المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قبطان حياتك..



لاشين
October 22nd, 2008, 18:29
هل أنت ناجح في الحياة؟
هل أنت سعيد؟
ما نظرتك لنفسك؟
ما تقديرك لقدراتك؟
هل سألت نفسك يوما هذه الأسئلة؟
بالتأكيد فكرت يوما في هذه الأسئلة.. وربما جال بخاطرك أنك لست كما كنت تريد لنفسك أن تكون.. وربما العكس؟
من اللافت للنظر ما يكتبه المختصون حول أهمية هذه الأسئلة التي تدور حول: ماذا تظن عن نفسك؟
لأن ما تعتقده عن نفسك هو ما ستكونه فعلا!

أعني أنك إن ظننت أنك ستفشل في شيء ما فإنك حتما ستفشل، حتى لو كانت عندك القدرات التي تؤهلك للنجاح..
هذه الاعتقادات السلبية التي نفكر فيها أحيانا مثل: (أنا غير كفء- أنا لن أنجح- أنا لا أستحق...) هي دائما أكثر خطورة مما تظن.. لأنها رسائل مباشرة منك من عقلك الواعي إلى عقلك الباطن الذي سيطيعك ويعمل على تنفيذ كل هذه الأوامر..
يشبه د."جوزيف ميرفي" هذا الموضوع بمثال لطيف جدا:
- قبطان السفينة يجلس في كابينته على السطح.. ليراقب الاتجاهات والمسافات ويحدد خط السير.. بينما هناك عمال في غرفة المحركات يتولون توجيه الدفة وتشغيل الأجهزة والمحركات...

القبطان يقرر الاتجاه من موقعه، والعمال في غرفة المحركات ينفذون الأوامر دون مناقشة أو تفكير.. لاحظ أنهم هم من يقومون فعليا بتحريك السفينة.. لكن بأوامر القبطان.
هكذا الحال بالنسبة لك..
- أنت قبطان سفينتك.. وعقلك الباطن هو عمال غرفة المحركات الذين ينفذون أوامرك دون أي تفكير..
فتأكيداتك لنفسك باعتقادات سلبية ما هي إلا أوامر لعقلك اللاواعي سيتولى تنفيذها حرفيا.. "لأن هذا ما يريده سيادة القبطان!".
فلو اعتقدت أنك لن تنجح في الحصول على وظيفة جيدة.. فإنك بهذا تعطي أمرا مباشرا لعقلك اللاواعي سيعمل على تنفيذه... "لن تحصل على هذه الوظيفة كما أمرت.. سمعا وطاعة أيها القبطان!!"
هذا أحد قوانين العقل الباطن.. أن قدراتك الشخصية هي ما تتوقعه لنفسك.. لو كنت تثق في قدراتك وتتوقع النجاح.. فسيعمل عقلك اللاواعي على تنفيذ هذا الأمر.. هكذا تسير الأمور!
كما قلنا سابقا فإن النجاح في الحياة يبدأ من طريقة تفكيرك ذاتها وما تعتقده عن نفسك.. لو آمنت بهدفك وآمنت بقدراتك على تحقيقه.. ستجد نفسك تسير نحو الهدف...

((سأحكي لك قصة..))
لي صديق يهوى الغناء.. صوته عذب وعنده ملكة غير عادية في التأليف والتلحين.. وكان يحلم بأن يكون مطربا..
لكنه لم يصبح مطربا!!
هل تعرف لماذا؟
في قرارة نفسه لم يكن يؤمن تماما بقدراته.. بالتأكيد كانت هناك رسائل سلبية على غرار (أنا لست متميزا –صوتي كصوت الآلاف- أنا لا أستحق.....)

تكلمت معه لأعرف هذه الرسائل السلبية.. فقالها لي بينما نحن نتحدث:
"أنا غير وسيم.. لا يمكن أن أكون مطربا!"
هذه الرسائل كما قلنا هي رسائل مباشرة لعقله اللاواعي سيعمل على تنفيذها.. أتدري كيف؟
لم يتقدم لأي اختبار حقيقي.. لم يسعَ لمقابلة أي شخص يمكنه اكتشاف موهبته.. لم يعمل حتى لصقل موهبته...

لم يعطِه عقله اللاواعي الحماس الكافي ليفعل هذا.. بل أعطاه إحساسا دائما بانعدام الأمل.."أنت قررت أنك لا تستحق؟ سمعا وطاعة أيها القبطان.. لن نخذلك أبدا!".

((سأقول لك مثالا آخر..))
لي صديق يكتب منذ كنا في المدرسة.. كان يكتب قصصا ساخرة كانت من أروع ما قرأت..
ماذا حدث بعد ذلك؟

كبرنا وتخرجنا في الجامعة.. سعيت في اتجاه الصحافة لأنني كنت أؤمن بموهبتي.. كبرت وأصبحت مسئولا عن مساحة للنشر.. لكن صديقي لم يكن قد نشر شيئا بعد في حياته..
قابلته وعرضت عليه أن ينشر شيئا ما.. لكنه لم يبدِ حماسا وبدأ في التلكؤ..
سألته بصراحة عن السبب..
فكانت إجابته هي ما توقعته تماما:
"لست جيدا لهذه الدرجة!"
كانت هذه الرسالة السلبية التي كان يرسلها دوما إلا عقله اللاواعي -رغم موهبته الواضحة- وكان هذا الأخير ينفذ الأوامر بعناية:
"أنت لا تستحق سيادة القبطان؟ سمعا وطاعة.. لن تنشر أبدا!"
وحين بدأ في الإيمان بقدراته وأنه يستحق.. بدأ حواره الداخلي يختلف: أنا كاتب جيد.. أنا أفضل من الكثيرين.. أنا أستحق!
وبدأ يكتب انطلاقا من هذا الاعتقاد الجديد..
ماذا كانت النتيجة؟
أعجب الكثيرون بأول موضوع نشره في حياته بل وعرض عليه العمل في إحدى المجلات في الخارج!

ما الحكمة من هذا كله؟
الحكمة هي أنك ستكون ما تعتقده عن نفسك..

لو اعتقدت أنك لن تكون سعيدا فسيتحقق لك ما أمرت به.. لو آمنت بقدرتك على النجاح فستلاحظ بنفسك الطاقة التي انبعثت في داخلك لتصل لما كنت تحلم به..

ألغِ أية رسالة سلبية تجد أنك تفكر فيها.. ألغها تماما واستبدلها برسالة إيجابية ولاحظ الفرق الذي سيتحقق في نظرتك للأمور..

ستكون سعيدا لو فكرت في هذه الفكرة وقررت أنها واقع حقيقي.. ستكون ناجحا لو آمنت بأنك فعلا ناجح الآن..

أليس كذلك سيادة القبطان؟

مساعد ابو ابراهيم
October 25th, 2008, 18:10
لاشين .. تحية وتقدير لك ولطرحك المميز في مجلس الحوار .
لاشك ان كل واحد سيجيب على تلك التساؤلات المذكوره اعلاه
بكل ثقه !!
لكن .. لدي قناعة راسخة بأن الثقة دون عبارات تشجيعية
قد تزعزع هذه الثقه وقد تغير كل شيء أمامنا !!
والقصة مع المثال نستنبط منها الكثير من الحكم !
والأروع في ذلك كله ان الحكمة كما ذكرت هي :
( أنك ستكون ما تعتقده عن نفسك ) .
دمت بود .. مع فائق الإحترام .