المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خيارات صعبة امام الناخبين في انتحابات الرئاسة المصرية



المطلوووب
May 19th, 2012, 11:33
القاهرة - رويترز : احدهما عسكري سابق يفخر بارتباطه بحقبة الرئيس المخلوع حسني مبارك والاخر قيادي في جماعة الاخوان المسلمين يطرح خيار الانفصال عن الماضي. والنتيجة المترتبة على جهود الرجلين من اجل الوصول إلى سدة الحكم هي حالة استقطاب بين المصريين.

9018

وانضم احمد شفيق اخر رئيس للوزراء في عهد مبارك ومحمد مرسي مرشح الاخوان الى صدارة المنافسين في السباق الانتخابي. وتعززت فرصهما بعد حملتين انتخابيتين نشطتا بشدة في الاسابيع الاخيرة.

ويجسد الرجلان بشكل صارخ اللحظة الفارقة التي تواجهها مصر والشرق الاوسط عندما يتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع في 23 و24 مايو ايار للادلاء باصواتهم في الانتخابات التي يصعب التكهن بنتائجها. وينظر إليهما إلى حد كبير على أنهما أشد المرشحين الخمسة الذين يتصدرون السباق إثارة للانقسام.

ومن شأن فوز شفيق بالرئاسة إبقاء نظام الحكم في ايدي رجل ذي خلفية عسكرية مما يمثل استمرارا للنموذج الذي بدأ عام 1952 عندما أطاح جنود من الجيش بالملك فاروق وهي نتيجة يخشى الاصلاحيون أن تقضي على آمالهم في التغيير.

وسوف يؤدي فوز مرسي إلى تسليم الرئاسة للاخوان المسلمين فيما يعزز نفوذها في تحول تاريخي تترتب عليه تداعيات اقليمية ويقول محللون إنه قد يفجر صراعات جديدة على السلطة داخل الدولة.

وينافس في هذه الانتخابات الدبلوماسي المحنك عمرو موسى والاسلامي المستقل عبد المنعم ابو الفتوح اللذان حاولا النأي بنفسيهما عن ماضيهما في الحكومة وجماعة الاخوان المسلمين. كما يعتبر حمدين صباحي المرشح اليساري بين متصدري السباق الذي ينافس فيه 12 مرشحا.

لكن في حين يحاول موسى وابو الفتوح التخلص من انتماءاتهما السابقة يعتمد شفيق ومرسي على هذه الانتماءات لحشد الناخبين على طرفي النقيض في الطيف السياسي المصري الذين ينشدون إما أحد أفراد الحرس القديم سعيا للاستقرار أو مرشحا إسلاميا كتعبير عن التغيير المطلوب بشدة.

ويقول جوشوا ستاشر استاذ العلوم السياسية والخبير بالشؤون المصرية في جامعة ولاية كنت بالولايات المتحدة "سيصبح الموقف معقدا ويزداد الصراع في حالة فوز مرسي أو شفيق".

ويضيف "ستكون فرص الحراك في الشارع كبيرة للغاية.. في حالة فوز الاخوان (بالرئاسة) هناك احتمال كبير بأن يحول الجيش دون سيطرتهم على الجهاز الاداري للدولة." ويبدي شفيق (70 عاما) علنا اعجابه بمبارك ولم يقدم أي اعتذار عن تصريحات أدلى بها في مقابلة أجريت معه عام 2010 وصف فيها الرئيس السابق بانه قدوة له بعد والده.

وردا على سؤال بشان هذه التصريحات في مقابلة مع قناة الحياة وضعت على موقع يوتيوب في ابريل نيسان قال شفيق انه سيظل يقول هذا حتى اخر يوم في حياته. من جهة اخرى فان مرسي البالغ من العمر 61 عاما والذي قضى زمنا طويلا في جماعة الاخوان يعتمد على الشبكة التنظيمية الهائلة للجماعة اكثر من اعتماده على شعبيته لتحقيق الفوز.

ودخل مرسي السباق قبل شهر فقط بعد استبعاد المرشح الاول للجماعة خيرت الشاطر. وفي حملة تزداد سخونة استهدف متظاهرون مرسي وشفيق وغيرهما خلال الأسابيع القلائل الماضية. وألقى رجل حذاءه على شفيق خلال تجمع انتخابي في جنوب مصر امس الخميس.

ويأتي شفيق كتجسيد لكل ما طالب المصريون -الذين خرجوا إلى الشوارع في 25 يناير كانون الثاني 2011- بتغييره في البلاده ومحاولة من النظام القديم للعودة من جديد. وتواجه جماعة الإخوان المسلمين رغم انها جزء من حركة الإصلاح غضبا متزايدا بسبب سياساتها خلال العام الماضي.

ويتهمها معارضوها بالسعي للهيمنة. وعلى الرغم من نفي الجماعة لهذا الاتهام الا انه زاد الشكوك القائمة منذ زمن طويل حول الحركة التي شوهتها الدولة لعقود وما زال يلفها الغموض بالنسبة للكثيرين. وقال حسن نافعة استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ان فوز اي منهما سيعمق الاستقطاب في مصر. وابدى دعمه لابو الفتوح.

وقال نافعة ان رئاسة شفيق ستكون اعادة انتاج للنظام القديم من خلال بعض الاسماء الجديدة. وفي حالة فوز الاخوان المسلمين فانه يرى في ذلك فرصة لاستيلاء الجيش على السلطة مرة أخرى. وقال انه يخشى من أن يؤدي مثل هذا الاستقطاب إلى وقوع انقلاب.