المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مكتسبات ضئيلة لاستراتيجية عقار إنقاص الوزن !!!



مزون بوارق
October 11th, 2012, 15:22
أندروجاك - لندن : في عام2007 علم المستهلكون أصحاب الوزن الزائد بدواء جديد لإنقاص الوزن وشرعوا في شرائه بدون وصفة طبية من أي صيدلي أوحتى من السوبر ماركت. وهذا الدواء الذي يطلق عليه "آللي"كان نتيجة لاستراتيجية تجارية جديدة في شركة جلاكسو سميث كلاين، ففي عام2005 قامت الشركة بشراء حقوق الدواء"زنيكال"، النسخة الوحيدة من الوصفة الطبية التي قدمتها شركة روشيه المنافسة مع خطط تسويقية مباشرة للأفراد باستخدام خبراتها في التسويق الاستهلاكي، وتغير المنتج تماشيا مع تغيرات تنظيمية وتشريعية، والآن مع كفاح شركة جلاكسو سميث كلاين لإيجاد مشتر للدواء فإن هذه الصفقة قد تم طرحها بصور متعددة.

http://www.aleqt.com/a/670657_216635.jpg
عقار إنقاص الوزن "آللي" من شركة جلاكسو سميث كلاين.

قامت شركة جلاكسو بإطلاق منتجها "آللي" في الولايات المتحدة عام 2007م مع أمل تحقيق انتشار واسع لأعمالها الترويجية، وبدلا من النجاح في تحقيق الانتشار في أوروبا وما وراءها، فانها قوبلت بالطلب المتراجع واللوائح التنظيمية، كما أنها قضت ما يزيد على سنة في محاولتها نشر هذا الدواء.

كانت المبيعات السنوية المتوقعة تزيد على مليار جنيه استرليني ، ولكنها لم تبلغ ما يزيد على 200 ألف مليون جنيه استرليني، وفي العام الماضي وصلت إلى مائة مليون جنيه استرليني فقط، وصرح استيف بروزك رئيس قطاع تحليل السندات " لقد كان منتجاً مثيراً للجدل حين قامت شركة جلاكسوسميث كلاين بطرحه في الوقت المناسب".

إن خبرة "جلاكسو" تعد درسا لمطوري صناعة الدواء الذين ينشدون تحقيق التوسع في مجال المنتجات الصحية بدون وصفات طبية ويأملون في ضغط مبيعات إضافية عن طريق التحول في الأدوية التي كانت متوافرة مسبقا فقط في وصفة طبية إلى المنتجات المتوافرة مباشرة للمستهلكين دون وصفات طبية.

حصلت شركة روشيه، مجموعة المستحضرات الصيدلانية السويسرية، على الموافقة الأولية لقيد دواء"اورليست" الذي تم طرحه تجاريا باسم" زينيكال" كدواء بوصفة طبية في أواخر عام1990، ويعمل عن طريق الامتصاص المحدود للدهون في الجسم، ليساعد في التغلب على عقبة تخفيض الوزن، ولكنها واجهت مشكلات تتعلق بمدى ملاءمة المنتج ، والفاعلية المحدودة ، والآثار الجانبية، وأعراض الإسهال والانتفاخ في البطن لدى المستخدمين الذين تصيبهم تقلصات بالغة عند تناول الطعام الدسم.

إن اتجاه هذا المنتج الجديد يشير إلى مبيعات مخيبة للآمال واقتراب نهاية مدة الصلاحية، فكان الخيار الوحيد هو طلب تصريح بيع هذا المنتج بدون وصفة طبية، ويعد هذا التحول شائعا فيما يتعلق بالأدوية التي تعالج الآلام وتعب القلب والحساسية، وقد اقتنع مانحو الترخيص بأن هذا آمن للاستخدام بدون إشراف طبي، ويمكن تكرار تعاطيه بصورة عادية ولكن لفترة قصيرة.

إن الثمن الذي تتلقاه الشركة ربما يكون أقل مما يباع به هذا المنتج كدواء بوصفة طبية، ولكن هذا التحول قد سمح للمطورين بتحقيق المبيعات المطلوبة بعد أن انتهت عملية تسجيل براءة الاختراع، وأصبح الدواء جاهزا للمنافسة السعرية الشديدة، وبذلك تستطيع الشركة أن تزيد من خبراتها وبنيتها الأساسية، وأن تطور من أنشطتها البيعية الجديدة، وذلك بالرغم من القيود المفروضة على الإعانات التجارية لهذا المنتج، وتستمر في حفاظها على العلامة التجارية، ومكانتها المتفردة.

وقدرت لونا ماهيشا، المتخصصة في الرعاية الصحية، لمجموعة كلاين الاستشارية أن ما يزيد على ربع المبيعات من هذه المنتجات المتحولة يتم بدون وصفات طبية في الولايات المتحدة، خاصة تلك المنتجات التي بقيت في السوق لعقود طويلة، وأضافت: "مما لا شك فيه أن هذه المنتجات حققت كثيراً من النمو، "فعلى سبيل المثال أدفيل"أيبوبروفين" الذي تم تحويله في عام 1984 مازال يحقق من300 إلى400 مليون دولار في السنة لشركة فايزر ومثل شركات أخرى عديدة، أنشأت شركة فايزر قسماً لصحة المستهلك ليتعامل مع هذه المنتجات المتحولة، وهناك شركات أخرى لجأت إلى الشراكة، فعلى سبيل المثال فإن شركة نوفارتس تبيع دواء حرقان القلب "بريفاسيد" بدون وصفة طبية بالنيابة عن مطورها "تاكيدا"

ومن ضمن الأسباب التي دفعت شركة سانوفي إلى شراء شركة شاتيم الأمريكية الخاصة برعاية صحة العملاء في عام 2009 للحصول على الخبرة في تحويل دوائها المضاد للحساسية.

وسارت شركة روشيه في اتجاه آخر،حيث قطاع رعاية صحة المستهلين عام 2004، وركزت بشكل مكثف على الأدوية العلاجية المتخصصة أكثر من تلك التي يتم وصفها للمرضى في الرعاية الأولية، لكنها أصبحت غارقة في الخلافات عقب قيام الممارسين من غير ذوي المؤهلات الطبية المناسبة بوصف "زينيكال" في عيادات إنقاص الوزن والحمية بصورة غير مشروعة مما تسبب في خضوعها لإجراءات تأديبية.

وفي المقابل فإن شركة جلاكسو سارت في الاتجاه الصحيح والمناسب فاهتمت بالأدوية التي يشرف عليها قطاع صحة المستهلك، فتأخذ في بيع كل شيء بداية من معجون الأسنان "سينسوداين" إلى مشروبات "رابينا"، وكانت أيضاً قد حققت نجاحاً سابقاً في عملية التحويل الدوائي، وهذا ما لوحظ في دوائها "نيكور-اتى" المستخدم في مساعدة المدخنين في الإقلاع عن التدخين.

ومن وجهة نظر المستثمرين فإن شركة جلاسكو قد خطت نحو التوسع في مجال أدوية السمنة والبدانة، وفي ظل حقيقة أن العديد من المستهلكين الذين ينفقون المليارات سنوياً على منتجات إنقاص الوزن، فإن العقار " آللي" سيظل هو الوحيد الذي يتم طرحه كمنتج متحول يستخدم لأغراض إنقاص الوزن.

لقد كانت هذه الخطوة خطوة ابتكارية، وكانت هي أول عملية للتحول المصرح به في دول الاتحاد الأوروبي وذلك على مستوى المنتجين المركزيين الخاضعين للسلطات الطبية في الاتحاد الأوروبي، وقد بلغ الطلب على عقار" زينكال" الذي تنتجه شركة روشيه مائة مليون دولار، وقد قامت شركة جلاسكو بإعادة تسمية علامته التجارية وطرحه على مستوى العالم بعيدا عن الأدوية التي لا يتم صرفها إلا بوصفة طبية.

وعندما تم التصريح بطرح العقار "آللي" بعبوة 60 ملليجراما، وهي نصف الكمية التي تستلزم الحصول على وصفة طبية، فقد علق مديرو شركة جلاسكو آمالهم على أن يكون لهذا التركيز الفاعلية الكافية، وأن تقل الآثار الجانبية غير المستحبة، وقد تمت تعبئة هذا المستحضر في عبوة جذابة لافتة للنظر يتم عرضها على الأرفف المخصصة للمستحضرات الطبية، وقد أنفقت شركة جلاسكو ما يزيد على 150 مليون دولار في العام الأول وحده على إعلانات التلفزيون في الولايات المتحدة الأمريكية، مما دفع بمستوى مبيعاتها قدماً ولو بشكل طفيف.

ويقول كيري أوكلاغان المسؤول عن "آللي"، العلامة التجارية: " من الطبيعي أن يقتنع البعض بالحبة المعجزة التي تساعدهم على إنقاص أوزانهم، وهذا ما حققه المستحضر الطبي، "آللي"، الذي تم اعتماده كمستحضر لإنقاص الوزن، فجاءت نتائجه لتفوق كل التوقعات"، ويضيف: " ولكي يمكننا تحقيق ذلك، كان علينا أن نوضح أن العقار "آللي" يؤتي فوائده في إطار نمط حياة صحي"، وقد نشرت الشركة هذه الفكرة عبر موقعها على شبكة الإنترنت، وكتيباتها الإرشادية، ووسائل الإعلام الاجتماعية.

لقد فشلت شركة جلاكسو في تحقيق مبيعاتها المستهدفة بصورة كان لا بد معها أن تعمل على تحسين سياستها التسعيرية، ومتابعة العملاء في مواقع البيع التخصصية، ورغم أن عقار "آللي" لقي انتشاراً واسعاً وسريعاً في محال السوبر ماركت، فإن النتائج أدت إلى إجراء خصومات كبيرة، ولم توفر للعملاء النصائح المطلوبة بشكل كاف.

وظهرت مشكلة أخرى جديدة عندما وجدت مجموعات المستهلكين في إيرلندا أن عقار "آللي" يتم بيعه لمن يبلغ عمرهم 18 عاما ولديهم بنية جسدية تتخطى من هم في عمر 28 عاما، وهذا ما أدى إلى إعادة النظر في اللوائح التي تم على أساسها منح الترخيص لطرح وتداول هذا المنتج وما قد ينتج عنه من آثار جانبية، ولكن ذلك لم يؤد إلى سحب الدواء ومنع تداوله على مستوى الدولة.

وقد كان ما ورثه هذا المستحضر من سمعة بمثابة التحدي الأعظم، فقد كانت نسبة إنقاص الوزن لا تتخطى 5 في المائة بالنسبة للعميل العادي مقارنة بنسبة 3 في المائة بالنسبة لأولئك الذين يتبعون حمية غذائية فقط، وهذا ما جعل النتائج مخيبة للآمال، ولكنه في الوقت نفسه ربط بين نمط الحياة واستخدام هذا المستحضر الطبي، وأوضح أن هذا المستحضر لا يستخدم كبديل وحيد للحمية الغذائية.

وتقول الآنسة أوكالهان: " إذا أردنا أن نروج لعقار "آللي" حالياً فلا بد لنا من فتح مجال أوسع للتحاور والتركيز على المهنيين المنخرطين في مجال الرعاية الصحية ووسائل الإعلام الرقمية أكثر من اعتمادنا على التلفزيون".

ويعتبر هذا هو أحد التحديات التي تواجه عقار "آللي"، ومن بين هذه التحديات أيضاً ما يشير إليه السيد/ بروزاك من ضرورة طرح العقار كمنتج متكامل لإنقاص الوزن مما قد يوفر له المزيد من فرص النجاح.



شركات الأدوية تلجأ



للتحويل الدوائي

إن " تحويل" الأدوية وجعلها متاحة بصورة مباشرة للمستهلكين بدون الحاجة إلى وصفة من طبيب معالج سيجلب مليارات الدولارات في صورة عائدات لمصنعي الأدوية خاصة بعد انتهاء مدة تسجيل العقار.

ويقول مايكل توماس من شركة إيه تي كيرني للاستشارات: " إن عملية التحول الدوائي هي أنجح طريقة يمكن تطبيقها على العقاقير التي يظهر أثرها سريعا، وتكون آثارها الجانبية محدودة، وتستخدم في علاج الأمراض التي يمكن للمريض بها أن يشخصها بسهولة بدون حاجة إلى استشارة طبيب، وهذا يتضمن عقاقير تسكين الآلام وعلاج الحساسية".

وقد تؤدي طريقة التحويل الدوائي إلى إيجاد جيل جديد من المنتجات المعقدة الخاضعة لبراءات الاختراع، ومن ضمنها ما يستخدم في علاج السلوكيات العدوانية أو العقاقير البيولوجية والتي يتم تعاطيها عن طريق الحقن في أغلب الأحيان، ويسعى مانحو التصاريح إلى خلق توازن بين المنافع التي يمكن تحقيقها، وعملية التحول الدوائي والتي قد تنخفض فيها معدلات الأمان نتيجة للآثار الجانبية التي قد يعانيها المرضى.

ونظراً لأن الرعاية الصحية تهدف إلى توفير المال، فإن واضعي السياسات يدعون الأفراد إلى الاضطلاع بمسؤوليتهم والعناية بصحتهم الخاصة، وهذا ما يدفعهم إلى دعم عمليات التحول حتى يمكن للمستهلكين الاستفادة من هذا الدعم الموجه لهذا النوع من العقاقير.