المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في السودان أهرامات أكثر



ام انس
September 20th, 2012, 11:23
بدأت الشمس في الغروب وألقت مسحة حمراء على الموقع فبرزت ملامح الأهرامات بعد أن كادت أحجارها الصفراء تتلاشى في رمال الصحراء التي تحتضنها. هرم... اثنان... ثلاثة... أربعة... أكثر من مائة هرم متجاورين في شبه حلقة واسعة.

http://www.skynewsarabia.com/web/images/2012/09/19/46145/598/337/1-sudan+pyramid2.jpg
أهرامات مروى بالسودان

الجيزة في مصر؟ لا بل مروى في السودان، البلد الذي يضم نحو 220 هرما، أي ضعف عدد أهرامات مصر.

وإذا كان إخوتها أهرامات الجيزة المصرية الثلاثة الشهيرة تجذب ملايين الزوار المحليين والأجانب سنويا، فالأهرام المئتان السودانية يزورها بالكاد عشرات السودانيين وحفنة من الأجانب العارفين بوجود هذا الكنز المكنون.

عند سفح أهرامات السودان، لا يزعجك بائع تذكارات لحوح، أو جمال يطلب خمسة جنيهات ليركبك جمله ثم خمسون ليسمح لك بالنزول.

وهذا هو سحرها.

هدوء وسكينة لا يقطعهما سوى صوت الريح التي تغرف من رمال الأرض لتنثرها على الآثار مهددة إياها بالتأكل.

لا يزاحم الزائر سوى سحلية استوطنت أحد الأحجار العتيقة تستمد منها دفء شمس تتخللها من ألاف السنين.

أربع ساعات استغرقتهم السيارة الرباعية الدفع لتقطع 200 كيلومترا هي المسافة بين الخرطوم ومروى في الشمال.

بعد 150 كيلومترا تركت السيارة الطريق المعبد لترتجف عجلاتها على الحصى الصغير لدرب ترابي فرعي يقود إلى سفح جبل بركل.

ولكن قبل الأهرامات، تتوجب زيارة موقع نقعة الأثري حيث معبد أبادماك، الإله الأسد.

على جدرانه الخارجية التي ترتفع بطول 5 أمتار نقوش رائعة تمثل الملك "نتك أماني" والملكة" آماني تيري" .

وإن كانت النقوش في خطوطها تشبه النقوش الفرعونية إلا أنها لا تخالفها في الجوهر.

فإذا كان الفنان المصري القديم قد جنح إلى المثالية في تصوير الأشخاص مهما بعدت حقيقتهم عن الكمال، فنظيره السوداني اختار أن يخرج فنا جميلا من الواقع بكل عيوبه.

فالملكة لا تظهر منمقة رشيقة كمثيلاتها الفراعنة بل بأظافر طويلة غير مقلمة وبجسد ضخم يزداد امتلاء في جزئه السفلي إلى حد كاريكاتوري.

مروى كانت آخر عاصمة لمملكة كوش، أو النوبة. مملكة تمركزت على روافد النيل الأبيض والنيل الأزرق وبحيرة عطبرة.

وكانت كوش من أوائل الحضارات التي ظهرت في وادي النيل وسيطرت عليها مصر في البداية، حتى استقل النوبيون ووصلوا إلى أوج قوتهم، فانقلبت الآية واحتلوا مصر في القرن الثامن قبل الميلاد.

سيطر النوبيون على مجمل وادي النيل لمدة قرن من الزمان قبل أن يهزموا ويضطروا إلى التراجع إلى ما يعرف حاليا بالسودان.

وكانت الأسرة المروية هي آخر أسرة في سلالة ما عرف باسم "الفراعنة السود" الذين حكموا كوش لأكثر من ألف عام حتى زوال مملكتهم في عام 350 بعد الميلاد.

وفي مروى ثلاث مقابر كبيرة تضم أكثر من 100 هرم.

أهرامات السودان أصغر حجما من مثيلاتها المصرية فأكبرها طوله 30 مترا مقارنة ب 146 مترا للهرم الأكبر بالجيزة.

أما أضلع أهرامات مروى فهي شديدة الانحدار، ومنها ما يقارب 70 درجة. "إنها نسخة رشيقة من أهرامات مصر"، كما يصفها فضل مرشدنا إلى المكان.

يتابع فضل مؤكدا "أن أول هرم في مروى بني بعد نحو 800 عام من بناء آخر هرم مصري، وأهراماتنا مشيدة بكتل ضخمة من الحجر الرملي".

يتمنى المرشد أن "يأتي اليوم الذي تفوق فيه أهرامات السودان شهرة أخواتها المصرية". "عندها سنتوقف عن مقارنتها بأهرامات مصر لتقريبها إلى ذهن الناس"، حسب فضل.

http://asset1.skynewsarabia.com/web/images/2012/09/19/46148/598/337/1-sudan+pyramid1.jpg

نسير حتى هرم تم ترميمه ليعطي الزائرين فكرة عما كان عليه الشكل الأساسي قبل نحر الزمان والإنسان.

هذا الهرم كان مخصص لملكة. في أسفله غرفة دفن وعلى جانبه كنيس جنائزي كان مكرس للصلاة ولتقديم القرابين. وعلى جانب من جدران الكنيس صورت الملكة بملامحها الإفريقية وهي حية، وعلى الحائط المقابل نراها وهي في الحياة الأخرى.

عالم المعادن الفرنسي فريديريك كايوه كان أول من لفت الانتباه لأهرامات السودان في عام 1821 فحفر اسمه على أحجارها، ثم تلاه السياسي البريطاني آرثر هولرويد في القرن التاسع عشر الذي اولاها اهتماما كبيرا.

الغالبية العظمى من أهرامات مروى مقطوعة الرأس وكأن آلة مرت عليها ودمرت قمتها. "هذا من فعل مغامر إيطالي يدعى جيوزيبي فيرليني. فقد زار المنطقة عام 1834 حاملا تصريحا بالتنقيب، ولكنه كان في الحقيقة يبحث عن كنز، فلجأ إلى تدمير قمم الأهرامات ظنا منه أنها تحتوي على ذهب ومجوهرات"، كما يشرح فضل.

ويستطرد "لكنه لم يجد شيئا ولم ينل سوى شهرة بائسة هي أن يلعنه كل من يزور المكان". "من حسن حظه أن الزوار ليسوا كثيرين بعد، فلو كان فعل الشيء نفسه بأهرامات مصر لكانت مليارات اللعنات قد انصبت عليه على مر العصور".




المصدر : لمياء راضي - أبوظبي - سكاي نيوز

ورود الشوق
September 27th, 2015, 17:18
الخرطوم (وكالات ) - عثرت بعثة من المتحف البريطاني على 16 هرما في مدينة جيماتون التاريخية في السودان، التي تعود إلى حضارة كوش (أكثر من 2000 عام قبل الميلاد). وقال مدير هيئة الآثار والمتاحف السودانية، عبدالرحمن علي: إن الاكتشافات تمت في منطقة (الكوة) على الضفة الشرقية للنيل جنوبي دنقلا شمالي السودان.

http://a7lashare.com/viewimages/ceda5d8a88.jpg

وأوضح أن فريق البعثة البريطانية - بالتعاون مع جمعية الآثار السودانية- عثر على بقايا 16 هرما، يعودان إلى أواخر مملكة نبتة وأوائل مملكة مروي، كجزء من حضارة مملكة كوش.

وأضاف عبدالرحمن أن الأهرامات المكتشفة بنيت من الحجر النوبي الرملي والطين اللبن والحجارة، فيما يبلغ طول أكبر هرم مكتشف 10 أمتار، وارتفاعه 13 مترا.

وأشار إلى أن السودان بها أكبر تجمع للأهرامات في العالم، تم تسجيل بعضها في لائحة التراث العالمي، حيث تمتلك منطقة البجراوية وحدها نحو ٢٠٠ هرم، إضافة إلى أهرامات أخرى في منطقة البركل.

كما أعلن عن آثار وأهرامات اكتشفتها البعثة البريطانية في منطقة عمارة، فيما عثرت بعثة فرنسية على أهرامات أخرى في منطقة صادنقا شمال السودان، مبنية بالحجر النوبي الرملي.

رشيد بلباس بوخو
June 29th, 2022, 17:35
دبي، نورهان الكلاوي (CNN) وسط فيضان نهر النيل غير المسبوق الذي تشهده السودان، تهدد هذه الكارثة مواقع أثرية مهمة مدرجة ضمن قائمة التراث العالمي تحت مسمى "جزيرة مروي"، أي منطقة البجراوية الأثرية.

http://doraksa.com/mlffat/files/2989.jpg

وتقع آثار مملكة مروي على الضفة الشرقية للنيل، وهي امتداد للحضارات السودانية، "حضارة كوش" العريقة، والتي تعود لفترة 750 قبل الميلاد إلى سنة 350 ميلادي، وفقاً للموقع الرسمي لحكومة ولاية نهر النيل السودانية.

https://cnn-arabic-images.cnn.io/cloudinary/image/upload/w_1920,c_scale,q_auto/cnnarabic/2020/09/10/images/164677.webp

وتعد المدينة الملكية موقعاً في غاية الأهمية، فهي بمثابة أهم الشواهد على تاريخ مدينة مروي وآثارها والتي تحوي معبد الإله آمون والحمام الملكي، حسبما ذكرته وكالة الأنباء السودانية "سونا".

https://cnn-arabic-images.cnn.io/cloudinary/image/upload/w_1920,c_scale,q_auto/cnnarabic/2020/09/10/images/164699.webp
- أهرامات مروي بمنطقة البجراوية

ويحكي كاتب رحلات السفر البرتغالي، روي باتيستا، لموقع CNN بالعربية، عن رحلته إلى المواقع الأثرية في مدينة مروي بالسودان في فبراير/شباط عام 2018.

ويوضح باتيستا أنه يهتم كثيراً بزيارة البلدان ذات التوجه السياحي الأقل كثافة، حيث تتوفر التجارب الأكثر أصالة والأكثر تحدياً على جميع الأصعدة.

https://cnn-arabic-images.cnn.io/cloudinary/image/upload/w_1920,c_scale,q_auto/cnnarabic/2020/09/10/images/164701.webp
- منطقة "البجراوية" الأثرية في السودان

وقد قرر باتيستا القيام برحلة إلى السودان بعد أن سمع عن تراثه التاريخي الثري، وعن شعبه المضياف الذي يمتاز بلطفه، مشيراً إلى أنه بمجرد أن قرر زيارة السودان، كانت أهرامات مروي على رأس قائمة وجهاته هناك.

وأهرامات مروي، التي تقع علي بعد 4 كيلومترات من المدينة الملكية، هي عبارة عن مدافن ملوك وملكات مروي، ويفوق عددها 140 هرماً، وتعرف بالأهرامات الشمالية والجنوبية والغربية، وقفاً للموقع الرسمي لحكومة ولاية نهر النيل.

https://cnn-arabic-images.cnn.io/cloudinary/image/upload/w_1920,c_scale,q_auto/cnnarabic/2020/09/10/images/164705.webp

واستخدمت الأهرامات لأول مرة كمدفن ملكي في القرن السابع قبل الميلاد في العصر النبتي، في عهد الأسرة الخامسة والعشرين. وتضم معظم هذه الأهرامات معابد جنائز ملحقة بها، ورسومات ونقوش جدارية تصور الحياة الدينية المروية والتطور السياسي.

ويصف باتيستا السير نحو أهرامات مروي، وسط الصحراء، وتحت أشعة الشمس القوية، بأنها تجربة تسافر بك عبر الزمن، وأنها أشبه بالدخول في بُعدٍ آخر ينقلك إلى لحظات بعيدة في التاريخ، مؤكداً أن المكان يحتوي على طاقة وجمال من نوعٍ خاص، بحسب ما ذكره.

https://cnn-arabic-images.cnn.io/cloudinary/image/upload/w_1920,c_scale,q_auto/cnnarabic/2020/09/10/images/164706.webp

وأحس باتيستا أن هذا مكان يحمل أهمية تاريخية فريدة، كما أنه يظهر للعالم أفريقيا بشكل مختلف كلياً، وقد صادف باتيستا العديد من السودانيين خلال رحلته، إذ وصفهم بأنهم يتسمون بالود والفخر بإرثهم التاريخي.

ويشير باتيستا إلى أنه استمتع بالمشي بين بقايا الأهرامات والمعابد والمباني المحلية، محاولًا استيعاب أكبر قدر ممكن من تفاصيل الموقع الأثري.

ومن خلال المعلومات التي قرأها عن المكان، حاول باتيستا تخيل كيف كانت الحياة اليومية حينما كانت مملكة "كوش" في ذروتها.

https://cnn-arabic-images.cnn.io/cloudinary/image/upload/w_1920,c_scale,q_auto/cnnarabic/2020/09/10/images/164707.webp

ويأمل باتيستا أن تساعد السلطات المحلية، بالشراكة مع اليونسكو والمنظمات الدولية الأخرى، في الحفاظ على مروي بشكل أفضل، مضيفاً أنه سيكون من الممتع لجميع المسافرين الوصول بسهولة إلى موقع التراث العالمي المذهل.

أما اليوم، فتعاني منطقة البجراوية الأثرية من تأثير فيضان النيل غير المسبوق.

https://cnn-arabic-images.cnn.io/cloudinary/image/upload/w_1898,c_scale,q_auto/cnnarabic/2020/09/10/images/164708.webp

وقالت مسؤولة الترميم بموقع الحمام الملكي بمنطقة "البجراوية" الأثرية، أميمة حسب الرسول، إن المياه غمرت سور المدينة الأثرية مما أدى لتشبعه بالمياه، ما قد يؤدي إلى ظهور أملاح على الحجر الرملي وتفتته، بحسب وكالة الأنباء السودانية.

وأوضحت أميمة بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السودانية، أن المياه وصلت للمبنى الملحق بالحمام الملكي، لافتةً إلى أن المبنى مطلي من الداخل بطبقة من البلاستر وعليها نقوش ملونة، مشيرة الى أن تشبعه بالمياه يؤدي إلى الرطوبة النسبية ما قد يتسبب في بهتان اللون وتقشر البلاستر.

https://cnn-arabic-images.cnn.io/cloudinary/image/upload/w_1440,c_scale,q_auto/cnnarabic/2020/09/10/images/164715.webp

ولدى تفقده موقع الحمام الملكي بالبجراوية للوقوف على الآثار التي خلفها فيضان النيل، الاثنين، أشاد وزير الثقافة والإعلام السوداني، فيصل محمد صالح، بالجهود المحلية الكبيرة في إقامة المصدات لحماية حدود موقع المدينة الملكية، مبيناً تأثر الحائط الخارجي للمدينة الملكية والذي لا يزال جزء منه مغمور بالمياه، وفقاً لوكالة الأنباء السودانية.

ولفت الوزير إلى أن المنطقة الأثرية بالداخل لم تتضرر وذلك بفضل تداركها في الوقت المناسب بوضع مصدات المياه، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء السودانية "سونا".