمتك فإنا كرهنا أن نخفرك ، ولسنا مقرين لأبي بكر الاستعلان . قالت عائشة فأتى ابن الدغنة أبا بكر فقال : قد علمت الذي عقدت لك عليه فإما أن تقتصر على ذلك وإما أن ترد إلي ذمتي فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في رجل عقدت له قال أبو بكر : إني أرد إليك جوارك وأرضى بجوار الله . رواه البخاري .



• وكان عليّ رضي الله عنه يعرف لأبي بكر فضله


قال محمد بن الحنفية : قلت لأبي – علي بن أبي طالب رضي الله عنه - :

أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

قال : أبو بكر . قلت : ثم من ؟


قال : ثم عمر ، وخشيت أن يقول عثمان قلت : ثم أنت ؟

قال : ما أنا إلا رجل من المسلمين . رواه البخاري .



وقال عليّ رضي الله عنه :

كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله به بما شاء أن ينفعني منه ، وإذا حدثني غيره استحلفته ، فإذا حلف لي صدقته ،

وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر . قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

ما من عبد مؤمن يذنب ذنبا فيتوضأ فيحسن الطهور ثم يصلي ركعتين فيستغفر الله تعالى إلا غفر الله له ثم تلا :

( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ) ا

لآية . رواه أحمد وأبو داود .



• ولم يكن هذا الأمر خاص بعلي رضي الله عنه بل كان هذا هو شأن بنِيـه


قال الإمام جعفر لصادق : أولدني أبو بكر مرتين .


وسبب قوله : أولدني أبو بكر مرتين ، أن أمَّه هي فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر ، وجدته هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر .


فهو يفتخر في جّـدِّه ثم يأتي من يدّعي اتِّباعه ويلعن جدَّ إمامه ؟


قال جعفر الصادق لسالم بن أبي حفصة وقد سأله عن أبي بكر وعمر ، فقال :

يا سالم تولَّهُما ، وابرأ من عدوهما ، فإنهما كانا إمامي هدى ،

ثم قال جعفر : يا سالم أيسُبُّ الرجل جده ؟

أبو بكر جدي ، لا نالتني شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة إن لم أكن أتولاهما وأبرأ من عدوهما .


وروى جعفر بن محمد – وهو جعفر الصادق - عن أبيه – وهو محمد بن علي بن الحسين بن علي – رضي الله عنهم أجمعين ،


قال : جاء رجل إلى أبي – يعني علي بن الحسين ، المعروف والمشهور بزين العابدين

- فقال : أخبرني عن أبي بكر ؟

قال : عن الصديق تسأل ؟ قال : وتسميه الصديق ؟!

قال : ثكلتك أمك ، قد سماه صديقا من هو خير مني ؛

رسولُ الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرون والأنصار ،

فمن لم يُسمه صدِّيقا ، فلا صدّق الله قوله ،

اذهب فأحب أبا بكر وعمر وتولهما ،

فما كان من أمـر ففي عنقي .



ولما قدم قوم من العراق فجلسوا إلى زين العابدين ،

فذكروا أبا بكر وعمر فسبوهما ،

ثم ابتـركوا في عثمان ابتـراكا ، فشتمهم .


وابتركوا :

يعني وقعوا فيه وقوعاً شديداً .


وما ذلك إلا لعلمهم بمكانة وزيري رسول الله صلى الله عليه وسلم ،

وبمكانة صاحبه في الغار ،

ولذا لما جاء رجل فسأل زين العابدين :

كيف كانت منزلة أبي بكر وعمر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

فأشار بيده إلى القبر ثم قال :

لمنزلتهما منه الساعة .



قال بكر بن عبد الله المزني رحمه الله :


ما سبقهم أبو بكر بكثرة صلاة ولا صيام ، ولكن بشيء وَقَـرَ في قلبه .





• وجمع بيت أبي بكر وآل أبي بكر من الفضائل الجمة الشيء الكثير الذي لم يجمعه بيت في الإسلام


فقد كان بيت أبي بكر رضي الله عنه في خدمة النبي صلى الله عليه وسلم ،

كما في الاستعداد للهجرة ،

وما فعله عبد الله بن أبي بكر وأخته أسماء في نقل الطعام والأخبار لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار


وعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم هي بنت أبي بكر رضي الله عنه وعنها



قال ابن الجوزي رحمه الله :


أربعة تناسلوا رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم :


أبو قحافة

وابنه أبو بكر

وابنه عبد الرحمن

وابنه محمد

أم مالك الأزدية
August 8th, 2009, 07:47
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،


توفي النبي صلى الله عليه وسلم
توفي صاحب الدولة وراعي هذا الدين الجديد
فأخذت الناس تموج بهم الفاجعة وظهر على البلاد
طغاة الفكر والمرجفين والذين أنسحبوا وأنسلخوا من إيمانهم الذي ما بنيعلى أساس قوة

وتولى بعده خلافة المنصب
أبو بكر الصديق لحكمة الله جل شأنه جاعلها
أبو بكر الصديق الحنون الأسيف الهادئ الطباع
تولى قيادة المسلمين
فلابد أن يكون أول تصرف سياسي له قوي يجعله يسيطر على كل هذا
عرف عنه رقة القلب والتي كان نتاجها أن حرر وأعتق
سبعة كلهم يُعذّب في الله ، وهم :

بلال بن أبي رباح ،
وعامر بن فهيرة ،
وزنيرة ،
والنهدية وابنتها ،
وجارية بني المؤمل ،
وأم عُبيس .

ومن أعظم أعماله التي قام بها بعد تولّيه الخلافة حرب المرتدين

فقد كان رجلا رحيما رقيقاً ولكنه في ذلك الموقف ،
في موقف حرب المرتدين كان أصلب وأشدّ من عمر رضي الله عنه الذي عُرِف بالصلابة في الرأي والشدّة في ذات الله

روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال :

لما توفى النبي صلى الله عليه وسلم واستُخلف أبو بكر وكفر من كفر من العرب

قال عمر :

يا أبا بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

أمِرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فمن قال لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله ؟

قال أبو بكر :

والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة ، فإن الزكاة حق المال ، والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها .

قال عمر :
فو الله ما هو إلا أن رأيت أن قد شرح الله صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق


ماذا لو لم يحارب أبو بكر رضي الله عنه المرتدين؟


ستضعف دولة الإسلام التي أسسها ووطدها سيد الخلق أجمعين
فقد كان أغلب الناس حديثي عهد بالإسلام
رحم الله أبا بكر ورضي عنه فلقد ظهر عليهم في حربه تلك والتي عالجت كثير من الأمور


لقد سُجِّل هذا الموقف الصلب القوي لأبي بكر رضي الله عنه حتى قيل :

نصر الله الإسلام بأبي بكر يوم الردّة ، وبأحمد يوم الفتنة .


فحارب رضي الله عنه المرتدين ومانعي الزكاة ، وقتل الله مسيلمة الكذاب في زمانه .


ومع ذلك الموقف إلا أنه أنفذ جيش أسامة الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم أراد إنفاذه نحو الشام .

إذا لم يشغله عظم الحدث عن تنفيذ وصية النبي صلى الله عليه وسلم
ما الحكمة وراء تسيير هذا الجيش في مثل هذا الظرف؟؟؟

أم مالك الأزدية
August 8th, 2009, 07:50
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاته ،،

اشتعلت الردة بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم)،

وأطلت برأسها في أرجاء الجزيرة العربية، وأحدقت الأخطار بالمدينة،

وطلب أسامة من الخليفة "أبو بكر" أن يؤجل إرسال الجيش؛ حتى تسكن الفتنة، وتعود الأحوال إلى ما كانت عليه من الأمن والاستقرار،

غير أن الصديق رأى غير ذلك؛

فلم تهز الفتنة نفسه، أو تزلزل كيانه، رغم ضراوتها وشدتها؛

فكان أثبت الصحابة جنانًا، وأهدأهم نفسًا؛

فأصر على إرسال جيش أسامة،

وقال:

"والذي نفس أبي بكر بيده، لو ظننت أن السباع تخطفتني لأنفذت بعث أسامة، كما أمر به رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ولو لم يبق في القرى غيري لأنفذته".


نظرة صائبة وقرار حكيم يا صاحب الرسول صلى الله عليه وسلم وخليله
فالروم لو لم يسير إليها جيش أسامة لقوية شوكتهم وأستهانوا بالمسلمين بعد وفاة القائد الأعظم
والعامة من المسلمين والمحيطين بالمدينة لو لم يرسل جيش أسامة والوضع مضطرب بسبب حروب المرتدين
لأستضعفوا شأن هذه الرسالة بموت صاحبها
فقد وفق الله جل شأنه أبي بكر الصديق
لإنفاذ وصية النبي صلى الله عليه وسلم

أم مالك الأزدية
August 8th, 2009, 07:52
خرج أسامة في (أول ربيع الآخر 11 هـ = 27 من يونيو 632م)

على رأس الجيش الذي أعده رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في حياته،

وحرص الخليفة على أن يخرج بنفسه لوداع الجيش،

ممسكًا بخطام البغلة التي يركبها أسامة،

ثم أوصاه بوصية جامعة، جاء فيها:

"… لا تخونوا ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تحتلوا، ولا تقتلوا طفلا صغيرًا، ولا شيخًا كبيرًا، ولا امرأة، ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرًا إلا لمأكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرَّغوا أنفسهم في الصوامع، فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له".



سار الجيش حتى بلغ "أبنى" من أرض البلقاء بعد عشرين يومًا من تحركه من المدينة،

وشن غاراته كما أمره رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من قبل،

وقضى على كل من وقف في وجهه من أعداء الله ورسوله،

واضطر المرتدون من قضاعة للهروب إلى أماكن بعيدة عن طريق الشام،

ولو بقي هؤلاء في أماكنهم، لازداد الخطر على المدينة؛

لأن المرتدين من قبائل عبس وذبيان،

وكانت منازلهم إلى الشمال من المدينة،

قد زحفوا على المدينة بعد خروج جيش أسامة،

وكانت قضاعة من ورائهما تمثل خطرًا داهمًا، إذا هي آزرت عبسًا وذبيانَ في زحفهما على المدينة.



وكان هرقل بحمص حين جاءته الأنباء بما فعله جيش أسامة؛ فدعا بطانته،

وقال لهم:

"هذا الذي حذرتكم، فأبيتم أن تقبلوه مني، قد صارت العرب تأتي من مسيرة شهر؛ فتغير عليكم، ثم تخرج من ساعتها ولم يصبها شيء"،

ثم أمر بإرسال حامية قوية لترابط في البلقاء.

إذاً كان تسيير جيش أسامة في مثل هذا الوضع العصيب مهمة لا يقدم عليها إلا مثل أبي بكر الصديق رضي الله عنه
ودرس سياسي لكل حاكم وخليفة يأتي بعده
فكان لابد من إنفاذ مطلب النبي صلى الله عليه وسلم
فما أتى به النبي صلى الله عليه وسلم وما أمر به لابد من التمسك به وتنفيذه
وهو كان يرسم للمجتمع ما الذي يجب عليه الأخذ به

وكان رضي الله عنه يرسل رسائله للروم وفارس
بأن هذا الدين باق ولو مات صاحبه باق بقوة تأسيسه وما غرسه المعلم في نفوس أصحابه
رحم الله أبا بكر الصديق ورضي عنه

أم مالك الأزدية
August 8th, 2009, 07:56
إنه أبو بكر الصديق
من رافق النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة
ونزل فيه قرآن يتلى
قال سبحانه وتعالى :

( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا )



رواه الحاكم والبيهقي في دلائل النبوة .

لما تولى الخلافة على الناس قام وصعد المنبر وخطب فيهم قائلاً :

(( إني قد وليت عليكم ولست بخيركم , فإن أحسنت فأعينوني , وإن أسأت فقوموني ,الصدق أمانة والكذب خيانة والضعيف فيكم قوي عندي حتى أزيح علته إن شاء الله , والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ منه الحق إن شاء الله ))

أي الحكام أعظم منك شأن بعد هذا يا أبا بكر؟
من هذه الخطبة يتجلى منهاج أبو بكر رضي الله عنه في الخلافة وبالفعل هو ما قامت عليه خلافته التي أستمرت سنتين وأشهر.

بعد مباشرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه لمهمته
أعترض سبيلة العديد من الفتن كما أسلفنا ولعل أهمها حرب المرتدين
والتي أتسمت بالخروج عن إجماع المسلمين
وكان لابد للرد عليها أن يتخذ أسلوب الحزم حرصا منه على وحدة صف الأمة
وللقضاء على هذه الفتنة وحتى لا يضعف الإسلام ويعود إلى بداياته الأولى


أمتنع المرتدين عن أداء الزكاة
فقال رضي الله عنه:
(( والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله لقاتلهم على منعها ))
فقاتلهم أبو بكر الصديق حتى أدوا الصدقة
وقتل منهم مسيلمة الكذاب في اليمامة
والأسود العنسي في اليمن
وغيرهم في عمان والبحرين

لقد تفرغ أبي بكر طوال مدة حكمة للقضاء على المرتدين سواء من أمتنع عن الزكاة أو أراد الإنفصال عن الدين الإسلامي
أو من أدعى النبوة
رغبة في الحصول على مجد خاص به كالأسود العنسي

وقد تمخضت هذه الحروب عن عدة منافع للمسلمين منها على سبيل المثال:
1- إعادة وحدة الدولة الإسلامية .
2- إكساب المسلمين مزيدا من الخبرات القتالية والجغرافية.
3- حفظ التصور الإسلامي من التحريف والتشويه
4- تجريدالراية الإسلامية من العصبية الجاهلية والولاء المختلط
5- التأكيد على أن القوة الإسلامية ليست بالعدد والعدة بل بقوة الإيمان والروح المعنوية.

أم مالك الأزدية
August 8th, 2009, 07:59
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه

وهو من الأعمال السياسية الجليلة التي ميزت عهد أبي بكر

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ


أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ فَإِذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عِنْدَهُ

قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي فَقَالَ

إِنَّ الْقَتْلَ قَدْ اسْتَحَرَّ يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِقُرَّاءِ الْقُرْآنِ وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ بِالْمَوَاطِنِ فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنْ الْقُرْآنِ وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَأْمُرَ بِجَمْعِ الْقُرْآنِ

قُلْتُ لِعُمَرَ كَيْفَ تَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

قَالَ عُمَرُ هَذَا وَاللَّهِ خَيْرٌ فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يُرَاجِعُنِي حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِذَلِكَ وَرَأَيْتُ فِي ذَلِكَ الَّذِي رَأَى عُمَرُ

قَالَ زَيْدٌ

قَالَ أَبُو بَكْرٍ إِنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ لَا نَتَّهِمُكَ وَقَدْ كُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

فَتَتَبَّعْ الْقُرْآنَ فَاجْمَعْهُ فَوَاللَّهِ لَوْ كَلَّفُونِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنْ الْجِبَالِ مَا كَانَ أَثْقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أَمَرَنِي بِهِ مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ

قُلْتُ كَيْفَ تَفْعَلُونَ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

قَالَ هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ فَلَمْ يَزَلْ أَبُو بَكْرٍ يُرَاجِعُنِي حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ لَهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا

فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنْ الْعُسُبِ وَاللِّخَافِ وَصُدُورِ الرِّجَالِ حَتَّى وَجَدْتُ آخِرَ سُورَةِ التَّوْبَةِ مَعَ أَبِي خُزَيْمَةَ الْأَنْصَارِيِّ لَمْ أَجِدْهَا مَعَ أَحَدٍ غَيْرِهِ


{ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ }


حَتَّى خَاتِمَةِ بَرَاءَةَ فَكَانَتْ الصُّحُفُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ثُمَّ عِنْدَ عُمَرَ حَيَاتَهُ ثُمَّ عِنْدَ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ


متن صحيح البخارى/ المجلد الواحد/طبعة المكتبه العصريه/66كتاب فضائل القران/3 باب جمع القران/حديث 4986/صفحه920





توفي النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم لم يُجمع في مصحف واحد مكتوب، وإنما كان متفرقاً في الصدور والألواح ونحوها من وسائل الكتابة، حيث لم تكن ثمة دواع في حياته صلى الله عليه وسلم استدعت جمع القرآن في مصحف واحد .



وبعد أن تولى أبو بكر رضي الله عنه الخلافة كان هناك من الأسباب والبواعث، التي دفعت الصحابة رضي الله عنهم إلى القيام بجمع القرآن في الصحف .



وكان من أولى تلك الدوافع لحوق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى، الذي ترتب عليه انقطاع الوحي، فكان ذاك المصاب الجَلَل من البواعث المهمة التي دفعت الصحابة لجمع القرآن .



ثم كانت واقعة اليمامة التي قُتل فيها عدد كبير من الصحابة، وكان من بينهم عدد كبير من القراء، مما دفع عمر رضي الله عنه إلى أن يذهب إلى أبي بكر ويطلب منه الإسراع في جمع القرآن وتدوينه، حتى لا يذهب القرآن بذهاب حفاظه.



وهذا الذي فعله أبو بكر رضي الله عنه، بعد أن تردد في البداية في أن يعمل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا شك أن وقعة اليمامة كانت من أهم الأحداث التي حملت الصحابة على تدوين القرآن، وحفظه في المصاحف .



وقد دلت عامة الروايات على أن أول من أمر بجمع القرآن من الصحابة، أبو بكر رضي الله عنه عن مشورة من عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأن الذي قام بهذا الجمع زيد بن ثابت رضي الله عنه،

فقد روى البخاري في "صحيحه" عن زيد رضي الله عنه أنه قال:

أرسل إليَّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة وعنده عمر،

فقال أبو بكر:

إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحرَّ - أي اشتد وكثر - يوم اليمامة بالناس، وإني أخشى أن يستحرَّ القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن، إلا إن تجمعوه، وإني لأرى أن تجمع القرآن،

قال أبو بكر:

قلت لعمر كيف أفعل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

فقال عمر:

هو والله خير، فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله صدري، ورأيت الذي رأى عمر.



قال زيد:

وعمر عنده جالس لا يتكلم، فقال أبو بكر:

إنك رجل شاب عاقل ولا نتهمك، كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتَتَبع القرآن فاجمعه. فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن،

قلت:

كيف تفعلان شيئاً لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم؟

فقال أبو بكر:

هو والله خير، فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر، فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعُسب وصدور الرجال…وكانت الصحف التي جُمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حتى توفاه الله، ثم عند حفصة بنت عمر. رواه البخاري .



والذي عليه أكثر أهل العلم أن أولية أبي بكر رضي عنه في جمع القرآن أولية خاصة، إذ قد كان للصحابة مصاحف كتبوا فيها القرآن أو بعضه، قبل جمع أبي بكر، إلا أن تلك الجهود كانت أعمالاً فردية،لم تظفر بما ظفر به مصحف الصديق من دقة البحث والتحري، ومن الاقتصار على ما لم تنسخ تلاوته، ومن بلوغها حد التواتر، والإجماع عليها من الصحابة، إلى غير ذلك من المزايا التي كانت لمصحف الصديق رضي الله عنه .



ولك أخي الكريم أن تسأل:

لماذا وقع اختيار أبي بكر على زيد بن ثابت لجمع القرآن الكريم دون غيره من الصحابة؟

وفي الإجابة نقول:

إن مرد ذلك يرجع إلى أسباب منها:



- أنه كان شاباً يافعاً، وهذه الصفات تؤهله للقيام بمثل هذا العمل الصعب، كما أن الشاب لا يكون شديد الاعتداد برأيه، فعند حصول الخلاف يسهل قبوله النصح والتوجيه .



- أن زيداً كان معروفاً بوفرة عقله، وهذا مما يؤهله لإتمام هذه المهمة .



- أن زيداً كان يلي كتابة الوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد شاهد من أحوال القرآن ما لم يشاهده غيره .



- أنه لم يكن متهماً في دينه، فقد كان معروفاً بشدة الورع والأمانة وكمال الخلق والاستقامة في الدين .



- أنه كان حافظاً للقرآن الكريم عن ظهر قلب، وكان حفظه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وفق العرضة الأخيرة، فقد رُوي أنه شهد العرضة الأخيرة للقرآن،

قال أبو عبد الرحمن السلمي:

قرأ زيد بن ثابت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام الذي توفاه الله فيه مرتين، وإنما سُميت هذه القراءة قراءة زيد بن ثابت، لأنه كتبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأها عليه وشهد العرضة الأخيرة، وكان يقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمد عليه أبو بكر وعمر في جمع القرآن، وولاه عثمان كتابة المصاحف .



وقد شرع زيد في جمع القرآن من الرقاع واللخاف والعظام والجلود وصدور الرجال، وأشرف عليه وعاونه في ذلك أبو بكر وعمر وكبار الصحابة،


فعن عروة بن الزبير قال:

لما استحرَّ القتل بالقراء يومئذ، فرِقَ أبو بكر على القرآن أن يضيع - أي خاف عليه -

فقال لعمر بن الخطاب وزيد ابن ثابت:


اقعدا على باب المسجد، فمن جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه.

قال ابن حجر:

رجاله ثقات مع انقطاعه .



وبهذه المشاركة من الصحابة أخذ هذا الجمع للقرآن الصفة الإجماعية، حيث اتفق عليه الصحابة، ونال قبولهم كافة، فجُمِعَ القرآن على أكمل وجه وأتمه .



ونختم هذا المقال بما رُوي عن علي رضي الله عنه أنه قال:

رحمة الله على أبي بكر، كان أعظم الناس أجراً في جمع المصاحف، وهو أول من جمع بين اللوحين،

قال ابن حجر:

وإذا تأمل المنصف ما فعله أبو بكر من ذلك جزم بأنه يُعدُّ في فضائله، ويُنوِّه بعظيم منقبته، لثبوت قوله صلى الله عليه وسلم:


( من سنَّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة)

رواه مسلم.

ثم قال:


فما جمع أحد بعده إلا كان له مثل أجره إلى يوم القيامة .

وهكذا فإن الله سبحانه قد هيأ لحفظ قرآنه رجالاً حفظوه وحافظوا عليه، تصديقاً لقوله تعالى:

﴿إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون﴾

(الحجر:9)

وكان أبو بكر على رأس هؤلاء الرجال الذين اختارهم الله للقيام بهذه المهمة،

فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وجمعنا وإياه في مستقر رحمته، إنه سميع الدعاء .



الشبكة الاسلامية