المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ادعوا لها .. توفيت اثناء العمره وهي صائمه



مساعد ابو ابراهيم
August 16th, 2008, 20:45
من أين أبدؤها وكيف أصوغها.. وبأي شعر يستقيم لساني
لقد خلق الله الخلق واصطفى منهم رجالا مؤمنين ونساء مؤمنات كانوا كالمصاحف تمشي على الأرض وكالمواعظ الصامتة ....إذا رآهم المؤمن اقترب من ربه وحاسب نفسه وزكى قلبه .. في حياتهم كانوا غيثا هنيئا مريئا حيثما هلَّ نفع وبعد مماتهم أورد ربيع هوامعهم وأزهر فكان لكل وارد جَنَّة ولكل سامع جُنَّة
وكانت في حياتك لي عظات ........... فأنت اليوم أوعظ منك حيا
ومن تلك النماذج الداعية الكريمة والصالحة المستقيمة – أحسبها والله حسيبها ولا أزكي على الله أحدا - أم وليد الناجم التي انتقلت إلى رحمة الله تعالى فجر يوم الخميس الماضي ولقد كانت حياتها وقصة مماتها دفتر دروس وكراسة عبر فهل من مدكر .. ولوجود صلة قرابة بيننا كنت بمواقفها أدرى ولتحري خبرها أحرى .. خذوها فكأنما أحكي لكم عن امرأة من الرعيل الأول !
أولا .. مواقف من حياتها :
* في آخر مرة وضعت مولودها خالد ذي التسع سنوات وقد كانت الولادة عملية قيصرية تعبت فيها كثيرا فلما وضعت بسلام جاءها الفاضل أبو وليد زوجها وقال لها : حمدا لله على سلامتك .. اطلبي يا أم وليد فلكِ عليَّ ألا أرفض لك أي طلب ؟؟
استطراد : لو كان غيرها لربما طلبت جوالا جديدا أو طقم مجوهرات فاخر – لكن همها يختلف ومناها أسمى من ذلك بكثير ..
قالت له سأطلب طلبا هل تعاهدني على إجابته أجاب أن نعم قال أطلب منك أن تعفي لحيتك لتكون موافقا لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. ومنذ ذلك اليوم واللحية تزين وجه زوجها الكريم .. فما أزكاه من طلب !
* عُرفت أم وليد بالتفاني في الدعوة إلى الله تعالى فلا تكاد تحضر مناسبة أو اجتماعا أو زواجا إلا وتطلب من الحاضرات أن تتحدث لهن لدقائق فينساب حديثها المؤمن مذكرا الحاضرات بعظمة الله وحاثا على مراقبته .. فضلا عن إلقائها المحاضرات الدورية في المصليات النسائية ودور التحفيظ القرآنية .. ولقد كان لها درس أسبوعي ثابت في عصر كل جمعة في منزلها يجتمع فيه نساء حيها حتى يكتظ المنزل بالحاضرات وهي لا تفتأ تُذَكِّر بالله وتنصح من حاد عن طريقه .. جاد الله عليها بالمغفرة .
* ولها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قدم سابقة يشهد لها بذلك كل من عرفها .. وما أجمل الأمر والنهي إذا غلفا بأسلوب رقيق وتعطرا بعبق الابتسامة .. وتلك سجيتها فإذا رأت فتاة مقصرة في لباسها لم تسلم عليها بطريقة ملفتة ثم تقول لها بابتسامة يا حبيبتي سأسلم عليك إذا عاهدتني بلباس ساتر فيتفرقا وقد رسم الموقف أثرا بالغا في نفس الفتاة .
* جاء إمام المسجد المجاور لبيتهم معزيا أبا وليد وقال ستفتقد حلقات المسجد داعما رئيسا لم يتأخر عن دعم الحلقات .. وسيفتقد أطفال الحي تلك الساعات والجوائز التي تقدم للمحافظ على الصلاة منهم .. والتي كانت أم وليد تقدمها ... يقوله الإمام وهو يظن أن زوجها وأبناءها على علم بذلك فيفاجأ بأنهم يسمعون الخبر لأول مرة فقد أخفته عن أقرب الناس لها إخلاصا لربها وكأنما تمثلت قول الزبير بن العوام رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال :" من استطاع منكم أن يكون له خبيئة من عمل صالح فليفعل " والطريف في الأمر أن أحد أبنائها ربما فاز بأحد تلك الساعات لمحافظته على الصلاة فيأتي مبشرا أمه فتستبشر وتدعو للإمام بكل خير لنشاطاته .. فما أجمل الإخلاص وما أبهى مقامه .
* في الأشهر الأخيرة قبل وفاتها جمعت مبالغ طائلة وقالت لذويها وزعوها على الفقراء والمساكين وجمعت مبالغ أخرى وحددتها لحفر الآبار لسقيا المسلمين ولقد كانت تسعى جاهدة في دعم المدارس النسائية لتحفيظ القرآن الكريم التي تشح مواردها .. وفي مرة قالت للحاضرات في أحد المناسبات أننا نبني مسجدا فمن يعين على إكماله .. فسبحان من جعل لها في كل مجال خير سهم وفي كل أرض معروف رسم .
* كانت رحمها الله صوامة قوامة ولقد قال أبناؤها أنها في العام الأخير من حياتها كانت تصوم يوما وتفطر يوما في أكثر العام .. فإذا ابتسمت المائدة بأشهى الأطباق التي أعدتها لزوجها وأبنائها اعتذرت منهم بلطف فقد كانت صائمة لله . ولقد كانت من أهل قيام الليل .. تحدثني أحد كبيرات السن أنها باتت عندهم فاستيقظت قبل أذان الفجر بساعتين فإذا سواد في طرف الغرفة وإذا به أم وليد تصلي .. إذا طاب الرقاد فرشت السجاد وكأنما يتجافى جنبها عن المضاجع لقد كانت تحفظ قول الله عز وجل عن المتقين : " كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون " فعزمت أن تكون منهم وكانت العزيمة بالفعال قبل المقال .. فما أفصح لغة الفعل !
ثانيا : قصة مماتها رحمها الله .
* كانت تدعو الله كثيرا في محاضراتها أن يتوفاها الله تعالى وهي تلقي درسا أو أن يتوفاها في بيته الحرام فأجاب الله دعاءها .
*تعيَّن أحد أبنائها في الأسبوع المنصرم في وظيفة جديدة فأبت عليه إلا أن يبدأ بعمرة قبل أن يباشر وظيفته وطلبت أن تصحبه وكان لها ذلك .
* رأت قبل رحلتها بأيام رؤيا فأخبرت ابنتها أنها رأت رؤيا خير وأن رؤياها إن صدقت فستعرفونها بعد أيام قليلة .. ولم تخبر شيئا .
* ألقت قبل وفاتها بخمسة أيام درسا عن الموت وتحدثت فيه عن العزاء وأحكامه والبدع التي أحدثها الناس في العزاء بحضور قريباتها وكأنما شعرت باقتراب أجلها .. فسبحان الله .. بل تذكر ابنتها أن لها مصلى خاصا فيه سجادة لا تكاد تطوى .. وقبل سفرها مع ابنها للعمرة طوت سجادتها على خلاف العادة ولما استغربت ابنتها من طويها ألحت أم وليد بأن ترفع سجادتها .. فسبحان الله .
* ولما همت بالخروج للمطار ودعت أبناءها وزوجها ورفعت يديها للسماء ودعت لزوجها وأكثرت وهي تقول جزاك الله عني خير الجزاء فقد يسرت لي أن أدعو لربي ... ولا حرمك الله أجري حيث لم تحرمني من الدعوة في سبيل الله .. وألحت بالدعاء ربع ساعة وهو يسمعها .
* وصلوا إلى المسجد الحرام في الثلث الأخير من الليل وطافت مع ابنها وابنتها وكانت تلح بالدعاء أن تأتيها منيتها في هذا المكان الطاهر وشرعوا بعد ذلك في السعي وفي منتصف السعي نادى مؤذن المسجد الحرام لصلاة الفجر فقالت لابنها وابنتها سنصبح صائمين ... فاليوم خميس ومن شعبان . فأصبح الثلاثة صائمين
* ولما صعدت للصفا في بداية الشوط الخامس وبين الأذان والإقامة في أشرف زمان وأطهر مكان وهي صائمة وقد استقبلت القبلة رفعت يديها داعية في بداية الشوط وابنتها تقف بجانبها ... تقول لم يرعني إلا أن خرت والدتي ساجدة لله تعالى .. تقول انتظرتها لتقوم من سجدتها فقد خلتها وافقت آية سجدة في دعائها فسجدت .. ولما طالت سجدتها نبهتها فلم تنتبه حاولت أن أقيمها فكأنما سعلت مرتين بلطف فسقطت على الأرض ... جاء الطبيب فكشف عليها سريعا .. وقال لقد فارقت الحياة .. فيا لله ما أحسنها من خاتمة .. بين يدي فريضة من فرائض الله وفي خير أرض الله .. وهي صائمة وتؤدي مناسك العمرة .. فاللهم اجعلها ممن يدعى من أبواب الجنة الثمانية .
وبعد يا ال معافا ..
تلك أم وليد .. صدقت مع الله فصدق الله معها .. وإنه لا يوفق لحسن الخاتمة إلا من أحسن في دنياه العمل وبطاعة الله اشتغل ..
أما من عبد الشهوات وهجر الطاعات فسيموت بارا بمعبوده .. وشتان بين الفريقين ... ولا سواء موتى أولاء في الجنة وموتى أولئك في النار إلا من رحم الغفار .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
" فأما من طغى * وآثر الحياة الدنيا * فإن الجحيم هي المأوى * وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإن الجنة هي المأوى "

محمد بن سعد
August 16th, 2008, 22:51
داعية معروفة
تلفـظ أنفاسها
وهي ساجدة على جبل الصفا
فجر الخميس الماضي
الموافق 6-8-1429 من شعبان

_______

تقول منتديات الإدارة العامة للتربية والتعليم :

"كانت تدعو الله كثيرا في محاضراتها أن يتوفاها الله تعالى وهي تلقي درسا أو أن يتوفاها في بيته الحرام فأجاب الله دعاءها (http://www.qassimedu.gov.sa/edu/showthread.php?p=86957#post86957)"

أخي مساعد ابو ابراهيم جزاكم الله خير
كان بإمكانك إعطاء فكرة موجزة عنما نقلته
أو مرجع الموضوع حفظنا الله بعفوه ومغفرته
ورحم أموات المسلمين أجمعين
والحمد لله رب العالمين

أيضا أخي الفاضل
لو تتحقق من نوع الخط الذي استخدته في موضوعك
فهو نوع يصعب تتبع مضمونه
يحصل له (قطع) بعد نهاية كل سطر

أرجو أن تجرب الخط Verdana في آخر قائمة (الخطوط)

نجم سهيل
August 16th, 2008, 23:17
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بلغ مني التأثر مبلغا لا أستطيع قول أي شيء
ولكني والله أغبطها على هذه الميتة العزيزة الكريمه
لقد نالت في دنياها ودينها الشرف وشرف الرضى من الله
في أخراها مما يظهر لنا والله أعلم رحمها الله رحمة واسعه

اللهم اغفر لجمبع موتى المسلمين
الذين شهدوا لك بالوحدانية
ولنبيك بالرسالة
وماتوا على ذلك
اللهم اغفر لهم وارحمهم
وعافهم واعفوا عنهم
وأكرم نزلهم
ووسع مدخلهم
واغسلهم بالماء والثلج والبرد
ونقهم من الذنوب والخطايا
كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
وارحمنا اللهم برحمتك إذا صرنا إلى ماصاروا إليه
وصلي اللهم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

عابر سبيل
August 18th, 2008, 22:53
السلام عليكم

بارك الله فيك اخي الغالي / ابو ابراهيم مساعد

ونسأل الله ان يتغمدها برحمته وان يجعل الفردوس منزلها

اشكرك على النقل الموفق

اخي الفاضل/ محمد الحتان

لو كتبت له على الخاص كان افضل بكثير

من نثر الموضوع امام الملا

وبدل هذا النقاش هو لم يضعه في هذا الموقع الا الدعاء لها

ليس للنقاش وتغير الخط ووضع الرابط

تقبلي مروري اخي الغالي ابو ابراهيم

مساعد ابو ابراهيم
August 22nd, 2008, 19:13
د/ محمد بن سعد
رحم الله من اهدى لي عيوبي .
أخي .. تعجز الكلمات عن شكرك ..
جزيت خيرآ .. ومنك نستفيد .

مساعد ابو ابراهيم
August 22nd, 2008, 19:29
اخي .. عابر سبيل ..
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته :
فعلآ استاذي الكريم .. ماأجمل التوجيه عندما يتسم بالإتزان
في عرض الرأي وكم من الأراء لم يوافق عليها الآخرون
أو قبلوها بغير قناعة .
اسأل الله ان لايحرمك الأجر والثواب وان ينفع بك الإسلام
والمسلمين وأن يتغمدها بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته .

مساعد ابو ابراهيم
August 22nd, 2008, 19:35
اخي .. نجم سهيل ..
اللهم امين .. حقيقة نعزي انفسنا قبل ان نعزي ذويها
ولاشك ان فقدان مثل هذه النماذج
خسارة عظيمه على الأمة .
اسأل الله ان لايحرمك اجر هذه الدعوات وان يرحم موتانا
وموتاكم وان يجعل مثواها الفردوس الأعلى من الجنه .
حفظك الله .

( * غريب الدار * )
August 22nd, 2008, 19:56
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ما أحسنها من خاتمة
فرحمها الله
الناس شهداء الله في أرضه

فهي مربية فاضلة وزميلة لأختي في المدرسة و كذلك بعد خروجها من المدرسة .
تحدثني أختي عنها أنها محبتاّ للعلم وأهله, محبتاّ للخير وساعية بالإصلاح بين الناس, تكره أن تضر الآخرين .


اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام والسنة , ومن توفيته منا فتوفه عليهما , اللهم اغفر لها وارحمها , وأكرم نزلها , ووسع مدخلها , وأكرم وفادتها , وأغسلها بالماء والثلج والبرد, ونقها من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس, اللهم وجازها بالإحسان إحسانا , وبالسيئات عفوا وغفرانا,اللهم وأملأ عليها قبرها بالنور والضياء واجعلها روضه من رياض الجنة , اللهم لا تحرمنا آجرها ولا تفتنا بعده .

وجزاك الله خير

مساعد ابو ابراهيم
August 22nd, 2008, 23:25
(
* غريب الدار * )
انتم شهداء الله في ارضه
اسأل الله ان لايحرمك اجر هذه الدعوات .
بارك الله فيك ونفع بك .