المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اكتشاف قصر يعود للقرن الهجري الأول بالعقيق



مشغووولة
January 20th, 2013, 20:44
المدينة المنورة - واس : كشفت التنقيبات الأثرية التي قام بها فريق من قطاع الآثار والمتاحف بالهيئة العامة للسياحة والآثار، في وادي العقيق بمنطقة المدينة المنورة، خلال موسم التنقيب الثاني 1433هـ عن قصر يرجع تاريخه إلى القرن الهجري الأول، إضافة إلى معثورات متنوعة من الفخار والزجاج والأدوات الحجرية وأواني الحجر الصابوني.

http://www.spa.gov.sa/galupload/normal/125502_1358698113_1366.jpg

وأوضح رئيس فريق التنقيب الدكتور خالد بن محمد أسكوبي، أن نتائج الدراسات الأولية للعناصر المعمارية المكتشفة والمعثورات الأثرية أكدت أنّ القصر يرجع إلى القرن الهجري الأول وأنه جزء من المنظومة الحضارية لوادي العقيق ، مشيراً الى إن قطاع الآثار والمتاحف نفذ خلال موسمين متتاليين تنقيبات أثرية بالقرب من وادي العقيق في الجهة الجنوبية الشرقية وما يسمى حالياً بقصور عروة، وهو عبارة عن تل أثري متوسط الارتفاع تنتشر على سطحه الكسر الفخارية والحجارة البركانية، حيث اكتشف لأول مرةآثار لقصر تبلغ مساحته (40م × 30م) تقريباً، ووجدت معثورات أثرية فريدة ومتنوعة تعود للفترة الأموية من القرن الأول الهجري.

وعن العناصر المعمارية للقصر افاد الدكتور اسكوبي أنه تم الكشف عن أساسات معمارية تمثل ثمان وحدات لغرف موزعة داخل القصر، وبنيت جدران القصر بالحجارة البركانية، وتغطي جدران القصر لياسة طينية في بعضها بينما تغطي بعضها الآخر اللياسة الجصية، في حين تغطي معظم الوحدات المكتشفة الأرضيات المدكوكة بالطين ، مضيفاً انه تم العثور على مجموعات متنوعة من الفخار والزجاج والأدوات الحجرية وأواني الحجر الصابوني، منها كميات من الفخار المتنوع تضمنت الجرار والقدوروألازيار وأباريق متنوعه وأواني صغيرة كالأكواب والصحون وخزف .

http://www.spa.gov.sa/galupload/normal/125503_1358698127_3918.jpg

وبين الدكتور اسكوبي أنه تم العثور على كميات من كسر الأواني الزجاجية، تعود لأكواب وقوارير وأواني متفاوتة الأشكال والأحجام، وتحمل بعض تلك الكسر زخارف على أبدانها وهي ذات ألوان متعددة، إضافة إلى مجموعة من الأدوات الحجرية المكتملة وشبه المكتملة ، ومنها رحى من الحجر البركاني وقواعد لآنية ومساحن مكتملة.

وقال أسكوبي إن المعثورات المكتشفة لهذا الموسم تضمنت أدوات من الحجر الصابوني بعضها مكتمل، منها مسارج وأجزاء من أواني الطهي وحفظ الأطعمة والمسنات وقواعد لمباخر،إضافة إلى العثور على أدوات معدنية قد تكون استخدمت لأغراض الزينة ومنها قدم إنسان من البرونز قد تكون قاعدة لإناء.

وأضاف الدكتور أسكوبي أن وادي العقيق يُعد من أشهر أودية المدينة المنورة، وهو جزء من تاريخ المدينة المنورة، حيث ذكرته العديد من المصادر التاريخية والجغرافية والدينية ، وسمي وادي العقيق بذلك لأنّ سيله عق في الحرة أي شق، مشيراً إلى أن الكتابات والآثار القائمة في الموقع تدل على وجود استيطان بشري موغل في القدم، حيث بقايا قصور ترجع للعصرين الأموي والعباسي من أشهرها قصر عروة بن الزبير،وقصر سعيد بن العاص، وقصر مروان بن الحكم، وقصر سعد بن أبي وقاص، وقصر سكينة بنت الحسين، كما أقيمت على ضفاف الوادي المزارع الخصبة والحدائق التابعة لقصوره.

ولفت الدكتور اسكوبي إلى أنه في العصر العثماني كان خط سكة حديد الحجاز يمر على جسر يصل ضفتي الوادي، كما يقع على الوادي سد عروة وسد الغابة، موضحاً أن طول وادي العقيق يبلغ (80) كيلومتراً، ويتراوح عمق مجراه بين (10) و(100) متر، بعرض يتراوح بين (100) و(150) متراً، كما يعتبر مصرفاً طبيعياً لمياه السيول والأمطار لمساحة تقدربـ (4000) كيلومتر مربع، حيث تصب فيه روافد طبيعية من الأودية تزيد على (40) وادياً.

________________________


درة : وادي العقيق : قيل أنه من أشهر أودية المدينة المنورة، وربما أودية الحجاز كلها. تتجمع مياهه من منطقة النقيع التي تبعد عن المدينة أكثر من مائة كيلو جنوباً، ويسير إلى مشارف المدينة حتى يصل إلى جبل عير، ويسمى هذا الجزء منه العقيق الأقصى، ثم يسير غربي جبل عير، ويمر بذي الحليفة حتى يبلغ أقصى عير فينعطف شرقاً حتى يلتقي بوادي بطحان قرب منطقة القبلتين، ثم يسير باتجاه الشمال الشرقي قليلاً ثم شمالاً فيلتقي بوادي قناة القادم من شرقي المدينة عند منطقة (زغابة).

http://www.mekshat.com/pix/upload02/images54/mk62535_gfgf.jpg
الوادي ممتدا الى مصبه في البحر .. قرب الوجه مكشات (http://www.mekshat.com/vb/showthread.php?t=112729)

ويسيل وادي العقيق في الشتاء مثل نهر كبير، وفي السنوات التي تكثر فيها الأمطار تظل المياه فيه عدة أشهر. وتدل الكتابات التاريخية أنه كان في بعض العصور أشبه بنهر جارٍ لذلك قامت على ضفافه في العصر الأموي وشطر من العصر العباسي قصور كثيرة، وتزاحم الميسورون على قطع الأراضي بجانبيه حتى لم يعد فيه موضع لمزيد من البناء. ومن أشهر القصور فيه: قصر سعد بن أبي وقاص، وما زالت بعض أثاره قائمة حتى الآن. وقصر عروة، وقصر سكينة بنت الحسين، وغيرها كثير.

كما نشأت بالقرب منه مزارع خصبة تغطيها أشجار النخيل وشتلات الخضراوات والفواكه فضلاً عن الحدائق التابعة للقصور القائمة فيه لذلك يمكن أن نتصور منطقة العقيق في فترة ازدهارها مساحة خضراء يتخللها مسيل مائي واسع شبه متعرج فيها أشجار النخيل والفواكه وبساتين الخضار وغيرها. وفيه القصور المسورة المتلاصقة حيناً والمتباعدة شيئاً حيناً آخر. غير أن هذه الحالة الزاهرة انتهت عندما تقلصت المدينة في القرن الهجري الثالث وهجرت القصور وتهدمت. وتصف المصادر التاريخية مياهه ومياه الآبار فيه بالعذوبة، ولذا يتزود منها أهل المدينة والمسافرون إليها، ومن أشهر آباره بئر عروة. ويسمى القسم الذي يبدأ من جبل عير إلى زغابة العقيق الأدنى وهو داخل حرم المدينة. وقد فرشت أرض المسجد النبوي في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه بحصى ناعمة من أرض العقيق. وقد امتد العمران حالياً إلى أطراف العقيق حتى ذي الحليفة، وما زال مجراه يمتلئ بالماء كلما هطلت أمطار غزيرة.