المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبو فراس الحمداني



المنتقد
December 13th, 2008, 02:29
بســم الله الـرحمــن الرحيــم
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

أبو فراس الحمداني

هو الحارث بن سعيد بن حمدان، كنيته "أبو فراس". ولد في الموصل واغتيل والده وهو في الثالثة من عمره على يد ابن أخيه جرّاء طموحه السياسي، لكنّ سيف الدولة قام برعاية أبي فراس.

استقرّ أبو فراس في بلاد الحمدانيين في حلب. درس الأدب والفروسية، ثم تولّى منبج وأخذ يرصد تحرّكات الروم. وقع مرتين في أسر الروم. وطال به الأسر وهو أمير ، فكاتب ابن عمه سيف الدولة ليفتديه، لكنّ سيف الدولة تباطأ وظلّ يهمله.

كانت مدة الأسر الأولى سبع سنين وأشهراً على الأرجح. وقد استطاع النجاة بأن فرّ من سجنه في خرشنة، وهي حصن على الفرات. أما الأسر الثاني فكان سنة 962 م. وقد حمله الروم إلى القسطنطينية، فكاتب سيف الدولة وحاول استعطافه وحثّه على افتدائه، وراسل الخصوم . وفي سنة (966) م تم تحريره.

وفي سجنه نظم الروميات، وهي من أروع الشعر الإنساني وأصدقه.

لماذا تأخّر سيف الدولة في تحريره؟

علم سيف الدولة أن أبا فراس فارس طموح، فخاف على ملكه منه، ولهذا أراد أن يحطّ من قدره وان يكسر شوكته ويخذله ويذلّه بإبقائه أطول فترة ممكنة في الأسر.

ولهذا قام بمساواته مع باقي الأسرى، رغم انه ابن عمه، وله صولات وجولات في الكرم والدفاع عن حدود الدولة وخدمة سيف الدولة الحمداني.

سقوط الفارس في ساحة الميدان

بعد سنة من افتداء الشاعر، توفي سيف الدولة (967) م وخلفه ابنه أبو المعالي سعد الدولة، وهو ابن أخت الشاعر. وكان أبو المعالي صغير السن فجعل غلامه التركي فرعويه وصياً عليه.

وعندها عزم أبو فراس الحمداني على الاستيلاء على حمص، فوجّه إليه أبو المعالي مولاه فرعويه، فسقط الشاعر في أوّل اشتباك في الرابع من نيسان سنة 968 م وهو في السادسة والثلاثين من عمره.

وهكذا نجد أنّ رأي سيف الدولة الحمداني فيه كان صادقاً وفي محله. فقد كان أبو فراس الحمداني طموحاً الأمر الذي جرّ عليه الويلات.

أشعاره :

من آخر أشعاره مخاطبته ابنة أخيه:

أبنيّتـي لا تـحزنـي
........................ كل الأنام إلى ذهـــابْ

أبنيّتـي صبراً جـميلاً
........................ للجليل مـن الـمـصابْ

نوحي علـيّ بحسـرةٍ
................. من خلفِ ستركِ والحجابْ

قولـي إذا ناديتنـي
................... وعييتُ عـن ردِّ الجوابْ

زين الشباب أبو فراسٍ
......................... لم يمتَّعْ بالشبــــابْ

ومن روائع شعره ما كتبه لأمه وهو في الأسر:

لولا العجوز بـمنـبـجٍ ما خفت أسباب المنيّـهْ

ولكان لي عمّا سألت مـن فـدا نـفـس أبــيّـهْ

وفي قصيدة أخرى إلى والدته وهو يئن من الجراح والأسر، يقول:

مصابي جليل والعزاء جميلُ وظني بأنّ الله سوف يديلُ

جراح وأسر واشتياقٌ وغربةٌ أهمّكَ؟ أنّـي بـعـدهـا لحمولُ

وأثناء أسره في القسطنطينية بعث إلى سيف الدولة يقول:

بمن يثق الإنسان فـيمـا نواه؟

ومن أين للحرّ الكريم صحاب؟

وفي قصيدة "أراك عصيّ الدمع" الشهيرة يقول:

أراك عصي الدمع شيمتك الصبر
.................................. أما للهوى نهي عليك ولا أمر

بلى، أنا مشتاق وعندي لوعة
..................................... ولكن مثلي لا يذاع له سر

إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى
................................. وأذللت دمعا من خلائقه الكبر

تكاد تضيء النار بين جوان
................................. إذا هي أذكتها الصبابة والفكر

معللتي بالوصل والموت دونه
................................... إذا بت ظمآناً فلا نزل القطر

حفظت وضيعت المودة بيننا
........................... وأحسن من بعض الوفاء لك الغدر

وما هذه الأيام إلا صحائف
.................................لأحرفها، من كف كاتبها، بشر

بنفسي من الغادين في الحي غادة
................................. هواي لها ذنب، وبهجتها عذر

تروغ إلى الواشين في، وإن لي
................................... لأذنا بها عن كل واشية وقر

بدوت وأهلي حاضرون، لأنني
.............................. أرى أن داراً لست من أهلها قفر

وحاربت قومي في هواك،وإنهم
.............................. وإياي، لولا حبك، الماء والخمر

فإن يك ما قال الوشاة ولم يكن
................................. فقد يهدم الإيمان ما شيد الكفر

وفيت وفي بعض الوفاء مذلة
............................... لإنسانة في الحي شيمتها الغدر

وقور، وريعان الصبا يستفزها
................................... فتأرن أحيانا كما أرن المهر

تسائلني : من أنت ؟ وهي عليمة
................................ وهل بفتى مثلي على حاله نكر

فقلت لها: لو شئت لم تتعنتي
..............................ولم تسألي عني، وعندك بي خبر

فقالت: لقد أزرى بك الدهر بعدنا
.............................. فقلت: معاذ الله بل أنت لا الدهر

وما كان للأحزان لولاك مسلك
........................... إلى القلب، لكن الهوى للبلى جسر

وتهلك بين الهزل والجد مهجة
............................... إذا ما عداها البين عذبها الهجر

فأيقنت أن لاعز بعدي لعاشق
.................................. وأن يدي مما علقت به صفر

وقلبت أمري لا أرى لي راحة
................................ إذا البين أنساني ألح بي الهجر

فعدت إلى حكم الزمان وحكمها
............................. لها الذنب لا تجزى به ولي العذر

فلا تنكريني يا ابنة العم، إنه
............................ ليعرف من أنكرته البدو والحضر

ولا تنكريني، إنني غير منكر
............................ إذا زلت الأقدام، واستنزل الذعر

وإني لجرار لكل كتيبة
................................. معودة أن لا يخل بها النصر

وإني لنزال بكل مخوفة
............................... كثير إلى نزالها النظر الشزر

فأظمأ حتى ترتوي البيض والقنا
........................... وأسغب حتى يشبع الذئب والنسر

ولا أصبح الحي الخلوف بغارة
........................... ولا الجيش، ما لم تأته قبلي النذر

ويا رب دار لم تخفني منيعة
............................. طلعت عليها بالردى أنا والفجر

وحي رددت الخيل حتى ملكته
..............................هزيما، وردتني البراقع والخمر

وساحبة الأذيال نحوي لقيتها
............................... فلم يلقها جافي اللقاء ولا وعر

وهبت لها ما حازه الجيش كله
............................. ورحت ولم يكشف لأبياتها ستر

ولا راح يطغيني بأثوابه الغنى
............................. ولا بات يثنيني عن الكرم الفقر

وما حاجتي بالمال أبغي وفوره
........................ إذا لم أصن عرضي فلا وفر الوفر

أسرت وما صحبي بعزل لدى الوغى
.............................. ولا فرسي مهر ولا ربه غمر

ولكن إذا حم القضاء على امرئ
................................... فليس له بر يقيه ولا بحر

وقال أصيحابي: الفرار أو الردى؟
.............................. فقلت :هما أمران أحلاهما مر

ولكنني أمضي لما لا يعيبني
...........................وحسبك من أمرين خيرهما الأسر

يقولون لي بعت السلامة بالردى
............................... فقلت أما والله، ما نالني خسر

وهل يتجافى عني الموت ساعة
............................ إذا ما تجافى عني الأسر والضر؟

هو الموت فاختر ما علا لك ذكره
.............................. فلم يمت الإنسان ما حيي الذكر

ولا خير في دفع الردى بمذلة
.................................كما ردها يوما بسوءته عمرو

يمنون أن خلوا ثيابي، وإنما
.................................. علي ثياب من دمائهمو حمر

وقائم سيف فيهمو اندق نصله
.............................وأعقاب رمح فيه قد حطم الصدر

سيذكرني قومي إذا جد جدهم
..................................وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر

فإن عشت، فالطعن الذي يعرفونه
........................... وتلك القنا والبيض والضمر الشقر

وإن مت فالإنسان لا بد ميت
.................................وإن طالت الأيام وانفسح العمر

ولو سد غيري ما سددت اكتفوا به
............................. وما كان يغلو التبر لو نفق الصفر

ونحن أناس لا توسط بيننا
.............................. لنا الصدر دون العالمين أو القبر

تهون علينا في المعالي نفوسنا
........................... ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر

أعز بني الدنيا وأعلي ذوي العلا
.............................. وأكرم من فوق التراب ولا فخر
ارجو ان تنال استحسانكم .والمعذره عن كل نقص وتقصير ,,والسلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة