المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفارابي.. فرقة سعودية شبابية تتغنى بالأشعار العربية القديمة



ام انس
December 2nd, 2011, 12:47
حسن حاميدوي - العربية : بخلاف العديد من الفرق الموسيقية الشابة في السعودية، والتي اختارت اتجاهات موسيقية غربية مثل الراب والروك والهيب هوب، اختار مؤسسو فرقة "الفارابي" اتجاها غنائيا جديدا في اللحن والكلمات، دمج بين أنواع الموسيقي المختلفة مع كلمات للأغاني تمزج بين الأمثال والقصائد العربية القديمة.


http://images.alarabiya.net/04/4b/436x328_58302_180108.jpg
أعادت للذاكرة إبداعات المتنبي و أبي تمام والفرزدق

الفرقة التي لم يتجاوز سن معظم أفرادها حدود الـ30 سنة، أدت بامتياز عددا من الأغاني والألحان بروح شبابية يافعة استلهمت روح الأشعار العربية الأصيلة لتقدمها بأسلوب معاصر وحديث، بعد أن غابت الأغنية الفصحى أو كادت عن الأعمال الفنية، ولم تعد تشغل بال الفنانين كما في السنوات الماضية.

أكثر من سنتين مرت على تجربة فرقة "الفارابي" التي يبلغ عدد أعضائها سبعة أشخاص، جميعهم من مدينة جدة (غرب السعودية)، وهو ما يعني أن مغامرة اختيار دمج الموسيقى التجريبية الغنية بالتفاصيل مع القصائد العربية ذات الأسلوب التراثي، كانت مغامرة ناجحة، بحسب أعضاء الفرقة.

لماذا الفارابي تحديدا ؟
مدير الفرقة، الشاب ثامر فرحان (28 سنة) أوضح أن سبب التسمية جاء نسبة إلى العالم والفيلسوف والطبيب المعروف أبو نصر محمد الفارابي، والذي رغم انشغالاته الكثيرة استطاع أن يؤلف ثلاث كتب عن الموسيقي.
و أضاف ثامر في حديثه لـ "العربية.نت": "الفارابي اخترع بعض الآلات الموسيقية، كما أن أسلوب موسيقاه تتشابه معنا، إذ إنه دمج بين الموسيقى العربية واليونانية واللاتينية، ولذلك سمينا فرقتنا على اسمه".

وفيما يتعلق بالجديد الذي أحدثته الفرقة، قال ثامر إن نوعية الموسيقي تمثل جديدا بحد ذاتها، فهي خليط بين الغربية والشرقية والعربية والتي يتم العزف عليها بوتيرة متسقة عبر الدمج التجريبي الذي لا حدود له، وتابع: "ستجد عزف (البيانو) مدمجا مع اللعب على (الدرمز)- آلة أقرب إلى الطبول- كما ستجد (الغيتار) الغربي مصحوبا مع (العود) العربي، بالإضافة إلي (الكمنجة) التركية مع (البوزوك) اليوناني، وغيرها من الآلات".

وأكد ثامر أن أهم عوامل نجاح الفرقة جاء بسبب التنوع الذي يحظى به أعضاؤها، حيث إن أغلبهم جاءوا من خلفيات موسيقية مختلفة، فمنهم من كان مهتما بالموسيقي الشرقية وبعضهم الخليجية، فيما كانت ميول البعض الآخر للموسيقي الغربية، وتابع:
"فأنتج هذا التنوع مزيجا مبدعا ومدهشا من خبرات تنتمي لألوان مختلفة، وعلى هذا الأساس تم اختيار أعضاء الفرقة".

إقبال شبابي
ومن جهته، أكد الشاب ضياء عزوني، منتج الفرقة
وأحد مؤسسيها، أن التغني بالشعر العربي القديم عبر الموسيقي الحديثة، ولد إقبالا شبابيا كبيرا رغم انه يسير في اتجاه معاكس للموسيقى التجارية، مؤكدا في حديثه لـ العربية.نت أن ثراء وجاذبية أبيات الشعر العربي وتقاطعها مع التنوع الموسيقي، أحدثت تقليعة جديدة لفتت انتباه شريحة كبيرة من الشباب، لاسيما المهتمين بالفن الأصيل، فضلا عن الكبار.

وفيما يتعلق ببدايات الفرقة، قال ضياء إنها كانت في العام 2008، عندما بدأ هو و زميله (مثنى) - مغني بالفرقة- بعزف الموسيقى معا على الانترنت، عندما كانا يدرسان بالخارج، وعند عودتهما لجدة قاما بتأسيس أستوديو خاص، وسجلوا فيه أول أغانيهم العربية، وبعد أن لاقت استحسانا عمدا إلى تسجيل المزيد من الأغاني بنفس الأسلوب، ثم كان قرار إنشاء الفرقة.

كما أوضح ضياء، أن الفرقة أنتجت العديد من الأغاني، لكن الذي انتشر منها وسجل بشكل رسمي هما أغنية (قصة ملك) و(بلاد العرب)، اللتان كتبتا بترتيب معين لتخرجا على شكل قصة، كما إن كلماتهما جاءت عبارة عن خليط من الأمثال العربية والأبيات الشعرية، وأضاف ضياء قائلا: "نحن حاليا بصدد إنتاج ست أغاني جديدة، وسنخرج بألبوم متكامل مع بدايات العام 2012".

تجدر الإشارة، أن مجال الغناء بالفصحى شهد مؤخرا محاولات متعددة من الشباب في بلدان عربية مختلفة كالمغرب وسوريا والجزائر والسودان، حيث شق بعضهم مسارا جديدا داخل كلمات الفصحى بمنتهى الإصرار، عندما قرر أن يقدم هذا الفن بروح شبابية أصيلة استلهمت روح الطرب العربي الأصيل لتقدمه بأسلوب معاصر، إلا أن تجربة فرقة (الفارابي) تعتبر الأولى من نوعها على مستوى العالم العربي، حيث مزجت كلمات الفصحى التي أبدعها فحول الشعراء العرب مع الألحان المدمجة والتجريبية.